في مصر الفرعونية:هل كانت المرأة كاهنة
جريدة وطنى الصادرة بتاريخ 22/7/2007 م مقالة بعنوان " في مصر الفرعونية:هل كانت المرأة كاهنة؟! " الكاتبة الباحثة / ماري منصور
التاريخ الفرعوني فجر الحضارة الإنسانية الذي لا يزال يلهمنا كثيرا,وفي هذا الإطار أقام معهد الدراسات القبطية 'سيمنار' للدكتور أشرف صادق عالم المصريات والقبطيات بجامعة ليموج بفرنسا حول كهنوت المرأة في مصر الفرعونية,قال:إن كل المشتغلين بالمصريات كانوا يطلقون لقب كاهن أو كاهنة,فقد كنا نعتمد علي لقب 'خادمة الإله',وبعد دراسة اتضح لي أنه لقب يتضمن خدمات لا تصل إلي درجة الكهنوت وإنما تقتصر خدماتهن علي تأدية الألحان الدينية في المعابد أي أن خورس المعبد كان مكونا من النساء,يتوسطهن صوت منفرد هو ما نطلق عليه في فن الموسيقي 'السوليست'
وهناك العديد من الوثائق عن تكوين خورس المعبد المصري,تؤكد هذه الحقائق....
كذلك من بين الخطوط العريضة التي ساقتني إلي استبعاد كهنوت المرأة طقوس التكريس,ففي الوقت الذي نجد فيه أن الكاهن الفرعوني له تكريس خاص لكي يصبح كاهنا,لم نجد أي طقس تكريسي للمرأة.علي حين نجد وثائق عديدة تظهر الكاهن الفرعوني الرجل وهو يؤدي طقوس تقديس القرابين والصلوات أمام المذبح القديم في ذلك العصر,أما المرأة فيقتصر دورها علي الصلاة خلف رجل مصلي أو كاهن يقدس.
ومن الاستعدادات التي كان يقوم بها الكاهن الفرعوني قبل تأدية الطقوس الدينية الفرعونية تنظيف جسده من شعيراته عدة مرات في الأسبوع بينما لم نجد هذا اطلاقا في المرأة حيث لم تتحدث أي وثيقة عن ذلك.
وأشارت أيضا الوثائق عن الكاهن الفرعوني الرجل وهو يتطهر بالاستحمام في البركة المقدسة أكثر من مره في اليوم الواحد.
الدرجات الكهنوتية الفرعونية:
من هذه الدرجات الكاهن المطهر,والكاهن القارئ داخل المعبد,والكاهن المكرس أو الذي يقدس,وهناك درجات يطلق عليها كاهن النبوة,وهناك أيضا كاهن 'الأوراكل' أو الرؤية الذي يقوم بسؤال الإله الذي يجيبه علي تساؤلات المؤمنين (حسب العقيدة الفرعونية) ويستمر التدرج حتي يصل إلي كبير الكهنة ولا توجد أي وثيقة أيضا تحدثنا عن درجات كهنوتية للمرأة.لكن يوجد لقب خادمة المعبد.
هكذا تعد المعابد والمقابر والوثائق من أهم المصادر التي تؤكد أن المرأة لم تكن كاهنة في العصر الفرعوني.(راجع عالم الأقباط (لومند كوبت),وبوبيولرد لريجن إنينشنت إيجبت للدكتور أشرف صادق).
المساوة بين الرجل والمرأة عند الفراعنة:
رغم أنه مثبوت حتي في الوثائق المنزلية ووثائق الحج إلي الأماكن المقدسة في مصر القديمة أن الرجل يتقدم المرأة عند التقدمة للقرابين أو الصلاة,إلا أن هذا لا يضر بمساواة المرأة بالرجل وإن كان من النادر للمرأة الفرعونية أن تكون حاكمة...فقد كان الملك الفرعون هو الكاهن الأعظم رسميا حتي أن بعض الملكات اللاتي حكمن علي مدي ثلاثة آلاف سنة فرعونية...اعتبرن مغتصبات للتشريع الملكي فتم محي أسمائهن من قوائم الملوك في أغلب الأوقات.
ومن أهم أمثلة الملكات الملكة الفرعونية حتشبسوت من الأسرة18حوالي1500ق.م,وحتي في وثائقها كملكة كانت تصلي خلف كاهن في بعض الاجتماعات..ولكن لم تظهر صور لها في التكريس أو التقديس.
******************************************************************************************************************************
المـــــــــراجع:
1-عالم الأقباط (لومند كوبت) أ.د.أشرف صادق
2-موسوعة الفراعنة (باسكال فيرنوس وجان يويوت) ترجمة د.محمود ماهر طه
3-الديانة المصرية القديمة (ياروسلاف تشرني ترجمة د.أحمد قدري)