وللطرابيش تاريخ قديم جدا يرجع لعهد محمد علي باشا عام1805 حيث دخلت مصر ولكن الطربوش في الأصل عادة عثمانية انتقلت للأتراك.صناعة التي عرفتها مصر علي يد محمد علي باشا
وقد تغير شكل الطربوش منذ عهد محمد علي إلي الوالي سعيد ثم الخديوي إسماعيل والملك فاروق وجاءت الثورة وألغي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ارتداء الطربوش بعد أن كان إلزاميا علي الموظفين وطلاب المدارس والجامعات والعساكر وكان الطربوش ونظافته والاهتمام به وبزره الأسود دليلا علي الأناقة والذوق الرفيع.
أحد المحال القديمة لصناعة الطرابيش حيث كان من "العيب" خروج الرجل من بيته دون وضع "طربوش" علي رأسه بعد أن يتحول الطربوش في عهد الخديوي عباس الأول إلي زي رسمي يحرص الباشوات والافنديات علي حد سواء ارتدائه.
.. في ذلك الأوان كان الناس إما مطربشاً أو معمماً "هم الذين يلتزمون بالزي الأزهري" أو يرتدون الطاقية كأهل الأرياف أو العمامة فى الصعيد.. تعالوا نعود إلي عصر الطرابيش ونسمع ذكريات المعلم رمضان أشهر صناع الطرابيش بشارع الغورية.
المعلم رمضان: الطربوش المتجول بشارع الغورية اعرق شوارع القاهرة الفاطمية هو من تبقى فى مصر هو الوحيد الذى لا يزال يصنع الطربوش المعلم رمضان لا يريد الافصاح عن باقي اسمه ويقول إنه ورث هذه المهنة عن والده وجده وظلت الأسرة معروفة بصناعة الطرابيش لأكثر من 100 عام وحتي الآن حيث اوشكت علي الانقراض بعد ان كان ارتداء الطربوش يعطي وقاراً لمن يلبسه.
اضاف: ان ارتداء الطربوش اختفي تقريباً وان كان هناك نوع يرتديه "طلاب المدارس الأزهرية وأئمة المساجد والمشايخ والمقرئين الذين يرتدون طربوش العمامة الشهير" وبالاضافة إلي هؤلاء فإن بعض القادة تحرص علي استخدام الطرابيش كزي يتميز به العاملون بها وهو ما يعرف بنظام "الاوبروي" دون ذلك يقوم بعض السياح وعشاق الطرابيش بأرتدائها علي سبيل الترفيه والتسلية وقد يشتريه اصحاب الحفلات.
ويقول ان قلة الاقبال علي شراء الطرابيش بطبيعة الحال أدي إلي قلة المحلات الخاصة بتلك الصناعة الأمر الذي ادي إلي عزوف الصناع عنها لأنها اصبحت صناعة غير مربحة
كيف تصنع الطرابيش؟
مصنع للطرابيش المكان في شارع الغورية بمنطقة الحسين, حيث يوجد أقدم محل لصناعة الطرابيش هناك وقد يكون الوحيد وتجد العمال والصنايعية مازالوا يعملون في تصنيع الطرابيش وبرغم موت صاحب المحل الحاج أحمد الطرابيشي مازال أولاده يعملون علي المحافظة علي هذه المهنة بسبب وصية الحاج لأولاده بعدم التخلي عن هذه المهنة, هذا المحل الذي لبس منه طرابيش الملوك ومنهم الملك فاروق والملك الحسن ملك المغرب وشيوخ الأزهر الشريف, فشيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي لا يشتري عمته إلا من محل الطرابيشي في الغورية.
الصورة الجانبية : صورة قديمة لباعة جائلين فى أحد حارات مصر يبيعون الطرابيش وأمامهم قوالب النحاس وأحد المتعلمين يجرب وضع الطربوش على رأسه
ويشرح المعلم رمضان طريقة اعداد الطربوش والتي تبدأ بتحضير قوالب من الخوص يتم وضعها حول قالب نحاس ثم يوضع فوقها خامة تسمي الجوخ ليتم تثبيتها تحت مكبس خاص ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الكي وهي المرحلة النهائية ليكون الطربوش معداً للوضع فوق الرءوس.
والطربوش يتكون من صوف وخوص نخيل وجلدة وزر حرير وكان هذا الزر له دلالة, حيث كان يتكون من3 ألوان الكحلي والأسود يرمز للأساتذة والأفندية وآئمة المساجد, أما الزر اللبني الفاتح يدل علي المقريء في الجنازات.
وقد انقرضت هذه الصناعة الآن ولم تعد موجودة سوي في ذلك المحل, حيث لا يستخدم الآن الطرابيش سوي الشيوخ في الجوامع الملتزمين بالزي الأزهري حتي هم أصبحوا قلة ولم تعد العمة إلزامية علي الشيوخ في ذلك الوقت. وفن صناعة الطربوش كما يقول أبناء الحاج أحمد: فن صعب يحتاج لمهارة عالية وحرفية شديدة لأنها كلها صناعة يدوية والطربوش شكل من أشكال التراث لابد من المحافظة عليه وتنمية هذه المهنة حتي لا تموت.
أما أسعار الطرابيش فتبدأ من8 جنيهات وحتي40 جنيها, والعمر الافتراضي للطربوش10 سنوات بعدها يجب تغييره.
ومن أهم ذكريات صناعة الطرابيش أنها كانت منتشرة جدا فلا تجد حارة في القاهرة والإسكندرية, إلا وفيها محل تصنيع وبيع الطرابيش أما الآن فلن تجد أي ذكري حتي لهذه المهنة, ولا أحد يستخدم الطرابيش في العالم العربي كله سوي المملكة المغربية.
الصورة الجانبية : المكبس
***************************
المــــــــــــراجع
(1) المصدر جريدة الجمهورية الاربعاء 7 من ذى القعدة 1429هـ - 5 من نوفمبر 2008 م عن خبر بعنوان [ المعلم رمضان: الطربوش كان "إيمه وسيما"]
(2) الأهرام العربى السبت 6 / 10 / 2007 عن خبر بعنوان[ 3طرابيش ومكواة رجل وقباقيب ومبيض نحاس بقايا التاريخ فـي حواري المحروسة ]