ومر على المسيحيين حوالى ربع قرن فى سلام فطاب لهم العيش  ولذ العمل فقد قام فى غضون هذه الفترة أباطرة أتصفوا بالعدل وحسن السياسة , فرفعوا الظلم عن البلاد وحقنوا دماء العباد , وظلت الأمور جارية على محور الأستقامة حتى السنة التاسعة من ملك دومتيانوس أى سنة 95 م فقد بدأ فى أضطهاد المسيحيين وبدأ فى ألقاء يوحنا اللاهوتى فى خلقين زفت وهو يغلى .

وقد ردد بعض المؤرخون أن السبب فى إضطهاد المسيحيين هو ما سمعه أن المسيح مزمع أن يملك على كل العالم , فخاف أن يستولى المسيح على ملكه وأن يتم مجيئه فى زمانه , ولكنه عندما سألأ مشاهيرهم عن وصف هذا الملك وكيف يملك العالم كله ؟ أجابوه أنه يملك على قلوب الناس روحياً فهو سمائى يملك على العواطف , حينئذ أزدرى بالأمر وخفف عنهم إضطهاده وحقن دمائهم .

قالت أ . ل . بتشر (1) : "  أما عن حالة المصريين الأصليين فى عهد فسباسيانوس وتيطس فصارت إلى أحسن مما كانت عليه قبلهما وذلك بحسن إدارتها وعنايتهما بشئون اهالى المملكة .

الأمبراطور الرومانى تيطس يذهب إلى ممفيس

ذهب تيطس بنفسه إلى ممفيس فى موكبه الرسمى لحضور الأحتفال بتكريس الثور أبيس عندما عزم المصريين على أقامته معبوداًُ بعد سلفه المتوفى ( الثور السابق) , وكان قد تم فى أثناء ملك فسباسيانوس بناء هيكل هيكل نيف الفخم بمدينة لاتوبوليس ( أسنا ) بعد أن عمل فيه العاملون مدة عدة سنين كما هى عادة بناء الهياكل المصرية , وقد جاء هذا الأثر الجميل محاكياً بفخامته وحسن زخرفته أفضل المبانى التى شيدها المصريين فى عهد وصول فنى العمارة والهندسة قمة الكمال عندهم , وقد فحر أسم فسباسيانوس فى المكان المخصص لذكر معبود الذى بنى الهيكل على أسمه فوق واجهة الباب .

الأمبراطور دومتيانوس

وبعد وفاة تيطس تولى الأمبراطورية الرومانية دومتيانوس قيصر وفى عهده أرسل جوفنال الشاعر الرومانى المشهور لقيادة فرقة عسكرية من الجيش فى مصر , وكان قد بلغ من الكبر عتياً فمات عقيب وصوله إليها بعد أن سئمت نفسه البقاء فيها بعيداً عن الأهل والوطن . وقد كتب فى أثناء هذه الرحلة رسالة عن المصريين أكثر فيها الإنتقاد على أهل الريف منهم لا سيما ما يتعلق بحيواناتهم المقدسة

وفى أثناء حكم دومتيانوس لمصر تنيح البطريرك القبطى أنيانوس رقم 2 فى عدد البطاركة .

ثم أنه فى عهد الأمبراطور نيرفا الذى أخلف دمتيانوس رفعت عن اليهود فى مصر الضريبة الشخصية التى كانوا يؤدونها منذ أيام البطالسة , ومقدارها نصف شاقل عن كل فرد غير أن الضريبة عادت ففرضت عليهم ثانية فى عهد أحد القياصرة الآتى ذكرهم فيما بعد .

أما عن حالة الكنيسة المصرية فى مدة حكم هؤلاء الأباطرة فكانت على ما يرام من ألأمن والسلام تعمل وتنموا وآخذة فى الأمتداد والإنتشار بسرعة كبيرة .

=================

المراجـــــــع

(1) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الأول ص 38 - 40