Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

ثورة اليهود فى الأسكندريــة بعد سقوط أورشليم 

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأمبراطور كلوديوس
مصر ولأمبراطور فسباسيانوس
ثورة اليهود بالأسكندرية
هيكل أونياس اليهودى
نيرون الطاغية
الأمبراطور دوماتيانوس

 

  قالت أ . ل . بتشر (1) : " فلما كان فصل الخريف من سنة 70 ب . م وردت أخبار بعد طول انتظار منبئة بسقوط مدينة أورشليم , وقد بلغ عدد الأسرى الذين أخذوا من اليهود بسقوطها 97 ألف نسمة سيقوا جميعهم أرقاء ليعملوا فى مناجم مصر بالأخص , وكان لمسير هذا الجيش الكئيب وراء تيطس الظافر منظر تنفطر له الكباد لا سيما وقد تبعهم عدد غفير من سكان أورشليم التعيسة , حيارى أذلاء , بلا مأوى وقد أتوا لأن مصر كانت تعتبر ملجأ وملاذاً لكل هارب وكل تعيس , آملين أن يجدوا مكاناً فى مصر فى ظل مساعدة أخوانهم الأغنياء , ومن ذلك العهد أخذ اليهود فى الهجرة من بلادهم إلى مصر أفواجاً أفواجاً .

ولكنهم لم يلبثوا أن أقلقوا بأفعالهم يهود الأسكندرية الذين باتوا يخافون على أنفسهم من تهور عامة اليهود فقد أثاروا شغباً وهياجاً على الحكومة الرومانية , وجاهروا بتعنيف إخوانهم المصريين اليهود على خضوعهم للرومان وإستسلامهم لسلطة قيصر الرومان صاغرين وشجعوهم على القيام للحرب والكفاح دفاعاً عن حريتهم ووطتهم الذى أصبح قاعاً صفصافاً .

ولكن لم تروق دعوى الثورة والجهاد فى أعين يهود مصر الأغنياء المترفهين لأنهم يعلمون أنهم سيكونون الخاسرين على كل حال بلا محالة , إذ أشهروا راية العصيان , ولذلك لما رأوا تفاقم الشر من أولئك المهاجرين ( كانوا يلقبونهم بالأشقياء) عقدوا جمعية ( إجتمعوا) من أكابر يهود الأسكندرية قرروا فيها أن راحتهم (مستقبلهم) وسلامتهم) تتوقفان على ألقاء القبض على هؤلاء المحرضين وتسليمهم ليد الحكومة , حتى ينفوا بذلك عن أنفسهم شبهة الإتحاد معهم على ما يخططون من العصيان والثورة .

وبناء على هذا القرار قبض على 600 يهودى مرة واحدة من هؤلاء الذين تفانوا فى حب وطنهم بعد أن هرب كثير منهم إلى القرى , ولكن قبضوا عليهم فيما بعد وأعيدوا إلى الإسكندرية حيث أذاقوهم أنواع شتى من التعذيب لكى بحلفوا يمين الطاعة والولاء للأمبراطور فسباسيانوس , ولكنهم رفضوا بأجمعهم حتى الأطفال منهم وفضلوا الموت علىفقد الأستقلال والحرية , وهكذا قتلهم الرومان عن بكرة أبيهم .

على أن لهيب ثورة اليهود أندلع فى هذا الوقت بسرعة حتى وصل إلى قورينة (بلدة من بلاد الخمس مدن الغربية ) حيث قام رجل حائك ( ترزى صانع للثياب ) أسمه يونان منادياً فيها بالحرب لأنقاذ الوطن محرضاً على ذلك الطبقة الوسطى من أبناء جلدته ( اليهود فى ليبيا) من غير الأغنياء على ما ذكره يوسيفوس المؤرخ اليهودى .

فلبى كثير منهم دعوته وسار فى جيش كبير العدد ولكن قليل العدة (ألات القتال ) قاصداً بلاد مصر ليساعد يهود الأسكندرية على الثورة كما كان مخططاً وكان معتمداً على معونى سمائية تأتيهم فتساعدهم على الأنتصار فى خطتهم , غير أنهم ما كادوا يغادرون حدود قورينة حتى أفشى إخوانهم اليهود الأغنياء سرهم إلى كاتلوس والى هذه المقاطعة غدراً وخيانة فإقتفى الوالى الرومانى أثرهم على الفور فأدركهم وهزمهم شر هزيمة وفرقهم وسباهم , وقد عفا الوالى عن قتل يوناثان المذكور زعيم هؤلاء الثائرين على شرط أن يبوح له بأسماء اليهود الذين وعدوه بالإنضمام إليه حينما يتم له الأمر .

فكشف له يوناثان بأسماء عدد كبير من أغنى وأقوى رجال اليهود فى قورينة والأسكندرية ورما , ولا ندرى غذا كان فعل ذلك وفاء بالشرط الذى فرضه الوالى على ما تقتضية ذمته أو رغبه له فى الأنتقام انفسه ممن خانوه وغدروا به من أبناء ملته , وعلى كلتا الحالتين كانت النتيجة أن ثلاثة ألاف رجل من أغنياء اليهود فى قورينة فقط سيقوا للذبح بلا تحقيق أو بحث بأسباب هذه الحادثة , وصودرت أملاكهم وأموالهم حسبما رواه يوسيفوس , أما بقية من اباح اسمائهم من يهود الأسكندرية وروما فقد رفع كاتلوس أمرهم إلى المبراطور , وكانت عاقبة ذلك بقفل هيكل اليهود فى مصر , وأن لا يسمح لهم بإقامة العبادة العلنية فيه وبذلك كسرت شوكتهم ودنى كبرائهم إلى الحضيض .

====================

المراجـــــــع

(1) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الأول ص 38 - 40

This site was last updated 05/25/15