Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

كتب صدرت عن الجنرال يعقوب

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
جنرال يعقوب وأستقلال مصر
إلياس وأول قاموس
محاولة الإستقلال بمصر
إنصاف الجنرال يعقوب
كتب عن الجنرال يعقوب

Hit Counter

 

والمعلم يعقوب موضعُ نزاع على وطنيته كما يرى المؤرخ الدكتور محمد عفيفي، وسط تأكيد على طائفيته كما يجزم القبطي الإنجيلي رفيق حبيب ، وهو محرومٌ بقرار من بطريرك الأقباط في عصره. وهو خائنٌ لبلده ووطنه عند الدكتور أحمد حسين الصاوي ("المعلم يعقوب بين الأسطورة والحقيقة"، دار الفكر للنشر والتوزيع، طبعة 1986). في المقابل، تجد دفاعاً عنه وعن وطنيته، لدى د‏.‏ أنور لوقا في كتابه "هذا هو المعلم يعقوب"، وكذلك د. لويس عوض في "تاريخ الفكر المصري الحديث" و"أوراق العمر"، والقمص متياس نصر منقريوس "الجيش الوطني القبطي: 1800-1814"

ولد يعقوب يوحنا في ملوي حوالي عام 1745 والتحق في عهد علي بك الكبير بخدمة سليمان آغا رئيس الانكشارية واستطاع عبر إشرافه على إدارة أملاك رئيس الانكشارية أن ينمي ثروته الخاصة. وهو حارب في صفوف المماليك ضد قوات حسن باشا التي نزلت في مصر لتثبيت الحكم العثماني قبل الحملة الفرنسية على مصر بفترةٍ قصيرة.

** كتاب الجيش القبطى الوطنى 1800- 1814م للقمص متياس  منقريوس ----->

وكان في الثالثة والخمسين من عمره عندما غزت الحملة الفرنسية مصر بقيادة نابليون بونابرت عام 1798 وعندما طلب الجيش الفرنسي من المعلم جرجس جوهري – رئيس "المباشرين" وعميد الأقباط- أن يرشح له بعض المتخصصين فى الإدارة حتى تسير الأمور كما كانت من قبل, رشح له خمسة من الأقباط ومعهم يعقوب يوحنا, فقام نابليون بونابرت بتعيين الخمسة، واختار يعقوب يوحنا ليصبح مديراً عاماً لتموين وإمداد الحملة الفرنسية في مصر وهو عملٌ كبيرٌ وضخم يقتضي إطعام 30 ألف جندي فرنسي ينتشرون في مدن مصر وقراها, وخاصة على شاطيء النهر.

وقد تعددت مواهب هذا الرجل، فقد أسندت إليه مهمة توزيع الضرائب على أهل الوجه القبلي وجبايتها من قبل الجنرال ديزيه، فنفذ الأعمال الموكلة إليه بكل دقةٍ ومهارة وحين أرسل نابليون حملة إلى الصعيد يقودها الجنرال ديزيه، رافق المعلم يعقوب الجنرال الفرنسي في حملته التي كانت تهدف إلى مطاردة جيش مراد بك –الذي عمل يعقوب لديه سابقاً- والمماليك الذين فروا إلى الصعيد، وإخضاع المصريين للسيطرة الفرنسية خرج المعلم يعقوب في هذه الحملة مرافقاً للجنرال ديزيه لغرضٍ واحد يحدده المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في كتابه "مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس"، حيث يقول: "وفي خامس عشر سافر عدةٌ من الإفرنج إلى جهة الصعيد وعليهم صاري عسكر المتولي على الصعيد اسمه "دزة" وبصحبتهم يعقوب القبطي ليدبر لهم الأمر ويعمل لهم أنواع المكر والخداع ويطلعهم على الخبايا ويصنع لهم الحيل، فمنهم أنه كان يرسل الجماعة من الإفرنج لقبض الأموال وطلب الكلف، ويلبس البعض لبس العثمنلي ويكتب لهم التحذير من المخالفة، ويذكر لهم أن هذا أمرٌ سلطاني، فيروج ذلك على كثيرٍ من أهل البلاد، ويمتثلون الأوامر" كان يعقوب خبيراً في طرق الصعيد وأوضاعه المالية والإدارية والاجتماعية، وكان عليه أن يمهد الطريق أمام الفرنسيين للحصول بسهولة على أموال المصريين..

لكن ما حدث أن مهمة يعقوب تجاوزت ذلك كله، فتحول سريعاً إلى مستشار خاص لـلجنرال ديزيه. ولأنه كان يعمل لدى المماليك طوال حياته، فقد كان ملماً بطرق تفكيرهم ويمكن أن يخمن خططهم في القتال، وطرق الهجوم والدفاع، بل إن يعقوب نظم شبكة من الجواسيس والعملاء للاستطلاع وجمع المعلومات عن تحركات مراد بك وتقديمها للفرنسيين شارك المعلم يعقوب في القتال الميداني بالصعيد، حيث قاد فصيلة من الجيش الفرنسي ضد قوة مملوكية في أسيوط واستطاع أن يحقق الانتصار ويهزم المماليك، مما دفع ديزيه إلى أن يقدم له تذكاراً عبارة عن سيفٍ منقوش على مقبضه: معركة عين القوصية - 24 ديسمبر كانون أول عام 1798

وتدل الوثائق على أن المعلم يعقوب قد نشأت بينه وبين الجنرال ديزيه صداقةٌ متينة وعميقة. وحين جاءت الأنباء إلى القاهرة بموت ديزيه في معركة مارنجو (التي دارت عند إحدى القرى الإيطالية أثناء حربه مع النمساويين) افتتح اكتتابٌ بين جنود الجيش الفرنسي في مصر لإقامة نصب تذكاري تخليداًً لذكرى ديزيه، فكتب المعلم يعقوب إلى القائد العام قائلاً إنه متبرع وحده بثلث المبلغ المطلوب لإقامة هذا النصب التذكاري لهذا الرجل الذي يقول يعقوب إنه "وهبه قلبه"

وقد تجلت معالم العلاقة بين يعقوب وديزيه فى قصيدة شعرية كتب معناها الأول، ونظمها الأب روفائيل. كان يعقوب فى القصيدة يرثي صديقه ديزيه الذي قُتل وهو في الثانية والثلاثين من عمره.

 ومما جاء في القصيدة المتواضعة المستوى:

 أذرفنا على ذكر الحبيب دموعاً.. سكرنا بها ليوم البعث والحشر حبيب وقد ذاع صيته أبداً.. بطل وقد عرف في سائر القطر فآهاً على ناصري داسه.. ووا أسفي على أصحابي به لو قدر القدر فكنت أرغب وجودي بميداني مارنجوا.. كما رافقته قبلاً بصعيدنا المصري فموتي عنه فداءٌ كان يغنيه.. عن فقد حياة مفيدة ذكرها دهر ولم يزل بفكري مخلدا أبداً.. حتى إلى خروج الروح من صدري ومحبتنا للفرنسيين فلابد عنها.. لأنهم اعتقونا من الأضرار والشر

ومهمة المعلم يعقوب في خدمة الاحتلال الفرنسي فقد تولى جمع الضرائب من أهالي الصعيد  وكان أهل الصعيد يسمون حملة الجنرال ديزيه (جيش المعلم يعقوب).

عاد يعقوب إلى القاهرة بعد حملة الصعيد، وكانت ثورة القاهرة الأولى قد وقعت، ويبدو أنه قد عرف حقيقة موقفه وموقف الأهالي منه ولذا حول داره إلى ما يشبه القلعة العسكرية، وجعل لها بوابةً محصنة يقف عليها الحرس المسلحون ليلاً ونهاراً، وتوافق ذلك مع شروع نابليون في بناء عدة قلاعٍ حول القاهرة، بحيث تحيط مدافعه بالقاهرة كلها.

واعتبرت قلعة المعلم يعقوب واحدةً من قلاع الفرنسيين في القاهرة ثم قامت ثورة القاهرة الثانية، وبالطبع انحاز فيها يعقوب إلى الفرنسيين، بل وتروي المصادر الفرنسية أن يعقوب قاتل ببسالة وحماس أثارت تقدير كليبر شخصياً وبعد أن انتهت الثورة وبدأ كليبر يعاقب الثوار ويكافيء الذين تعاونوا مع الفرنسيين، كان أول الذين كوفئوا المعلم يعقوب.

وأخذت المكافأة عدة أشكال، فقد فرض كليبر غرامةً كبيرة على الأهالي، وجعل يعقوب مسؤولاً عن جمع هذه الأموال "وبالوسائل التي يراها مناسبة" ويستشهد المؤرخ شفيق غربال على دور المعلم يعقوب برسالةٍ كتبها الجنرال "عبد الله" جاك مينو إلى بونابرت يقول فيها‏:‏ ‏"إني وجدت رجلاً ذا دراية ومعرفةٍ واسعة اسمه المعلم يعقوب وهو الذي يؤدي لنا خدماتٍ باهرة منها تعزيز قوة الجيش الفرنسي بجنود إضافية من القبط لمساعدتنا"

والحال أنه بوصول يعقوب إلى منصب "آغا" الملة القبطية أي كبير الأقباط، فقد بدأ في تكوين فيلق قبطي في خدمة الفرنسيين يتألف طبقا لبعض التقديرات من 896 جندياً وضابطاً –وقيل في مصادر أخرى إن عددهم بلغ ألفي جندي وضابط- تولى تجنيدهم من أهل الصعيد، في حين تكفل الفرنسيون بتدريبهم على حمل السلاح والقتال، وتعلم يعقوب نفسه الخطط العسكرية وترأس الفيلق. ويشير د. لويس عوض في كتابه "تاريخ الفكر المصري الحديث" إلى أنه منذ ذلك التاريخ ارتبط مصير المعلم يعقوب ومصير الفيلق القبطي بمصير الجيش الفرنسي

ويقول المؤرخ الفرنسي البارز والمتخصص في تاريخ حملة بونابرت على مصر هنري لورنس في كتابه "المغامر والمستشرق" (المجلس الأعلى للثقافة في مصر، ترجمة: بشير السباعي، 2003)

 إنه بعد أن قتل سليمان الحلبي الجنرال كليبر قائد الحملة بعد عودة بونابرت إلى فرنسا، قدم الفارس المالطي تيودور دو لاسكاريس (1774– 1817) اقتراحاً بأنه من المهم ترك حزب قوي ليستمر في الحفاظ على النفوذ السياسي والتجاري في مصر، ولذلك يجب تعزيز الفيلق القبطي الذي يقوده المعلم يعقوب.

وهكذا تمت ترقية يعقوب إلى رتبة جنرال في جيش الجمهورية، وهو أول أجنبي ينال هذه الرتبة، في حين نال ابن أخيه لقب كولونيل وجعله القائد العام "عبد الله" جاك مينو مساعداً للجنرال بليار في مارس آذار عام 1801 للدفاع عن القاهرة، فأنشأ شبكة تجسس لمواجهة ثورات القاهرة التي اندلعت ضد الاحتلال.

والشاهد أن القوات الفرنسية تمكنت بمعاونة المعلم يعقوب من قمع ثورة القاهرة الأولى سنة 1213 هـ، وثورة القاهرة الثانية سنة 1214هـ لكن الدنيا دارت دورة كاملة، بهزيمة القوات الفرنسية أمام الجيش الإنجليزي وعند تسليم القاهرة، دخل "الجنرال" يعقوب في اتفاقية التسليم ففي مشهد الانسحاب الأخير‏,‏ كان ضمن شروط معاهدة التسليم‏,‏ التي أبرمها الجنرال الفرنسي بليار مع قائد الجيش الإنجليزي‏,‏ وممثلي الدولة العثمانية في ‏27‏ يونيو حزيران عام ‏1801,‏ أنه يحق لأي من سكان مصر على اختلاف أجناسهم‏,‏ إذا رغب في اللحاق بالجيش الفرنسي في رحيله أن يرحل معه‏,‏ ولا يجوز بعد رحيله أن تؤذى عائلته أو تصادر أملاكه‏.‏

المؤرخة إيريس حبيب المصري

وهكذا غادر المعلم يعقوب مصر ليبحر إلى فرنسا مع الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنواتٍ قضاها في التعاون مع الاحتلال الفرنسي تقول المؤرخة إيريس حبيب المصري في كتابها "قصة الكنيسة القبطية" (مكتبة كنيسة مار جرجس، سبورتنج – الإسكندرية، الكتاب الرابع ص 224): إنه لما انتهى أمر الحملة الفرنسية بالصلح مع العثمانيين والإنجليز بشرط انسحابهم من مصر، عزم الجنرال يعقوب على السفر إلى فرنسا, فخرج بمتاعه وعبر إلى الروضة (حيث خرج الفرنسيون من القاهرة استعداداً للرحيل) ومعه عساكر القبط وهرب الكثير من الباقين واختفوا, واجتمعت نساؤهم وأهلهم وذهبوا إلى قائمقام وبكوا وولولوا وترجوه فى إبقائهم عند عيالهم وأولادهم فإنهم فقراء وأصحاب صنائع فهم ما بين نجار وبناء وصانع وغير ذلك فوعدهم أن يرسل إلى يعقوب أن لا يقهر (يغصب) منهم من لا يريد السفر والذهاب معه"

وركب يعقوب وأتباعه- رافقه أخوه حنين وأمه ماري غزالة وزوجته مريم نعمة وابنته منٌه وابن أخيه إلياس صاحب القاموس الشهير، ونفر من الأقارب والخدم وعساكر القبط- البارجة الإنجليزية "بالاس" للخروج من مصر‏‏ في 10 أغسطس آب عام 1801، واختار أن يكون على السفينة نفسها مع صديقه الفارس المالطي لاسكاريس. ثم اكتملت مأساته بإصابته بالحمى بعد يومين فقط من تلك الرحلة ثم موته إثر إسهال حاد في منتصف الساعة السابعة من صباح اليوم السادس لها‏ (16‏ أغسطس‏1801)‏

وكانت آخر وصيةٍ له همس بها في أذن بليار وهو يحتضر هو رجاؤه أن يدفن إلى جانب الجنرال ديزيه، وبالفعل نفذ الفرنسيون وصيته ويقال إنهم احتفظوا بجثمانه فى برميلٍ من الخمر حتى يصلوا إلى فرنسا ودفن هناك.

هل مات الجنرال يعقوب مسموماً ؟

 وقال د‏.‏ أنور لوقا في كتابه "هذا هو المعلم يعقوب" أن يثبت رواية تقول إن‏ يعقوب مات بفعل قدح قهوة تركية ضيفه بها حسين باشا القبطان قبيل سفره‏.‏

الأعمال الكاملة - الفكر المصرى الحديث الخلفية التاريخية - دكتور لويس عوض ---> 

وقد ووري الثري في جبانة سان مارتان في مرسيليا بعد تشييع جنازته في احتفالٍ مهيب‏‏ لكن الرجل ظل يثير معارك حتى بعد وفاته

مشروع الاستقلال الأول

 الدكتور لويس عوض حدثنا عما أسماه "مشروع الاستقلال الأول" الذى وضعه المعلم يعقوب في أعقاب الحملة الفرنسية على مصر، إذ يقول في كتابه "تاريخ الفكر المصري الحديث" إن يعقوب كان يسعى إلى إقناع الفرنسيين والإنجليز بمشروعٍ خاص لاستقلال مصر قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة على ظهر البارجة "بالاس" التي كان قومندانها الكابتن جوزيف إدموندز، الذي نقل إلى قائد البحرية الإنجليزية اللورد سانت فنسنت تفاصيل "مشروع" المعلم يعقوب الذي أفضى به له قبل وفاته مباشرةً. ويرى جاستون حمصي –الذي يمت بصلة قرابة للمعلم يعقوب- يرى أن يعقوب تشرب أفكار الثورة الفرنسية، في حين يقول د. أنور لوقا إن يعقوب ذهب إلى فرنسا وهو يحمل بذرة الوطنية المصرية فكان أول مصري يضع مشروعاً لاستقلال مصر عن الدولة العلية وعن حكم المماليك

المؤرخ شفيق غربال ------->

ودفاعاً عن المعلم يعقوب، يقول المؤرخ شفيق غربال: "أول ما في تأييد يعقوب للتدخل الغربي هو تخليص وطنه من حكم لا هو عثماني ولا هو مملوكي, وإنما مزيج من الفوضى والعنف والإسراف, ولا خير للمحكومين فيه ولا للحاكمين إذا إعتبرناهم دولة قائمة مستمرة..وثاني ما في تأييده هو إنشاء قوة حربية مصرية (قبطية في ذلك الوقت) مدربة على النظم العسكرية الحديثة الغربية"

المؤرخ يعقوب نخلة روفيلة

وفي المقابل، يقول د. وليم سليمان قلادة نقلاً عن المؤرخ يعقوب نخلة روفيلة في كتابه المهم "تاريخ الأمة القبطية" (الصادر عام 1898): "وتسجل كتب التاريخ القبطي تبرؤ الكنيسة المصرية من الشخص الذى ينحرف عن هذا التقليد العريق – يعني الولاء للوطن– ممثلاً بالجنرال يعقوب الذي عاش أيام الحملة الفرنسية وسار في خطة تخالف أبناء جنسه.. فإنه فضلاً عن مخالفتهم في الزي والحركات اتخذ له امرأةً من غير جنسه بطريقة غير شرعية، كما أن رجال الدين لا سيما البطريرك لم يكونوا راضين عن تصرفاته وأحواله.

وسمعت من بعض شيوخ الأقباط المسنين أن البطريرك نصحه لمرات عديدة بالعدول عن هذه الخطة فلم يقبل، وعاوده النصيحة مرة أخرى، فجاوبه جواباً عنيفاً فسخط عليه.

وسمعت من آخر أن ما كان بينه وبين البطريرك من المنازعة والمشاحنة دفعه إلى التجرؤ على الدخول في الكنيسة مرة راكباً جواده شاهراً سيفه" وقد اشتكاه الأقباط آنذاك للبابا الذي كان على خلافٍ معه يعزوه المؤرخون المسيحيون إلى زيه وحركاته وسلوكه المخالف لما اعتادوا عليه، وكذا لزواجه الثاني بعد وفاة زوجته من مسيحية سورية من ملة أخرى، وهو الزواج الذي لم تعترف به الكنيسة

ويفسر د. جاك تاجر في كتابه "أقباط ومسلمون من الفتح إلى عام 1922" (كراسات التاريخ المصري، 1951) حالة المعلم يعقوب بقوله‏:‏ إذا أردنا أن نفهم نفسية هذا الرجل يجب أن ننظر إلى أعماله قبل الاحتلال الفرنسي‏. كان يعقوب ذكياً,‏ وقد اشتهر بمهارته في ركوب الخيل‏,‏ كان يشغل كسائر أبناء طائفته وظيفة المباشر‏,‏ ولكنه لم يكن مسالماً مثلهم‏,‏ إذ أنه انضم قبل وصول الفرنسيين بزمنٍ طويل إلى صفوف إبراهيم بك ومراد بك‏‏ وفي معركة تغيير الولاءات، ظل الرجل يمارس دور الجباية مرة لصالح المماليك وأخرى لتصب في جيوب الفرنسيين فأخذ يتولى تحصيل الأموال من الأهالي.

وحين اندلعت ثورة القاهرة الثانية حول بيته إلى قلعة ووضع فيه أسلحة‏,‏ وأقام فيه عددٌ من الجنود الفرنسيين، ما مكنه من القتال ضد المصريين شهراً كاملا‏ً.‏ واختصاراً، فإن جاك تاجر يرى أن مسألة المعلم يعقوب لا تحتمل أية مناقشة‏,‏ فقد أسهم في إذلال الشعب المصري‏,‏ وأنكر وطنه‏,‏ وكان يعتبر نفسه جندياً من جنود بونابرت لكن هذا لا يعني مطلقاً أن الانتماء الديني هو سبب وقوع المعلم يعقوب في الخيانة، فلم يدخل بونابرت وقواته مصر غازياً بوصفه مسيحياً­ كما هو معروف­ بل إنه ادعى أنه جاء للدفاع عن الإسلام، وشارك المصريين في احتفالاتهم الدينية ولم يتورع عن الاشتراك في حلقات الذكر أثناء المناسبات الدينية المختلفة.

والمؤرخ عبد الرحمن الجبرتي وصف "يعقوب القبطي" الذي كان يحل مكانه أحياناً لقب "يعقوب اللعين"،

كتاب رجاء النقاش - لويس عوض في الميزان ---- >  

 ويرى رجاء النقاش في كتابه "لويس عوض في الميزان" الصادر عن دار الشروق في مصر، أن يعقوب كان مثل المارشال بيتان في فرنسا إبان الغزو النازي، وأنه حمل السلاح ضد أبناء وطنه، رافضاً ما ذهب إليه الكاتب نسيم مجلي من أن يعقوب كان يطمح الى أن تكون مصر دولة مستقلة بمساعدة فرنسا أو إنجلترا.

أحمد حسين الصاوي في كتابه "المعلم يعقوب بين الأسطورة والحقيقة " من أن مراد بك (وهو مسلم) انتهى أمره ايضاً إلى التحالف مع الفرنسيين

This site was last updated 09/26/09