كتاب الجيش القبطى الوطنى للقمص متياس منقريوس | Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس الجنرال القبطى يعقــوب يـوحنا |
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
الجنرال القبطى يعقــوب يـوحنا
الأقباط بين زمن الحب وزمن الهراطقة شعب الكنيسة القبطية بتقاليدها وتراثها وتعاليم يسوع النقية هى الكنيسة الوحيدة الوحيدة الباقية فى مواجهة سلطان الظلمة وإله هذا الدهر عاشت الكنيسة بقيادتها وشعبها زمن الحب أثناء حبرية مثلث الرحمات البابا كيرلس والبابا شنودة وشعرنا حقا بالآية القائلة (حز 16: 8) "فمررت بك ورأيتك، وإذا زمنك زمن الحب. فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك، وحلفت لك، ودخلت معك في عهد، يقول السيد الرب، فصرت لي." ؟ ومر زمن الحب وعشنا أمجاده ولكن تغير الحال تماما فى حبرية البابا تواضروس ونتسائل هل دخلت الكنيسة القبطية فى بداية زمن الإرتداد العظيم هرطقات الأساقفة تعصف بها من داخل الكنيسة .. ففى إيبارشية سيدنى باستراليا هرطقة السيمونيين وفى أمريكا هرطقة الأساطير الذى يقودها الأنبا أنجيلوس النائب الباباوى وما بين هذا وذاك بينما نرى البابا ذهب إلى السوبد فى 10/11/2015م وإشترك فى صلاة بقراءة الإنجيل وراء كاهنة فى كنيسة لوثرية بيتما الكنيسة القبطية لا تعترف بكهنوت المرأة [ورد على الصفحة الرسمية للكنيسة الانجليكانية وصفحة رئيس اساقفة كانتربيري انه صلى صلاة طقسية اسمها Evensong (وليس مجرد صلاة مسكونية) وهى صلاة ليلية يوم الأحد لها كتاب مثل كتاب اللوترجية (القداس) بالكنيسة القبطية (الصورة الجانبية) ] وكان المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أصدر قرارًا مجمعيًا، فى جلسة 26 مايو عام 2007، أعلن فيه توقف الحوار بين الكنائس الشرقية والإنجليكان أو الكنيسة اللوثرية بسبب إبتعاد هذه الكنائس عن تعاليم يسوع فى االكتاب المقدس وسيامتهم إملراة كاهنة وبالإضافة إلى هذا القرار ففى عام 2003 شهد أيضًا توقيع بيان مشترك من الكنائس المصرية يرفضون فيه موافقة الكنيسة اللوثرية على زواج المثليين.. إنه أمر جلل وخطير نرى فيه علاقة الكنيسة القبطية بالكنيسة اللوثرية تصل إلى حد الشركة معهم فى قداسات .. لهذا .. اليوم وليس غدا يجب على الكنيسة القبطية أن تصدر قرارات مجمعية تحدد عقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من جهة (1) كهنوت المرأة وباقى عقيدة الكنيسة اللوثرية بالسويد (2) هرطقة الأساطير التى نشرها الأنبا أنجيلوس (3) الهرطقة السيمونية .. وغيرها .. وإلى آباؤنا الساقفة الأبرار أعضاء المجمع المقدس .. اليوم وليس غدا فى هذه الساعة وليست القادمة أقول لكم إن تحديد الخطوط العريضة من جهة هذه الهرطقات تحدد مستقبل الكنيسة لأجيال قادمة وتحميها .. اليوم وهذه الساعة يمكنكم تحديدها والتكلم بحرية ولكن سيأتى اليوم الذى لن تستطيعوا فيه حتى التكلم فى الخفاء لأن إله هذا الدهر سيطر على العالم الغربى وسيس الكنائس وقوانينها كما حدث فى الكنيسة الوثرية هذه الحضارة ستتغلغل فى العالم كله وهى آتية إليكم شئتم أم أبيتم وكما يقول الكتاب الرب ابقى بقية صغيرة يعبدونه فى مصر فلتحافظوا عليها بإصدار قرارت مجمعية تحدد موقف العقيدة المسيحية الأرثوذكسية بإتجاه هذه الهرطقات وفى هذا الصدد (كتب #عضمةزرقا - ياسر يوسف بالفيس بوك ) طوبي لمن سلم الوديعة كما استلمها ...طوبي لمن سلم حقل الرب مملوءا بالثمار الحقة ...طوبي لمن سار في طريق الاباء ... واحتفظ بالايمان كجوهرة ثمينه ...نادرة النقاء .. طوبي لك يا ابي ... قداسة البابا شنودة الثالث .. وكتب أيضا فى مقالة بعنوان "جفت مراعي البرية ! " وبدأ يقول "يا ابي .. رسالة إليك" قام في كنيستنا من يري ان إنجيلنا ( ميثولوجيا ) ويري آدم أسطورة وحواء خيال … فلماذا اذا جاء المسيح ؟ يعلم في منابرنا من يري الفداء ليس لإبدال العقوبة خلاصا ولكن حبا … هل تعلم يا ابي انه م يتاجرون بالمحبة … يبدأون بها الكلام وينهون بها الكلام … يكررونها كثيرا ولا يعيشون ما تعنيه … محبة غاشة لانها ليست من الله ولأنها لا تزدان بالحق … محبة تشبه قبلة يهوذا ودموع اخوة يوسف .. في وسطنا من يعلم وكأنه آريوس جديد ومن يفتخر باستنارة ليست من الروح ويجد من يهلل له .. يا ابي انسحق قلبي في وسطي وانجلت عظامي حزنا علي كرم الرب وقد اختلطت المفاهيم وصار من يتمسك بالوديعة متعصبا ومن يتبني الفلسفة العالمية متفتحا … يا ابي في وسطنا من يرتب للشر في أماكن مستترة ويتكلمون كأباء وهم معلمين خداع قلوبهم … ضَل الشعب في طرق مقفرة وصارت كلمة الحق عزيزة جدا .. يا ابي انهم يشككون في كل شئ … الأسرار والطقوس والتاريخ واليوم في الكتاب المقدس فماذا يبقي لنا .. يا ابي اتذكر حينما قلت ذات مرة قد أسامح في كل شئ الا حق الله والكنيسة… هل نسيوا ؟ .. يا ابي يريدون. ان ننسي تاريخنا ونري تمسك آباءنا بالعقيدة هو لذات متكبرة او اختلاف لغة او لأسباب سياسية وكأن أسنان ديسقورس وشعر لحيته لم يكونا لمجد الله وايمان الكنيسة الرسولي .. يا ابي يريدوا ان ينسي الشعب كلمتك بأحلامهم كما قال ارميا يريدوا كنيسة تقبل الفكر المخالف دونما تقويم ويرفضوا ان يتكلم الأبناء بالحق .. يا ابي صلي عنا وعن الكنيسة وعن الشعب .. اطلب من اجلنا صغار نحن ولكننا اقوياء بالكنيسة والحق والانجيل .. يا ابي ******************** ماذا تقول رابطة حماة الايمان؟ *********************** من هو يعقوب يوحنا ؟ ولد يعقوب يوحنا فى ملوى المنيا 1745 - ومات فى البحر المتوسط ، 16 اغسطس 1801 وإسم الشهرة المعلم يعقوب .. وبدأ يتعلم كما يتعلم أقرانة فى كتاب القرية وكان ذكياً طموحاً فإستطاع أن يتفوق على أقرانه , ولما بلغ العشرين من عمره ألحقة أبوه فى خدمة أحد الكتبة من أقاربه , وكان قريبه الكاتب يعمل فى جباية الضرائب لأحد المماليك فى ذلك العصر , فتعلم اصول المهنة بما فيها المعلومات الإدارية والحسابية . وبدأ نجمه فى الظهور من خلال عمله لدى سليمان بك (من أبرز مماليك على الكبير) وأكتسب مهارة واسعة فى التنظيم والإدارة ووصل إلى أن يصبح مديراً عاماً لماليته , ومن خلال عمله لمس عن قرب أحوال مصر السياسية والمالية والعسكرية وعرف خباياها . ومن الأشياء العديدة التى تعلمها من عمله مع المماليك أنه أتقن ركوب الخيل وأستعمال السيف وآلات الحرب الأخرى وتزوج من أبنة عمه حسب عادة أهل القرى وأنجب منها ولداً ولكن ما لبث أن مات أبنه ولحقت به أمه فى وباء الطاعون الذى كان كثيراً ما ينتشر فى مصر , وظل وفياً لزوجته القبطية لمدة 12 سنة ثم تزوج من فتاة سورية (من حلب ) (1) ****************************** يعقوب يوحنا مديراً للحملة الفرنسية وحينما أحتل الجيش الفرنسى مصر طلب من المعلم جرجس جوهرى أن يرشح له بعض رجال الأقباط المتخصصين فى الإدارة حتى تسير الأمور كما كانت من قبل , فرشح له خمسة من الأقباط ومعهم يعقوب يوحنا , فقام نابليون بونابرت بتعيين الخمسة أما يعقوب يوحنا فقد عينه مديراً عاما لتموين وأمداد الحملة الفرنسية فى مصر وهو عمل كبير وضخم جداً لأطعام 30 ألف جندى فرنسى ينتشرون فى بلاد مصر وقراها , وخاصة على شاطئ النهر , وقد تعددت مواهب هذا الرجل العملية فقد أسندت إليه توزيع الضرائب على أهل الوجة القبلى وجبايتها من قبل الجنرال ديزيه فنفذ الأعمال الموكلة إليه بكل دقة ومهارة فائقة حتى أن شريف مكة أطلق عليه لقب " عظيم حملة ديزيه فى الوجة القبلى " وترقى حتى أصبح أول قائد عسكرى قبطى قاد اول جيش مصرى خالص من ايام الفراعنه. ********************************** لمـــاذا إنضم يعقوب إلى المماليك الثائرين ؟ إشتهر الأقباط بالعلم والكتابة إلا أن المعلم يعقوب يوحنـــا كان منصرفاً عن حرفة الكتابة والعلم إلى إقتناء الأملاك والتجارة الحرة ولما كان معاصراً لظلم العثمانيين الأتراك على بنى جنسه من المسيحيين فقد نمت فى عقله فكرة طرد هؤلاء المحتلين بأى وسيله كانت , وبالرغم من أنه تعدى حدود الفقر وأصبح يتعامل مع كبار الحكام فى الدولة إلا أن هذا لم يمنعه من أن يشعر بمعاناة المسيحيين عموماً والأقباط خاصة من الذل والهوان من ظلم هذا الحكم الظالم لمدة أكثر من 50 سنة من عمره , ولكن كان هناك قوتين ظالمتين يحكمان مصر وهما الأتراك العثمانيين والمماليك فإنضم إلى الثائر المملوكى مراد بك ضد العثمانيين . ففى سنة 1786 م رافق مراد بك فى حربه ضد الأتراك العثمانيين , وكان له نصيب من النصر الذى أحرزه مراد بك كما إشترك مع المماليك فى حروبهم وغزواتهم (2) وقلد الجنرال يعقوب عادة المماليك فى أستقبال والأحتفال بضيوفهم الكبار ويصف لنا أحد الفرنسيين حفل تكريم القائد ديزيه وضباطه فى تلك الحفلات فيقول : " حسب عادة البلاد كانت القاعات التى أستقبلنا فيها مفروشة ابلحصر والسجاد والآرائك وعلى جوانبها المساند , وقدم لنا الخدم الماء البارد الممتزج بالوائح العطرية , ثم القهوة .. وبعد مدة نصف ساعة مدت مائدة كبيرة عليها انواع من الكعك والفطير وأصناف الفاكهة والمربيات والألبان , وكان معظمها لذيذ له رائحة زكية ... وبعد ساعتين مدت على المائدة (التى أزيل كل ما كان عليها) الخبز والطواجن الأرز الدسم الممزوج باللبن , واصناف الخراف المشوية وأرباع العجول , ورؤوس هذه الأنعام مسلوقة , وإلى جوانبها أكثر من ستين طبقاً تحوى أنواعاً من الخضر والفالوزج (البالوضة) والفطائر والعسل النقى , فلما أنتهينا من الأكل غسل الخدم أيدينا , وطيبونا بماء الورد , ثم شربنا قهوة ثانية ... وبعنا جلس للأكل ضيوف يعقوب .. وحين فرع هؤلاء جاء دور الخدم ... ثم وصف الفرنسى الخدم والحشم والجوارى السودانيات والحبشيات ثم أنهى وصفه بقوله : " ويطول بنا الكلام إذا وصفنا كل ما كان يحيط بالمعلم يعقوب من مظاهر الأبهة والمجد ... " (3) ********************************** كيف حصل يعقوب يوحنا لأعلى لقب منحته الجمهورية الفرنسية
من يتهم الجنرال يعقوب يوحنا بالخيانة لأنه عمل مع الفرنسيين هو أصلاً هو غريب عن مصر لأن شيوخ مصر المسلمين كانوا يخدمون الفرنسيين أيضاً وكانوا من أعضاء الديوان الذى يحكم مصر بأسم الفرنسيين !! كما أتهمه آخرين بأنه إنضم إلى الفرنسيين لمنفعته الشخصية !! ولكن من المعتقد أن الشعارات التى أطلقتها الثورة الفرنسية من حرية ومساواة وعدل وأخاء قد جذبت المعلم يعقوب يوحنا إليهم ووضعت فى نفسه املاً فى تحرير بلادة من وطأة الإستعمار العثمانى والمملوكى معاً , وقال عنه محمد صبرى فى مؤلفه "تاريخ مصر الحديث " ما يلى : " إن يعقوب فى بداية الإحتلال الفرنسى ألتحق بخدمة الفرنسيين الذين دخلوا مصر أصدقاء يحملون راية جديدة هى راية الحرية , وبارح مصر على رأس وفد مصرى مؤلف من اعيان القبط , وكانت فكرته الأساسية مخاطبة أنجلترا فى أمر أستقلال مصر , ولكن وفاته العاجلة فى الطريق قضت فجأة على مشروع مفاوضة دول أوربا فى ذلك الإستقلال " وفى هذا المعنى قال الدكتور شفيق غربال : " أول ما فى تأييد يعقوب للتدخل الغربى هو تخليص وطنه من حكم لا هو عثمانى ولا هو مملوكى , وإنما مزيج من الفوضى والعنف والإسراف , ولا خير للمحكومين فيه ولا للحاكمين إذا إعتبرناهم دولة قائمة مستمرة ... وثانى ما فى تأييده هو أنشاء قوة حربية مصرية (قبطية فى ذلك الوقت ) مدربة على النظم العسكرية الحديثة الغربية ... .. والذى نروم ان نذكره وننبه إليه هنا على ضوء الوثائق التى وجدت حديثاً فى محفوظات وزارة الخارجية الإنجليزية هو أن فكرة الأستقلال المصرى التى نشأت فى ظل حملة بونابرت كانت قد خطرت منذ فجر القرن التاسع عشر للمصريين , فإن واحداً منهم وهو المعلم يعقوب القبطى أعرب عنها بلسانهم , إلا أن موته قبل الأوان حال بينه وبين عرض هذه القضية والدفاع عنها أمام وزارات أوربا " أما هدف رعاع المسلمين وعامتهم الذين سكنوا مصر وإستوطنوها هو الثورة ضد الإستعمار الفرنسى لإرجاع الإستعمار التركى والعثمانى معاً ليجثم ويلتهم خيرات وطننا العظيم ومن المعروف أن المسلمين الذى سكنوا مصر لا يعتبرها وطناً لهم , لأن الإسلام تجنس وليس له وطن , وعلى هذا فهم يسلمون مصر لأى غازياً مسلم , هم بأيديهم الغريبة عن مصر يسرقون خيراتها ويسلمون مصر لكل من يغزوها بشرط أن يكون مسلماً . ويعتبر المسلم الذى يسكن ارض مصر غريباً سواء كان يرجع فى أصل جدوده إلى العرب الغزاة أو جيوش المسلمين العديدة التى غزت مصر أو يكون جدوده من الأقباط , لأنه بمجرد نطقة الشهادتين ويصبح مسلماً غريباً وخائناً خان وطنه لأنتماؤه إلى غزاة غرباء وخان دين آبائه وأجداده , وأصبح عدوا لأهله لأنهم لا يدينون دين الحق الدين ألإسلامى ولا يؤمنون بالله ولا برسوله , وتسقط عنه الجنسية المصرية لأنه يصبح أنتماؤه إلى الإسلام كما قال حسن البنا , الوطن هو الإسلام وليس الأرض حتى ولو أدعى ذلك بأسلوب التقية الإسلامى الشهير . وبما أن أنتماؤه ليس لمصر ولكنه للأسلام , لهذا لا يحق لهذا الغريب المسلم الذى يسكن فى أرضنا أن يتهم أى واحد منا بالخيانة لأنه لاينتمى لمصر فهم الذين سلموا البلاد لآل عثمان والمماليك وخربوا مصر وما زال المسلمين يخربون مصر حتى الآن أتهموا الجنرال يعقوب بالخيانة فمن هو الخائن إذا؟ ً ونحن أمام ثلاثة من المستعمرين أثنان مسلمان أمتصا خيرات البلاد وجعلوا القاهرة التى كانت عاصمة الخلافة العربية مجرد قرية والحملة الفرنسية التى أتت بالعلماء صغر أمامهم علماء الأزهر .. ويروى التاريخ أن عساكر جيش آل عثمان عندما حضرت ووقع الفرنسيين معهم معاهدة جلاء , فوجئ أهل الحرف والعمال والصناع ان جنود آل عثمان كانوا يدخلون القاهرة فى أفواج صغيرة وشاركت هؤلاء الغلابة فى أرزاقهم وعندما شكى المسلمين المصريين للباشا العثمانلى فقال لهم هؤلاء هم عساكرنا فماذا نفعل؟ وبعد أن تعامل يعقوب يوحنا مع الفرنسيين وعرف أفكارهم عن الحرية والعدل والمساواة نبذ ولاؤه للمماليك والعثمانيين وفكر فى أن يستفيد من الفرنسيين وتكوين جيش وطنى لأول مرة فى مصر لحماية الأقباط من أى أعتداء يتعرضون له , فجمع يعقوب ألفين من شباب الأقباط من الذين كانوا يعملون مع الفرنسيين كصناع وعمال فى الصعيد ويفهمون بعض الفرنسية ووضعهم تحت التدريب العسكرى الفرنسى المتحضر كما قام الجنرال كليبر بإنتقاء بأنتقاء ضباط لتدريبهم . وعن أهمية ودور الحملة كما فهمة الجنرال يعقوب يوحنا أوضح كتاب " أصول المسألة المصرية" (4) مايلى : " وقد اخفقت الحملة الفرنسية عسكرياً ولكنها أفلحت فى توجيه أضوء العلم الحديث إلى ماضى مصر البعيد ولفت الدول لفتاً غنيفاً إلى أهمية مركزها السياسى ثم فتح نفوس بعض أبنائها للتبارات الغربية الحديثة , ونحن نجد أول صدى هذه التيارات فى مشروع المعلم يعقوب لتحرير مصر من الحكم العثمانى , ويعقوب من القباط الذين لازموا الفرنسيين منذ بدأت حملتهم فتمثل آراءهم السياسية ... وقد اتجه الألفى بعد يعقوب إلى الإنجليز وإستعان بهم فى محاولة أستعادة حكم فى مصر ... ولكنه لم يكن فى ذلك أكثر من حاكم (أجنبى) معزول يلتمس السبيل إلى إسترداد حكمه فلم يرتفع إلى الوعى الذى بلغه يعقوب " وقد حدث فعلاً ما توقع فقد قام الجنرال يعقوب يوحنا كما ذكر الجبرتى بحماية الأقباط من عامة المسلمين وغوغائهم والحشرات كما كان يحلوا للجبرتى تسميتهم من القتل والإغتصاب للمسيحيين الذين عاشوا فى قلعته , فى الوقت الذى أباد المسلمين المسيحيين الموجودين فى أحيائهم ذبحا وقطع رقابهم لأجل الحول على بقشيش من العثمانيين. وقاد يعقوب الفيلق القبطى بعد أن منحوه الفرنسيين لقب جنرال ووهبوه سيفاً ومنحوا أبن أخيه لقب كولونيل . وهذه الرتب لم يصل إليها قبطى فى جيش مصر منذ إحتلال العرب المسلمين مصر وحتى الان , ونحن نقول للقارئ حقيقة هامة أن الإسلام والمسلمين أخذوا الجزية ولم يستطيعوا حماية مسيحى مصر فى أى وقت من الأوقات من أى غازى ولا حتى من أنفسهم , وعلى هذا فإن الجزية التى فرضت على مدى قرون على شعبنا القبطى تعتبر فردة وأتاوة فرضت من لصوص على شعبنا القبطى لأنه يؤمن بالمسيحية لا أكثر ولا أقل . أقرأ ايها القبطى تاريخ حقبة تواجد الفرنسيين فى أرض مصر وهى لا تتعدى الثلاث سنين لتعرف مدى حقد وكره ووحشية المسلمين للمسيحيين الأقباط . ********************************** خـــــــدماته الإدارية والمالية .. وتعرف به الفرنسيين للغنى الذى وصل إليه وشهرته فى الأعمال التجارية ولما بتينوا فيه من قوة الشخصية مع النشاط والحزم ورأى الفرنسيين أنه فارساً شجاعاً بالرغم من كبر سنه فألقيت على عاتقه مهام لا يستطيع غيره النهوض بأعبائها ومن ألعمال التى قام بها :- ** فجمع الغرامة الضريبية التى فرضوها على أهالى القاهرة فأداها بأفضل أسلوب إبتغاء الوصول إلى هدفه بتحرير بلاده من نير المماليك والأتراك العثمانيين . ** وإحتاج الحملة الفرنسية والجيوش المتفرقة على طول البلاد لإمدادها بالتموين فإستطاع بإدارته الخارقة أن يمد هذه الجيوش بما تحتاجه بالرغم من صعوبات الطرق فى ذلك الوقت . ** ونهض بالإدارة المالية للوجه القبلى كله من توزيع الضرائب وجبايتها وأستطاع التوفيق بين الأوامر الإدارية الجديدة التى تتبعها دولة متحضرة مثل فرنسا والتى أصدرها الجنرال ديسيه والأنظمة القديمة المألوفة فى مصر منذ أيام الإحتلال العربى الأسلامى حتى الإحتلال العثمانى لمصر . ********************************** حمـــــــايته للمسلمين من ساكنى مصر .. وكانت للمعلم يعقوب كامة مسموعة فى الشئون الإدارية وكان الجنرال بليار كان يتولى الإشراف على جباية الضرائب وحدث أن أهل قرية من قرى بنى سويف تأخروا عن دفع الضرائب , فقبض الجنرال بليار على مشايخ القرية رهينة عنده حتى يدفع أهلها ما عليهم من ضرائب , وأتفق أن المعلم يعقوب ذهب إلى بنى سويف قادماً من الفيوم بصحبة الجنرال ديسيه بعد إخضاعها , ولما علم المعلم يعقوب بما حدث مع الشيوخ فإحتج بشدة وثار على تصرف بليار ونصحهم بإستعمال الصبر فى الجباية والكف عن إرهاق الشعب بالجباية حتى لا يكونوا مثل العثمانيين فسمعوا له وأخلوا سبيلهم . ********************************** المعلم يعقوب ينجح فى تطبيق نظام التموين ونظام البريد الغربى فى مصر .. وقام المعلم يعقوب بوضع خطة لحملة فرنسية تسير حتى بلاد النوبة لأخضاع المماليك الهاربين من الجيش الفرنسى فى الصعيد ونفذ الفرنسيين هذه الخطة ونجحت فى حملتها وبددوا شمل المماليك وأضعفوهم وكانوا تحت قيادة المماليك إبراهيم بيك ومراد بيك , وعندما تقلد محمد على الحكم قضى على بقيتهم حيث أنهم كانوا من الضعف لم يستطيعوا مقاومته , أما الجنرال ديسيه الفرنسى فعاد إلى أسيوط وإتخذها مركزاً عاماً للقيادة ومعه المعلم يعقوب وكبار ضباطه (5) ونظم الجنرال يعقوب فرقة من السعاة ( الهجانة ) تتولى الإتصالات بين الجيوش المختلفة فى أنحاء مصر بما يشبه البريد فى العصر الحديث , وقد أعجب الجنرال ديسيه بتنظيمة لإدارة البريد لأنها جعلته على إتصال دائم بجنوده فى الشمال والجنوب وتحريكها طبقاً لخططه الحربية , وكان يرسل الجرحى للقاهرة ويتزود منها بالمؤن والذخيرة (6) ********************************** إشتراكه فى الحمـــلة الفرنسية ضد المماليك - المماليك يطلبون الصلح وحدث تناقص فى الجيش الفرنسى لسوء تدبير الجنرال مينو , وأتفق مع الفرنسيين فى تجنيد بعض الأقباط الشبان فذهب إلى الصعيد وجمع ألفين من الأقباط الأشداء فقبل الفرنسيين تدريبهم على حمل السلاح والقتال وتعلم يعقوب نفسه الخطط العسكرية وترأس الفرقة القبطية , وكان رفيقاً للقائد الفرنسى ديسيه الذى أهداه سيفاً فخرياً نقشت على اليد هذه العبارة : " معركة عين القوصية " تكريماً بفضل شجاعة يعقوب وفيلقه القبطى فى معركة القوصية ( 24 ديسمبر سنة 1798 م وكان يقود مع ديسيه الحملة الفرنسية وكان المماليك عشرة أضعافهم ولكن ببسالته وإقدامه فى خوض المعركة أنتصرت الحملة الفرنسية على المماليك وأستحق هذا التكريم ولا يزال هذا السيف موجوداً عند الباقيين اليوم من أفراد عائلته (7) ولما وجد الفرنسيين أن يعقوب لا يقل فى المهارة عن قوادهم منحوه رتبه جنرال (قائد) جيش , ويعتبر المعلم يعقوب يوحنا هو أول رجل من غير الفرنسيين تمنحه حكومة الجمهورية الفرنسية إلى رتبة قائد ( جنرال) ولقبه الشريف حسن شريف مكة " بعظيم حملة ديسيه فى الوجه القبلى " وبعد هزيمة المماليك طلبوا الصلح وطلبوا وساطة الجنرال يعقوب يوحنا . ********************************** الجنرال يعقوب مع كليبر عندما عمل المعلم يعقوب مع الجنرال كليبر فى تنفيذ خططه منحه رتبه اعلى وهى كولونيل (أى مقدم) ومنحه الجنرال مينو بعد ذلك رتبة جنرال ( أى لواء) .. كما كان وزيراً للمالية فى ذات الوقت , وقد ادار الأمور التى وكلت إليه إدارة ماهرة بالسلطة المخوله إليه من قادة الحملة الفرنسية . هجوم الجيش العثمانى على مصر - ثورة القاهرة فى مارس 1800 م ومذبحة الأقباط
********************************** الجنرال يعقوب وحماية الأقباط - إنشاءه لحصن يعقوب ولكن لم يتعود الأقباط إرسال اولادهم للقتال والعسكرية والجندية فى ذلك الزمان فحضر آبائهم من الصعيد ولجأوا إلى الأنبا مرقس الثامن الـ 108 ليتوسط لدى الجنرال يعقوب حتى يطلق سراح أولادهم , فرفض طلب البابا القبطى ولكن رجع معظمهم من تلقاء انفسهم ولم يتبق معه غير 700 - 800 قبطى - وبنى قلعة صغيرة بجهة الجامع الأحمر بالأزبكية وسماها قلعة يعقوب متحسباً لهجوم رعاع المسلمين وغوغائهم وقد ذكر المؤرخين أنه كان كثيراً ما يهجمون على الأقباط دائماً من وقت لآخر خاصة عندما يهاجم مصر عدو من الفرنجة . وفعلا ما فكر فيه الجنرال يعقوب حدث فقد دبر المسلمون خطة للهجوم على الأقباط لأبادتهم كما حدث وذبح المسلمون المسيحيين فى مدينة دمياط أيام هجوم الصليبين عليها كان كل غرض الجنرال يعقوب هو الدفاع عن أخوانه الأقباط ضد المهاجمين من المسلمين فعندما شعر بقرب تنفيذ خطة المسلمين هدم بعض البيوت التى خربها المسلمين فى الحوادث الأخيرة وبنى على أنقاضها سوراً عاليا ضخما حول الحى القبطى به فتحات لأطلاق نيران البنادق على المسلمين الذين يقتربون من الحى القبطى للأعتداء على الأقباط , وشيد ابراجاً فوقه من داخل السور وجعل للسور بوابتين وكلف جنديين يحملان السلاح على اكتافهما لحراسة البوابة لمنع كل من يحاول الدخول وحفر أنفاقاً لهروب الأقباط إذا حدث وإحتل المسلمين هذا الحى وأصبح المكان حصنا , وتمكن الجنرال يعقوب من أن ينقذ القباط من مذبحة دموية كانت ستحدث بالدفاع عنهم ضد من يريد أن يقتحم حيهم الآمن . ويقول الجبرتى المؤرخ المسلم عن قصة انشاء الجنرال يعقوب (8) للفيلق القبطى : " أن يعقوب القبطى لما تظاهر مع الفرنسيين , جعلوه سارى عسكر القبطة ... فجمع شبان الأقباط وحلق لحاهم , وألبسهم زياً يشابه عسكر الفرنسيين , ولكنه ميزهم عنهم بقبعة يلبسونها على رؤوسهم , مشابهة لشكل البرنيطة , وعليها قطعة فروة سوداء من جلد الغنم ... غاية فى البشاعة ! وصيرهم عسكره وعزوته , وجمعهم من أقصى الصعيد . وهدم الأماكن المجاورة لحارة النصارى , التى هو ساكن بها , خلف الجامع ألحمر , وبنى له قلعة , وسورها بسور عظيم وأبراج وباب كبير يحيط به بدنات عظام (جمع بدن وتعنى هيكل أو شكل) , وكذلك بنى أبراجاً فى جهة الحارة ببركة الأزبكية , وفى جميع السور المحيط والأبراج طيقانا (جمع طاقة) للمدافع وبنادق الرصاص على هيئة سور مصر الذى رممه الفرنسيين , وجعل على باب القلعة , يفتش الخارج والداخل عديد من العساكر الأقباط الملازمين للوقوف ليلاً ونهاراً , وبأيديهم البنادق على الطريقة الفرنسية " وعندما غزا مصر الجيش العثمانى والجيش الإنجليزى قال الجبرتى المؤرخ المسلم (9) عن تهور رجل من رجال الجنرال يعقوب فقال : " أمر الجنرال يعقوب رجلاً أسمه عبدالله بالأشراف على الناس لأقامة المتاريس فتعدى على بعض الأعيان الأغنياء وأنزلهم من على دوابهم وعسف بهم وضرب بعض منهم حتى أن واحداً سال الدم من وجهه , فذهب وأشتكى لآخرين فتجمعوا ورفعوا شكواهم جميعاً إلى بليار قائممقام الفرنسيين فقبض على ذلك القبطى وحبسه بالقلعة , ثم أمر الفرنسيين أن تقوم كل حارة بإعطاء أجر عاملين تدفع لهما أجرة من شيخ الحارة الذى يقوم بدوره بجمع أجرهما من أهل الحارة " وهذه المتاريس أعدت للدفاع عن الأقباط وحمايتهم إذا حدث وأن هاجمهم المسلمين كما حدث فى المرتين التى تمرد فيها المسلمين وهوجتهم ضد الفرنسيين . ********************************** مغادرة الجنرال يعقوب لمصر - وضعه مشروعاً لأستقلال مصر عن السلطنة التركية هناك اقوال كثيرة عن سبب ترك الجنرال يعقوب مصر هو وغالبية جيشه فقال القس منسى يوحنا : لم يكن فى إمكان الجنرال يعقوب البقاء فى مصر بعد خروج الفرنسيين منها , فخرج مع الجيش الفرنسى هو واكثر رجال فرقته خوفاً من إضطهاد المسلمين لهم لأن الفرنسيين كانوا قد ولوا منهم أفراداً فى مناصب قيادية عالية , ومنهم المعلم ابو طاقية الذى كان يفصل بين المسلمين فى الأحكام الشرعية ولم يعد إلى مصر بعد خروجه منها بل مكث فى فرنسا حتى مات هناك بعد هجرته إليها ببضع سنوات " وهو أول مصرى عن الدولة العثمانية لإستقلال مصر عن الدولة العلية وعن حكم المماليك , إذ أرادها بلاداً حرة خالصة لأهلها ولكن المنية لم تمهله حتى ينال موافقة الدول على هذا الإستقلال . (10) وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى (11) : أنه لما أنتهى أمر الحملة الفرنسية بالصلح مع العثمانيين والإنجليز بشرط أنسحابهم من مصر عزم الجنرال يعقوب على السفر إلى فرنسا , فخرج بمتاعه وعازفه وعدى إلى الروضة (حيث خرج الفرنسيين من القاهرة أستعداداً للرحيل) ومعه عساكر القبط وهرب الكثير من الباقيين وأختفوا , وإجتمعت نساؤهم وأهلهم وذهبوا إلى قائمقام وبكوا وولولوا وترجوه فى أبقائهم عند عيالهم وأولادهم فإنهم فقراء وأصحاب صنائع فهم ما بين نجار وبناء وصانع وغير ذلك فوعدهم أن يرسل إلى يعقوب أن لا يقهر (يغصب) منهم من لا يريد السفر والذهاب معه " . وكان هدف يعقوب من سفره السعى إلى أقناع حكومة أنجلترا بوجوب أشاء جيش مصرى صميم من أهل البلاد ليزود عن بلاده , أما قبطان باشا حسن ( الوالى التركى ) فقد طلب من بليار أن يقنع يعقوب بالبقاء فى مصر للأنتفاع بمواهبة فى الأدارة , ولكن صمم يعقوب على خدمة بلاده بالطريقة التى رآها , وفعلاً ركب مركباً وقصد فرنسا وسافرت معه أمه وزوجته وأبنته وأخوه حنين وأبن أخيه الكولونيل غبريال سيداروس وبعض الأقارب . ولم يكن الفيلق القبطى هم المجندين الوحيدين الذين دربهم الفرنسيين على حمل السلاح ولكن كان هناك كثيرين من عساكر الشوام المسيحيين وغيرهم وهؤلاء أنضموا مع العثمانيين وتزيوا بالزى العثمانى ودخلوا القاهرة ثانية , أى أنهم خلعوا زى الفرنسيين وتزيوا بزى العثمانيين وأصبحوا فى جيشهم . أما كبار الأراخنة مثل جرجس الجوهرى وآخرين فقد اعطاهم أبراهيم بك المان فخرجوا معاً وسلموا على قبطان باشا ثم رجعوا إلى دورهم . ********************************** كانت وصيته أن يدفن بجانب صديقه الجنرال ديزية وأبحرت المركب التى تقله فى 10 أغسطس سنة 1801م ووقف يعقوب على ظهرها يملأ بصره إلى شواطئ مصر حتى غابت عن نظره ولكنها لم تغب عن وجدانه وقلبه , وظل قلبه ينبض بحب مصر إلى عاجلته المنية بعد ذلك بستة أيام , وكان آخر وصية له همسها فى أذن بليار وهو يحتضر هو رجاؤه أن يدفن إلى جانب الجنرال ديزية وبالفعل نفذ الفرنسيين وصيته [ ويقال أنهم أحنفظوا بجثمانه فى برميل من الخمر حتى يصلوا إلى فرنسا ودفن هناك ] ********************************** العلاقة بينه وبين البطريرك القبطى لم تكن العلاقة بين الجنرال يعقوب القبطى قلباً وقالباً وبين البطريرك القبطى على ما يرام , ولا نعرف ما هو الخلاف الذى كان بينهما وهل أزكى المسلمين نار هذا الخلاف حسب عادتهم , إلا أن نقطة الخلاف الكبيرة التى ذكرها المؤرخون هى أنه عندما كون الجنرال يعقوب فيلقه القبطى أختار 2000 شاب من الصعيد وهذا الأمر لم يتعود عليه الأقباط (مهنة الحرب والقتال) فاشتكوا للبابا القبطى أن يتوسط للجنرال يعقوب أن يرجع هؤلاء الأقباط إلى أهاليهم فرد عليه أن من اراد البقاء فليبقى معه ومن أراد الرجوع فليرجع ويذكر بعض المؤرخين ان الذين بقوا معه 700 قبطى فقط ولكن من الظاهر لم يرضى هذا الرد البطريرك. أما السبب الثانى الذى أغضب البطريرك فقد كان قد تزوج من أبنة عمه وولدت له ولداً ولكنهما ماتا فى وباء الطاعون الذى عم مصر وظل 12 سنة بعد موتهما , ثم تزوج من أمرأة من غير بنى جنسه ( يعتقد انه تزوج من أمرأة شامية ) بطريقة غير شرعية (يعتقد أنه تزوجها طبقاً لمراسيم زواج فى كنيسة غير قبطية) والسبب الثالث مخالفته للأقباط فى الشكل والزى والملبس والحركات , وحدث أنه عندما مات الجنرال يعقوب سنة 1218 هـ طلبت زوجته ميراثها من تركة زوجها فعارضها إخوته بدعوى أنه لم تتزوجه زواجاً شرعياً لأنها كانت شامية ولم تتزوج تبعاً للطقس القبطى . لا يستطيع المؤرخ الحكم على التفكير الباطنى لكلا الرجلين البطريرك والجنرال القبطى يعقوب يوحنا لأن كلا من الرجلين له طريق مختلف وقد يكون الطريقين متقابلين فى احياناً قليلة أو متوازيين فى احيانا أخرى أومتضادين فى احيان كثيرة , فللسياسة طريق وللدين طريق آخر وكل طريق له أساليبه فى التعامل وصياغة الأمور وتوجيهها وأساليب التعامل فى الطريقين بلا شك تختلف أختلافاً كبيراً ونحن هنا نسرد أقوال المؤرخين حتى ولو كانت مستقاة عن طريق السمع ويحتمل خطأها وعلى القارئ أن يزن أعمال الرجل ويقيم حياته التى وهبها لفكرة عظيمة لم يسبقه إليها أحداً . ونورد هنا قول المؤرخ يعقوب نخلة روفيلة : " إن يعقوب نخلة روفيلة يوحنا سار فى خطة تخالف ما كان عليه أبناء جنسة ... فضلاً عن مخالفته لهم بالزى والحركات , وأتخذ له أمرأة من غير جنسة بطريقة غير شرعية , كما أن رجال الدين ولا سيما البطريرك لم يكونوا راضيين عن تصرفاته وأحواله ... وسمعت من بعض الشيوخ الأقباط المسنين أن البطريرك نصحة مرات عديدة بالعدول عن هذه الخطة فلم يقبل , وعاوده بالنصيحة مرة أخرى فجاوبه جواباً عنيفاً ... وسمعت من آخر أن ما كان بينه وبين البطريرك من المنازعة والمشاحنة دفعه إلى التجرؤ على الدخول فى الكنيسة راكباً جواده شاهراً سلاحه ... (12) وحاول الكثير من المؤرخين أو المفكرين أن ينحاز إلى واحد من الأثنيين فقال وليم سليمان : يقف البطريرك والكنيسة هذا الموقف من يعقوب فى وقت لم تكن القومية بالمعنى الحديث قد ظهرت فى مصر , وفى ظل حكم المماليك ومؤامرتهم المتواصلة للتفرقة بين جماهير الشعب تمكيناً لسلطانهم , ومع وجود الحملة الفرنسية فى البلاد وهى التى أستمالت الكثيرون ومن بينهم رجال الأزهر , وواضح أن هذا كله لا يمس القيمة التى أثبتها الدارسون لمشروع الإستقلال الذى تبناة يعقوب وصحبة " (13) ********************************** ذوبان الأقباط المهاجرين فى وسط الشعب الفرنسى إلياس بقطر - القبطى صاحب القاموس العربى الفرنسى المشهور وذهب معظم الجيش القبطى مع الجنرال يعقوب فى مراكب إلى فرنسا بعد إنساحب الجيش الفرنسى من مصر وكان هدف الجنرال يعقوب هو تكوين جيش قوى يحمى مصر من ظلم العثمانيين وتحريرها إلا أن سنه الكبير لم يتحمل عناء السفر ومات فى المركب الذى تقله إلى الغرب , وواصل جنوده الرحله ومنهم يعقوب بقطر وأسمه إلياس بقطر الذى وضع القاموس إلياس الشهير - العربى / الفرنسى , والبعض يقول أنه أبن أخى يعقوب ولد بأسيوط سنة 1784 م وعينه نابليون مترجماً لجيشة وساعد علماء الحملة الفرنسية فى وضع المرجع الكبير كتاب " وصف مصر " وبعد مهاجرته نال مركزا علمياً سامياً بفرنسا وعين مدرساً بمدرسة اللغات الشرقية بباريس وتوفى سنة 1821 م ووضع القاموس المشار إليه , وطبع قاموسه فى سنة 1828 م (14) , ومما يجدر الإشارة إليه انه اول من درس من الأقباط اللغة الفرنسية وتفوق فيها وأتقنها . الكولونيل غبريال سيداروس : كان غبريال يشتغل فى دائرة أبراهيم بيك وقت دخول الفرنسيين مصر , ثم عين لأدارة أعمال محمد بك الألفى لمدة سنتين , ثم أشتغل دليلاً للحملة الفرنسية ومترجماً للجنرال كليبر فى نفس الوقت , ثم أصبح وكيلاً فى فرقة الجنرال ديزية الذي أصبح حاكماً عسكريا للحملة الفرنسية فى الصعيد . أما عن مهاراته العسكرية فقد أشترك مع عمه فى موقعة جرجا التى أنهزم فيها المماليك والبدو الذين ساعدوا المماليك فى الحرب وأنهزم فيها المماليك شر هزيمة , وكذلك حارب فى معركة أسوان وعين بعدها وكيلاً للفيلق القبطى . وذاب الأقباط فى وسط المجتمع الفرنسى حيث أن الذين غادروا مصر كانوا رجالاً البعض منهم لم يكن لهم زوجات والبعض الاخر لهم زوجات وتركوهم فى مصر وضاعت اسماء أسرهم وألقابهم هناك وكان من بينهم كولونيل أسمه مكاريوس حنين , والكولونيل غبريال سيداروس , والكولونيل حنا هرقل , والقومندان عبدالله منصور , وأنضم الفيلق القبطى للجيش الفرنسى وحاربوا الروس فى موقعة راجوز سنة 1806م وقد أعترف أمبراطور فرنسا نابليون بونابرت ببسالتة هؤلاء القادة ومنحهم وسام "جوقة الشرف " .. أما باقى الفيلق فقد صدر الأمر بتسريحه من وزارة الحربية الفرنسية فى 29 سبتمبر سنة 1814 م (15) ويقول القس منسى يوحنا (16) : " ويروى بعض الثقاة أن الخيديوى إسماعيل أستحضر مرة مجموعة من الممثلين والممثلات من فرنسا , وكانت بين هؤلاء الممثلات آنسة تعرف بمدام منصور نسبة إلى جدها الأدنى أو الأعلى المعلم منصور القبطى أحد المهاجرين من مصر فى تلك الديار " المؤرخ أنور لوقا في بحثه عن المهاجرين المصريين إلي فرنسا في القرن التاسع عشر أصدر كتابا بعنوان 'هذا هو المعلم 'يعقوب' وقام بنشره المجلس الأعلي للثقافة سنه 2002، وفي هذا الكتاب رأي أنور لوقا في المعلم (أوالجنرال) يعقوب ( 1745 16/8/ 1801) انه قد ذهب إلي فرنسا وهو يحمل بذرة الوطنية المصرية فكان أول مصري يضع مشروعا لاستقلال مصر عن الدولة العلية وعن حكم المماليك بغرض جعل مصر بلدا حرة خالصة لأهلها فكانت مطالبه كمايذكر أنور لوقا تتلخص في شيئين اثنين هما اعتراف الدول الغربية بالدولة المصرية علي أسس اقتصادية بالأضافة إلي بناء الدولة العصرية لكن العمر لم يطل به حتي ينال موافقة الدول علي هذا الاستقلال، وكان قد عثر في فترة العشرينات في محفوظات وزارة الخارجية البريطانية علي الوثائق التي تضمنت مشروع الاستقلال هذا فنشرها المسيو جورج ل وان George Douin في مقدمة كتابه 'مصر المستقلة' والذي نشر بالفرنسية عام 1924 ثم نشرها الأستاذان توفيق أسكاروس وميخائيل بشارة داود في مجلة 'مصر الحديثة' وفي سنة 1932 نقلها الاستاذ شفيق غربال في مؤلفه النفيس باللغة العربية 'الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس' أيضا اهتم أنور لوقا في دراسته للمهاجرين المصريين إلي فرنسا في القرن التاسع عشر بدراسة اثرهم في الأزياء وفي الفنون الجميلة وفي الادب والفكر وتوصل إلي من كانوا روادا في الفكر واللغة والأدب ومن بينهم الياس( أو اليوس ELLious) بقطر (12/4/ 1784 26/9/ 1821 ================================================================== المـــــــــــراجع (1) راجع كتاب يعقوب نخلة روفيلة وتاريخ الجبرتى اللذان أكدا أنه لم يتزوج الفتاة السورية تبعاً للطقس القبطى (2) المسيحيون والقومية المصرية - د. زاهر رياض ص 50 وراجع أيضاً المجتمع القبطى فى مصر فى القرن 19 رياض سوريال ص 43 (3) يبدو من هذا الوصف أن يعقوب يوحنا قد وصل إلى ان يكون من ضمن الصفوف الأولى للحكام وأنه حل محل المماليك بالنسبة للأستعمار الفرنسى وكان يطمع فى تكوين جيش من اهل مصر يحميها . (4) أصول المسألة المصرية - تأليف صبحى وحيدة ص 129 - 131 (5) نقولا الترك - ذكر جمهورية الفرنسيين للديار المصرية . (6) التاريخ القبطى - الجنرال يعقوب وإستقلال مصر للقاهرة 1935 م (7) تاريخ الأمة القبطية - الحلقة الثالثة - الجنرال يعقوب وإستقلال مصر (8) المختار من تاريخ الجبرتى - إختيار محمد قنديل البقلى - كتاب الشعب - الجزء الثالث قال الجبرتى فى يومياته (9) المختار من تاريخ الجبرتى - إختيار محمد قنديل البقلى - كتاب الشعب - الجزء الثالث قال الجبرتى فى يومياته ص 436 وتحت تاريخ يوم هو 20 المحرم الموافق 2 يونية 1801م (10) المسيحيون والقومية المصرية - . زاهر رياض ص 50 وراجع أيضاً المجتمع القبطى فى مصر فى القرن 19 رياض سوريال ص 43 - راجع أيضاً وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها - إعداد الراهب القمص أنطونيوس الأنطونى - طبعة ثانية ومنقحة من بعد الآباء الرسل حتى الإنتداب البريطانى على مصر ( منذ عام 150 - إلى عام 1882 م ) ص 358 (11) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية الكتاب الرابع ص 224 (12) يعقوب نخلة روفيلة فى كتابه تاريخ الأمة القبطية ص 289 - 290 (13) وليم سليمان فى كتاب " الكنيسة القبطية تواجه الأستعمار والصهيونية الصادر من وزارة الثقافة - الهامش على ص 2 - راجع أيضاً مقال للأستاذ فرنسيس العتر نشرة مجلة "الحق" العدد الثالث - السنة الرابعة (نوفمبر سنة 1953 - ص 20 - 23 (14) 79 خلاصة تاريخ المسيحية فى مصر - كامل صالح نخلة وفريد كامل نخلة . (15) الجنرال يعقوب للجنة التاريخ القبطى ص 77 - (16) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 389- 490
|
This site was last updated 02/24/18