Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

أعمـــال البابا كيرلس الخامس

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الإرشيدياكون حبيب جرجس
أعمال البابا كيرلس
أول بطرك للكاثوليك مصرى
الأنبا أبرآم أسقف الفيوم
المجلس الملى والإصلاح
رحلة البابا كيرل 5 الرعوية
نهضة البناء
يوحنا الناسخ
البابا كيرلس 5 وأثيوبيا
البابا والثورة
الانبا باسيليوس المطران الذى تزوج
امبراطورة الحبشة في مصر
القمص فيلوثاؤس المقارى

 

لقد أفردنا حوالى خمسة صفحات من موقعنا عن موضوع المجلس الملى , وسنبدأ شرح قصة حياة البابا كيرلس بعد سنة 1893 م وهى السنة التى أستقرت الأمور وزالت المشاكل والمشاحنات وعلى الدارس والباحث فقط أن يقرأ أولاً مشاكل المجلس الملى قبل أن يقرأ هذه الصفحة حتى يكون على إلمام بالموضوع كاملاً -

 الأنبا صرابامون اسقفا للخرطوم  http://www.coptichistory.org/untitled_2296.htm

كان غالبية الأقباط قد تركوا السودان وعادوا الى مصر أثناء حكم ثورة المهدي الدموية اما الذين ظلوا بالسودان فلاقوا ضغوطًا كبيرة لترك المسيحية وفى تلك الفترة قام قداسة البابا كيرلس الخامس بالبحث عن راهب لرسامتة للسودان فوقع اختيارة على الراهب يوحنا الاسناوى الذى تقبل الامر ورسم اسقفا على النوبة باسم الانبا صرابامون عام ١٨٩٧م ووصل الى السودان بعد سنة من رسامتة وكانت فترة عصيبة ولكن شأت العناية الاهية ان ينتهى حكم المهدى عام ١٨٩٩ وعاد الاقباط مرة ثانية وبدأ الانبا صرابامون في التعمير والبناء واستقبال ابنائة العائدين وقام ببناء أول كنيسة قبطية على ارض قدمتها الحكومة السودانية وفى منزل متواضع بجوار الكنيسة انشاء مدرسة ولكن تعثرت الاحوال المادية مما دفع الانبا صرابامون لبيع حمارة بسبعة جنيهات لتسديد مرتبات المدرسين ويحكى عن الانبا صرابامون ذات مرة اثناء بناء الكنيسة زاره الحاكم العام الانجليزى للسودان فرأى الأنبا صرابامون لابسًا ملابس بسيطة ويحمل أدوات البناء فلم يتوقع ان يكون هو المطران فسالة ان يخبر سيدة ان حاكم السودان فى انتظارة فتركة وارتدى ملابس نظيفة وعندما عاد سأله الضيف هل العامل الذى كان هنا شقيق نيافتكم !! فأجابه المطران أنا هو فإنني راهب والراهب يجب أن يعمل ليذلل الجسد ويعيش في الفضيلة فتعجب لذلك الحاكم ودفع تبرعا كبير للكنيسة ملتمسًا بركة المطران كان الانبا صرابامون رجلا قديسا جمعتة صداقة ومحبة مع الانبا ابرم قديس الفيوم وكان محبا للتعمير والتعليم فكان يقول للناس بلغة البساطة أعطونى ثمن فرخة لأجل الكنائس والمدارس وفى يونيو عام ١٩٣٥ م تنيح بسلام عن عمر ٧٥ عام

*********************************************************************************

صورة نادرة للبابا كيرلس الخامس وهو يعتبر من اعجب باباوات الكنيسة القبطية .. جلس على الكرسى المرقسى اكثر من نصف قرن .. وعاش حتى بلغ ال96 عاما فهو من مواليد 1831 وان كانت هناك روايات ترجع تارخ ميلاده الى قبل ذلك بعشر سنوات ( 1820 ) وهو من عائلة معمرة فاخيه القمص بطرس الذى تولى تربيته عاش حتى المئة واخته التى كانت تزوره من حين الى اخر عاشت حتى المئة والثمانية ..
وحتى نياحته فى 1927 نجح فى ان يقود الكنيسة القبطية فى عصر متقلب وعاصر كما يقول عن نفسه ولشماسه حبيب جرجس : (تسع ملوك) فقد رأى فى بداية شبابه الوالى محمد على الكبير ..وتنيح فى عهد الملك فؤاد الاول وعاصر ثورتين : العرابية وثورة 1919 وكان محل ثقة الوطنيين فى كل وقت ..
وخاض صراعا مريرا مع المجلس الملى لدرجة ابعاده عن كرسيه لمدة سته اشهر ولكنه جاهد ورقد فى الرب وهو مرتاح البال لانه لم يفرط فى شىء مما تسلمه ..وكان بسيطا فى ملبسه ومأكله ومسكنه
وفى خلال خمسين عاما تبدل حال الاقباط من حال الى حال .. وصارت لهم مدارسهم ومعاهدهم وكنائسهم .. وانتشرت الكتب والمجلات وانشئت مدارس الاحد والتى صارت شعلة النهضة مع بدايات القرن الماضى هى والكلية الاكليريكية وكانت كل خطوة كحفر فى الصخر .. او كبحث عن الماء فى صحراء جرداء ..واتت التينة ثمارها . منقول من
ياسر يوسف صفحة عضمة زرقا الفيس بوك 7/7/2012م

الكلية الإكليريكية فى عصر البابا كيرلس 5

وفى 1893 أرسل البابا كيرلس 5 الإرشيدياكون (1) حبيب جرجس  فى رحلة خاصة لجمع المال لتنفيذ تكوين الكلية الإكليريكية لتكون مستقلة فى دخلها غير معتمده على دعم من البطريركية أو من التبرعات , وتنقل الخادم الأمين حبيب جرجس فى بلاد وقرى مصر ونجوعها وعاد وهو يحمل 11 ألفا من الجنيهات وهو مبلغ كبير جداً فى ذلك الوقت , وقد ساهم بنصفها الأساقفة الذى زار ووعظ فى إيبروشياتهم والنصف الآخر من الشعب ز

وفى 29 نوفمبر 1893 م إفتتح البابا كيرلس 5 الكلية الإكليريكية بحى الفجالة ثم نقلت فى السنة التالية إلى الدار البطريركية .

ثم اشترى البابا كيرلس 5 داراً يحيطها بها حديقة واسعة فى منطقة مهمشة كمركز للكلية الإكليريكية وأصدر أمراً البابا بإعداد الدور العلوى لأستقبال الأساقفة والمطارنة الذين يزورون مصر أو لنزول مطران أثيوبيا ومن معه عند حضورهم للقاهرة , وقد إختاروا هذه البقعة لقربها من محطة سكك حديد مصر كى يكون من السهل وصول تلاميذ المدرسة الإكليريكية حتى ولو ساروا على أقدامهم لقربها .

كما قام البابا بتعيين أثنين من خيرة أهل زمانه علماً وتقوى ومعرفة بالأرثوذكسية وهما يوسف منقريوس (2) كان رئيساً لها وحبيب جرجس الذى تولى رئاستها بعد موت يوسف منقريوس كما قام البابا بتعيين إقلاديوس لبيب مدرساً للغة القبطية , وشجعة على وضع أول قاموس من نوعه قبطى وعربى .

 

وقد قام يعقوب نخلة روفيلة(3)  بتسجيل هذا الحدث العظيم فقال : " ينبغى أن نعترف بفضل أبينا المكرم كيرلس الخامس لتشجيعه المتواصل للمؤلف إقلاديوس لبيب الذى هو أقدر من يقوم هذا العمل "

وحدث أنه بعد أن أنتهى حبيب جرجس من دراسته فى الكلية الإكليريكية ألقى عظته الأولى بكنيسة رئيس الملائكة غبريال بحارة السقايين كان الأنبا كيرلس حاضراً ولفرحته بتخرج مثل هذا الشماس أصغى إلى عظته وهو واقف طيلة إلقائها !! وخلال وقفته كان يبارك الشعب ووجهه متهلل (4)

كما وضع إقلاديوس لبيب كتاب عن النحو وقواعد اللغة القبطية الذى وضعه وفقاً لمقرر وكتب على غلافة هذه الكلمات (5) : " طبع بأمر قداسة الآب الكلى الطوبى والأحترام الأنبا كيرلس الخامس بابا وبطريرك الكرازة المرقسية "

وكان الإتفاق الذى تم بين البابا وأعضاء المجلس الملى القدامى ينص على أن الجنة الملية المختارة من البابا تستمر فى عملها لمدة خمس سنين وبعدها تجرى إنتخابات لمجلس ملى جديد , ولكن قام الرجال الأربعة بواجبهم بدقة وانتظام وتآلف ولما لم ترد شكاوى أو مخالفات فنسى الجميع النص الذى يقول بإنتخاب المجلس الملى , وكان الرجال الأربعة يرجعون لحل المشاكل التى تقابلهم للبابا كيرلس ويسترشدون بتوجيهاته فى أعمالهم لخدمة الشعب القبطى .

البابا كيرلس وجمعية التوفيق :

بعد إنتهاء الخلاف بين البابا كيرلس 5 وأعضاء جمعية التوفيق الذين كانوا يريدون إصلاح عن طريق إنشاء مجلس ملى لإدارة أملاك وأنشطة الكنيسة , حدث أن البابا كيرلس رأى أن هذه الجمعية هدفها رفع ونمو الشعب القبطى وتثقيفه وتهذيبه فأنشئت المدارس فى مختلف الجهات وبخاصة مدارس البنات , فزار البابا الجمعية فى مقرها الرئيسى بالقاهرة كما شرف إحتفالاتها , وفى أول زيارة قام بها : " منحها ما تستعين به على تأدية لوازم تلامذتها الفقراء وأعدا العودة إلى مثل هذا العمل , وبارك على أعمالها " (6)

********

البابا يحافظ علي الوديعة !
الصورة الجانبية : منشور من البابا كيرلس الخامس

قصة عجيبة عن بطريرك لا يتواني في الدفاع عن عقيدة كنيسة وكأنه غيور يحافظ علي ما تسلمه ولما وجد ان الأمر قد يؤدي الي مشكلة رفع الامر الي قداسةالبابا
حدثت القصة سنة ١٨٩٩ عندما واجه الاغومانوس اي القمص يوحنا انطون وكيل شريعة الاقباط في زفتي الغربية مشكلة ان طفلا عمره نحو عام توفي واهله لم يكونوا قد عمدوه وأرادوا ان يصلوا عليه بالكنيسة واستعانوا بأحد القسوس ولكن ابونا يوحنا وكيل الشريعة رأي ان ذلك خطا كبير ومخالف لإيمان الكنيسة وكانوا قد نصحوا أهل الطفل بان يعمدوه عندما مرض ولكن أهله تهاونوا في الامر
رفع الاب الوكيل الامر الي قداسة البابا والي مطرانه
حتي لا يحدث ( فتور كلي واستهانة بأمر العماد )
ولما وصل الامر لقداسة البابا كيرلس الخامس كتب منشورا كبيرا يشرح فيه المعمودية من الانجيل وتعاليم الاباء ووضح التعليم الصحيح الذي يجب ان يتبع
قطعة عقائدية بليغة توضح اهتمام آباءنا بالعقيدة والإيمان السليم والوديعة المقدسة دونما تخاذل ودونما خلط الأمور بمحبة كاذبة او خضوع لرأي الناس فيما يخالف الانجيل
انقل لكم منشور البابا كيرلس الخامس الذي أوصي بقراءته علي عموم الشعب وليس فقط الإكليروس
المصدر مجلة الحق التي كان يصدرها يوسف منقريوس الناظر الاول للمدرسة الإكليريكية في العصر الحديث
المصدر : #عضمةزرقا - ياسر يوسف

عدد الكنائس والإيبروشيات فى عصر البابا كيرلس الخامس

قالت المؤرخة الإنجليزية بتشر (7)  : ويتبع البطريركية القبطية ثلاثة عشرة أيبروشية ستة منها فى رتبة المطرانية و ويوجد بها 837 قسيساً (كاهناً) و 375 كنيسة الآن وبإضافة كنائس القاهرة والإسكندرية إليها يصير المجموع 418 كنيسة قبطية فى الديار المصرية وبخلاف هذه الصوامع والأديرة المهمة وثلاثة أديرة للراهبات .

إنشاء مدارس للرهبان فى عصر البابا كيرلس الخامس

فى 27 يوليو سن 1899 م أنشأ الأقباط ثلاثة مدارس للرهبان :

الأولى :  فى الأسكندرية تحت رعاية الأنبا يؤنس لرهبان أديرة وادى النطرون .

الثانية : فى بوش تحت رعاية أسقفى الديرين الشرقيين للأنبا أنطونى والأنبا بولا ولصالح رهبانهما .

الثالثة : فى الدير المحرق تحت رعاية أسقفه ولرهبان ديره .

أنشاء صف لتخريج معلمات (مدرسات)

فى عصر البابا كيرلس الخامس تم إنشاء مرحلة تعليمية لتخريج معلمات أسميت فى ذلك العصر بأسم "صف خوجات" وقد أنشئ هذا الصف أو المرحلة فى البداية لتخريج الشبان الأقباط الذين يستطيعون نعليم أولاد الكنيسة عقيدتهم الأرثوذكسية الصميمة ولغتهم المصرية الأصيلة .

وقد أنشأ الأقباط فى عصر هذا البابا الساهر الذى وافق على الفكرة صفاً آخر فى مدارس البنات لتخريج دفعات من البنات القبطيات لتعمل كمعلمات (مدرسات) وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى (8) : " ولقد شاء - فى موضوع تعليم البنات _ أن يضرب عصفورين بحجر واحد فقرر إختيار التلميذات الفقيرات  لصف خواجات (مدرسة معلمات) فى مدرسة الأقباط التابعة للبطريركية لتتهيأ فرصة لكسب معيشتهن وفى الوقت نفسه يخدمن كنيستهن "

مواظباً على التعليم

وأنطلق الأقباط فى نشاط تعليمى محموم بفضل خريجى المدارس القبطية ومن الذين درسوا فى البلاد الغربية المتحضرة وقد أنبهر بعضهم بما شاهدوه , وكان فى نفس الوقت هناك أقباط أغتروا وأنجذبوا لتعاليم المرسلين الأجانب , فما كان من البابا كيرلس الخامس إلا أن أرسل الرسائل ومنشورات باباوية الى الكنائس فكانت الرسائل موجهه إلى الشعب القبطى وتحثة على التمسك بالتعاليم الأرثوذكسية , أما المنشورات الباباوية فكانت تحث ألاباء الكهنة والأساقفة على إفتقاد الشعب والمداومة على توضيح التعليم الأرثوذكسى , وحثت هذه المنشورات الباباوية جميع المسئولين فى المدارس القبطية بتعليم الكتاب المقدس والدين وإستصحاب التلاميذ والتلميذات إلى الكنيسة يوم الأحد وفى مختلف المناسبات والأعياد المسيحية .

ورأى البابا أن الكنائس الغريبة عن مصر أستعانوا بتوزيع كتيبات ونشرات لبث تعاليم كنائسهم الغريبة فى عقول المصريين فقد قرر قداسة البابا تأليف لجنة يختار أعضائها بنفسه (لضمان صدور التعاليم الأرثوذكسية)للنظر فى كل مؤلف دينى جديد قبل الشروع فى طبعه و وكذلك مراجعة ما يجدونه مطبوعاً حتى لا يحتوى على أى تعاليم هرطوقية أو بدعه حتى لا يعتنقها الأقباط بدون وعى منهم .

الرئيس الامريكى  ثيودور روزفلت | فى المتحف القبطى
 صورة نادرة الرئيس الامريكى ثيودور روزفلت اثناء زيارتة للمتحف القبطى عام ١٩١٠ يقف حاملا قبعتة وعلى يمين البابا يوأنس وكان وقتها اسقفا للبحيرة ووكيل البطريركية . وعلى يسارة قلينى فهمى باشا من اعيان الاقباط تولى مناصب عديدة منها مصلحة الملاحة ومصلحة الكبارى والضربخانة لصك العملة كما كان عضوا بمجلس الشيوخ ومن اهم اعمالة مشروع بنك التسليف الزراعى ويقف بجوار قلينى باشا مرقس باشا سميكة مؤسس المتحف القبطى كانت زيارة الرئيس الامريكى لمصر بعد شهور من انتهاء رئاستة وتقابل وقتها مع الخديوي عباس حلمي ومع البابا كيرلس الخامس بالدار البطريركية وكتب قلينى باشا فى مذكراتة انة دعى الرئيس الامريكى لمنزلة بحلوان وحضر روزفلت وتقابل مع وجهاء واعيان الاقباط كما قام بزيارة كنيسة المعلقة والمتحف القبطى
#تاريخ_الاقباط ابرام راجى

عقد المجمع المقدس وعقد المجامع المحلية

كانت الخطوات السابقة قد أتخذت بالأتفاق مع المجمع المقدس , كما قرر المجمع المقدس عقد المجمع مرة كل سنة فى شهر توت (أول شهر من شهور السنة القبطية)

كما قرروا وجوب عقد مجمع كل سنة فى كل سنة تحت رياسة مطرانها أو أسقفها وبحضور جميع كهنة الإيبارشية.

وقد وافق جميع الأساقفة بالإجماع على تنفيذ هاذين القرارين وبعد أن وقع كل الحاضرين كتب تحتها قداسة البابا كيرلس الخامس الآتى :

على حضرات الآباء المطارنة والأساقفة تنفيذ هذه القرارات : كل فيما يخصه , وعلى اللجنة الملية تنفيذ ما يختص بالبطيركخانة - بطريرك الكرازة المرقسية - ختم "

 

إنشاء مدارس للتعليم الفنى المهنى

ولأول مرة فى تاريخ مصر فكر الأقباط فى إنشاء مدرسة للتعليم المهنى فى المناطق الشعبية المحتاجة لهذا النوع من التعليم , فعرضوا الأمر على البابا فوافق وصرح لهم إنشائها فى كنيسة القديسة دميانة ببولاق حيث هناك مكاناً متسعاً ومناسباً , وكانت هناك حديقة فسيحة فأنشأوا فى أركانها مدرسة للصنايع خاصة بالصبيان الصغار السن ليتشربوا مهنة كأعمال النجارة والحدادة وغيرها من الصناعات , وعندما نجحت مدرسة التعليم المهنى إفتتحوا مدرسه أخرى فى ركن آخر من الحديقة لتعليم الفتيات التدبير المنزلى والخياطة وغيرها .

وفى مساء 15 يونيو سنة 1903 م كان هناك إحتفال كبير أقامه البابا لوضع الحجر الأساسى لهاتين المؤسستين ودعا إلى هذا الحفل محافظ القاهرة ورئيس مجلس الشورى وناظر الأوقاف الخديوية وغيرهم من رجال الدولة وقد لبى الجميع هذه الدعوة .

وفى الساعة الخامسة فى يوم الإحتفال وصل البابا كيرلس الخامس إلى مكان الإحتفال يحيط به الآباء المطارنة والأساقفة , وكان الشمامسة فى إنتظارة فتقدموه إلى داخل الحفل بالألحان الكنسية وأتبعوه بنشيد خاص ألفه وهبة بك ناظر المدارس القبطية خصيصاً لمناسبف إفتتاح المدرستين , وبعد صلاة الشكر خطب الإيغومانس (القمص) فيلوثاؤوس عوض , ثم ألقى إسماعيل بك عاصم رئيس الديوان الخديوى كلمة عبر فيها عن تقديره للبابا ولصحبة الكرام وعن فرحه بهذا المشروع التعليمى , وعندما انتهى من حديثه أمسكه البابا بيده وتبعهما المطارنة والأمراء ووضعا حجر الأساس لكل من المبنيين بين النغمات والألحان الكنسية الشجية وهتافات الجماهير مسلمين ومسيحيين .

وظلت هاتين المدرستين تؤديان هدفهما إلى أن رؤى تحويل مدرسة البنات إلى مدرسة عامه إبتدائية فإعدادية فثانوية , أما مدرسة الصنايع فقد أغلقت

إنعقاد مجمع قبطى وإصدار قرارات بشأن التدريس

  وفى 25 يونيو 1903 إجتمع الآباء الأساقفة والمطارنة الذين حضروا خصيصاً لحضور حفل إفتتاح المدرستين الفنيتين وقرروا الآتى (9) :-

1 - يجب تدريس الدين المسيحى وتاريخ الأقباط إلزامياً على جميع التلاميذ والتلميذات كما يجب حتماً ذهابهم إلى الكنيسة مع معلميهم ومعلماتهم أيام الآحاد والأعياد الكبرى دون تخلف .

2 - يجب أن تكون الدروس الرئيسية مؤسسة على المبادئ القبطية الأرثوذكسية , ويعهد بمراجعة كتبها ومؤلفاتها إلى لجنة مراقبة التربية الدينية المشكلة فى الدار البطريركية من السنة الماضية بأمر قداسة البابا .

3 - نظام المدارس القبطية ومعلموها والمتولون شئونها على إختلاف درجاتهم مكلفون بالمساعدة والمعاضدة فى تنفيذ هذا الأمر وإيجاد الوسائل المستأصلة لكل صعوبة .

4 - على حضرات المطارنة والأساقفة والقسوس والأراخنة ووجهاء وأعيان القبط وأدبائهم فى سائر القطر مد يد المساعدة إلى هذا المشروع الخطير وتكلف أباء التلاميذ بالموافقة عليه , ثم حض آباء التلاميذ القبط الجارى تعليمهم الآن فى غير المدارس القبطية على ضرورة إرسال أبنائهم إلى الكنائس القبطية فى أيام الآحاد والجمع لحضور القداسات .

 5 - لضمان تنفيذ هذه الإجراءات يتعين أحد أبناء الأمة الخبيرين بنظام المدارس وطرق سيرها لكى يجول من وقت لآخر بصفة مندوب خصوصى يتفرغ لمباشرة قيام كل المدارس القبطية بتنفيذ هذا الأمر .

6 - ينتدب السيد البطريرك المكرم من يراه لائقاً من وجهاء الأمة القبطية لتنفيذ هذا القرار بسائر مشتملاته .

إفتتاح الكثير من المدارس القبطية فى عصر البابا كيرلس الخامس

وفى سنة 1904 م قام البابا بزيارة رعوية شهد خلالها إنتشار المدارس القبطية فى القطر المصرى الذين كان تلاميذ هذه المدرسة يخرجون لأستقباله بالألحان الكنسية .

وشهدت الفترة ما بين 1904م إلى 1913 م حركة تعليمية نشطة بين الأقباط وقام البابا كيرلس بإفتتاح المدارس التالية هى :-

1 - قام البابا بإفتتاح مدرستين أحدهما للبنين والأخرى للبنات فى الأزبكية وفتح مدرستين أخريين أحدهما للبنين والأخرى للبنات الثانية فى حى بولاق .

2 - مدرسة أبتدائية فى حارة الروم

3 - مدرستين إبتدائيتين فى حارة زويلة إحداهما خاصة بالبنين وثانيتهما للبنات .

4 - مدرستين  إبتدائيتين فى مصر عتيقة

5 -  مدرستين  إبتدائيتين فى فى الجيزة

6 - تجديد المدرسة الثانوية للبنين التى كان البابا كيرلس الرابع قد أنشأها داخل أسوار الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية - وكانت هذه المدرسة قد وصلت إلى مستوى علمى فائق إلى درجة أن زائراً أمريكياً (10) قال عنها : " فى سنة 1908 م لم يكن هناك سوى مؤسسة علمية واحدة تهئ الدراسة الثانوية كاملة لطلابها لا تمتلكها وزارة التربية والتعليم وهذه المؤسسة هى الكلية القبطية بالقاهرة "

وهناك شاهد عيان آخر أنجليزى (11) قال : " لقد زرت مدارس الأقباط كما زرت مدرسة مس ويتلى (إنجليزية) وهى مدارس تابعة للمبشرين الأمريكيين حيث قيل لى أن المدارس القبطية لا تعلم شيئاً , وفى زيارتى لمدارس القبط رأيت التلاميذ وسمعتهم يقرأون الكتاب المقدس , كما سمعتهم يقرأون الإنجليزية وأمتحنتهم فيها وأعطيتهم إملاء , ثم طلبت إليهم أن يكتبوا لى بالإنجليزية والفرنسية والعربية , وإتحتفظت بما كتبه خمسة منهم كنماذج - والخمسة تتراوح أعمارهم ما بين 12 و 16 سنة , لقد خجلت وأندهشت وأنشرحت مما رأيت وسمعت "

وهناك شهادة ثالثة من أنجليزى (12)  يقول : " إن الكنيسة القبطية تنفق ما يزيد بكثير عن خمسة ألاف جنيه سنوياً على تعليم أبنائها فى القاهرة ويدفع البطريرك بعضاً من هذا المبلغ من جيبه الخاص "

البابا يتغزل في العلم
جزء من رسالة البابا كيرلس الخامس الي الانبا ابرام اسقف الفيوم والجيزة نشرها حبيب جرجس في مجلة الكرمة عام ١٩٠٩
مناسبة الرسالة افتتاح مدرستين واحدة للأولاد والثانية للبنات وقتها لم يقدر البابا ان يذهب للفيوم لافتتاحهما وذلك لقيامه برحلته الثانية للسودان
من الرسالة انقل لكم بعض الكلمات التي توضح حرص اباء الكنيسة علي التعليم وإدراكهم دوره في نهضة الشعوب
يقول البابا كيرلس الخامس
أيها الابناء المباركون ان كل فرحي فيكم وبكم وأعمالكم المجيدة هي إكليل افتخاري وبنشاطكم وهمتكم ينشرح صدري ويمتلي قلبي رجاءا صالحا لمستقبل سعيد لطائفتي فقد ارتاحت نفسي جدا لمشروعكم الجليل وهو انشاء مدرستي البنين والبنات الذي قمتم به واكملتموهواني في كل وقت انظر للمدارس كأكبر اساس لبناء اعمال الانسانية وأحسن عماد للهيئة الاجتماعية لان من جملة مقاصد الله تعالي ان يخطو الانسان نحو الكمال للوصول الي غايته التي خلق لأجلها وهي السعادة ولا سبيل لذلك الا بالعلم الذي هو حيوة العقل وزينة النفس ونور الوجود ودعامة العمران وروح الحضارة وموجد الحيوة الحقيقية لانه الكشاف للاضاليل والذريعة الوحيدة لدحض الاهواء والأوهام ومبدد غياهب الشك ومثير روح الانسانية في جسم الهيئة الاجتماعية وحيث انتشر العلم المقترن بالفضيلة وساد فهناك تنمو الآداب وتسمو الاخلاق وتزداد المحبة الوطنية ...هناك تنفي الخصومات وتبطل محبة الذات وتعم الألفة والاتحاد وترفع راية الفضيلة وتهرب جيوش الجهل والضلال مقهورة
المصدر : ‫#‏عضمةزرقا‬ - ياسر يوسف

مطالبـــة الأقباط بتدريس الدين المسيحى فى المدارس الحكومية

وطالب الأقباط من مستر دنلوب (الإنجليزى) مستشاراً لنظارة المعارف بتعليم أولادهم الدين المسيحى فى المدارس الحكومية أسوة بالمسلمين فلم يلبى طلبهم .

وعندما تقلد يعقوب أرتين نظارة المعارف طلب الأقباط منه كذلك تدريس مادة الدين المسيحى لأبنائهم الذين يلتحقون بالمدارس الحكومية ولكنه رفض طلبهم أيضاً .

وعندما أصبح سعد زغلول ناظر للمعارف سنة 1907 م قرر من نفسه إدخال تعليم الدين المسيحى بالمدارس الإبتدائية إذ قال : " نريد أن يكون الأقباط وهم شركاؤنا فى البلاد على علم بمبادئ عقائدهم متمسكين بقواعد دينهم , فإن الذى لا دين له لا أمان ولا وفاء له , وبعدها أضيف منهج تعليم المسيحية فى مدرسة المعلمين العليا كى يتمكن خريجوها من تعليمها عند تعيينهم , وقد ظل هذا المنهج معمولاً به إلى أواخر العشرينات حين ألغيت مدرسة المعلمين العليا "

أربعة صور للبابا كيرلس الخامس أثناء زيارته للكنيسة المعلقة
البطرك ينحني لراهب !
يروي المؤرخ كامل صالح نخلة انه كان في الاسكندرية وهو شماس صغير وكان البابا كيرلس الخامس يصلي في المرقسية وبعدها اخذه البابا كيرلس معه لمقر اقامته وكان يسمي القصر وهناك اول ما دخل البابا كيرلس الي المقر وجد راهبا جالسا علي كرسي ..فاسرع اليه وقام بالانحناء امامه الارض حتي قام الراهب الشيخ برفعه سريعا وكان المشهد مدهشا ان بابا الاسكندرية ينحني باتضاع امام راهب ...كان هذا الراهب هو القمص عبد المسيح المسعودي الكبير ربيته دير البراموس واب ذمة اي اب اعتراف قداسة البابا كيرلس الخامس وكان ناسكا زاهدا قضي نحو ٧١ سنة في الرهبنة منها خمسة عشر عاما في مغاير بالجبل يحفرها بنفسه وقد رفض الاسقفية عدة مرات وكان من عائلة مباركة من الشيخ مسعود طهطا قدمت عدد من الرهبان والراهبات وتنيح سنة ١٩٠٥
كانت ايام
المصدر : ‫#‏عضمةزرقا‬ - ياسر يوسف
صورة نادرة تجمع بين ثلاث احبار للكنيسة
من كتاب الابصلمودية المقدسة
طبعة ١٩٠٨
في المنتصف
غبطة الاب السيد الاب الموقر انبا كيرلس بطريرك الكرازة المرقسية
نيافة الاب النبيل انبا توماس اسقف المنيا والاشمونين
نيافة الاب الاقدس انبا يؤانس مطران البحيرة والمنوفية ووكيل الكرازة المرقسية
الابصلمودية طبعها الاب مينا البراموسي وكيل بطرخانة الاسكندرية باذن الانبا يؤانس سنة ١٩٠٨
وقد دعمه ماليا انبا توماس اسقف المنيا
وكان ثمن النسخة خمسون قرش والبريد اربعة صاغ
المصدر #عضمةزرقا - ياسر

******************************************************

المــــــــــــراجع

(1) كلمة أرشيدياكون مكونة من مقطعين آرشى = رئيس , دياكون = شماس وكلمة أرشيدياكون معناها رئيس شمامسة

(2) كتب يوسف منقريوس الكتاب الشهير الذى سجل فيه أحداث الصراع من اجل إنشاء المجلس الملى .

(3)  كتابه تاريخ المة القبطية ص 326

(4) للدكتور هـ - نشرة فى مجلة مدارس الأحد عدد 5 من السنة الثالثة - أغسطس 1949 م ص 5 - 10 مقالة بعنوان المدرسة الإكليريكية بين الماضى والحاضر لحبيب جرجس ص 11 طبع فى 29/ 11/ 1938 م بمناسبة مرور 45 سنة على إعادة تأسيس المدرسة الإكليريكية .

(5) طبع هذا الكتاب فى مطبعة عين شمس بشارع كلوت بك بمصر .. وكتبت المؤرخة حبيب المصرى معلقة قائلة ان الأقباط مع تقديرهم الكبير لقداسة البابا لا يتحدثون عنه إلا بوصفه الأب وليس بصفة سيدنا حاشية الجزء الخامس من قصة الكنيسة القبطية ص 41

(6) يعقوب نخلة روفيله - تاريخ ألمة القبطية ص 374

(7) تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الرابع ص 399 - 400

(8) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الجزء الخامس ص 50

(9) المرجع السابق ص 52  حيث كتبت فى الهامش أسفل الصفحة : " يتضح هنا مدى إهتمام الأنبا كيرلس الخامس بتعليم الدين والعقيدة الأرثوذكسية - والذى يتمعن فى هذه القرارات يدرك مدى الرعاية الأبوية التى بذلها قداسة البابا ومجمعه لتدعيم التراث القبطى بما يتضمنه من تعاليم أرثوذكسية ومن لغة الأقباط القومية وهنا لا يسعنا إلا أن نردد قول الشاعر : " متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت ما تبنيه غيرك يهدمه "

(10) كوبر - رجل مصر ص 121 أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الجزء الخامس ص 121

(11) القس أوكسلى - القبط من خطاب لأختيه .... والخطاب مرسل من بورسعيد فى 8 / 3/ 1880 وقد ذكرت أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الجزء الخامس ص 56 - فى حاشيه كتابها قائلة : " وليلاحظ القارئ أن الأمريكيين لم يكتفوا بإقتناص من يمكنهم من القبط بل زادوا على ذلك تشوية سمعة مدارسنا .

(12) مونتاجيو فؤلر : " مصر المسيحية " أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الجزء الخامس ص 57

 

This site was last updated 04/18/23