Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

رحـــــلات البابا كيرلس الخامس الرعويـــة

 + إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الإرشيدياكون حبيب جرجس
أعمال البابا كيرلس
أول بطرك للكاثوليك مصرى
البابا كيرلس 5 وأثيوبيا
الأنبا أبرآم أسقف الفيوم
المجلس الملى والإصلاح
رحلة البابا كيرل 5 الرعوية
نهضة البناء
يوحنا الناسخ
البابا والثورة
البابا كيرلس5 والتعليم بأثيوبيا

****************************************************************************

تفاصيل زيارة البابا ورحلته من عاصمة مصر إلى الخرطوم العاصمة السودانية مكتوبه بالتفصيل فى كتاب يوسف منقريوس - تاريخ الأمة القبطية مدى العشرين سنة الماضية من سنة 1893 م حتى 1913 م - طبع بمطبعة القديس مكاريوس بمصر القديمة سنة 1913م ص 212 - 265

************************************************************************************

الرحـــــــــــــلة الرعوية الأولى للبابا كيرلس الخامس

 

ورأى البابا أن ينزل إلى الميدان ليشجع قبط مصر على مواجهه الإرساليات ويريهم نفسه لشعبه أنه الجالس على كرسى مارى مرقس رسول المسيح إلى أرض مصر , وليضاعف توثيق صلته بشعبه فى بلاد مصر ,

وفى يوم 25 / 1 / 1904 م بدأت رحلته الرعوية وقد صاحبه فى هذه الزيارة الرعوية أنبا مرقس مطران أسنا والحدود , والأنبا باخوميوس أسقف منفلوط ورئيس الدير المحرق , والقمص فيلوثاؤوس المقارى سكرتير قداسة البابا , وأرمانيوس بك حنا مراقب الديوان البطريركى , وحبيب جرجس , ومينا جرجس رئيس الحسابات البطريركية .

وكانت الرحلة عن طريق نهر النيل الخالد كعادة أهل ذلك الزمان فى التنقل من بلد لأخرى عن طريق النهر , وقد أستقل البابا الباخرة التوفيقية - وهى باخرة حكومية دليل على أن الحكومة المصرية فى هذا الوقت قد وفرت وسيلة التنقل لمساعدة البابا على تأدية مهمته لأنها بدأت التخوف من التغلغل الأجنبى ضد الكنيسة القبطية فقدمت للبابا الوقور المركب الذى يسهل له التنقل (1) .

وكان أول مكان يزورة قداسة البابا هو دير الميمون المقر الأول للأنبا أنطونى أبى الرهبان وكان فى إنتظار البابا الأنبا إيساك مطران بنى سويف هو وعدد من كهنته وشمامسته وأستقبلوا البابا بفرح عظيم وساروا به فى موكب متهللين الألحان القبطية حتى وصلوا إلى المقر الأسقفى , وهناك كانت الجماهير الحاشدة من الأقباط تنتظر وصوله وفى وسط هذه الجموع تقدمت - تفيده بنت ميخائيل خير كبير الأراخنة وكانت تلميذه بالمدرسة القبطية فألقت قصيدة قامت بتأليفه التلقيها  أثناء الإحتفال بإستقبال البابا فى بلدتهم , ثم قام تلاميذ وتلميذات مدرسة بوش بفاصل من الترانيم الروحية والألحان الكنسية , وبعد هذه الفترات قام الأنبا يؤنس بقراءة الإنجيل وبارك البابا قليلاً الماء ورشه على الحجر الأساس فى بناء كنيسة جديدة , ثم منح الشعب بركته الرسولية ثم غادر المدينة .

ثم ذهب البابا كيرلس الخامس إلى ببا , ومنها زار أشروبة , ثم ذهب إلى بنى مزار , وفى بنى مزار أعد الأرخن سيف أبو سيدهم وابوراً ( = قطار يسير بالفحم ) ليحملة إلى معصرة سمالوط وأثناء مرورهم فى مطاى أمر قداسته بالوقوف إستجابة لطلب أهلها فنزلوا الجميع وركبوا العربات التى أعدها لهم الأهالى وذهبوا إلى نزلة حنا مسعود , وكان يتقدم الركب القمص عبد المسيح راعى كنيسة بردنوها يحيط به تلاميذ المدرسة القبطية وتلميذاتها بسعوف النخل ويترنمون بالألحان فزار الأنبا كيرلس الكنيسة والمدرسة وبارك الشعب المبتهج برؤياه وكان مأمور مركز سمالوط للبوليس مرافقاً لهذا الموكب الباباوى .

وزار البابا بلادأكثيرة وخلالها قدم الجميع تبرعات كثيرة لبناء كنيسة كانت الكنيسة القبطية تريد إنشائها فى الخرطوم .

ثم ذهب قداسة البابا كيرلس إلى المنيا , ثم زار أبو قرقاص , ثم أسيوط ويقول طارق البشرى (2) : " كان موكبه (البابا) من الباخرة إلى المدينة على نمط دخول المسيح أورشليم , إذ ركب على حمار , وتقدمه القسس وحاملوا الصلبان والأعلام وفروع النخيل والشموع وضاربوا الدفوف والمرنمون بالقبطية , وسار ببطئ من النهر إلى المدينة والناس يزداد عددهم وإزدحامهم كل دقيقة , وكان محاطاً بالجنود أمامه وخلفه بأمر الحكومة "

وقضى البابا والوفد الذى معه فى مدينة أسيوط ثلاثة ايام لأنها المدينة التى أستخدمها المبشرين والإرساليات الأجنبية مركز لجذب المسيحيين الأقباط لطوائفهم , وقام مدير (محافظ) أسيوط مجموعة من جنود الشرطة على رأسهم مأمور لخدمة وتنظيم الزائرين لمدينة أسيوط , وكان الأقباط من أبناء الكنيسة القبطية فى أسيوط أعدوا سرادقاً كبيراً إستراح فيه البابا وبعد إستراحة قليلة أكلوا وتناولوا المرطبات قاموا وسط الزينات البديعة يتقدمهم الجند البيادة والسوارى إلى الكنيسة الكبرى , وهناك وقف حبيب جرجس خطيباً وشكر الشعب على إحتفاءه الرائع وحثهم على التمسك والإعتزاز بالكنيسة الأم وتعاليم الآباء , فقام حبيب شنودة واعظ الكنيسة وكان ضليعاً فى التعاليم الأرثوذكسية الصميمة وألقى عظة موضحاً تعاليم كنيستنا القبطية

وظل البابا يتنقل فى البلاد والقرى إلى وصلوا طهطا وكان المطران وكهنه وشمامسة وأراخنة الكنيسة فى إنتظاره ومعهم جموع الشعب , وما أن رأوا البابا المرقسى حتى صرخوا بالتهليل والهتاف بنفس الأفراح التى لاقوها فى البلاد التى مروا بها سابقاً .

وكان كبير الأراخنة فى ذلك الوقت هو مقار الملاخ فتقدمت أبنته أمينة بباقة جميلة من الزهور أودعتها فى يد البابا الذى تقبلها منها وعلت وجهه إبتسامة الرضى وحنان الأبوة .

ثم أتجه قداسة البابا كيرلس الخامس إلى شندويل وكانت المفاجأة أن أستقبلهم أهلها بالطبل البلدى والزمر وبمختلف ضروب الفروسية وشاهدوا عرضاً من عروض الفروسية أداها الخيالة , نجم الدين ومحمود وفرغلى السيد , فأثارت مهارتهم إعجاب الجميع , ثم غادروها وأتجه الموكب الباباوى إلى سوهاج .

وعندما ألقت الباخرة التى يقلها قداساة البابا كيرلس الخامس مرساها حتى كانت جماهير المستقبلين منتظراهم على الشاطئ وتقدم جموع الأقباط بسطوروس بك ميخائيل كبير الأراخنة يحيط به تلاميذ المدرسة القبطية وتلميذاتها وهم يرتلون الألحان القبطية وغادر قداسة البابا المركب وقام المستقبلين بتكوين موكباً حوله فتقدمه جنود البيادة والسوارى والخفراء بملابسهم الرسمية , فإتجهوا لزيارة دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين , ثم إتجه الموكب إلى أخميم فالمنشاة

وفى الطريق إلى دندرة مروا بمختلف القرى والنجوع ثم نقادة ومنها الأقصر , وكان الأقباط والمسلمين يستقبلون قداسة البابا لما سمعوا عن تاريخة الوطنى وتاريخة الدينى ونفيه .

وأقامت مدرسة الأقصر للأقباط حفل ورحب بالوفد الباباوى يسى بك أندراوس وناظر المدرسة , وكانت المفاجأة أنه وقف تلميذ فى التاسعة من عمره وألقى خطبه أفرحت قلب البابا أب الأقباط جميعاً .

وغادر الركب الباباوى الأقصر إلى إسنا ثم أدفو ثم أسوان , وعندما وصلوا حدود مصر غادروها وذهبوا إلى السودان فى طريقهم إلى العاصمة الخرطوم ووصلوها يوم الجمعة 25 مارس سنة 1904 م , أى أن جولتهم فى صعيد مصر أستغرقت حوالى شهرين .

وفى يوم الأحد 27 مارس 1904 أرسى قداسة البابا كيرلس الخامس حجر الأساس للكنيسة الجديدة , ثم ألف جمعية قبطية لتقوم بالأشراف على بناء الكنيسة وعلى رعاية مختلف الشئون القبطية وكانت الخرطوم هى آخر نقطة فى زيارة البابا الرعوية وعادوا إلأى القاهرة فوصلوها فى 2 أبريل سنة 1904 م

الرحـــــــــــــلة الثانية للبابا كيرلس الخامس

 وفى 25 من يناير سنة 1909 م أى بعد خمس سنين من رحلته الأولى , وكانت بنى سويف أول محطة له لزيارته الرعوية , وكان قد أرسى أساس كنيسة هناك فى رحلته الأولى فقام فى هذه الزيارة فكرس هذه الكنيسة بعد إكتمال بنائها , ثم ذهب إلى المنيا , ثم الروضة ثم منفلوط .

شغب أثناء الرحلة

ثم وصل إلى أسيوط  وكانت زيارته ترفع معنويات الأقباط وتستثير فيهم  الإيمان بكنيستهم والإعتزاز بقوميتهم وحدث شغب بسبب زيارة البابا وترجح المؤرخة أيريس حبيب المصرى سبب الشغب هو الدعاية الغربية المغرضة , ولم تحدد أيريس حبيب المصرى سبب الخلاف أو الخلاف نفسه بين من ومن ولكنها اشارت أنه بين مسلمين ومسيحيين وتقول أنه بددت النعمة الإلهية هذا الإضطراب الذى أنتهى بالتصالح أو كما يقول يوسف منقريوس : " إنفرجت الأزمة وعادت المياة إلى مجارى الصفاء "

وتنقل البابا من مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى حتى وصل الموكب الباباوى إلى جرجا , وفيها حدث شئ غريب أن رجل سقط من فوق سور عال فى وسط الناس المزدحمين حول البابا لشدة لهفه ليلمس ثوبه ولكنه لم يصب بسؤ .

وأستمر الركب الباباوى فى الرعاية من بلدة إلى أخرى يوم هنا ويومين أو أكثر هناك إلى أن بلغوا أسوان , وعند قيامهم من محطة الشلال ودعهم المصريين مسلمين وأقباطاً وداعاً كبيراً , ثم وصلوا إلى حلفا ومنها إلى الخطوم حيث قام بتكريس التى أرسى حجر أساسها فى الزيارة الأولى التى تمت قبل هذه الزيارة بخمس سنوات .

وقد قامت المكتبة الكبرى القبطية هناك بتزين ناديها الفسيح وأقامت به حفلاً كبيراً لائق بأب الأقباط , وقام البابا بإرساء الحجر الأساسى للمدرسة القبطية الكبرى فى يوم 18 فبراير سنة 1909 م وسط الجموع الحاشدة من الأقباط والسودانيين وكثير من المسلمين .

وفى مساء ذات اليوم أعدت حكومة السودان لضيفها الكبير البابا كيرلس الخامس باخرة أقلته والوفد المرافق له إلى خرطوم بحرى وقام البابا بصلوات التكريس لسبع كنائس أخرى فى مختلف بلاد السودان .

وفى طريق عودة موكب البابا قضوا ليلة 23 فبراير فى الأقصر فى ضيافة آل بطرس أحد أراخنة المنطقة , وفى اليوم التالى قام البابا بتكريس كنيسة السيدة العذراء الذين أنتهوا من بنائها حديثاً - ثم غادر الأقصر فى طريقة إلى القاهرة .

رسامة أساقفة

وبمجرد عودة البابا إلى القاهرة حتى قام بتكريس أسقفين أحدهما لـ عطبرة والأسقف الثانى لأم درمان ولم يكن حتى ذلك الحين غير مطران للخرطوم .

تهنئة اخلص الابناء ..بقدوم اعظم الرؤساء
في سنة ١٩٠٨ قام البابا كيرلس الخامس بافتقاد مدن وقري الصعيد متحركا بمركب ومفتقدا سلامة ابنائه وكانت رحلة تاريخية فريدة وكانت استقبال الشعب للبابا عجيبا ..وفي حضرته القيت الاشعار ودبحوا الدبايح وكان البابا يتنقل بالحمار بين القري ويتبعه الوف من الشعب ..
ومن طرايف ما قيل في استقبال البابا كيرلس الخامس في قنا قصيدة من تأليف موسي جرجس ومما جاء فيها
شرفت يا زين الكنائس
شرفت يا نور المجالس
شرفتنا يا خير من
لبس الصليب والطيالس
شرفتنا وديارنا
شرفت بكم يا خير غارس
غرست يمينكم التقي
والانت قلبا كان يابس
وملأت وادي النيل من
ابهي الكنائس والمدارس
ووقفت وقفة ضيغم
للمجلس الملي حارس
ويتكلم الشاعر عن علاقة البابا كيرلس بالمجلس الملي وكانت علاقة بها شد وجذب وتحدي من البشوات للبابا ..
ويكمل الشاعر
واهنأ ايا بابا الزمان
بما غرست من المغارس
فالقبط ليست غير في
ارضاء غبطتكم تنافس
بحر وقبلي لا تجد
ابدا لغبطتكم مشاكس
الكل طوع بنانكم
يا فرد ليس له مقائس (لا اعرف معني الكلمة )
ابقاك ربي للمدارس
والكنائس والمجالس
وادام مولانا الخديو
وملاذنا والدهر عابس
وولي عهده في امان
والبرنسات القناعس (برضه لا اعرف المعني )
ورجال دولته ومن
في مأمن العباس انس ..
وكان الحاكم هو عباس الثاني ...
كلام جميل يا عمنا موسي جرجس وان كان فيه معاني صعبة علينا ...
كانت ايام
المصدر : ‫#‏عضمةزرقا‬ - ياسر يوسف

************************************************************************************

المـــــــراجع

(1) أنور عبد الملك ص 224 - 225 حيث يقول ما ترجمته : " وجخل البطريرك كيرلس الخامس أسيوط على بارجة أمير الأسطور مستهدفاً أن يكسر شوكة التسلل التبشيرى البروتستانتى , وهناك الكثير من الإشارات إلى غضب مسيحى أوربا على القبط القوميين فى هذه الفرتة مما يؤكد قسوة الصراع القومى أكثر مما هو دينى "

(2) طارق البشرى - كتاب - المسلمون والأقباط - ص 37

This site was last updated 04/07/16