Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الراهب أنطونيوس يرتقى فى سلم الفضائل الرهبانية

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أصبح «بابا» كل العرب
الراهب أنطونيوس
الأب متى المسكين والبابا
البابا شنودة ومدارس الأحد
صديق البابا يتجدث عنه

 

الكلمة المشهور عند الأقباط " وحشتنا يا قداسة البابا شنودة " أطلقت عليه ألقاب كثيرة مثل معلم الأجيال .. ذهبى الفم .. ألخ ولكن اللقب ىالذى أحب أن أناديه به "وحشتنا يابابا " لأنه يعتبره الأقباط أبوهم الروحى ويتذكرونه بالحب دائما هذا الذى لم يكن يستطيع أن يسكت عن التعليم والكرازة والتبشير يوما واحدا حتى عندما كان فى شدة المرض ذهب إلى الإجتماع بالكاتدرائية وعبر عن آلامه قائلا : " أنا القادم من بين الأموات" لقد أراد خدام التربية الكنسية ومدارس الأحد برآسة حبيب جرجس تغيير الكنيسة من الخارج فلم يستطيعوا فسلك الشباب المتعلم فى الرهبنة ومنهم أبونا متى المسكين والأنبا صموئيل والأنبا غريغوريوس وذهب خادم الرب يسوع نظير جيد إلى دير السريان المكان الذى أحب الخلوة فيه ورسم هناك راهباً بأسم أنطونيوس فى 18 / 7 / 1954 م وكان قد بلغ من العمر 31 عاماً .

وكان قد عرفه الكثير من الأقباط من خلال خدمته فى الكنائس المختلفة ورئاسة تحرير مجلة مدارس الأحد وكان رهبنته خبراً تناقلته الألسن خاصة فى مجال مدارس الأحد فى طول البلاد وعرضها فقد كان له تلاميذ كثيرين فى بداية الطريق وإذا لم يكونوا قد تتلمذوا وجهاً لوجه فقد تتلمذوا عن طريق كتاباته , وعظاته وبإعتزاله ورهبنته أثبت أن كلماته التى يتفوه بها أو يكتبها هى طريق لحياته أيضاً .

وأدى تركه كرئيس تحرير لمجلة مدارس الأحد بسبب رهبنته أنها فقدت مركز الحركة الروحية , وأتجهت المجلة إلى خط آخر فى التحرير والسياسة .. فلم ترق لكثيرين من قرائها فتخلوا عن متابعة ما يكتب فيها .

وموهبته فى الكتابة زادت بالقراءات الكثيرة عندما أطلع الكتب الموجودة فى مكتبة الدير وكان كثيرا ما يخرج كراسة أشعاره ليدون تأملاته الروحية فى نظم شعرية وخرجت بلا شك مختلفة تماما عن أشعاره السابقة عندما كان فى العالم , وهذا طبيعى فأشعاره  قبل الرهبنه كانت للنشر صالحة لتعليم الآخرين وخدمتهم أما أشعاره بعد رهبنته فى الدير فكانت لمنفعته الشخصية سجل فيه شعوره وروحانياته وخرجت فى فلسفه لما وراء الحياه ومعناها وكانت تائهٌ في غربة (من قصائد البابا شنودة الثالث - المغارة - 1961) قمة أبياتها تقول :

 1. يا صديقي لست أدري ما أنا ** أو تدري أنت ما أنت هنا
أنت مثلي تائه في غربة** و جميع الناس أيضاً مثلنا
نحن ضيفان نقضيَ فترة ** ثم نمضي حين يأتي يومنا
عاش آباؤنا قبلاً حقبة ** ثم ولى بعدها آباؤنا
قد دخلت الكون عرياناً ** فلا قنية أملك فيه أو غنى
و سأمضي عارياً عن كل ما ** جمع العقل بجهل واقتنى
عجباً هل بعد هذا نشتهي ** مسكناً في الأرض أو مستوطنا
غرنا الوهم ومن أحلامه ** قد سكرنا وأضعنا أمسنا
ليتنا نصحو ويصفو قلبنا ** قبلما نمضي وتبقى ليتنا

2. لست أدري كيف نمضي أو متى ** كل ما أدريه إنا سوف نمضي
في طريق الموت نجري كلنا ** في سباق بعضنا في إثر بعض
كبخار مضمحل عمرنا ** مثل برق سوف يمضي مثل ومض
يا صديقي كن كما شئت إذاً ** و اجر في الآفاق من طول لعرض
إرض آمالك في الألقاب أو ** إرضها في المال أو في المجد ارض
و اغمض العين وحلق حالما ** ضيع الأيام في الأحلام واقض
آخر الأمر ستهوى مجهداً ** راقداً في بعض أشبارٍ بأرض
يهدأ القلبُ وتبقى صامتاً ** لم يعد في القلب من خفق ونبض
ما ضجيج الأمس في القلب إذاً ** أين بركانه من حب وبغض

 3. قل لمن يبني بيوتاً ههنا ** أيها الضيف لماذا أنت تبني
قل لمن يزرع أشواكاً كفى ** هو نفس الشوك أيضاً سوف تجني
قل لمن غنى على الأهواء هل ** في مجيء الموت أيضاً ستغني
قل لمن يرفع رأساً شامخاً ** في إعتزاز في إفتخار في تجني
خفض الرأس وسر في خشيةٍ ** مثلما ترفع رأساً سوف تحني
قل لمن يعلو ويجري سابقاً ** يا صديقي قف قليلاً وانتظرني
نحن صنوان يسيران معاً ** أنا في حضنك مل أيضاً لحضني
قل لمن يعتز بالألقاب إن ** صاح في فخره من أعظم مني
نحن في الأصل تراب تافه ** هل سينسى أصله من قال أني

الصورة المقابلة : مدخل القلاية بالحصن الأثرى التى سكن فيها البابا شنودة الثالث فترة من الزمن أثناء رهبنته بالدير

وعندما أصبح راهبا وكان يخدم فى الدير أيضاً وأعطيت له مسئولية أمانة مكتبة الدير ومسئولاً عن مطبعة الدير ونشر المخطوطات .
وأسند إليه أيضاً المسئولية عن الزائرن من الضيوف الجانب الذين يزورون الدير من حين لآخر . وأحيانا أعطى مسئولية عن الزراعة والمبانى .

 


الصورة المقابلة : القلاية الحديثة التى سكن بها الراهب أنطونيوس فى حديقة الدير

الدخول إلى الصحراء الداخليــــه

وبإنتهاء عام 1975 م أنتفل الراهب انطونيوس إلى مرحلة أخرى من مراحل الرهبنة وهى الأنعزال عن حياة الشركة بــ الدير والعيش فى حياة الوحده ووجد الراهب أنطونيوس كهفاً .. يصلح لوحدته .. ولا يزيدعرضه عن متر واحد وطوله ثلاثة أمتار ونصف , وكانت المغارة على بعد 3ر5 كيلومتر من الدير , وتركها لمغاره أخرى تبعد عن الدير 12 كيلوميتر إسمها البحر الفارغ ووضع فى مدخله مكتبه وبدأ يعد قاموساً للغة القبطية .. ووجد مكانا محفوراً فى الصخر أستعمله كرف وضع فيه المجموعة الكاملة لكتابات الاباء , وبحفرة اخرى كتب خاصة بالرهبان كتبها رهبان قدامى تشرح لهم حروب الشرير وحروب الفكر وطريقة معيشتهم وغيرها من الكتب التى تهم راهب متوحد معتكف بعيداً حتى عن ديره .

وكانت تمر عليه أسابيع لا يرى فيها وجه أنسان وكانت فرصة للخلوة مع الرب يسوع والتأمل والدراسة وتتبع القديسين فى أعمالهم وأقولهم من قرائته لكتبهم .

ولم يخرج أبونا انطونيوس من ديره إلا لسوى حاجة شديدة وبإلحاح شديد عليه وذلك ليكون سكرتيراً للبابا كيرلس السادس .

الصورة المقابلة : مدخل الكهف من الداخل الضوء الوحيد الذيى ينير المنارة يأتى من مدخل الكهف

وذكر جرجس حلمي عازر المستشار الصحفي للبابا شنودة (1) وكانت رهبنة الأنبا شنودة "نظير جيد روفائيل" في 17 يوليو عام 1954 وشغل الراهب الجديد نفسه بإعادة كتابة مخطوطات الأديرة القديمة. وقام بطبعها ولما استدعاه البابا "كيرلس السادس" للانضمام إلي سكرتاريته والإقامة معه في الطابق السادس في المقر البابوي بالدرب الواسع ب "كلوت بك" اصطدم هذا الراهب بالدكتور كمال رمزي استينو نائب رئيس الوزراء وقتها بسبب كتاب أصدره الدكتور نظمي لوقا وأمر كمال الدين حسين وزير التعليم وقتها بطبع الكتاب وتوزيعه في مدارس مصر وسوريا وترك موقعه وعاد إلي الدير وأذكر أنه قال لي وكنت أجالسه في مسكنه بالدور السادس بأنني أشتهي أن أعود إلي صحراء مصر علي رمالها وفي أحضانها

ولكن بعد فترة عاودة الحنين إلى رمال الصحراء وقال : " مكانى فى وسط الرمال "

القمص قزمان يسرد قصتة مع الراهب انطونيوس السريانى "البابا شنودة الثالث" وقال عندما كان القمص انطونيوس المتوحد السريان يزورنا فى دير الانبابيشوى حيث انا كنت راهبا فى بداية حياتى واصفا موقفا لتلك الراهب السريانى العجيب والذى تعلمت منة ثلاثة فضائل فى حياتى الفضيلة الاولى وهى "المسكأ الاخير " اما الفضيلة الثاثنة " انكار الذات " و الفضيلة الثالثة وهى " الاتضاع" وهى التى تلخص فى تعاليمنا من البابا شنودة ، عندما كنا فى مرة اجتمعت الاساقفة فى المقر الباباوى القديم فى كلوت بك فى ذلك الوقت وقام بالتصافح على الاسقف وجلس فى اخر الصف وهذا تلخص فية الفضيلة الاولى وهى " المسكأ الاخير" ام الفضيلة الثانية وهى " انكار الذات " عندما قرر الانبا باسيليوس رئيس دير الانبا بيشوى فى ذلك الوقت بطرح سؤال ؟ وكان السؤال "من هو ملكى صادق " فلم يعرف احد من الحاضرين اجابة هذا السؤال فقام احد الاساقفة بجمع الرهبان لكى احد يعرف بالاجابة على هذا السؤال ولكن لا احد من الرهبان ان يعرف اجابة تلك السؤال الا الراهب انطونيوس السريانى " البابا شنودة" فلم يقوم بالرد على اجابة تلك السؤال متسما بالفضيلة " انكار الذات" واحترام الاساقفة الحاضرين حتى قام الراهب القمص داود السريانى المتنيح " وقال للحاضرين اجابة السؤال يعرفها الراهب انطونيوس ولكن يرفض الاجابة علية الا لو سمح احدكم بالاجابة على هذا السؤال وبالفعل سمح الانبا باسيليوس رئيس دير الانبا بيشوى احد الاساقفة الحاضرين للراهب انطونيوس السريانى بالاجابة على تلك السؤال وبالفعل اجاب الراهب انطونيوس هذا السؤال قائلا ملكى صادق هو " يمثل السيد المسيح نفسة ليس لة اب او ام وليس لة بداية ايام او نهاية ايام " فاندهش الحاضرون من تفسير هذا السؤال مضيفا بان هذة القضة قد مرة عليها اكثر من ثلاثة وخمسون عاما اما الفضيلة الثالثة والاخيرة وهى"الاتضاع " مضيفا بانة كان يوم من الايام عندما كنت راهبا حديثا وكنت من المشرفين على بوابة دير الانبا بيشوى فوجئت باحد يطرق الباب قفمت بقتح الباب ووجت القمص انطونيوس " البابا شنودة" وكنت قبل ذلك قراة اية فى الكتاب المقدس ولكن لا اعرف نفسيرها فطالبت منة بتفسير تلك الاية فبكل اتضاع وقف واجاب على سؤالى وقام بتفسير الاية التى طلبتها منة ولا ينظر لى على انى راهب صغير وهو راهب كبير بل بالعكس كان يعاملنى كأب حنون لى.
واستمر القمص قزمان يسرد قائلا عندما اصبح الراهب انطونيوس السريانى اسقفا باسم الانباشنودة اسقف التعليم فى عام 1962 وكان لة موقفين الموقف الاول فى ذلك الوقت كنت مسؤل امينا للدير وكنت على مشكلة مع احد الرهبان وبعدها سافرت الى القاهرة وفى اثناء سفرى قام الانبا ثاؤفيلوس رئيس الدير فى ذلك الوقت بعزلى كامينا للدير وقام بتعيين احد الرهبان الموجودين وصدر رئيس الدير امر بعدم دخولى للدير وبالفعل رجعت من القاهرة الى الدير وعلى باب الدير قال لى امين الدير رئيس الدير اصدر اوامرة بعدم دخولى الدير فرفضت انى اذهب الى مكان اخر وصممت انى اعتصم وانام فى الجبل فعلم رئيس دير السريان بمنع دخولى دير الانبا بيشوى فامر نيافتة بحضورى الى مكتب رئيس الدير حتى انتظر صدور قرار بذهابى الى اى دير اخر وانا كنت رافض اننى انتقل من اديرة وادى النطرون ففوجئت بوجود الانبا شنودة اسقف التعليم فى ذالك الوقت "البابا شنودة " كان يعلم الرهبان اصول التعليم والرهبنة وانا كنت واقفا خارج مكتب رئيس الدير متأملا بتعاليم الانبا شنودة وبعد ان انتهى الانبا شنودة من شرحة فقال لى " يابونا انت رجل طيب لكن عيبك انك اشتكيت رئيس الدير انا هادخل واقولة انك تقعد معانا فى دير السريان " وبالفعل دخل الى الانبا ثاؤفيلوس وتوسط لى فسمح رئيس الدير باستمرارى داخل الدير.

البابا الراهب

18 يوليو تذكار رهبنة أبينا البابا شنودة الثالث الذى أمضى فى الرهبنة 58 عاما لم يخلف فيها نذوره يوما واحتفظ داخله بقلب الراهب وفكره .. روح المتوحد ونسكه .. كان خادما معروفا وصحفيا يرأس تحرير مجلة مدارس الأحد وكان اكليريكيا متفوقا وعند عمر ٣١ عام ترك كل شئ واستجاب لنداء داخله ان الوقت وقت الصحراء .. كان يحيا غريبا حتى وسط العالم .. وتتلمذ على يد الراهب مينا المتوحد و تشرب من روحه
وفى دير السريان احب المتكأ الاخير وترهب فى قلاية بالحصن الأثري وأوكلت اليه مهام المكت
بة والمخطوطات وبعد ثلاث سنوات ترك الدير الى حياة الوحدة فى البرية فى كهف متر ونصف فى ثلاثة متر على بعد حوالى خمسة كيلو متر من الدير وبعدها اشتاق للاختلاء اكثر وذهب لمنطقة اسمها البحر الفارغ على بعد ١٢ كلم من الدير وكانت تمر عليه الأسابيع دون ان يرى وجه بشر وهناك عاش أغنى ايام حياته وكانت الزاد الذي تزود به لمسئوليات جسام تحملها بعد ذلك
وعندما وضع عليه البابا كيرلس اليد غصبا كان يوم حزن وبكاء فقد أراد الراهب أنطونيوس السرياني ان يكمل حياته فى مغارته لكن الله كان له رأي اخر
وعندما صار بطريركا لم يترك الدير فقد اصبح يقضى أسبوعه بين الدير وبين مقره فى القاهرة وكان البعض يظن ان تحديد اقامة البابا فى الدير على يد السادات ربما هو عقوبة ولم يعرفوا ان البابا شنودة راهبا فى الأساس والعالم بالنسبة له لا شئ
صلاتك يا أبونا البطرك من اجل شعبك و بلدك

المصدر: Nessrin Karam

*****************************

المراجع

*** قداسة البابا شنودة الثالث - 25 عاما ولا يزال العطاء مستمراً - أعداد مهندس عزت زكى - الكتاب صدر بمناسبة اليوبيل الفضى - الناشر الأنبا رويس سنة 1996 م

*** جريدة المحرر التى تصدر فى سيدنى بأستراليا ص 9 بتاريخ 18/ 11 /1989 م مقالة بعنوان - تاريخ .. وحياة .. قداسة البابا شنودة الثالث - بقلم الأستاذ ميشيل جبرائيل

(1) جريدة الجمهورية بتاريخ الخميس 4 من جمادى الاخرة 1427هـ - 29 من يونيو 2006 م

 

This site was last updated 07/27/15