Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

المـــــوالى

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
نظام الإداره بالخلافة
خرافة الخلافة الإسلامية
الموالى
فساد الخلفاء
الخلفاء بعد قتل الخلفاء
New Page 2373
New Page 2374

Hit Counter

 

  بعد أحتلال المسلمين العرب القريشيين البلاد وفرض الدين الإسلامى بالأجبار على أهل البلاد لأعتناقة تحت شروطهم الثلاثة : القتل , القتال , الجزية .. كان غرضهم هو محو هوية البلاد القومية وإحلال الأسلام كجنس وكان العرب القريشيين وغيرهم من العربية هم الصفوة الحاكمة , وأعتنق أهل البلاد الأسلام لظروف عديدة ولكنهم فوجئوا بإذلال الأسلام لهم فظلوا فى نضال مع عرب الخلافة الأسلامية حتى جعلوا الخلافة الأسلامية لعبة فى أيديهم وفى النهاية فرضوا قوميتهم على الأسلام بل أن هؤلاء الموالى فهموا لعبة الأسلام فى الحكم فركبوا الحصان الأسلامى الأخضر وحملوا سيف الأسلام ورايته وأستغلوا هم أيضاً الإسلام فى بناء أمبراطوريتهم كما أستغله عرب الأسر الحاكمة من العرب  , وهذا ما رأيناه مع العثمانيين  المماليك وغيرهم حيث تغلبت القومية على عرب الأسلام وظل نظام الصفوة الحاكمة كما هو ولكن تغير الجنس فالأتراك كانوا الصفوة الحاكمة أيام السلطنة العثمانية , والمماليك العبيد كانو الصفوة الحاكمة أثناء حكمهم لمصر .. وهكذا .

الخلافة والمــــوالى 

واجبات الموالى تجاة من ولاة

** أن يتحرى الموالى المصالح فيجلبها لمن والاه

** ويدفع عنه الضرر ما استطاع،

** وينصره حين الحرج بالقول والفعل والمال،

** ويحفظ سره، من دون التزام قاطع مسبق،

** ولكن قد يتحمس الموالى فيمنح من والاه فى ساعة العسرة أكثر مما يمنحه المبايع المطيع

واجبات الولى تجاة المولى

حمايته من عسف وصلف الصفوة الحاكمة التى ينتمى إليها , وتمرير مصالحه بها .

 

تـــــعـالٌـى الــعـرب عــلـى الـــعـجـم
إعتادت الإمبراطوريات والممالك القديمة على وضع بقية الشعوب فى درجة أدنى فنظر الرومان إلى ما عداهم من الشعوب على أنهم برابرة أى أنهم عديمى الحضارة وكذلك كان " العرب قبل الإسلام متعالين جداً ويسمون ما عداهم بالعجم ("د/ إسماعيل صبرى عبدالله مجلة المستقبل العربى العدد 127 شهر سبتمبر 1989 ص 135 ندوة العدد – العربى = المتكلم باللغة العربية) , العجمى = الذى يتكلم لغة أخرى غير اللغة العربية , والعجم ضد العرب , والواحد عجمى وفى لسانه عجمة , والعجماء البهيمة , والأعجم الذى لا يفصح ولا يبين كلامه , وإن كان من العرب وكل من لا يقدر على الكلام أصلاً فهو أعجم ومستعجم (راجع مختار الصحاح للرازى ) , " والعرب تسمى كل من لا يعرف لغتهم ولا يتكلم بكلامهم أعجمياً , وقال الفراء الأعجم الذى فى لسانه عجمة وإن كان من العرب , والأعجمى الذى أصله من العجم (القرطبى – الجامع لأحكام القرآن عند تفسيرة لسورة النحل ) – وفى معلقة عنترة
تأوى له قلص النعام كما أوت – حزق يمانية لأعجم طمطم , والطمطم أى العى الذى لا يفصح , والأعجم هو الراعى الحبشى الذى لا يفصح ولا يفهم –
ويظهر إستعلاء العرب على ما عداهم واضحاً من : تسمية الأخيرين بالعجم , وإطلاق نفس الإسم على البهيمة , ولما كانت المرأه تعتبر من المتاع فأطلقوا على المرأة غير العربية عجماء والبهيمة عجماء
رفض مصاهرة العربى لباقى الأجناس
.. فالموالى - الذين كانوا أسرى أو فيئة  ثم أعتنقوا الإسلام أو من أهل البلاد الذين أعتنقوا الإسلام - دمجهم النظام الإسلامى فى قبائلهم التي كانوا أستولوا عليهم كغنيمة فيها، وبالرغم من أن  سنة الرسول صلم نصت على أن "مولى القوم منهم" (رواه البخاري ) وعلى "أن الولاء لحمة كلحمة النسب" (رواه الدارمي وأبو داود ) حتى لقد أصبح بلال الحبشى (سيدًا) يقول عنه عمر بن الخطاب ـ وعن أبى بكر الذي اشتراه وأعتقه : سيدنا أعتق سيدنا! ..   ..لم يستطع بلال هذا أن يتزوج عند احد من قريش وهو هو في صلاحه وتقواه ولم تتزوج هاشميه احد من الموالى قط سوى ام المؤمنين عندما زوجهاالنبي زيد وهي كارهه له لأنه من الموالى ,  ويذكرنا التاريخ بــ سـالم مولى أبى حذيفة 12هـ - 633م صاحب قصة رضاعة الكبير الشهيرة التى وردت فى الأحاديث .

بلغ إعتداد العربى وتعالية بجنسه وتعاليه على غيرة من بقية الأجناس إلى حد أن العربى يرفض مصاهرة غير العربى حتى ولو كان ملكا على رأسه تاج ويذكر المؤرخين أن سبب حدوث الحرب بين الفرس والعرب المشهورة بـ يوم ذى قار هو أن كسرى بعث إلى النعمان رسولاً يقول له " إن كسرى إحتاج إلى نساء لنفسه وولده وأهل بيته وأراد كرامتك بصهره فبعث إليك " رفض النعمان الإصهار إلى كسرى وبعث إليه قائلاً : " إن طلب الملك ليس عندى " (محمد أحمد جاد المولى بك وآخرون – أيام العرب فى الجاهلية ص 20 , 21 بدون تاريخ دار إحياء الكتب العربية – البابى الحلبى بمصر) وإنتصر العرب على الفرس وكان ذلك بداية الشعور القومى لدى العرب وتغنى شعراؤهم بذلك فقال أعشى قيس شرح فى قصيدته كيف أنهم هزموا الأعداء " الأعاجم فى آذانها النطف " النطف = هى الأقراط , ويلاحظ القارئ أنه لم يقل الفرس بل قال الأعاجم تشبيها لهم بالحيوانات العجماء , ولأنهم يعلقون فى آذانهم الأقراط " جمع حلق " فيشبهونهم بالنساء الغوانى والعاهرات العرب

 

الحكم الإسلامى القائم على الشريعة الإسلامية هو حكم قائم على الجنس الذى ينتمى إليه الخليفة وكما قال العرب قديماً الناس على دين ملوكهم والأصح هو المسلمين على دين جنس خليفتهم - فالصفوة الحاكمة دائماً يأتى منها الخليفة حتى رأينا الأجناس الحاكمة هى العرب القريشيين والمغاربة والأتراك والمماليك وهم عبيد الذين حكموا مصر وهكذا

أما أهل البلاد فقد عوملوا بذل من الصفوة الحاكمة أو الجنس الحاكم ولا يشفع لهم أن بعضهم تحول إلى الإسلام وأعتنقه فأطلقوا عليهم أسم الموالى

 أى يطلب الذى أعتنق الإسلام من أهل البلاد من العربى المسلم أن يكون مولى له - فيتولاه العربى أى يكون سيده ويكون له حق حمايته أمام الصفوة الحاكمة لأنه منهم وقد ينادى سيده العربى بكلمة " يا مولاى" التى كان يطلقها العبيد او الأحرار للخليفة وبالتالى الصفوة الحاكمة وما زالت هذه الكلمة تطلق على شيوخ المسلمين حتى هذا اليوم فيناديهم تلامذتهم بكلمة " يا مولانا "  الصفوة الحاكمة تعنى الجنس الحاكم أى الجنس الذى ينتمى إليه الخليفة

 وإذا كان أهل البلاد المسيحيين عوملوا ككلاب تأكل الفتات الساقط من مائدة العربى الذى أستولى على بلادهم أما الذى أعتنق الإسلام من أهل البلاد لا يرتقى ان يكون خدماً لهؤلاء السادة من الصفوة الحاكمة يأكل ما يفيض من أسيادهم , وإننى أرى أن العربى ما زال كذالك فى مصر حيث يعامل بكرامة منذ دخوله من مطار القاهرة حتى رحيلة مهما كانت قلة قيمته فى الوقت الذى يذل المصرى أخوه الذى علا قدره .

الموالى والخلافة الأموية 

 

الموالى وأولاد الجوارى المسلمين الذين كانوا آبائهم عرب تحت حكم الخلافة الأموية

وبالرغم من أن الموالى ( وهم من أهل البلاد الذين أعتنقوا الإسلام ) وأولاد الجوارى المسلمين الذين كانوا آبائهم عرب لم يشفع لهم تحولهم إلى الإسلام بل ظلوا أذلاء فى حكم الخلافة الأموية  حيث منعو من تقلد لاوظائف العالية التى ظلت حكراً على العرب ولم يكن أقوال القرآن والأحاديث بالتساوى كأسنان المشط ولا يعلوا عربى على أعجمى إلا بالتقوى إلا شعارات كبقية شعارات الإسلام فلم يذكر مؤرخوا التاريخ المسلمين أسم موالى واحداً والياً فى جميع ولايات أو الإمامات أو رياسات الدواوين أو سلك القضاة أو الشرطة

الموالى مشاة فى الجيش العربى

وحتى فى الجيش لم يكن بين الموالى فارساً واحداً وأستعلوا كمشاة فى الخطوط المتقدمة حيث أن جندى المشاة مع أنه يواجه المخاطر أكثر من غيره فى الجيش إلا أن أجرة كان ثلث ما يأخذه الفارس .

قال المختار الثقفي :لأبراهيم بن الأشتر (@) فى معركة : " إن عامة من عندك هؤلاء الحمراء ( أى الموالى ) وإن الحرب إن ضرستهم هربوا , فإحمل العرب على متون الخيل وإرجل الحمراء أمامهم " فصار الموالى راجلين والعرب راكبين .

وذكر ابن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد أن العرب كانوا يقولون : لا يقطع الصلاة إلا ثلاثة : حمار ، أو كلب ، أو مولى ، وكانوا لا يكنون المولى ولا يمشون معه في الصف ولا يواكلونه بل يقف على رؤوسهم فإذا أشركوه بالطعام خصصوا له مكانا ليعرف أنه مولى وكانت الأمة لا تخطب من أبيها وأخيها وإنما من مولاها وكانوا في الحرب يركبون الخيل ويتركون الموالي مشاة ( مظاهر الشعوبية لمحمد نبيه حجاب ص 51 )

زواج الموالى والهجين

وأمر خلفاء بنى أميه ألا تستخلف بنى الإماء حتى ولو كانوا عرباً , وقالوا فى ذلك : " لا تصلح لهم العرب " وقال الإصمعى : " إن الإمتناع عن تولية بنى الإماء ( أولاد الجوارى ) كان للإستهانة بهم " وأفتى العلماء بعدم توريث أولاد الجوارى المسلمين وظلت آيات القرآن حبراً على ورق ليست له قابلية للتنفيذ لأن افواه الفقهاء حكمت  .

ومنعوا الموالي من الزواج بالعربية وسموا من يولد من زواج كهذا هجينا ، وحدث أن خطب رجلاً من الموالى بنتاً من أعراب بنى سليم وتزوجها , فشكوا ذلك إلى والى المدينة , وأرسل الوالى إلى المولى أمراً بتفريقه من زوجته وضربه مائتى سوط , ولم يكتفى بذلك بل أنه شهر به وذله بأن حلق رأسه وذقنة وشاربه وحاجبيه , وقال أحد الشعراء يمدح الوالى الذى فعل ذلك :

قضيت بسنة وحكمت عدلاً    ولم ترث الحكومة من بعيد

وفى المائتين للمولى نكالاً   وفى سلب الحواجب والخدود

فأى الحق أصهر للموالى   من أصهار العبيد إلى العبيد

إذلال الموالى فى الحياة العامة

أما فى الحياة العادية فكان إذا أشترى العربى شيئاً من السوق وقابل مولى فإنه يدفعه إليه ليحمله عنه حيث يريد العربى ولا يستطيع الأعتراض , وإذا قابل العربى مولى راكباً وإذا أرادة أن ينزل عن راكبنته فإنه يطيع  , وإذا رغب أحد فى تزوج مولاه خطبها إلى مولاها العربى ( الذى يتولى حماية أسرتها ) دون أبيها وجدها , وكانت النساء من الموالى قبل الزواج تعرض بكارتها على العربى الذى يتولى حماية أسرتها قبل ان تتزوج وما زال هذا النظام سائر حتى الآن بين العرب وتابيعهم فى بعض الدول العربية .

الشعراء يهجون الموالى

وأدى الشعراء مهمتهم فى إذكاء العنصرية ضد الموالى والهجين ( اولاد السرارى من آباء عرب مسلمين ) وهذا شاعر آخر يقول :

إن أولاد السرارى   كثروا يارب فينا  

رب أدخلنى بلاداً   لا أرى فيها هجيناً

 وكانوا إذا نزل عربي بحي من أحيائهم فمن العار أن يباع عليه الطعام بيعا بل يقدم له بعكس الموالي : يقول جرير الشاعر : وقد نزل ببني العنبر فلم يضيفوه وباعوه القرى بيعا :
يا مالك بن طريف إن بيعكم * رفد القرى مفسد للدين والحسب
قالوا نبيعكم بيعا فقلت لهم * بيعوا الموالي واستحيوا من العرب  ( راجع  الكامل للمبرد ج2 ص )

الحكام والموالى

وعلى مستوى الحكام فكان الموالى لا يعاملون كبشر وخصوصا من ولاة الأمويين كالحجاج الذي لم يرفع الجزية عمن أسلم من أهل الذمة ، والذي وسم ( أى وضع علامة عن طريق الحرق فى أجسامهم كالمواشة أو وضع وشماً  ) أيدي الموالي وردهم إلى القرى لما هاجروا للمدن ( تاريخ الطبري ج8 ص 35 ) كل ذلك دفع هؤلاء الموالي إلى تبني شعار الإسلام والدعوة للمساواة فسموا أهل التسوية ، وفى أيام الخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز وما بعده تحفزوا لإثبات وجودهم  عندما أمر الخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز  جزية عمن أسلم فلما قيل له إن موارد بيت المال ستنقص قال لهم : " إن محمد صلم أرسل هادياً ولم يرسل جابياً  ".

 

 

الموالى والخلافة العباسية

 

محاولة من الموالى الإنتساب إلى العرب فى خلافة الأسرة العباسية 

أبو مسلم الخراسانى القائد الذى أطاح بالخلافة الأموية إدعى لنفسه نسباً عربياً

أسحق الموصلى المغنى مضى إلى عربى أسمه خزيم بن خزيمة فتولاة ( أى طلب أسحق من العربى أن يكون مولى له )

يروح بنسبه المولى    ويصبح يدعى عرباً

فلا هـــذا ولا هــذا   ك يدركه إذا طلبا

 يشسم الشيخ والقيصوم   كى يستوجبا النسبا

فصار تشبهاً بالقــو     م جلفاً , جافياً جشبا

ولا نعرف ما هو المقابل الذى يأخذه العربى فى مقابل موافقته بالولاية على من أعتنق الأسلام من أهل البلاد المحتلة .

** وكانت بغداد لعهد المهدي قد جذبت إليها شعراء كثرين من الكوفة والبصرة قصد المعاش والتكسب، وخرج إليها فيمن خرجوا جماعة المجان من أمثال مطيع ابن إياس ووالبة وأبي نواس، واختلط بهم أبو العتاهية وأخذ يعب معهم كئوس الخمر واللهو في دور القيان والمجانة بالكرخ من أمثال القراطيسي  ويفسد الأمر بينه وبين والبة، فيصله ناراً حامية من هجائه لأن والب نسب نفسه إلى العرب من بني أسد:
أوالب أنت في العرب   كمثل الشيص في الرطب
هلم إلى الموالي الصيـ   ـد في سعة وفي رحب
فأنت بنا لعمر اللــه   أشبه منك بالعرب

وظل يلقى أشعاره حتى فضحه فعاد إلى الكوفة كالهارب وخمل ذكره.

** بشار بن برد العقيلي 95-167هـ / 714-784م : ويكنى بأبي معاذ. فارسي الأصل، ولد أعمى على مقربة من البصرة , ومع أنه فارسى الأصل إلا أنه قال فى رجل أدعى نسبه إلى العرب :

إن عمروا فإعرفوه   عربى من زجاج

مظلم النسبة لا يعــــــ     رف إلا بالسراج

موالى مصر والإنتساب إلى العرب

وفى عصر الخليفة العباسى ألأمين / المأمون حاول الموالى من الأقباط الذين يرجع أصولهم إلى العرب الذين نكحوا جداتهم الإنتساب إلى جدودهم حتى يحصلوا على مميزات العرب فى الخلافة العجمية

ويذكر التاريخ حادثة الحرس وهي بلدة في شمال مصر، أسلم جماعة من أهلها في نهاية القرن الثاني الهجري، وحاولوا الاندماج مع الوافدين العرب، كي ينجوا من المظالم. فكتبوا لأنفسهم نسباً يعود إلى "حوتك"، إحدى القبائل العربية من "قضاضة" بالحوف الشرقي، فثارت عنصرية عرب مصر ورفضوا أن ينتسب غير عربي إليهم. وقام شاعرهم معلى الطائي (&) بهجاء عموم الأقباط، ونشد يقول..

يا بني البظراء (#) موتوا كمداً   واسخنوا عيناً بتخريق السجل
لو أراد الله أن يجعلـكـم   من بني العباس طـُراً لفعـل
لـكن الرحمن قد صيّركم   قبط مصر ومن القبط سـفل
كيف يا قبط تكونوا عربـاً   ومريسٌ أصـلكم شـرُ الجيل

نمو قومية الموالى
وظل إذلال الموالى عقوداً من الزمن وحاول الموالى الإلتفاف حول عنجهية العرب وتكبرهم فحاول الموالى أن يحصلوا على الإنتساب العربى بطرق ملتوية حتى يكونوا من طبقة الصفوة الحاكمة وحصل بعضهم عليها فعلاً نتيجة لمركزة مثل أبو مسلم الخراسانى أو نتيجة لسيفة مثل المعز لدين الله الفاطمى وزاد ذل الموالى فى حكم خلافة الأسرة الأموية وبداية حكم خلافة الأسرة العباسية إلا أنه فى منتصف حكم العباسيين صار الشعراء يهجون العرب , وأصبحت الشعوب تشعر بأن حضارتها القديمة أفضل من حضارة العرب وأرق طباعاً وخاصة الموالى الذين أصلهم من الفرس وبالتالى فإن العرب أقل منهم حضارة

ونتبين ذلك أيضًا في سخرية بشار من الجنس العربي كله، وذلك ردًا منه، على استحقار أعرابي له، حين علم أنه شاعر من الموالي، فقال: وما للموالي وللشعر , فرد بشار بن برد عليه في قصيدة لاذعة، منها:
 ارفق بعمرو إذا حركت نسبته **  فإنه عربي من قوارير
أحين كسيت بعد العري خزاً ** ونادمت الكرام على العقار
مفاخر يا ابن راعية وراع ** وبين الأحرار حسبك من خسار

تريغ بخطبة كسر الموالى ** وينسيك المكارم صيد فار
وكنت إذا ظمئت إلى قراح ** شركت الكلب في ولغ الإطار

وقبل أن ننتقل إلى موضوع آخر ينبغى أن نذكر شعر بشار بن برد الذى تعلمناه ونحن صغار لسهولته فقد قال وصفه لجارية بطريقة ظريفة :

  ربابة ربة البيت تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات وديك حسن الصوت

******************************************

الغلبة والنصر للمــــــــــوالى

وبينما كان الخلفاء وقادة الجيش منغمسون فى الحروب كان الموالى يثقفون أنفسهم ويتقلدون المناصب المدنية التى تتحكم فى جميع أجهزة الحكم الإسلامى ويزيحون العرب رويداً رويداً فكان منهم الكتبة والعلماء والفقهاء والقضاة ثم تغلغلوا فى الجيش كما سنرى وأصبحت خلافة الصحابة وآل اليبيت وقريش تتزحزح ويحل محلها الموالى الفرس الذين ذاقوا الذل فى حكم الأسرة الأموية وبداية الأسرة العباسية  , والأمر الطبيعى أنه لا بد للأمطار أن تجد لها طريقاً ولا بد للسيول أن تجد لها مجرى , فتفوق الموالى على الذين كانوا يسمون أنفسهم أسياداً , وتملك العبيد ملك الأسلام وإن لم يكن أسمهم خلفاء ولكنهم أصبحوا سلاطين وملوك فيما بعد , فقد كان لهم الحق ففى ايديهم سلطان الحكم المدنى وتغلغلوا فى الجيش وأمسكوا بالقوة .

وبعد أن كان الخلفاء العباسيين فى أيديهم السلطة المدنية والروحية , وبدأ السلطان يتسرب من بين أيديهم , واصبحوا ألعوبة فى يد المحكومين من الموالى , وصاروا دمية فى عرف السلاطين وملوك ذلك الزمان , وقد عبر الخليفة المتوكل عن هذه الحقيقة التى عاشها فى بيتين من الشعر تضمن هذه المعانى فقال :

أليس من العجائب أن مثلى    يرى ما قل ممتنعا عليه

وتؤخذ بإسمه الدنيا جميعا    وما من ذلك شئ فى يده ؟ 

 

ومما يذكره المؤرخون أن نفوذ الموالى فى الحكم بدأ مع ظهور الأسرة العباسية وأختطافها الخلافة بالقوة من الأسرة الأموية , فالخلافة العباسية ذاتها قامت على أكتاف الفرس

 وحدث أن الخليفة المنصور غالى فى تشغيلهم فى الوظائف وتقلدوا المناصب الهامة فى جميع الولايات فأصبح لهم نفوذ واسع وكلمة عليا .  

كما أن الخليفة هارون الرشيد وثق فى أسرة البرامكة الفارسية فتحكمت فى جميع أجهزة الدولة .

وفى عهد الخليفة المعتصم مال إلى إستعمال الترك حتى صارت لهم الغلبة فى عهد الخليفة المتوكــل , ووصل الأمر أن الموالى الترك قتلوا الخليفة المتوكــل وأقاموا أبنه المنتصر خليفة بدلاً منه ففي سنة (235هـ = 850م) أراد المتوكل أن يعقد ولاية العهد لأبنائه من بعده، وقرر أن يتولى ابنه عبد الله (المعتز) على أخويه محمد (المنتصر) وإبراهيم (المؤيد) ، بعدما نجح رجال بلاطه في الإيعاز إليه بإقصائهما ، وتقديم المعتز عليهما. ولكن غضب المنتصر فدبَّر مع بعض عناصر الأتراك المقربين من الخليفة مؤامرة لاغتيال أبيه ، والوثوب على الخلافة ، فقتلوا المتوكل في (3 من شوال 247هـ = 10 من ديسمبر 861م). وقد قال البحتري :
أكان وليُّ العهدِ أضمرَ غدرَهُ  فمن عجبٍ أنَّ وليَّ العهد غادرَهُ؟
فلا مَلَكَ الباقي تراثَ الذي مَضى     ولا حملَتْ ذاك الدعاء منابـره!.

ومكث الخليفة المنتصر فى الخلافة ستة أشهرفقط ، حتى أصابته العلة التي قضت عليه سريعًا!! ويعتقد أنهم سموه

ومنذ ذلك الوقت بدأ الموالى أن يكونوا الحكام الفعليين فى الخلافة الإسلامية , وكان الخليفة ما إلا صورة من صور الحكم بليت بفعل الزمن , وكان الموالى الترك ثم الموالى الفارسيين يعينون خليفة ويخلعون خليفة وأستهان هذا الأسم وأصبح الخليفة قشة فى مهب الريح ولحقت بهم مهانة بالغة .

وقام الموالى بتعيين الخليفة المستعين بالله بن المنتصر  ثم أمروه أن يخلع نفسه .

وأيستنجد الخليفة المتقى  بالحمدانيين الذين لم يلبثوا أن دخلوا بغداد ، وتقلدوا إمرة الأمراء سنة (330-331هـ/942- 943م) ولكن "توزون" التركى يطردهم سنة (331هـ/ 943م) ويتقلد هو أعباء هذا المنصب ، ولم يلبث أن قبض على الخليفة "المتقى" وفقأ عينيه وولى "المستكفى بالله".ووصل الأمر أن جارية أسمها " علم " رشحت للخلافة المستكفى بالله بدلا من المتقى وأصبحت قهرمانة له , فلما عزل قتلت .

نظام جديد فى الخلافة

 وشرع الموالى تشريعاً جديداً وهو فصل السلطة الزمنية ( أى الحكم والسلطنة وتسيير مقاليد الأمور ) عن السلطة الروحية الخلافة , فتقلد الخليفة المعتمد بينما كان الملك والسلطان والحكم لأخيه الموفق ومن بعده لأبنه أحمد المعتضد

وأستطاع أبن طولون أن يحكم مصر حكم شيه إستقلالى فقد نجح في أن يستصدر من الخليفة "المعتمد على الله" في (256-279هـ = 870-892م) قرارًا بأن يضيف إليه أعمال الخراج؛ فجمع بهذا بين السلطتين المالية والسياسية 

وحاول ابن طولون بعد أن امتد سلطانه، واتسع نفوذه أن يستحوذ على الخليفة المعتمد بالقدوم عليه في مصر ، وأن يجعل من مصر مقرًا لدولة الخلافة؛ فكتب إليه بهذا الشأن في سنة (268هـ = 882م) ، ووعده بالنصر والحماية، لكن الخليفة لم يُجبه إلى عرضه إلا بعد بعام، فأرسل إليه يخبره بأنه خارج إليه، وكان ابن طولون في دمشق يستعد لقمع فتنة شبَّتْ في طرسوس ، غير أن محاولة الخليفة اللحاق بأحمد بن طولون فشلت، وتمكن الموفق من رد الخليفة إلى "سامراء" عاصمة الخلافة ، وإثنائه عن محاولته فى شبه أعتقال للخليفة وتحديد أقامته .

ومن سنة 334 - 375 هــ  التى توافق 954 - 1044 م أمسك زمام حكم الخلافة العباسية بنو بويه ( وهم مرتزقة من جبال فارس ) بدلاً من الترك أى أستمروا يسيرون شئون الحكم قرنا من الزمان , وزادت سلطتهم جداً فى عهد الخليفة المطيع لله بن المقتدر , وكان منهم عضد الدولة المتوفى 372 هـ - 982 م  وهو أول من أطلق على نفسه أسم ملكاً فى السلام كما أطلق على نفسه شاهنشاه أى ملك الملوك وقد ذكر بعض المؤرخين المسلمين أن هذه ألأسماء تتنافى مع العقيدة الأسلامية , ولكن هذه الحادثة توضح لنا أن الأمم لم تموت بالرغم من سطوة الأسلام وأستيطانه لهذه الأمم .    

====

This site was last updated 05/28/08