Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

محاولة على باى إغتيال السلطان الملك الظاهر قايتباى

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وتبلغ حوالى 30000موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على صفحة الفهرس http://www.coptichistory.org/new_page_598.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر

Home
Up
تيمورلنك والظاهر برقوق
برقوق ينظم الحكم
على باى وأغتيال قايتباى
موت الملك برقوق

Hit Counter

 

****************************************************************************************

 الجزء التالى عن المماليك الذين حكموا مصر وهم تحت إستعمار الأسرة العباسية السنية الإسلامية من مرجع - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة -- جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة

***************************************************************************************

 

موقعة علي باي مع السلطان الملك الظاهر برقوق
لما كان يوم السبت تاسع عشر ذي القعدة من سنة ثمانمائة أوفى النيل وقدم أيضًا البريد بقتل سولي بن دلغادر أمير التركمان فركب السلطان بعد صلاة الظهر يريد المقياس ليخفقه ويفتح خليج السد على العادة ومعه جميع الأمراء إلا الأمير عليًا باي الخازندار فإنه كان انقطع بداره أيامًا وتمارض وفي باطن أمره أنه قصد الفتك بالسلطان فإنه علم أنه إذا نزل لفتح الخليج يدخل إليه ويعوده كما جرت به عادته مع الأمراء فدبر علي باي على السلطان وأخلى إسطبله من الخيل وداره من حريمه وأعد قومًا آختارهم من مماليكه‏.‏
فتهيؤوا لذلك فرآهم شخص كان يسكن بأعلى الكبش من المماليك اليلبغاوية يسمى سودون الأعور فركب إلى الملك الظاهر في أثناء طريقه بعد تخليق المقياس وفتح خليج السد وأسر إليه أنه شاهد من سكنه مماليك علي باي وقد لبسوا آلة الحرب ووقفوا عند بوائك الخيل من إسطبله وستروا البوائك بالأنخاخ ليخفى أمرهم فقال السلطان‏:‏ ‏"‏ اكتم ما معك ‏"‏ فلم يبد السلطان ذلك إلا لأكابر أمرائه‏.‏
ثم أمر السلطان الأمير أرسطاي رأس نوبة أن يتوجه إلى دار علي باي ويعلمه أن السلطان يدخل إليه لعيادته فتوجه أرسطاي عادة وأعلم عليًا باي بذلك‏.‏ فلما بلغ عليًا باي أن السلطان يعوده اطمأن وظن أن حيلته تمت‏.‏
ووقف أرسطاي على باب علي باي ينتظر قدوم السلطان‏.‏ وعندما بعث السلطان أرسطاي إلى علي باي أمر الجاويشية بالسكوت فسكتوا عن الصياح أمام السلطان‏.‏
ثم أبعد السلطان العصائب السلطانية عنه وأيضًا السنجق الذي يحمل على رأس السلطان وتقدم عنهم حتى صار بينه وبين العصائب مدى بعيد من خلفه‏.‏ وسار السلطان كآحاد الأمراء وسار حتى وافى الكبش وهو تجاه دار علي باي والناس قد اجتمعوا للفرجة على موكب السلطان فصاحت امرأة من أعلى الكبش على السلطان‏:‏ لا تدخل فإنهم قد لبسوا لقتالك فحرك السلطان فرسه وأسرع في المشي ومعه الأمراء ومن ورائه المماليك الخاصكية يريد القلعة‏.‏
وكان باب علي باي مردود الدرفتين وضبته مطرقة ليمنع الناس من الدخول إليه حتى يأتي السلطان فلما مر السلطان ولم يعلم به من ندبه علي باي لرؤية السلطان وإعلامه به حتى جاوزهم السلطان بما دبره السلطان من المكيدة بتأخير العصائب السلطانية والسنجق والجاويشية وتقدمه عنهم‏.‏
ثم بلغ عليًا باي أن السلطان فاته فركب وبادر أحد أصحابه يريد فتح الضبة فأغلقها وإلى أن يحضر مفتاح الضبة ويفتحونها فاتهم السلطان وصار بينه وبينهم سد عظيم من الجمدارية والغلمان وغيرهم‏.‏
فخرج علي باي ومن معه من أصحابه لابسين السلاح وعدتهم نحو الأربعين فارسًا يريدون السلطان وقد ساق السلطان ومعه الأمراء حتى دخل باب السلسلة وامتنع به‏.‏
فوقف علي باي من معه تجاه باب السلسلة فنزل إليه في الحال طائفة من المماليك السلطانية لقتاله فقاتلهم وثبت لهم ساعة حتى جرح من الفريقين جماعة وقتل من المماليك السلطانية بيسق المصارع‏.‏
ثم انهزم علي باي وتفرق عنه أصحابه وقد ارتجت مصر والقاهرة وركب يلبغا المجنون الأستادار ومعه مماليك لابسين يريد القلعة‏.‏ وأرجف بقتل السلطان واشتد خوف الرعية وتشعب الذعر‏.‏ ثم لبست المماليك السلطانية السلاح وأتى السلطان من كان غائبًا عنه من الأمراء والخاصكية وتحلقوه‏.‏
فعندما طلع يلبغا الأحمدي المجنون الاستادار إلى السلطان وثب عليه الخاصكية واتهموه بموافقة علي باي لكونه جاء هو ومماليكه في أسرع وقت بآلة الحرب فأخذه اللكم من الخاصكية من كل جهة ونزعوا ما عليه من السلاح وألقوه إلى الأرض ليذبحوه لولا أن السلطان منعهم من ذلك‏.‏
فلما كفوا عن ذبحه سجنوه بالزردخاناه السلطانية مقيدًا‏.‏ ثم قبض على نكباي شاد شرا بخاناه علي باي وقطع قطعًا بالسيوف فإنه أصل هذه الفتنة‏.‏ وسبب ركوب علي باي على السلطان وخبره أن نكباي هذا كان تعرض لجارية من جواري الأمير آقباي الطرنطائي وصار بينهما مشاكلة فبلغ ذلك آقباي فمسك نكباي المذكور وضربه ضربًا مبرحًا ثم أطلقه‏.‏
فحنق علي باي من ذلك وشكا آقباي للسلطان فلم يلتفت السلطان إليه وأعرض عنه - وكان في زعمه أن السلطان يغضب على آقباي بسبب مملوكه - فغضب علي باي من ذلك ودبر هذه الحيلة الباردة فكان في تدبيره تدميره‏.‏ وبات السلطان تلك الليلة بالإسطبل السلطاني ونهبت العامة بيت علي باي حتى إنهم لم يبقوا به شيئًا‏.‏
وأما علي باي فإنه لما رأى أمره تلاشى ذهب واختفى في مستوقد حمام فقبض عليه وحمل إلى السلطان فقيده وسجنه بقاعة الفضة من القلعة‏.‏ فلما أصبح النهار وهو نهار الأحد والعشرين من ذي القعدة نزع العسكر السلاح وتفرقوا‏.‏ وطلع السلطان إلى القلعة من الإسطبل وأخذ على باي وعصره فلم يقر على أحد‏.‏
وأحضر يلبغا المجنون فحلف علي باي أنه لم يوافقه ولا علم بشيء من خبره وحلف يلبغا أنه لم يعلم بما وقع وأنه كان مع الوزير بمصر‏.‏ فلما أشيع بركوب علي باي لحق يلبغا المجنون بداره ولبس السلاح ليقاتل عليًا باي فأفرج عنه السلطان وخلع عليه باستمراره على الأستادارية ونزل إلى داره فلم يجد بها شيئًا وجميع ما كان فيها نهبته العامة حتى سلبت جواريه وفرت امرأته خوند بنت الملك الأشرف شعبان بن حسين وأخذوا حتى رخام بيته وأبوابه وتشعثت داره وصارت خرابًا والدار هي التي على بركة الناصري بيت سونجبغا الناصري الآن‏.‏
ثم قدم البريد على السلطان من حلب بأن أولاد ابن بزدغان من التركمان والأمير عثمان بن طرعلي المدعو قرايلك تقاتلوا مع القاضي برهان الدين أحمد صاحب سيواس فقتل برهان الدين في المعركة وقام من بعده ابنه‏.‏
ثم في يوم الاثنين حادي عشرين ذي القعدة جلس السلطان بدار العدل وعصر عليًا باي المذكور فلم يقر على أحد‏.‏
وبينما السلطان في ذلك إذا بهجة عظيمة قامت في الناس فلبس العسكر ووقفوا تحت القلعة وقد غلقت أبواب القلعة‏.‏
وأشيع أن يلبغا المجنون والأمير آقبغا الطولوتمري المعروف باللكاش أمير مجلس خامرا على السلطان ولم يكن الأمر كذلك‏.‏ وبلغ اللكاش ذلك فركب من وقته فطلع إلى القلعة‏.‏ وأما يلبغا المجنون فإنه كان في بيت الأمير فرج فركب فرج المذكور ليعلم السلطان بأنه كان في داره بالقاهرة حتى يبرأ مما رمي به‏.‏ وطلع في الحال جميع الأمراء فأمر السلطان بقلع السلاح ونزول كل أحد إلى داره وسكن الأمر ونودي بالأمان والاطمئنان‏.‏ ثم في ليلة الثلاثاء عذب علي باي أيضًا بين يدي السلطان عذابًا شديدًا كسرت فيه رجلاه وركبتاه وخسف صدره فلم يقر على أحد‏.‏ ثم أخذ إلى خارج وخنق‏.‏
فتنكرت الأمراء وكثر خوفهم من السلطان خشية أن يكون علي باي ذكر أحدًا منهم من حرارة العقوبة‏.‏ ومن يومئذ فسد أمر السلطان مع مماليكه الجراكسة‏.‏
ودخل السلطان إلى زوجته خوند الكبرى أرد وكانت تركية الجنس وكانت تحذره عن اقتناء المماليك الجراكسة وتقول له‏:‏ ‏"‏ اجعل عسكرك أبلق من أربعة أجناس‏:‏ تتر وجاركس وروم وتركمان تستريح أنت وذريتك ‏"‏ فقال لها‏:‏ ‏"‏ الذي كنت أشرت به علي هو الصواب ولكن هذا كان مقدرًا ونرجو الله تعالى إصلاح الأمر من اليوم ‏"‏‏.‏
ثم في يوم الثلاثاء أمر السلطان الأمير يلبغا المجنون أن ينفق على المماليك السلطانية فأعطى الأعيان منهم خمسمائة درهم فلم يرضهم ذلك‏.‏ وكثرت الإشاعات الردية والإرجاف بوقوع فتنة وباتوا ليلة الخميس على تخوف ولم تفتح الأسواق في يوم الخميس فنودي بالأمان والبيع والشراء ولا يتحدث أحد فيما لا يعنيه‏.‏
ثم أنعم السلطان على الأمير أرسطاي بتقدمة علي باي ووظيفته رأس نوبة النوب وأنعم على الأمير تمان تمر الناصري بإقطاع أرسطاي والإقطاع‏:‏ إمرة طبلخاناه‏.‏ ثم في سادس عشرينه نزل الأمير فارس حاجب الحجاب والأمير تمربغا المنجكي أحد أمراء الألوف وحاجب ثاني وقبضا على الأمير يلبغا الأحمدي الظاهري المعروف بالمجنون الأستادار من داره وبعثاه في النيل إلى ثغر دمياط واستقر عوضه أستادارًا الأمير ناصر الدين محمد بن سنقر بإمرة خمسين فارسًا‏.‏
وأنعم السلطان على الأمير بكتمر جلق الظاهري رأس نوبة بتقدمة ألف عوضًا عن يلبغا المجنون‏.‏ وفي يوم السبت ثالث ذي الحجة خلع السلطان على أميرين باستقرارهما رؤوس نوب صغارًا وهما‏:‏ طولو بن علي باشا الظاهري وسودون الظريف الظاهري‏.‏
وفي يوم الأحد رابع ذي الحجة سمر السلطان أربعة نفر من مماليك علي باي ثم وسطوا‏.‏ ثم رسم السلطان بإحضار الأمير بكلمش العلائي أمير سلاح كان من سجنه بالإسكندرية وتوجه إلى القدس بطالًا على ما كان للأمير شيخ الصفوي من المرتب‏.‏
على الله أبو عبد الله محمد العباسي والسلطان الملك الظاهر أبو سعيد برقوق بن أنص الجاركسي اليلبغاوي والقاضي الشافعي تقي الدين عبد الرحمن الزبيري والقاضي الحنفي حمال الدين يوسف الملطي والقاضى المالكي ناصر الدين أحمد التنسي والحنبلي برهان الدين إبراهيم بن نصر الله والأمير الكبير أيتمش البجاسي وأمير سلاح تغري بردي بن يشبغا الظاهري أعني عن الوالد وأمير مجلس آقبغا اللكاش الظاهري والأمير آخور نوروز الحافظي الظاهري وحاجب الحجاب فارس الظاهري والدوادار بيبرس ابن أخت الملك الظاهر برقوق ورأس نوبة النوب أرسطاي‏.‏
ونواب البلاد‏:‏ صاحب مكة المشرفة الشريف حسن بن عجلان الحسني المكي وأمير المدينة النبوية - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - الشريف ثابت بن نعير الحسيني ونائب الشام الأمير تنبك الحسني المعروف بتنم الظاهري ونائب حلب أرغون شاه الإبراهيمي الظاهري ونائب طرابلس يونس الظاهري المعروف بيونس بلطا ونائب حماة آقبغا الجمالي ونائب صفد شهاب الدين أحمد ابن الشيخ علي ونائب غزة بيخجا المعروف بطيفور الظاهري ونائب الإسكندرية صرغتمش القزويني‏.‏
وجميع من ذكرنا من النواب بالبلاد الشامية وأصحاب الوظائف بالديار المصرية هم مماليك الظاهر برقوق ومشترواته ما خلا نائب صفد وهو أيضًا نشؤه والأتابك أيتمش وقد اشتراه بعد سلطنته حسبما تقدم ذكره أنه اشتراه من أولاد معتق أستاذه‏.‏
ثم في يوم سابع عشر المحرم المذكور سمر السلطان سبعة نفر من المماليك يقال لأحدهم آقبغا الفيل الظاهري وآخر من إخوة علي باي ظاهري أيضًا الباقي من مماليك علي باي وشهروا بالقاهرة ثم وسطوا‏.‏
وفيه أيضًا تنكر السلطان على سودون الحمزاوي الخاصكي الظاهري وضربه ضربًا مبرحًا وسجنه بخزانة شمائل مدة ثم أخرجه منها إلى بلاد الشام لأمر اقتضى ذلك‏.‏ وفي هذا الشهر توغل السلطان وحدث له إسهال مفرط لزم منه الفراش مدة تزيد على عشرين يومًا‏.‏
ورسم السلطان بتفرقة مال على الفقراء ففرق فيهم فاجتمع تحت القلعة منهم عالم كثير وازدحموا لأخذ الذهب فمات في الزحام منهم سبعة وخمسون شخصًا ما بين رجل وامرأة وصغير وكبير قاله المقريزي‏.‏
وفي يوم ثاني عشره رسم السلطان بجمع أهل الإسطبل السلطاني من الأمير آخورية والسلاخورية ونحوهم فاجتمعوا ونزل السلطان من القصر إلى مقعده بالإصطبل السلطاني وهو متوعك البدن لعرضهم وعرضهم حتى انقضى العرض‏.‏
فأمسك السلطان جرباش الظاهري أحد الأمير آخورية الأجناد وقال له بعد ذلك‏:‏ ‏"‏ على ماذا تريد قتلي وأنا أستاذك‏!‏ ‏"‏ فلم ينزعج جرباش المذكور وقال بعد أن أشار بيده إلى حياصته‏:‏ ‏"‏ أكون أنا لابس حياصة وهؤلاء أمراء‏!‏ ‏"‏ وأشار لمن حول السلطان من الأمراء من مماليكه ‏"‏ وهم الجميع أقل مني وبعدي شريتهم‏!‏ ‏"‏ فأشار السلطان بأخذه فأخذ وسجن فكان ذلك آخر العهد به‏.‏
ثم عرض السلطان الخيل وفرق خيل السباق على الأمراء كما كانت العادة يوم ذلك‏.‏ ثم عرض الجمال البخاتي كل ذلك تشاغلًا والمقصود القبض على الأمير نوروز الحافظي الظاهري الأمير آخور الكبير‏.‏
ثم أظهر السلطان أنه تعب واتكأ على الأمير نوزوز ومشى من الإسطبل متكئًا عليه حتى وصل إلى الباب الذي يطلع منه إلى القصر فأدار السلطان يده على عنق نوروز المذكور فبادر الخاصكية إليه باللكم حتى سقط إلى الأرض ثم قبضوا عليه وحملوه مقيدًا إلى السجن‏.‏ ودخل السلطان من الباب وطلع إلى القلعة‏.‏
وكان للأمير نوروز ذنوب كثيرة منها الممالأة لعلي باي ومعه أيضًا الأمير آقبغا اللكاش ثم تخاذل نوروز في فتح باب السلسلة للسلطان يوم وقعة علي باي‏.‏ ثم بعد ذلك بلغ السلطان أن نوروز المذكور قصد الركوب عليه فمنعته أصحابه وأشاروا عليه أن يصير حتى ينتظر ما يصير من أمر السلطان في مرضه فإن مات فقد حصل ل
جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة ه القصد من غير تعب ولا شنعة وإن تعافى من مرضه فليفعل عند ذلك ما شاء‏.‏
وكان ممن حضر هذه المشورة مملوك من خاصكية الملك الظاهر فلم يعجب نوروز ذلك وقرر مع أصحابه من الخاصكية الذين وافقوه أنه إذا كان ليلة نوبتهم في خدمة القصر ودخلوا مع السلطان في القصر الصغير المعروف بالخرجة المطل على الإسطبل السلطاني يثبون عليه بمن اتفق معهم ويقتلون السلطان على فراشه ثم يكسرون الثرية المعلقة بقناديلها الموقدة - يكون ذلك إشارة بينهم وبين نوروز بعد قتل السلطان - فيركب نوروز عند ذلك ويملك القلعة من غير قتال‏.‏
فأخذ الخاصكية يستميلون جماعة أخر من الخاصكية ليكثر جمعهم وكان من جملة من استمالوه قاني باي الصغير الخاصكي - وأظنه الذي ولي نيابة الشام في دولة الملك المؤيد شيخ والله أعلم - فأجابهما قاني باي بالسمع والطاعة وحلف لهم على الموافاة‏.‏ ثم فارقهم ودخل إلى السلطان من فوره وقعد لتكبيسه فحكى له القصة بتمامها وكمالها فاحترز الملك الظاهر على نفسه ودبر على نوروز حتى قبض عليه‏.‏
ثم بعد مدة في يوم السبت رابع صفر خلع السلطان على الأمير آقبغا اللكاش الظاهري بنيابة الكرك وأخرج من ساعته وأذن له بالإقامة بخانقاه سرياقوس حتى يجهز أمره ووكل به الأمير ثم في ليلة الأحد أنزل الأمير نوروز الحافظي من القلعة مقيدًا إلى سجن الإسكندرية ومسفره الأمير أردبغا الظاهري أحد أمراء العشرات‏.‏
ثم قبض السلطان على قوزي الخاصكي أحد من كان اتفق مع نوروز وسلم إلى والي القاهرة‏.‏ ثم أنعم السلطان بإقطاع الأمير نوروز الحافظي على تمراز الناصري وصار من جملة مقدمي الألوف بالديار المصرية‏.‏ وأنعم على سودون المارديني بإقطاع آقبغا اللكاش وهو تقدمة ألف أيضًا‏.‏
وخلع على الأمير أرغون شاه البيدمري الظاهري باستقراره أمير مجلس عوضًا عن آقبغا اللكاش المذكور‏.وخلع على سودون المعروف بسيدي سودون قريب الملك الظاهر برقوق باستقراره أمير آخور عوضًا عن نوروز الحافظي‏.‏
وفي ثالث عشرين صفر أيضًا أملى بعض المماليك السلطانية سكان الأطباق بالقلعة على بعض فقهاء الأطباق أسماء جماعة من الأمراء والمماليك أنهم اتفقوا على إقامة فتنة والقيام على السلطان وكتبها ودخل بها المملوك على السلطان فلما قرئت الورقة على السلطان آستدعى المذكورين وأخبرهم بما قيل عنهم فحلفوا أن هذا شيء لم يسمعوه إلا الآن وحقوا أوساطهم ورموا سيوفهم وقالوا‏:‏ يوسطنا السلطان أو يخبرنا بمن قال هذا عنا فأحضر السلطان المملوك وسلمه إليهم وضربوه نحو الألف عصا حتى أقر أنه اختلق هذا الكلام عليهم حنقًا من واحد منهم وسمى شخصًا كان خاصمه قبل ذلك‏.‏
ثم أحضر السلطان الفقيه الذي كتب الورقة وضربه بالمقارع وسمر ثم شفع فيه من القتل وحبس بخزانة شمائل‏.‏ ولما وصل الأمير آقبغا اللكاش إلى غزة متوجهًا إلى محل كفالته بمدينة الكرك قبض عليه بها وأحيط على سائر ما كان معه وحمل إلى قلعة الصبيبة فسجن بها‏.‏

****************************************************************************************

 



 ع

============================================================

 

 

 

 

 

Home | تيمورلنك والظاهر برقوق | برقوق ينظم الحكم | على باى وأغتيال قايتباى | موت الملك برقوق

This site was last updated 03/29/07