Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

السلطان الملك الظاهر برقوق وتنظيم الدولة

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وتبلغ حوالى 30000موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على صفحة الفهرس http://www.coptichistory.org/new_page_598.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر

Home
Up
تيمورلنك والظاهر برقوق
برقوق ينظم الحكم
على باى وأغتيال قايتباى
موت الملك برقوق

Hit Counter

 

****************************************************************************************

 الجزء التالى عن المماليك الذين حكموا مصر وهم تحت إستعمار الأسرة العباسية السنية الإسلامية من مرجع - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 114 / 273 - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة

****************************************************************************************

  وفي آخر ذي العقدة استقر سعد الدين إبراهيم بن غراب كاتب محمود في وظيفة نظر الخاص بعد القبض على سعد الدين بن أبي الفرج بن تاج الدين موسى‏.‏ ثم رسم السلطان بإحضار الأمير محمود فحمل إلى بين يدي السلطان وهو في ألم عظيم من العصر والضرب والعقوبة فانتصب إليه كاتبه سعد الدين إبراهيم بن غراب في محاققته والفحش له في الكلام حتى امتلأ السلطان غضبًا على محمود وأمر بعقوبته حتى يموت من عظم ما أغراه سعد الدين المذكور به‏.‏
ورد الخبر بقدوم الأمير تنم الحسني نائب الشام وكان خرج بطلبه الأمير سودون طاز وقدم من الغد في يوم الاثنين ثالث صفر سنة تسع وتسعين وسبعمائة بعد أن خرج السلطان إلى لقائه بالريدانية وجلس له على مطعم الطير وبعث الأمراء والقضاة إليه فسلموا عليه ثم أتوا به فقبل الأرض فخلع عليه خلعة باستمراره على نيابة دمشق ثم قدم من الغد تقدمته وكانت تقدمة جليلة وهي عشرة كواهي وعشرة مماليك صغار في غاية الحسن وعشرة آلاف دينار وثلاثمائة ألف درهم فضة ومصحف عليه قراءات وسيف مسقط ذهب مرضع وعصابته منسبكة من ذهب مرضع بجوهر نفيس وبدلة فرس من ذهب فيها أربعمائة مثقال ذهب وكان أجرة صائغها ثلاثة آلاف درهم فضة ومائة وخمسين بقجة فيها أنواع الفرو ومائة وخمسين فرسًا وخمسين جملًا وخمسة وعشرين حملًا من نصافي ونحوه وثلاثين حملًا فاكهة وحلوى فخلع السلطان على أرباب الوظائف‏.‏
ثم نزل السلطان بعد أيام إلى بر الجيزة ومعه الأمير تنم وغيره وتصيد بئر الجيزة ثم عاد‏.‏ وعمل السلطان الموكب بدار العدل في يوم سابع عشر صفر من سنة تسع وتسعين المذكورة وخلع على الأمير تنم خلعة الاستمرار ثانيًا وجرت له من الإسطبل ثماني جنائب بكنابيش وسروج ذهب فتقدم تنم وشفع في الأمير جلبان الكمشبغاوي المعزول عن نيابة حلب فقبل السلطان شفاعته وخرج البريد بطلبه من ثغر دمياط فقدم بعد أيام وقبل الأرض بين يدي السلطان فأنعم عليه السلطان بإقطاع الأمير إياس الجرجاوي وخلع عليه بأتابكية دمشق عوضًا عن إياس المذكور بحكم القبض عليه وحضوره إلى الديار المصرية وبعث إليه ثمانية أفراس بقماش ذهب - أعني عن جلبان‏.‏
ثم أمر السلطان أن يسلم الأمير أياس الجرجاوي إلى ابن الطبلاوي ليخلص منه الأموال فأخذه ابن الطبلاوي فالتزم بحمل خمسمائة ألف درهم وبعث مملوكه لإحضار ماله وهو مريض فمات إياس بعد يومين واختلف الناس في موته فمنهم من قال‏:‏ إنه كان معه خاتم فيه سم فشربه فمات منه قهرًا مما فعله معه الملك الظاهر ومنهم من قال‏:‏ إنه مات من مرضه‏.‏
ثم في يوم الخميس رابع شهر ربيع الأول أمسك السلطان الوزير سعد الدين نصر الله بن البقري وولده تاج الدين وسائر حواشيه وخلع على بدر الدين محمد بن حمد بن الطوخي واستقر عوضه في الوزارة واستقر في نظر الدولة سعد الدين ابن الهيصم‏.‏ ثم خلع السلطان على شرف الدين محمد بن الدماميني باستقراره في وظيفة ناظر الجيش بديار ثم من الغد في يوم الثلاثاء تاسع شهر ربيع الأول المذكور استقر القاضي شمس الدين محمد بن أبي بكر الطرابلسي قاضي قضاة الحنفية بالديار المصرية عوضًا عن جمال الدين محمود القيصري المقدم ذكره‏.‏
ثم في خامس عشرينه قدمت هدية ممهد الدين إسماعيل ابن الملك الأفضل عباس بن المجاهد على بن داود بن يوسف بن عمر بن رسول ملك اليمن صحبة التاجر برهان الدين إبراهيم المحلي والطواشي افتخار الدين فاخر وهي عشرة خدام طواشية وبعض عبيد حبوش وست جوار وسيف بحلية ذهب مرصع بعقيق وحياصة بعواميد عقيق مكللة بلؤلؤ كبار ووجه فرس عقيق ومرآة هندية محلاة بفضة قد رصعت بعقيق وبراشم برسم الخيول عشرة ورماح عدة مائتين وشطرنج عقيق أبيض وأحمر وأربع مراوح مصفحة بذهب ومسك ألف مثقال وسبعون أوقية زباد ومائة مضرب غالية ومائتان وستة عشر رطلًا من العود وثلاثمائة وأربعون رطلًا من اللبان وثلاثمائة وأربعة وستون رطلًا من الصندل وأربعة براني من الشند وسبعمائة رطل من الحرير الخام ومن البهار والأنطاع والصيني وغير ذلك من تحف اليمن فشيء كثير‏.‏
ثم في يوم الخميس ثاني جمادى الأولى نقل الأمير جمال الدين محمود الأستادار إلى خزانة شمائل وفي سادس عشر جمادى الآخرة أنعم على الأمير بيسق الشيخي بإمرة طبلخاناه‏.‏ ثم خلع السلطان على الأمير صرغتمش القزويني باستقراره في نيابة الإسكندرية بعد عزل الأمير قديد عنها ونفيه إلى القدس بطالًا وأنعم السلطان على الأمير شيخ المحمودي الساقي الظاهري عني عن الملك المؤيد بإمرة طبلخاناه عوضًا عن صرغتمش القزويني المتولي نيابة الإسكندرية وأنعم بإقطاع شيخ المحمودي وهو إمرة عشرة على الأمير تغنجي نائب البيرة‏.‏
والعم السلطان أيضًا على يشبك العثماني الظاهري بإقطاع الأمير صلاح الدين محمد بن محمد بن تنكز‏.‏ ثم في سادس عشرينه استقر الأمير يلبغا الأحمدي الظاهري المعروف بالمجنون أستادار السلطان عوضًا عن قطلوبك العلائي واستقر قطلوبك على إمرة عشرين‏.‏
ثم في يوم الاثنين ثامن محرم سنة ثمانمائة توجه السلطان إلى سرحة سرياقوس بعساكره وحريمه على العادة في كل سنة فأقام به أيامًا على ما يأتي ذكره‏.‏ وفي ثاني عشر المحرم المذكور خرج الأمير بكتمر جلق الظاهري على البريد إلى حلب لإحضار الوالد - رحمه الله وعفا عنه - بعد عزله عن نيابة حلب وكتب بانتقال الأمير أرغون شاه الإبراهيمي الظاهري نائب طرابلس إلى نيابة حلب عوضًا عن الوالد وخرج الأمير يشبك العثماني بتقليد أرغون شاه المذكور‏.‏
ورسم بانتقال الأمير آقبغا الجمالي الظاهري من نيابة صفد إلى نيابة طرابلس عوضًا عن أرغون شاه المذكور وتوجه بتقليده الأمير أزدمر أخو إينال ومعه أيضًا خلعة للأمير تنم الحسني باستمراره في نيابة الشام‏.‏ ورسم بانتقال الأمير شهاب الدين أحمد ابن الشيخ على حاجب حجاب دمشق إلى نيابة صفد عوضًا عن آقبغا الجمالي المذكور وحمل إليه التقليد والتشريف الأمير يلبغا الناصري الظاهري رأس نوبة‏.‏
ثم قدم في هذه الأيام جماعة من سوابق الحاج وأخبروا أنه هلك بالسبع وعرات من شدة الحر نحو ستمائة إنسان‏.‏ ثم عاد السلطان من سرحة سرياقوس في خامس عشرينه ولم يخرج إليها بعد ذلك ولا أحد من السلاطين وبطلت عوائدها وخربت تلك القصور وكانت من أجمل عوائد الملوك وأحسنها‏.‏
وكان النزول إلى سرياقوس يضاهي نزول السلطان إلى الميدان فالميادين أبطلها الملك الظاهر وسرياقوس أبطله الملك الناصر‏.‏ ثم صار كل ملك يأتي بعد ذلك يبطل نوعًا من تراتيب مصر حتى ذهب الآن جميع شعار الملوك السالفة وصار الفرق بين سلطنة مصر ونيابة الأبلستين اسم السلطنة ولبس الكلفتاة في المواكب لا غير‏.‏
قلت‏:‏ والفرق بين براعة الاستهلال وبين براعة المقطع واضح‏.‏ ثم في يوم الاثنين تاسع عشرين المحرم من سنة ثمانمائة المذكورة قبض السلطان في وقت الخدمة بالقصر على الأمير الكبير كمشبغا الحموي أتابك العساكر بالديار المصرية وعلى الأمير بكلمش العلائي أمير سلاح وقيدا وحبسا بقلعة الجبل يأتي ذكر السبب على قبضهما في الوفيات وفي هذه الترجمة - إن شاء الله تعالى -‏.‏
ثم نزل في الحال الأمير قلمطاي الدوادار والأمير نوزوز الحافظي رأس نوبة النوب والأمير فارس حاجب الحجاب إلى الأمير شيخ الصفوي أمير مجلس ومعهم خلعة له بنيابة غزة فلبسها شيخ المذكور وخرج من وقته ونزل بخانقاه سرياقوس‏.‏
ثم في ليلة الثلاثاء سلخه توجه الأمير سودون الطيار الظاهري بالأتابك كمشبغا وبكلمش في الحديد إلى سجن الإسكندرية فسجنا بها وفي الغد استعفى الأمير شيخ الصفوي من نيابة غزة وسأل الإقامة بالقدس فرسم له بذلك‏.‏ وفي يوم الخميس ثاني صفر استقر الأمير أيتمش البجاسي أتابك العساكر بالديار المصرية عوضًا عن كمشبغا الحموي وأنعم السلطان على أيتمش المذكور وعلى قلمطاي الدوادار وعلى الأمير تنبك اليحياوي الأمير آخور بعدة بلاد من إقطاع كمشبغا المذكور زيادة على ما بأيديهم وأنعم ببقية إقطاع كمشبغا على الأمير سودون المعروف بسيدي سودون ابن أخت الملك الظاهر وجعله من جملة أمراء الألوف بالديار المصرية وأنعم بإقطاع سيدي سودون المذكور ثم أنعم السلطان بإقطاع بكلمش العلائي على الأمير نوروز الحافظي رأس نوبة النوب‏.‏
وأنعم بإقطاع نوروز المذكور على الأمير أرغون شاه البيدمري الظاهري وأنعم بإقطاع أرغون شاه على الأمير يلبغا المجنون الأستادار والجميع تقادم ألوف لكن التفاوت بينهم في زيادة المغل والخراج‏.‏ ثم عين السلطان الأمير شيخ الصفوي أمير مجلس للوالد قبل قدومه إلى القاهرة من نيابة حلب‏.‏
ثم في رابعه استقر الأمير باي خجا الشرفي الأمير آخور المعروف بطيفور في نيابة غزة‏.‏ ثم في تاسع صفر استقر الأمير بيبرس ابن أخت السلطان أمير مجلس عوضًا عن شيخ الصفوي المقدم ذكره‏.‏
ثم في سابع عشرين صف أنعم السلطان على الأمير بهادر فطيس بإمرة طبلخاناه عوضًا عن طيفور بحكم انتقاله إلى نيابة غزة واستقر عوضه أيضًا في الأمير آخورية الثانية وأنعم بإقطاع بهادر فطيس المذكور وهو إمرة عشرة على يلبغا السالمي الظاهري‏.‏ وفي ليلة الجمعة ثاني شهر ربيع الأول عمل السلطان المولد النبوي على العادة في كل سنة‏.‏
لت‏:‏ نذكر صفة ما كان يعمل بالمولد قديمًا ليقتدي به من أراد تجديده فلما كان يوم الخميس المذكور جلس السلطان بمخيمه بالحوش السلطاني وحضر القضاة والأمراء ومشايخ العلم والفقراء فجلس الشيخ سراج الدين عمر البلقيني عن يمين السلطان وتحته الشيخ برهان الدين إبراهيم بن زقاعة وجلس على يسار السلطان الشيخ المعتقد أبو عبد الله المغربي ثم جلس القضاة يمينًا وشمالًا على مراتبهم ثم حضر الأمراء فجلسوا على بعد من السلطان والعساكر ميمنة وميسرة فقرأت الفقهاء فلما فرغ القراء وكانوا عدة جوق كثيرة قام الوعاظ واحدًا بعد واحد وهو يدفع لكل منهم صرة فيها أربعمائة درهم فضة ومن كل أمير شقة حرير خاص وعدتهم عشرون واحدًا‏.‏ وأنعم أيضًا على القراء لكل جوقة بخمسمائة درهم فضة وكانوا أكثر من الوعاظ ثم مد سماط جليل يكون مقداره قدر عشرة أسمطة من الأسمطة الهائلة فيه من الأطعمة الفاخرة ما يستحى من ذكره كثرة بحيث إن بعض الفقراء أخذ صحنًا فيه من خاص الأطعمة الفاخرة فوز الصحن المذكور فزاد على ربع قنطار‏.‏
ولما انتهى السماط مدت أسمطة الحلوى من صدر المخيم إلى آخره‏.‏ وعند فراغ ذلك مضى القضاة والأعيان وبقي السلطان في خواصه وعنده فقراء الزوايا والصوفية فعند ذلك أقيم السماع من بعد ثلث الليل إلى قريب الفجر وهو جالس عندهم ويده تملأ من الذهب وتفرغ لمن له رزق فيه والخازندار يأتيه بكيس بعد كيس حتى قيل‏:‏ هذا والسماط من الحلوى والفاكهة يتداول مدة بين يديه فتأكله المماليك والفقراء وتكرر ذلك أكثر من عشرين مرة‏.‏
ثم أصبح السلطان ففرق في مشايخ الزوايا القمح من الأهراء لكل واحد بحسب حاله وقدر فقرائه كل ذلك خارج عما كان لهم من الرواتب عليه في كل سنة حسب ما يأتي ذكر ذلك في آخر ترجمة الملك الظاهر بعد وفاته‏.‏ ثم في خامس عشر شهر ربيع الأول المذكور قدم الوالد إلى القاهرة معزولًا عن نيابة حلب فنزل السلطان الملك الظاهر إلى لقائه‏.‏
قال الشيخ تقي الدين المقريزي - رحمه الله -‏:‏ وفي خامس عشر شهر ربيع الأول قدم الأمير تغري بردي اليشبغاوي من حلب بتجمل زائد عظيم إلى الغاية فخرج السلطان وتلقاه بالمطعم من الريدانية خارج القاهرة وسار معه من غير خلعة فلما قارب القلعة أمره بالتوجه إلى حيث أنزله وبعث إليه بخمسة أفراس بقماش ذهب وخمس بقج فيها قماش مفصل له مفرى‏.انتهى كلام المقريزي‏.‏
قلت‏:‏ وقوله ‏"‏ وعاد معه بغير خلعة ‏"‏ هي العادة فإنه منفصل عن نيابة حلب ولم يعط إلى الآن وظيفة حتى يلبس خلعتها‏.‏ وفي سابع عشرة قدم الوالد تقدمته إلى السلطان وكانت نيفًا وعشرين مملوكًا وخمسة طواشية بيض من أجمل الناس - من جملتهم خشقدم اليشبكي مقدم المماليك السلطانية في دولة الملك الأشرف برسباي‏:‏ أنعم به الملك الظاهر على فارس الحاجب ثم ملكه يشبك الشعباني بعده وأعتقه - وثلاثين ألف دينار مصرية ومائة وخمسة وعشرين فرسًا وعدة جمال بخاتي تزيد على الثمانين وأحمالًا من البقج فيها من أنواع الفرو والشقق الحرير وأثواب الصوف والمخمل زيادة على مائة بقجة فابتهج السلطان بذلك وقبله وخلع على أصحاب وظائف الوالد ونزلوا في غاية الجبر‏.‏
حكى لي بعض أعيان الظاهرية قال‏:‏ لما رأى الملك الظاهر تقدمة والدك تعجب غاية العجب من حسن سيرته وقلة ظلمه بحلب ومع هذا كيف قام بهذه التقدمة الهائلة مع كثرة مماليكه وخدمه‏.‏ وكان سبب عزل الوالد - رحمه الله - عن نيابة حلب شكوى الأمير تنم الحسني نائب الشام منه للملك الظاهر ورماه بالعصيان والخروج عن الطاعة‏.‏
وخبر ذلك أن الوالد وتنم لما توجها في السنة الماضية إلى سيواس وغيرها بأمر الملك الظاهر وتلاقى الوالد مع تنم بظاهر حلب وعادا جميعًا إلى حلب وكل منهما سنجقه منتصب على رأسه فعظم ذلك على تنم ك

ون العادة إذا حضر نائب الشام يصير هو رأس العساكر وينزل نائب حلب سنجقه فلما سارا وكل منهما سنجقه على رأسه تكلم سلحدارية تنم مع سلحدارية الوالد في نزول السنجق فلم يفعل حامل السنجق فخرجا من القول إلى الفعل وتقاتل الفريقان بالدبابيس بسبب ذلك وكادت الفتنة تقع بينهما والوالد يتجاهل عما هم فيه حتى التفت تنم ونهى مماليكه عن القتال وسار كل واحد وسنجقه على رأسه حتى نزلا بمخيمهما فاستشهد تنم أمراء دمشق بما وقع من الوالد ومماليكه وكتب للسلطان بذلك فلم يشك السلطان في عصيانه وكتب بعزله وطلبه إلى القاهرة‏.‏
وأما الوالد لما نزل بمخيمه كلمه بعض أعيان مماليكه فيما وقع فقال الوالد‏:‏ ‏"‏ أنا خرجت من مصر جنديًا حتى أنزل سنجقي‏!‏ ‏"‏ أشار بذلك أنه ولي نيابة حلب وهو رأس نوبة النوب وأن تنم ولي أتابكة دمشق وهو أمير عشرة بمصر قبل ولايته نيابة دمشق ثم نقل من أتابكية دمشق إلى نيابتها - يعني بذلك أن تنم لم تسبق له رياسة بمصر قبل ولايته نيابة دمشق فلما بلغ تنم ذلك قامت قيامته‏.‏ انتهى‏.‏
ثم أنعم السلطان على سودون بن زادة بإمرة عشرة بعد موت الأمير طوغان الشاطر‏.‏
ثم نزل السلطان وعاد الأمير قلمطاي الدوادار ففرش قلمطاي تحت حوافر فرسه الشقق الحرير مشى عليها السلطان من باب داره حتى نزل بالقصر فمشى من باب القصر على الشقق النخ المذهب حتى جلس فقدم إليه طبقًا فيه عشرة آلاف دينار وخمسًا وعشرين بقجة قماش وتسعة وعشرين فرسًا ومملوكًا تركيا بديع الحسن فقبل الملك الظاهر ذلك كله ورجع إلى القلعة وفي حال رجوعه قدم عليه الخبر بأن تيمورلنك سار من سمرقند إلى بلاد الهند وأنه ملك مدينة دلي‏.‏
ثم في يوم الخميس العشرين من شهر جمادى الأولى خلع السلطان على قاضي القضاة جمال الدين يوسف بن موسى بن محمد الملطي باستقراره قاضي قضاة الحنفية بالديار المصرية بعد موت شمس الدين محمد الطرابلسي بعد ما شغر قضاء الحنفية بمصر مائة يوم وأحد عشر يومًا حتى طلب جمال الدين المذكور لها من حلب وقدم على البريد‏.‏
ثم أنعم السلطان على الأمير علي باي بإمرة مائة وتقدمة ألف عوضًا عن الأمير تنبك الأمير آخور بعد موته‏.‏ ثم بعد أيام أنعم على الأمير يشبك العثماني بإمرة مائة وتقدمة ألف بعد موت الأمير قلمطاي العثماني الدوادار وأنعم على الأمير أسنبغا العلائي الدوادار الثاني بطبلخاناه الأمير بكتمر الركني وكان بكتمر المذكور أخذ طبلخاناه الأمير علي باي المنتقل إلى تقدمة تنبك الأمير آخور‏.‏
وفي يوم تاسع عشرين جمادى الأولى خلع السلطان على جماعة من الأمراء بعدة وظائف فخلع على الوالد باستقراره أمير سلاح عوضًا عن بكلمش العلائي بعدما شغرت أشهرًا وعلى الأمير اقبغا الطولوتمري الظاهري المعروف باللكاش بآستقراره أمير مجلس عوضًا عن بيبرس ابن أخت السلطان وعلى نوروز الحافظي رأس نوبة النوب باستقراره أمير آخورًا كبيرًا بعد موت الأمير تنبك وعلى الأمير بيبرس ابن أخت السلطان باستقراره دوادارًا كبيرًا عوضًا عن الأمير قلمطاي بعد موته وعلى الأمير علي باي الخازندار باستقراره رأس نوبة النوب عوضًا عن نوروز الحافظي وعلى يشبك الشعباني باستقراره خازندارًا عوضًا عن علي باي المذكور‏.‏
ثم في ليلة الجمعة ثامن شعبان أمسك السلطان الأمير علاء الدين علي بن الطبلاوي وأمسك أخاه ناصر الدين محمدًا والي القاهرة وجماعة من ألزامه وأوقع الحوطة على دورهم وتسلمه الأمير يلبغا الأحمدي المجنون الأستادار ليخلص منه الأموال فأخذه يلبغا وتوجه به إلى دار ابن الطبلاوي وأخذ منها مالًا وقماشًا بنحو مائة وستين ألف دينار‏.‏ ثم أخذ منها أيضًا بعد أيام ألفًا ومائة قفة فلوسًا وصرفها ستمائة ألف درهم ومن الدراهم الفضة خمسة وثمانين ألف درهم فضة‏.‏ واستمر علاء الدين في المصادرة‏.‏

محاولة إغتيال السلطان الملك الظاهر
وخلع السلطان على الأمير الكبير أيتمش البجاسي باستقراره في نظر البيمارستان المنصوري عوضًا عن ابن الطبلاوي المذكور ومن ثم بعد أيام طلب ابن الطبلاوي الحضور بين يدي السلطان فأذن له السلطان في ذلك فحضر في الحديد بعد أن عوقب أيامًا كثيرة وطلب من السلطان أن يدنيه منه فاستدناه حتى بقي من السلطان على قدر ثلاثة أذرع فقال له‏:‏ ‏"‏ تكلم ‏"‏ قال‏:‏ أريد أن أسار السلطان في أذنه فلم يمكنه من ذلك فألح عليه ابن الطبلاوي في مسارة السلطان في أذنه حتى استراب منه وأمر بإبعاده واستخلاص المال منه فأخذه يلبغا وأخرجه من مجلس السلطان إلى باب النجاس من القلعة حيث يجلس خواص الخدام الطواشية فجلس ابن الطبلاوي هناك ليستريح فضرب نفسه بسكين كانت معه ليقتل نفسه وجرح في موضعين من بدنه فمسكوه ومنعوه من قتل نفسه وأخفوا السكين منه‏.‏
وبلغ السلطان ذلك فلم يشك أنه أراد الدنو من السلطان حتى يقتله بتلك السكين التي كانت معه فلما فاته السلطان ضرب نفسه فعند ذلك أمر السلطان بتشديد عقوبته فعاقبه يلبغا المجنون فدل على خبيئة فيها ثلاثون ألف دينار ثم أخرى فيها تسعون ألف دينار ثم أخرى فيها عشرون ألف دينار‏.‏
ودام في العقوبة ثم نقله يلبغا المجنون إلى خزانة شمائل‏.‏
ختان أولاد الظاهر
ثم في خامس عشر شوال ختن السلطان الملك الظاهر ولديه الأمير فرجًا والأمير عبد العزيز وختن معهما عدة من أولاد الأمراء المقتولين منهم‏:‏ ابن الأمير منطاش وغيره وأنعم عليهم بقماش وذهب‏.‏
وعمل السلطان مهمًا عظيمًا بالقلعة للنساء فقط ولم يعمل للرجال مخافة على الأمراء من الكلف‏.‏

ماذا فعل الظاهر عندما غلبه أميراً فى لعب الكرة
وفي يوم السبت ثاني عشر ذي القعدة عمل السلطان مهمًا عظيمًا بالميدان تحت القلعة سببه أنه لعب بالكرة مع الأمراء على العادة فغلب السلطان الأمير الكبير أيتمش البجاسي فلزم أيتمش عمل مهم بمائتي ألف درهم فضة كونه غلب فقام عنه السلطان بذلك وألزم السلطان به الوزير بدر الدين محمد بن الطوخي والأمير يلبغا الأستادار‏.‏
ونصبت الخيم بالميدان وعمل المهم وكان فيه من اللحم عشرون ألف رطل ومائتا زوج إوز وألف طائر من الدجاج وعشرون فرسًا ذبحت وثلاثون قنطارًا من السكر عملت حلوى ومشروبًا وثلاثون قنطارًا من الزبيب عملت أقسمًا وستون إردبًا دقيقًا لعمل البوزا وعملت المسكرات في دنان من الفخار‏.‏
ونزل السلطان سحر يوم السبت المذكور وفي عزمه أن يقيم نهاره مع الأمراء والمماليك يعاقرهم الشراب فأشار عليه بعض ثقاته بترك ذلك وخوفه العاقبة فمد السماط وعاد إلى القصر قبل طلوع الشمس‏.‏
وأنعم على كل من الأمراء المقدمين بفرس بقماش ذهب‏.‏ وأذن السلطان للعامة في انتهاب ما بقي من الأكل والشراب‏.‏
قال المقريزي‏:‏ فكان يومًا في غاية القبح والشناعة أبيحت فيه المسكرات وتجاهر الناس فيه بالفواحش بما لم يعهد مثله وفطن أهل المعرفة بزوال الأمر فكان كذلك‏.‏ ومن يومئذ انتهكت الحرمات بديار مصر وقل الاحتشام‏.‏ انتهى كلام المقريزي‏.‏
ثم ورد الخبر على السلطان في صفر المذكور أن السكة ضربت باسمه بمدينة ماردين وخطب له بها وحملت له الدنانير والدراهم وعليها اسم السلطان‏.‏ ثم في شهر ربيع الأول في رابعه ورد الخبر على السلطان بموت الأمير أرغون الإبراهيمي الظاهري نائب حلب فرسم السلطان أن ينقل الأمير آقبغا الجمالي الظاهري المعروف بالأطروش من نيابة طرابلس إلى نيابة حلب وحمل إليه التقليد والتشريف إينال باي بن قجماس ورسم أيضًا باستقرار يونس بلطا نائب حماة في نيابة طرابلس عوضًا عن آقبغا المذكور وتوجه بتقليده وتشريفه الأمير يلبغا الناصري الظاهري‏.‏
ورسم أن يستقر دمرداش المحمدي أتابك حلب في نيابة حماة وتوجه بتقليده الأمير شيخ المحمودي الساقي رأس نوبة وهو الذي تسلطن فيما بعد‏.‏ ثم خلع السلطان على الأمير سودون الظاهري المعروف بالظريف في نيابة الكرك‏.‏
وفي خامس عشر شهر ربيع الأول أنعم السلطان على الوالد بجميع سرحة البحيره وداخلها ثم في سلخ ربيع الأول المذكور أمسك السلطان الأمير عز الدين أزدمر أخا إينال اليوسفي وأمسك معه ناصر الدين محمد بن إينال اليوسفي ونفيا إلى الشام‏.‏
ثم في يوم الأربعاء أول شهر ربيع الآخر خلع السلطان على الأمير سراي تمرشلق الناصري أحد أمراء الطبلخانات ورأس نوبة بديار مصر باستقراره أتابك العساكر بحلب عوضًا عن دمرداش المحمدي المنتقل إلى نيابة حماة‏.‏ ثم في عشرينه أنعم السلطان على الأمير علي بن إينال اليوسفي بخبز أخيه محمد وأمير علي هذا هو أستاذ الملك الظاهر جقمق الأتي ذكره وبه عرف بالعلائي‏.‏
وفيه أنعم السلطان على كل من سودون بن زادة الظاهري وتغري بردي الجلباني ومنكلي بغا الناصري وبكتمر الظاهري وأحمد بن عمر الحسني بإمرة طبلخاناة بالديار المصرية‏.‏ وأنعم أيضًا على كل من بشباي الظاهري وتمربغا من باشاه وشاهين من إسلام الأفرم الظاهري وجوبان العثماني الظاهري وحكم من عوض الظاهري بإمرة عشرة‏.‏
ثم في خامس عشرينه طلع إلى السلطان رجل عجمي وهو جالس للحكم بين الناس هيئته كهيئة الصوفية وجلس بجانب السلطان ومد يده إلى لحيته ليقبض عليها وسبه سبًا قبيحًا‏.‏ فبادر إليه رؤوس النوب وأقاموه ومروا به وهو مستمر في السب فأمر به السلطان فسلم ثم في يوم الخميس سلخه خلع السلطان على تاج الدين عبد الرزاق بن أبي الفرج بن نقولا الأرمني الأسلمي والي قطيا باستقراره وزيرًا عوضًا عن الوزير بدر الدين محمد بن الطوخي‏.‏
وفي رابع جمادى الأولى رسم السلطان بإحضار الأمير يلبغا الأحمدي المجنون من ثغر دمياط‏.‏ ثم في يوم الاثنين حادي عشر جمادى الأولى المذكور رسم السلطان باستدعاء رئيس الأطباء فتح الدين فتح الله بن معتصم بن نفيس الداودي التبريزي وخلع عليه باستقراره في كتابة السر بعد موت القاضي بدر الدين محمود الكلستاني‏.‏
وكان نفيس جد فتح الله هذا يهوديًا من أولاد نبي الله داود عليه السلام‏. وفي رابع عشرينه خلع السلطان على الأمير فرج الحلبي أستدار الذخيرة والأملاك باستقراره في نيابة الإسكندرية‏.‏ ثم في يوم الاثنين ثامن شهر رجب رسم السلطان بانتقال الأمير جقمق الصفوي حاجب حجاب حلب إلى نيابة ملطية بعد عزل دقماق المحمدي الظاهري وجهز تقليده على يد مقبل الخازندار الظاهري‏.‏
ثم في حادي عشرين شهر رجب المذكور خلع السلطان على الشيخ تقي الدين المقريزي المؤرخ باستقراره في الحسبة بالقاهرة عوضًا عن شمس الدين البجاسي‏.‏ ثم في خامس عشرينه أعيد قاضي القضاة صدر الدين محمد بن إبراهيم المناوي إلى قضاء الشافعية بالديار المصرية بعد عزل قاضي القضاة تقي الدين عبد الرحمن الزبيري‏.‏
وفي هذه الأيام أعيد أيضًا يلبغا المجنون إلى وظيفة الأستدارية بعد عزل ناصر الدين محمد بن سنقر واستقر ابن سنقر أستادار الذخيرة والأملاك عوضًا عن فرج المنتقل إلى نيابة الإسكندرية‏.‏ ثم كتب السلطان للأمير تنم الحسني نائب الشام بالقبض على الأمير شهاب الدين أحمد ابن الشيخ على نائب صفد وعلى الأمير جلبان الكمشبغاوي الظاهري المعروف بقراسقل أتابك دمشق فورد مرسوم السلطان على تنم وهو بالغور فاستدعى نائب صفد المذكور وقبض عليه ثم قبض على الأمير جلبان المذكور وبعث بهما إلى قلعة دمشق فسجنا بها‏.‏
ورسم السلطان بنقل الأمير ألطنبغا العثماني الظاهري من حجوبية دمشق إلى نيابة صفد ونقل الأمير بيخجا الشرقي المعروف بطيفور نائب غزة منها إلى حجوبية دمشق ونقل ألطنبغا الظاهري نائب الكرك كان إلى نيابة غزة‏.‏ ثم في تاسع شعبان خلع السلطان على كمال الدين عمر بن العديم باستقراره قاضي قضاة حلب بسفارة الوالد‏.‏
ثم في رابع عشرين شهر رمضان كتب السلطان بالإفراج عن الأمير شهاب الدين أحمد ابن الشيخ علي من محبسه بقلعة دمشق واستقراره أتابك العساكر بها عوضًا عن الأمير جلبان قراسقل‏.‏ ثم في سابع عشرينه أخرج الأمير علاء الدين علي بن الطبلاوي من خزانة شمائل وسلم للأمير يلبغا المجنون الأستادار‏.‏
ثم قدم الخبر على السلطان بموت الأمير الكبير كمشبغا الحموي بسجن الإسكندرية فابتهج السلطان بموته ورأى أنه قد تم له أمره فإنه آخر من بقي من اليلبغاوية الأمراء‏.‏ وأصبح من الغد في يوم الجمعة وهو أول شوال صلى صلاة العيد بالميدان على العادة ثم صلى الجمعة بجامع القلعة فتفاءل الناس بزوال السلطان كونه خطب بمصر في يوم واحد مرتين‏.‏
قلت‏:‏ وهذه القاعدة غير صحيحة فإن ذلك وقع للملك الظاهر جقمق في أول سنين سلطنته ثم وقع ذلك في سلطنة الملك الأشرف إينال‏.‏ سادس شوال أخرج ابن الطبلاوي علاء الدين منفيًا إلى الكرك ومعه نقيب واحد‏.‏

ناظر الجيش والخاص معًا والله تعالى أعلم‏.‏
 





 ع

============================================================

 

 

 

 

 

Home | تيمورلنك والظاهر برقوق | برقوق ينظم الحكم | على باى وأغتيال قايتباى | موت الملك برقوق

This site was last updated 03/29/07