الأب متى المسكين والسادات

***********************************************

لم يكن مسكينا ..!!
عجيبة جدا سيرة القمص متي المسكين ..ليست سوي قصة صراع مستمر لبطلها مع كل اباء جيله ..وطاعة عمياء له من تابعيه ..ومن تمرد عليه يصير له عدوا ..لا اعلم شخصا في تاريخ كنيستنا المعاصر كانت له كل هذه العداوات غير القمص متي ..ولعل السبب الاول انه لم يكن له مرشد روحي وهذا ما كان دوما يردده وانه كان مدفوعا بقناعة داخلية انه افضل وانه اكثر علما وانه نورا يشرق في اي درب يسير فيه وهذه تعبيرات من سيرته الذاتية والتفصيلية ..
في عام ١٩٥٤ عينه البابا يوساب الثاني وكيلا عنه بالاسكندرية وفعلا اصلح كثيرا من احوال الكنيسة بها لكنه صنع شقاقا كبيرا واصطدم مع الكهنة الكبار ومنع عنهم هبات الشعب وكانت تمثل اكثر جزءمن دخل الكاهن وهم ليسوا رهبانا وقام البابا بعزل الاب متي بعد شهور وضغط المجلس الملي فاعاده البابا ثم بعدها بايام عزله مرة اخيرة من منصبه وتدخلت الحكومة وقابل الوزير جندي عبد الملك القمص متي ولم يصلوا لنتيجة ..وانقسمت الاسكندرية وكان الاعلام القبطي في مجمله مع القمص متي ..الراهب الصيدلي ..اما الشعب فأنه منقسم ..وكانت حادثة عزل القمص متي سببا في حملة ضد البابا يوساب وخرج القمص متي الي السريان وكان يحب الانبا ثاؤفيلس رئيس الدير وهو يحبه لدرجة ان عينه ربيتة للدير ولكن كالعادة انقلب عليه هو وتلاميذه وخرجوا من الدير واسأوا اليه وقالوا انه ظن ان القمص متي سيستولي علي الدير ...وان الرهبان الشيوخ كانوا لا يحبون الاب متي ...لم يسلم احد من الهجوم ما دام اختلف مع القمص المسكين وقد ورث الابناء تلك الصفات .. الهجوم علي من يخالف القمص متي دونما موضوعية واختيار انصاف القصص ..يعني ذكر جزء من القصة بما يخدم افكارهم ...اسلوب ملتوي اتعب الكنيسة كثيرا ومازال ..

ورغم التكتلات التي وراء القمص متي المسكين الا انه لم ينجح في الترشح الرسمي للكرسي المرقسي بعد البابا يوساب ...وكان عادة القمص متي انه يختفي بالشهور بعد كل مشكلة وقد اختفي بعد تجليس البابا كيرلس السادس وكان البابا كيرلس يعرف خطورته وقام بحرمه ومن معه لمدة عشر سنوات كاملة وتم نشر ذلك في المجلات وقتها .. كانت مشكلة الاب متي وقتها عدم الطاعة التي هي اساس الرهبنة ..وقد قام وقتها بالهجوم المقنن علي الكنيسة في كتابه الكنيسة والدولة سنة ٦٣ ..كان يحمل ضغينة للكنيسة واباءها ولا يقبل سوي الخاضعين تحت سطوة تعاليمه ...والغريب ان الاب متي ومن يسرد سيرته يقولك ان البابا كيرلس توسل اليه ان يسامحه بعد تلك السنوات العشر ...تاريخ مبتور واكاذيب ..هل يحتاج البابا كيرلس السادس لعشر سنوات لكي يدرك خطأه كما روج المسكين ثم اتباعه ...محاولات لرسم هالة القداسة للاب الذي حلم بالمنصب ولم يناله
ومرة اخري فشل الاب متي في الترشح بعد نياحة البابا كيرلس السادس وكانت السنوات التالية فترة نشاطه الاكبر للحرب علي الكنيسة وقد سبق ونشرنا علاقته بالسادات وسنعيد النشر ونكمل ما قد بدأناه
#عضمةزرقا
ياسر يوسف

سلسلة ( لم يكن مسكينا )
الحلقة الثانية
الاب متي المسكين ودوره في عزل البابا شنودة
لعل من اخطر تلك السنوات التي مرت في حبرية البابا شنودة هي السنوات الاخيرة لحكم السادات من ١٩٧٧ وحتي اغتياله ..من اول قانون الردة ومحاولة تمريره وحتي قرارات سبتمبر التي تم فيها عزل البابا شنودة ..
اما دور الاب متي المسكين في القصة فهو غامض خصوصا مع محاولات بعض تابعيه تصويره بالمنقذ او الساعي للوفاق بين الكنيسة والدولة وايضا صمت البابا شنودة تجاه ذلك الموضوع والحقيقة ان الامر ليس كذلك نهائيا فقد كان للاب متي دورا في عزل البابا شنودة وتشكيل لجنة خماسية لادارة الكنيسة في سابقة لم تحدث قبلا بل ان الاب متي هو من اقترح علي السادات اسماء الاساقفة الخمسة ..
مبكرا كانت هناك علاقة بين السادات والاب متي وكان السادات يراه احق بالكرسي البابوي لان الشخصية الكارزمية للبابا شنودة كانت تزعج الدولة والسادات الذي كان يري البابا شنودة زعيما ينافسه !
وكان الاب متي المسكين ومن يتبعه يتمنون جلوسه علي الكرسي المرقسي ..ترشح عام ١٩٥٩ وترشح عام ١٩٧١ ولم يسمح الله بجلوسه علي الكرسي ..وجاءت الفرصة للاب متي المسكين ليحاول العودة للمشهد ..في ١٩٧٩ زاره السادات في مزارع الدير واندهش من حجم اللفت والخضروات ..وفي ١٩٨٠ طلب مقابلته وتم نشر صور اللقاء علي الصفحات الاولي للجرائد الحكومية وكان الخبر ان السادات ناقش مع الاب متي قضايا تهم اقباط مصر ...وكان هدف السادات البحث عن بديل للبابا شنودة ..وقتها كانت الكنيسة قررت من خلال مجمعها المقدس صلاة عيد القيامة بدير الانبا بيشوي ووقف مظاهر الاحتفال الرسمي في ظل تصاعد التطرف في الدولة تجاه الاقباط رسميا وشعبيا ..واراد السادات البحث عن مخرج للازمة في ظل توحد الاقباط وراء البابا شنودة ووقتها اعلن الاقباط الكاثوليك ايضا مشاركة الكنيسة القبطية في الغاء الاحتفالات ..

كان الاب متي المسكين مدخلا للشقاق واقترح علي السادات وقتها تشكيل لجنة اسقفية او لجنة علمانية لادارة امور الكنيسة ويردد بعض اتباع القمص متي انه قال للسادات لا يجوز عزل البابا ...وهذا طبعا ليس فضلا من الاب متي ولكنه واقع وامر كنسي هو يدركه جيدا ..ان لا احد يستطيع سيامة بطرك في ظل وجود البطريرك الشرعي علي قيد الحياة ..والواضح ان لقاءات السادات بالقمص متي لم تكن بسماح من البابا شنودة حتي لو اشاع البعض غير ذلك وبالرجوع لاعداد مجلة الكرازة سنة ١٩٨٠ ثم ١٩٨١ لا نجد ذكرا للقاءات الاب متي بالسادات والتي تعددت بعد لقاء سنة ٨٠ وكان الاب متي هو مهندس عزل البابا شنودة الثالث ..هو يعرف قانون الكنيسة جيدا ويعرف ان الكرسي للبابا شنودة ولكن العزل كان حلا يجعل البابا موجود وغير موجود ...
والقمص متي المسكين له تصريح خطير وشهير لمجلة التايم الأمريكية عدد ٢٨ سبتمبر ١٩٨١
قال القمص
"I can't say I'm happy, but I am at peace now. Every morning I was expecting news of more bloody collisions. Sadat's actions protect the church and the Copts. They are from God."
يري القمص أن قرارات السادات هي من الله !
قرارات عزل البابا وحبس عشرات الاساقفة والكهنة والأقباط هي من الله !
وقتها كان البابا شنودة يصلي في ديره ..محبسه تحت التحفظ ..يصلي من اجل الكنيسة ومن أجل مصر كلها
المراجع ..اعتمدنا بشكل اساسي علي ما كتبه الاب متي المسكين في مذكراته عن تلك الفترة من صفحة ٣٣٦ الي صفحة ٣٥٠
ثم مجلات الكرازة عن عامي ١٩٨٠ و١٩٨١
والجرائد اليومية التي صدرت تلك الفترة
#عضمةزرقا ياسر

سلسلة لم يكن مسكينا
الحلقة الثالثة
حينما تصدي كهنة الاسكندرية لتغريب الكنيسة القبطية
حينما انتفضوا تجاه التعاليم الغريبة وكانوا اول من أشار إليها ..

بيان عام عن هرطقة القمص متي المسكين
مازال في جعبتنا الكثير عن التاريخ الحقيقي عن القمص متي المسكين الذي اختلف مع ثلاثة من بطاركة الكنيسة وكان في صراع مستمر مع قيادات الكنيسة علي مدي نصف قرن ...للاسف تاريخه منقوصا لانه مكتوب بيده وقلمه وبعضها بلسان وقلم اتباعه ..لذلك جاءت السيرة منقوصة ومحذوف منها الكثير ولعل ذلك الذي جعل ابنه الاسقف انبا ابيفانيوس يري ان تعليم الكنيسة القبطية توقف القرن الرابع ثم تحرك مع ظهور المسكين ...وهذا ما يكرره الانبا ابيفانيوس داخل مصر وخارجها ...
وقع في يدي خبر صحفي من جريدة الشعوب عدد ٣١ الاول من اغسطس سنة ١٩٥٥ وكان القمص متي قد اقيل من وكالته بالاسكندرية من قبل البابا يوساب الثاني واشاع القمص متي وقتها ان السبب وقف دخل التبرعات للكهنة بالاسكندرية ونشر ذلك اولاده من بعده والصحف والمجلات التي كانت تؤيده ..وقد يكون هذا سببا لكن السبب الاساسي هو ما نقراه في خبر تلك الصحيفة والتي كانت مؤيدة له ..
في الخبر ان كل كهنة ووعاظ الاسكندرية طبعوا نشرة اسمها
((بيان عام عن الهرطقة التي وقع فيها القمص متي المسكين ومخالفته الخطيرة للعقيدة الارثوذكسية مرفوع لحضرة صاحب الغبطة البطريرك ورجال الاكليروس من كهنة الاسكندرية ))
الخبر يقول ان البيان وقع عليه اغلبية كهنة الاسكندرية ووالوعاظ والهرطقات مستخرجة من كتاب حياة الصلاة الارثوذكسية ومن عظاته علي المنبر والنشرات الموقعة باسمه
الجريدة طالبت دير القمص متي بالرد ببيان حقيقي عما جاء بالنشرة ...
ونحن نبحث عن تلك النشرة التي فيها انحرافات القمص متي المبكرة ...وقد نجدها قريبا
#عضمةزرقا - ياسر