Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الثورة المكابية بقيادة “ألكسندرا” ( 76 - 67 ق.م)

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الثورة المكابية بقيادة متياس وأولاده
الثورة المكابية بقيادة يهوذا المكابي
الثورة المكابية بقيادة يوناثان
الثورة المكابية بقيادة سمعان
الثورة المكابية بقيادة يوحنا هركانوس
الثورة المكابية بقيادة أرسطوبولس الأول
الثورة المكابية بقيادة اسكندر حنَّاؤس
الثورة المكابية بقيادة ألكسندرا
الثورة المكابية بقيادة أرسطوبولس الثاني

 

 ( ح ) الثورة المكابية بقيادة “ألكسندرا” ( 76 - 67 ق.م): -
قلَّد اسكندر حنَّاؤس زوجته سالومة (ألكسندرا) المملكة قبل وفاته، وكان ابنها الأكبر ضعيفاً غير سياسي بعكس ابنها الأصغر. ولكن هذه لعلمها أن الابن الأكبر لها ويُدعى هركانوس لا يستطيع أن يمنعها من مباشرة كافة سلطات المملكة، قلَّدته المملكة. هذا بالإضافة إلى ميل هركانوس الطبيعي لمعاشرة الفريسيين ومحبتهم، الأمر الذي جعل ألكسندرا في أمان مطلق من جهة معاملتهم الدينية المستمرة، خصوصاً وأنهاا كانت ذا أخلاق وسلوك متزن وتقوى عميقة (1) كما يصرِّح يوسيفوس أنها استعادت كافة التقاليد الفريسية في إدارة شئون البلاد، فكانت هي بمثابة القائم مقام الملك، وكان الفريسيون أصحاب التدبير والسلطان (2)

وهكذا بدخول ألكسندرا الحكم احتل الفريسيون السلطان المدني والديني في الدولة وتقلَّدوا سلطة القضاء، وبذلك شكَّلوا لأول مرَّة في تاريخ إسرائيل المجمع القضائي الديني والمدني “السنهدريم”، وهو يعتبر الهيئة المتبلورة من نظام “شيوخ الشعب” الذي كان مسئولاً عن كافة الأحوال المدنية والدينية والسياسية أيضاً في تاريخ إسرائيل السابق.
وقد ابتدأت تتبلور هيئة السنهدريم (الشيوخ) منذ ”Gerousia جيروسيا“ أيام أنطيوخس الثالث، وكانت صفته الغالبة من الكهنة ورؤساء الكهنة، فكان طابعه ارستقراطياً محضاً. ولكن باحتلال الفريسيين سلطة السنهدريم وعمله تغيرت طبيعته فمالت بالأكثر ناحية الديمقراطية التي كان يمثلها الفريسيون. ومن سلطة السنهدريم القضائية والمدنية بدأ الفريسيون يفرضون تعاليمهم وتقاليدهم الدينية، ولكن ليس بصفة مطلقة لأن رؤساء الكهنة والكهنة كانوا لا يزالون يُمثَّلون في السنهدريم أيضاً. أي أن سلطة السنهدريم كان يتنازعها الصدوقيون (الكهنة) والفريسيون، وتتبادلها النزعات الارستقراطية والديمقراطية معاً.
ومنذ أيام ألكسندرا، بدأ الفريسيون يفرضون سلطانهم وتقاليدهم على الأُمة كلها بشكل واضح وشديد وعلى مستوى الممارسات والتطبيق العملي. فانتهزوا الفرصة واستعادوا سلطان الناموس القديم وصفُّوه من شوائب الثقافات اليونانية التي تسرَّبت وصاغت مفهومات جديدة للناموس تختلف كثيراً عمَّا كان يفهمه
ويمارسه الآباء. وقد اعتمدوا أولاً في تصفيتهم للناموس من الشوائب الثقافية الجديدة سواء كانت فارسية أو يونانية على الأسفار المكتوبة التي عمل الكتبة على نسخها ونشرها بتدقيق شديد، لأن الكتبة كانوا يتبعون بصفة عامة حزب الفريسيين ومنهجهم الديني.
ولأن الكلمة المكتوبة لم تكن من الوضوح الكافي الذي يسهِّل فهمها أو تطبيقها المباشر بواسطة الشعب، لزم تفسيرها وشرحها واقتراح طرق تتميمها بما يناسب الظروف المتغيرة والأحوال المدنية الجديدة، وكان هذا هو عمل الفريسيين الأول واختصاصهم بلا منازع!
وبازدياد تأثير الفريسيين على الشعب تقوَّى سلطانهم، وبازدياد أهمية السنهدريم ازداد خطر الفريسيين لأنهم بدأوا ينحرفون ناحية التجبُّر والاستبداد بالرأي والتعسُّف في الحكم مع كثير من الجور والظلم.
وأول صدام مع السلطة الحاكمة كان مع ألكسندرا نفسها التي أفسحت لهم المجال للعمل والاجتهاد بأن أملوا رأيهم عليها بضرورة الانتقام من شيوخ اليهود الذين أشاروا على أسكندر حنَّاؤس بصلب الثماني مائة وبذبح نسائهم وبنيهم أمام أعينهم. وبدأوا فعلاً بحكم الإعدام وتمَّ التنفيذ على ثلاثة منهم، وكان معظمهم من الصدوقيين، وبذلك بدأ الاحتكاك. ولكن ألكسندرا انحازت للصدوقيين وحمتهم من عتو الفريسيين وسلَّمتهم عدة قلاع ليتحصَّنوا فيها إذا لزم الأمر. وكان أرسطوبولس (الثاني) الابن الأصغر لألكسندرا ممالئاً للصدوقيين وعدواً للفريسيين، كما كان مبغضاً لأُمه وسياستها.
فلمَّا بدأت ألكسندرا تضعف بدأ سلطان ابنها أرسطوبولس يزداد، وبدأت الإحتكاكات تأخذ حرارتها ضد الصدوقيين الذين كان يرأسهم أرسطوبولس والفريسيين الذين كان يرأسهم هركانوس. وماتت ألكسندرا سنة 67 ق.م فبدأ الصدام على المسرح.

**************

المراجع
(1) Bell. Jud. I, V, 1.
(2) Josephus, Antiq. XIII, XVI, 2; Bell. Jud. I, V, 2.

 

This site was last updated 08/17/17