Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شبهات وهمية على الفصل الحادى والعشرون من مجمل الأناجيل الأربعة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
شبهات وهمية على الفصل 1
شبهات وهمية على الفصل 2
شبهات وهمية على الفصل 3
شبهات وهمية على الفصل 4
شبهات وهمية على الفصل 5
شبهات وهمية على الفصل 6
شبهات وهمية على الفصل 7
شبهات وهمية على الفصل 8
شبهات وهمية على الفصل 9
شبهات وهمية على الفصل 10
شبهات وهمية على الفصل 11
شبهات وهمية على الفصل 12
شبهات وهمية على الفصل 13
شبهات وهمية على الفصل 14
شبهات وهمية على الفصل 15
شبهات وهمية على الفصل 16
شبهات وهمية على الفصل 17
شبهات وهمية على الفصل 18
شبهات وهمية على الفصل 19
شبهات وهمية على الفصل 20
شبهات وهمية على الفصل 21
شبهات وهمية على الفصل 22
شبهات وهمية على الفصل 23
شبهات وهمية على الفصل 24
شبهات وهمية على الفصل 25
شبهات وهمية على الفصل 26
شبهات وهمية على الفصل 27
شبهات وهمية على الفصل 28
شبهات وهمية على الفصل 29
Untitled 7171
Untitled 7183
السنة الأولى من الثلاث سنين الأخيرة

هذه الصفحة منقولة من

شبهات شيطانية حول العهد الجديد

سِلْسِلَةُ هِدَايَةِ المؤمنين للحق المبين

شبهات وهمية الفصل الحادى والعشرون من مجمل الأناجيل الأربعة

(الحرف ش1 = تعنى الشبهه الأولى ، والحرف ف21 = تعنى الفصل الحادى والعشرون عشر من مجمل الأناجيل الأربعة )

(ش1 ف21)

(ش1 ف21) قال المعترض الغير مؤمن: جاء في مرقس 10: 25 مرور جمل من ثقب إبرة، أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله , فهل من المعقول أن يصعب دخول الأغنياء ويسهل دخول الفقراء؟ ,

وللرد نقول بنعمة الله : لا تتحدث الآية عن كل الأغنياء، فهناك أغنياء قديسون، لكن المسيح قال هذه الآية تعليقاً على تصرف الشاب الغني، الذي عاقه المال عن أن يتبع الرب، ومضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة, ولم يقل الرب إن دخول الأغنياء إلى الملكوت أمر مستحيل، وإنما أمر عسير, ولم يذكر الرب كل الأغنياء، إنما قال: ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله (مرقس 10: 24) لأن هناك عيباً معيناً، وهو الاتكال على المال، وليس على الله، ويتطور الأمر من الاتكال على المال، إلى محبة المال وعبادته، بحيث يصير منافساً لله, وهكذا قال الرب: لا يقدر أحد أن يخدم سيدين, لا تقدرون أن تخدموا الله والمال (متى 6: 24) فالذين يجعلون المال منافساً لله في قلوبهم يصعب دخولهم الملكوت, وهذا ما حدث مع الشاب الغني, كان يستطيع أن ينفذ كل الوصايا منذ حداثته، ما عدا المال، إذ كان لا يستغني عنه,
وهناك عيب يمنع دخول الأغنياء إلى الملكوت وهو: البخل في إنفاق المال، وبالتالي قسوة القلب على الفقراء، ومثال ذلك الغني الذي عاصر لعازر المسكين، الذي كان يشتهي الفتات الساقط من مائدة الغني, وكان الغني لا يشفق على هذا المسكين، وفي قسوته ترك الكلاب تلحس قروح المسكين (لوقا 16: 19-21),
ومع ذلك يمكن للغني أن يَخْلص ويدخل الملكوت، إن كان يملك المال ولا يسمح للمال أن يملكه، ولا يجعل محبة المال تدخل إلى قلبه، لتمنعه عن محبة الله ومحبة القريب, وهكذا ينفق المال في أعمال الخير,
ويعطينا الكتاب المقدس أمثلة لأغنياء قديسين، مثل أيوب، الذي كان أغنى بني المشرق في أيامه، وقد شرح الكتاب غناه بالتفصيل، سواء قبل التجربة (أيوب 1: 2 و3) أو بعدها (أيوب 42: 12), ومع ذلك شهد له الرب نفسه أنه ليس مثله في الأرض, رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر (أيوب 1: 8 و2: 3), وكان أباً للفقراء، وعيوناً للعمي وأرجلاً للعرج، أنقذ المسكين والمستغيث، واليتيم ولا معين له, وجعل قلب الأرملة يُسر (أيوب 29: 12-16),
ليس الغِنى عائقاً أمام الملكوت، إنما العائق هو القلب, والمشكلة هي: هل القلب يخضع لمحبة الغنى، ويصبح ثقيلاً عليه أن يدفع من أمواله، حتى العشور، ويكنز المال بلا هدف، فيصير المال صنماً أمامه يعوقه عن محبة الله؟ أما الغني الذي يستخدم ماله لأعمال البر في محبةٍ، فليس هو النوع الذي يقصده المسيح,
(ش2 ف21) قال المعترض الغير مؤمن: ورد في مرقس 10: 29 و30 الحق أقول لكم، ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة أو أباً أو أولاداً أو حقولًا لأجلي و لأجل الإنجيل، إلا و يأخذ مائة ضعف، الآن في هذا الزمان: بيوتاً وإخوة وأخوات وأمهات وأولاداً وحقولًا، مع اضطهادات، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية وورد في لوقا 18: 29 و30 ليس أحد ترك بيتاً أو والدين (إلى آخره) إلا و يأخذ في هذا الزمان أضعافاً كثيرة، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية , وهو غلط، لأنه إذا ترك الإنسان امرأة فلا يحصل على مائة امرأة في هذا الزمان، لأن المسيحية لا تسمح بالتزوج بأزيد من واحدة, وإن كان المراد بها المؤمنات بدون زواج، يكون الأمر أفحش وأفسد, على أن لا معنى لقوله : أو حقولاً مع اضطهادات ,

وللرد نقول بنعمة الله : علَّم المسيح بهذه الأقوال ليوضح أن الله يكلأ تلاميذه بعنايته ويقيهم من شر من يتآمر عليهم للإضرار بهم، فكأنه قال لهم: لو تآمر اليهود والأمم للإضرار بكم، فعنايتي الشاملة تحيط بكم بحيث لا يعوزكم شيء ضروري, فمن ترك شيئاً لأجل المسيح يجد بين المسيحيين الحقيقيين اقرباء روحيين، يحبونه كمحبة الآباء و الأمهات والأخوات, ولكن لم يقل الإنجيل: إذا ترك امرأة يجد امرأة أخرى، فالإنجيل كتاب طهارة وقداسة,

(ش3 ف21) قال المعترض الغير مؤمن: قال المسيح (له المجد) لأحد الشباب، حسب متى 19: 16 لماذا تدعوني صالحاً؟ ليس أحدٌ صالحاً إلا واحد وهو الله , وهذا يعني أن المسيح ليس هو الله ,

وللرد نقول بنعمة الله : قول المسيح: لماذا تدعوني صالحاً؟ ليس أحدٌ صالحاً إلا واحد وهو الله لا ينفي الصلاح أو اللاهوت عن المسيح، فقد خاطب الشاب على أساس اعتقاده فيه، لأنه لم يكن يعتقد أن المسيح هو الله بل كان يعتقد أنه أحد معلمي الدين (الذين اعتاد اليهود أن يُسندوا إليهم الصلاح والفضيلة جزافاً) فانتهز المسيح هذه الفرصة، كما انتهز غيرها، وأجاب سائله بالإجابة التي تصحّح اعتقاده في هؤلاء المعلّمين, وكأنه يقول له: إن كنت تظن أني مجرد معلّم، فاعلم أنه ليس هناك معلم صالح على الإطلاق، إذ أن جميع الناس إن لم يكونوا خطاة بأفعالهم، فهم خطاة بطبيعتهم وأفكارهم, فليس هناك كائن يستحق أن يُقال عنه إنه صالح سوى الله وحده, أما المسيح، من جهة ما هو في ذاته، فهو صالح كل الصلاح، فقد قال عن نفسه: أنا الراعي الصالح (يوحنا 10: 11) كما شهد بذلك تلاميذه الذين عاشوا معه وعرفوه, فقال بطرس عنه إنه: لم يفعل خطية، ولا وُجد في فمه مكر (1بطرس 2: 22), وقال بولس عنه إنه قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات (عبرانين 7: 26), لا بل إن أعداءه أيضاً لم يجدوا فيه علّة واحدة، فعندما سألهم مرة: من منكم يبكتني على خطية؟ (يوحنا 8: 46) لم يستطع واحد منهم أن يذكر له خطية واحدة,

(ش4 ف21) قال المعترض الغير مؤمن: قال المسيح (له المجد) لشاب غني: إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا,, إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبِعْ أملاكك وأعط الفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني (متى 19: 17 و21), ألا يعني هذا أننا نحصل على الخلاص بالأعمال الصالحة وليس بالإيمان بالمسيح؟ ثم هل يعني قول المسيح إن كل غني يجب أن يبيع أملاكه قبل أن يكون مستحقاً لاتّباع المسيح؟

 

وللرد نقول بنعمة الله : (1) انظر تعليقنا على يعقوب 2: 14-26,

(2) لو أن المعترض استمر في قراءة متى 19 لوجد أن الشاب الغني الذي قال المسيح (له المجد) له هذه الكلمات قال إنه حفظ الوصايا، ولكنه لم يحصل على الخلاص, وقال المسيح (له المجد) تعليقاً على ذلك: مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله (آية 24), فأعلن المسيح بهذه الكلمات للشاب الغني أنه لم يحفظ حتى الوصية الأولى التي تقول: لا يكن لك آلهة أخرى أمامي (خروج 20: 3) لأنه فضَّل أمواله على الله، فاعتبره عابد وثن,

وقد أوضح المسيح له أهمية الإيمان به، عندما طُلب منه أن يتبعه, ولا يقدر أحد أن يتبع المسيح إلا إن هو وضع ثقته فيه, فإذا وضع الثقة في المسيح قدر أن يطيع وصايا الله,

(3) والمسيح كطبيب للنفوس يعرف المرض الروحي الذي يصيب النفس البشرية, وعندما رأى المسيح الشاب الغني عرف أن ما يعطله عن اتِّباع المسيح ودخول ملكوت الله هو حبُّه الزائد للمال, ولذلك قدّم له نصيحته أن يبيع كل ما يملكه ويعطيه للفقراء, ولم يقدم المسيح هذه النصيحة لكل من جاء إليه, فالنصيحة ببيع ما يملك الإنسان ليعطيه للفقراء هي نصيحة للشاب الغني، بسبب حالته الروحية خاصةً,

ليس الغِنَى عيباً، فقد كان إبراهيم خليل الله غنياً، وهكذا كان فليمون الذي كتب له بولس رسالته، لكن العيب هو في موقف الإنسان من الغِنى, هذا الموقف والاتجاه الفكري هو الذي يجلب على الإنسان الشر أو يمنحه الخير، فليست حياة الإنسان من أمواله (لوقا 12: 15),

أنظر تعليقنا على يعقوب 2: 14- 26

(ش5 ف21) قال المعترض الغير مؤمن:  جاء فى متى 19: 28  " أنتم الذين تبعتمونى فى التجديد ، متى جلس إبن الإنسان على كرسى مجده ، تجلسون أنتم أيضا على أثنى عشر كرسيا ، تدينون أسباط إسرائيل الأثنى عشر " ولكن يهوذا ، أحد الأثنى عشر هلك ، إذ مضى وخنق نفسه كما جاء فى متى 27: 5

 

وللرد نقول بنعمة الله : الأثنى عشر المقصودون هم الذين تبعوا المسيح فى التجديد ، أى عند إنتهاء مدة تجسده وتواضعه وإرتفاعه ومجده ، ولم يكن يهوذا واحد منهم ، وقد إختارت الكنيسة متياس بديلا ليهوذا ، وهكذا أخذ وظيفة يهوذا شخص آخر (أعمال 1: 15- 26) وظل عدد التلاميذ إثنا عشر

(ش6 ف21) قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 20: 1-16 مَثَل صاحب الكرم الذي خرج خمس مرات ليجد فعلةً يرسلهم للعمل في كرمه, وهذا يثبت نبوة محمد، فالفعلة الذين اشتغلوا من الصباح هم اليهود، والذين اشتغلوا من الظهر هم النصارى، والذين اشتغلوا إلى المساء هم المسلمون ,

وللرد نقول بنعمة الله : الذي فسر هذا المثل بهذه الكيفية هو محمد نفسه كما في البخاري وغيره,

و المساء المشار إليه في عدد 8 هو الوقت الذي ذُكر في متى 19: 28 أي وقت التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده , فالمساء هو آخر الدهور الذي فيه يأتي المسيح على سحاب السماء بقوة ومجد كثير ليدين الأرض (متى 24: 30 و31 ورؤيا 1: 7 و20: 11-15), يظهر صحة تفسير المساء بما ذكرناه من مقدمة المَثَل وخاتمته، لأنه يبدأ بتعليل السبب الذي من أجله يكون الأولون آخِرين والآخِرون أولين، وينتهي بهذه النتيجة,

والآن قد أقبل المساء وكادت تغرب شمس الدهر الحاضر، وكلٌّ من النصارى والمسلمين ينتظرون رجوع المسيح ثانية، ويتوقعون حدوث ذلك قريباً جداً, ومتى جاء يملك على كل الأرض إلى ما شاء الله، ويدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته (2 تيموثاوس 4: 1), 

(ش7 ف21) قال المعترض الغير مؤمن: في مثل صاحب الكرم الذي استأجر فعلة لكرمه (متى 20: 1-14) أعطى ديناراً للكل، سواء الذين اشتغلوا من أول النهار، أو الذين جاءوا في الساعة 11, فهل أجر الكل سيتساوى في الملكوت؟ أليس هذا ظلماً؟

وللرد نقول بنعمة الله : كلا, فقد قيل: يجازي كل واحد بحسب أعماله (متى 16: 27), ونفس هذه العبارة وردت في مزمور 62: 12 ورومية 2: 5-7, وقال السيد المسيح ها أنا آتي سريعاً لأجازي كل واحد كما يكون عمله (رؤيا 22: 12),

ولما كانت أعمال الناس تختلف، لذلك مجازاتهم تختلف إنْ خيراً أو شراً (جامعة 12: 14) و حسب ما هو مكتوب في سفر أعمالهم (رؤيا 20: 12), الأبرار يختلفون في المكافأة, والأشرار يختلفون في العقوبة, فقد قيل عن الأبرار: لأن نجماً يمتاز عن نجمٍ في المجد (1كورنثوس 15: 41), وأما عن الأشرار فقال الرب عن المدينة الرافضة لكلمة الله الحق أقول لكم: ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الدين حالة أكثر احتمالاً مما لتلك المدينة (متى 10: 15), إذن هناك حالة أكثر احتمالاً من حالة أخرى من جهة العقوبة, وقال الرب لبيلاطس: الذي أسلمني إليك له خطية أعظم (يوحنا 19: 11),

واختلاف العقوبة والثواب أمر يناسب العدل الإلهي,

إذن ما معنى أن الكل أخذوا ديناراً، بالتساوي؟

إنما يتساوون في دخول الملكوت، وليس في الدرجة, الكل يدخل الملكوت، حتى الذي تاب في آخر لحظة من حياته, ولكن داخل الملكوت كل واحد ينال حسب عمله, الذي أعطى مائة، والذي أعطى ستين، والذي أعطى ثلاثين، كل واحد حسب عمله,

(ش8 ف21) قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 20: 20 أن أم ابني زبدي طلبت من المسيح أن يُجلس ابنيها واحداً عن يمينه والآخر عن يساره في ملكوته، وفي مرقس 10: 35 أن ابني زبدي طلبا هذا الطلب ,

وللرد نقول بنعمة الله : من القواعد المقرّرة أن من فعل شيئاً بواسطة غيره نُسب إليه فعله، فالابنان طلبا هذا الطلب بواسطة والدتهما، فنُسِب الطلب إليهما, أو يُحتمل أن والدتهما طلبت هذا الطلب أولاً، ومن شدة تشوّقهما للحصول عليه أعاداهُ ثانيةً بنفسيهما، فذكر متى طلب الوالدة، وذكر مرقس طلبهما,

أنظر تعليقنا على متى 27: 5,

(ش9 ف21) قال المعترض الغير مؤمن:  ورد في متى 20: 22 و23 قول المسيح لستما تعلمان ما تطلبان, أتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشربها أنا، وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟ قالا له: نستطيع, فقال لهما: أما كأسي فتشربانها، وبالصبغة التي أصطبغ بها أنا تصطبغان , وقوله بالصبغة التي أصطبغ بها إلحاقي وكذا قوله وبالصبغة التي أصطبغ بها أنا تصطبغان , فأسقطهما كريسباخ من المتن, وقال آدم كلارك الشيء نفسه ,

وللرد نقول بنعمة الله : قال كلارك إن القواعد التي وضعها المحققون للقراءات الصحيحة لا تدل على وجود هذه الكلمات، ولكنهم:

(1) أثبتوها لوجودها في نسخ كثيرة,

(2) هذه العبارة مرادفة للعبارة التي قبلها وهي قوله: أتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشربها أنا؟ فإنها مثل قوله وإن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها , والصبغة أو العماد بين اليهود كان يُصنع في البرد القارص بأن يجعل الشخص الذي يراد عماده في الماء مدة، فكان رمزه إلى أقصى موت, أما لفظة الكأس فكانت كناية عن المصائب والنوائب, فمن هنا ترى أن معنى الكأس والصبغة واحد، فهي تفسير المرادف، وقد نبَّه آدم كلارك أن معنى العبارتين واحد,

(ش10 ف21) قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 20: 30 أن أعميين كانا جالسين ففتح أعينهما، وقال في مرقس 10: 46 ولوقا 18: 35 إنه وجد أعمى واحداً إسمه بارتيماوس ففتح عينيه, ويقول متى ومرقس إن المسيح شفى الأعمى خارج أريحا، بينما يقول لوقا إنه شفاه عندما اقترب من أريحا ,

وللرد نقول بنعمة الله : العبارات الواردة في البشائر الثلاث عن شفاء المسيح أعميي أريحا في سفرته الأخيرة إلى أورشليم غير متفقة في بعض التفاصيل, فبحسب ما جاء في متى شفى المسيح الأعميين عند خروجه من المدينة، أما مرقس فيذكر أعمى واحداً اسمه بارتيماوس، ويقول أيضاً إن المسيح شفاه وهو خارج من المدينة, أما لوقا فيروي أن المعجزة حصلت عند اقتراب المسيح من المدينة, وهو أيضاً يتكلم عن شفاء أعمى واحد,

وإشارة متى إلى شفاء أعميين، بينما مرقس ولوقا يذكران شفاء أعمى واحد، لا تنشئ صعوبة في القضية, فالقولان إن المسيح شفى أعميين، وإنه شفى أعمى واحداً غير متناقضين، كما أن القولين اليوم نزل بَرَد و اليوم نزل مطر وبَرَد غير متناقضين, كل ما في الأمر أن إحدى العبارتين أوفى من الأخرى, فيتضح إذن أن المسيح شفى في أريحا أعميين على الأقل، ذكر مرقس منهما اسم الأعمى الذي يتكلم عن شفائه، الأمر الذي يحمل على الاستنتاج أن بارتيماوس هذا عاش جملةسنين بعد شفائه وكان معروفاً للمسيحيين الأُوَل، ولذا كان ذكر اسمه أمراً طبيعياً,

ولكن كيف يمكننا التوفيق بين قول لوقا إن المعجزة حصلت عند اقتراب المسيح من المدينة، وقول متى ومرقس إنها حصلت عند خروجه منها؟

من المحتمل أن المسيح شفى أعمى واحداً عند اقترابه من المدينة، وشفى أعميين آخرين عند خروجه منها, فقد جاء في يوحنا 20: 30 أن المسيح عمل معجزات لم تُدوَّن, فيكون أن لوقا أورد معجزة غير التي كتب عنها متى ومرقس، ويكون المسيح قد شفى ثلاثة عميان في أريحا,

ويوجد حل آخر قد حاز قبولاً لدى كثيرين: لوقا 18: 35 يقول لما اقترب من أريحا كان أعمى جالساً على الطريق يستعطي فيُرجَّح أن بارتيماوس هو الذي كان جالساً يستعطي, فرواية لوقا لا تفيد حتماً أن المعجزة تمت قبل دخول المسيح المدينة, فلو لم يكن لدينا إلا ما جاء في لوقا، لَجازَ لنا أن نستنتج هكذا, أما وقد جاء في متى ومرقس ما يُظهر أن المعجزة تمت عند خروج المسيح من المدينة، فعلينا إذن أن ننظر في القضية نظراً دقيقاً، فنرى أن رواية لوقا لا تنفي إمكانية حصول الشفاء بعد دخول المسيح المدينة أو عند خروجه منها، لأن لوقا يفيد فقط أن الأعمى كان جالساً يستعطي عندما اقترب المسيح من المدينة، ولا يقول صريحاً إن الشفاء تم في تلك اللحظة عينها، أي قبل دخول المسيح المدينة, نعم إن لوقا يذكر الشفاء قبل أن يذكر اجتياز المسيح إلى أريحا وخروجه منها, وهو إذ يذكر اسم الأعمى يشير إلى شفائه، مع أن هذا حصل بعد حين (أي عند خروج المسيح من المدينة), فمن المحتمل أن بارتيماوس اجتاز مع الجمع إلى أريحا عند دخول المسيح وأتباعه إليها، ثم انضم إليه أعمى آخر وصرخا معاً إلى المسيح, وكثيراً ما نجد في الكتب التاريخية حوادث يسبق ترتيب تفصيلاتها موضعه الأصلي، كما نرى في هذه القضية, ويؤيد هذا ما جاء في لوقا 3: 19-23 حيث نرى أن لوقا يتكلم عن سَجْن يوحنا ثم يتكلم بعد هذا على معمودية المسيح التي حصلت قبل سجن يوحنا,

وأمامنا حل آخر، وهو أن متى أورد خلاصة ما حصل في أريحا, وحباً في الإيجاز بدلاً من أن يقول إن المسيح شفى أعمى عند دخوله إلى المدينة، وشفى أعمى آخر عند خروجه منها، يقتصر على ذكر شفاء أعميين كانا جالسَيْن على جانب الطريق، ولا يرى من اللازم إيراد زمان ومكان المعجزة بالتفصيل, وهذا الحل يلاشي التناقض الظاهري,

(ش11 ف21) قال المعترض الغير مؤمن:  يؤخذ من متى 19 و21 أن المسيح ارتحل من أريحا وجاء إلى أورشليم، ويُعلم من يوحنا 11 و12 أنه ارتحل من أفرايم وجاء إلى قرية بيت عنيا، وبات فيها، ثم جاء إلى أورشليم ,

وللرد نقول بنعمة الله : الآيات الواردة في متى 19: 1 و20: 17 و29 و21: 1 ويوحنا 10: 40 و11: 17 و54 و12: 1 تشير إلى أن سفريات المسيح كانت في أوقات مختلفة، فإنه لما سافر من الجليل توجّه إلى أورشليم وحضر عيد المظال، ثم سافر إلى بيرية بعد الأردن، ومنها سافر إلى بيت عنيا فأقام لعازر من الموت، ثم توجه إلى أورشليم على طريق أريحا فشفى الأعميين، ثم زار زكا، وتوجّه إلى بيت عنيا قبل عيد الفصح بستة أيام, فبعض الآيات المذكورة تشير إلى بعض السفريات، والبعض الآخر تشير إلى باقي سفرياته, 

 
 
 
 
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ا

 

 

 

This site was last updated 06/09/14