Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

شبهات وهمية على الفصل الرابع والعشرون من مجمل الأناجيل الأربعة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
لا أنبياء بعد المسيح

هذه الصفحة منقولة من

شبهات شيطانية حول العهد الجديد

سِلْسِلَةُ هِدَايَةِ المؤمنين للحق المبين

شبهات وهمية الفصل الرابع والعشرون من مجمل الأناجيل الأربعة

(الحرف ش1 = تعنى الشبهه الأولى ، والحرف ف24 = تعنى الفصل الرابع والعشرون عشر من مجمل الأناجيل الأربعة )

(ش1 ف24)

(ش1 ف24) قال المعترض الغير مؤمن:  ورد في إنجيل متى 24: 2 قول المسيح : الحق أقول لكم، إنه لا يُترك ههنا حجرٌ على حجرٍ لا يُنقَض , غير أن عمر بن الخطاب بنى المسجد مكان هيكل سليمان، فيكون كلام الإنجيل غلطاً, وبما أنه مذكور في مرقس 13: 2 ولوقا 21: 6 فيكون ثلاثة أغلاط، باعتبار الأناجيل الثلاثة ,

وللرد نقول بنعمة الله : تنبأ المسيح عن خراب الهيكل لما كانت الأحوال حسنة، ولم يكن هناك ما يدل على الخراب, أما الهيكل فكان فخر الأمة الإسرائيلية، ومع ذلك تمّ ما أنبأ به المسيح وذلك بعد أربعين سنة، فإن جيش روما استولى على أورشليم سنة 70م، وقد ذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودي خراب أورشليم بالتفصيل التام، وكان الرومان قد أسروه وبقي معهم وقت الحصار, وبما أنه كان يهودياً، بل من كهنة اليهود، كان طبعاً لا يروي شيئاً من شأنه تأييد نبوات المسيح,

قال يوسيفوس: لما استولى عساكر روما على المدينة، أصدر تيطس أمراً بأن يخربوها كلها، ماعدا ثلاثة أبراج, أما باقي السور فهُدم تماماً من جدرانه، بحيث لم يبق منه أثر يدل على أنه كان مسكوناً , وقال مايمونيدس (مؤرخ يهودي) إن أحد ضباط جيش تيطس حرث أساس الهيكل - وكان ذلك بعناية إلهية، فإن تيطس كان يتمنى بقاء الهيكل، وكثيراً ما أرسل يوسيفوس إلى اليهود لإغرائهم على ترك العناد وزيَّن لهم التسليم وحفظ المدينة والهيكل, غير أن المسيح كان قد تنبأ عن خراب الهيكل، وكان ذلك قضاءً مقضيّاً, واليهود أنفسهم أحرقوا أولاً أروقة الهيكل، ثم قذف أحد عساكر روما من تلقاء ذاته شعلة نار في المنفذ الذهبي، فاشتعلت النيران، فأصدر تيطس أمراً بإطفاء النيران، ولكن لم يلتفت أحد إلى أوامره من شدة الاضطراب، فهجم العساكر على الهيكل، ولم يثنهم وعد ولا وعيد، فإن مقتهم لليهود حملهم على التخريب, وقال يوسيفوس: أُحرق الهيكل على غير رغبة القيصر ,

فترى من ذلك أن نبوّة المسيح تمت بنوع غريب، وصارت أورشليم مدوسةً من الأمم، إلى أن يتم وقتهم, وفشل اليهود المرة بعد الأخرى في أن يستردّوها, وقد صرح يوليان المرتد امبراطور روما لليهود ببناء مدينتهم وهيكلهم، بل حثَّهم على ذلك، ووعدهم بالعودة إلى وطنهم العزيز, وكانت غايته من ذلك تكذيب ما ورد في الإنجيل، فإنه كان ارتد وصار من ألدّ أعداء الديانة المسيحية، وكان مغرماً بالعبادة الوثنية، فكانت غيرة اليهود مثل غيرته، وشرعوا في وضع أساس الهيكل، ولكن لم يتيسر لهم مع مساعدة هذا الامبراطور تتميم هذا العمل, قال أحد المؤرخين الوثنيين إن ناراً مخيفة انبعثت من الأرض وأحرقت العمال، وتعذَّر عليهم الدنوّ من الأساسات، وأضربوا عن العمل, وعلى كل حال فسواء حصلت هذه المعجزات الباهرة أو لم تحصل، فالنتيجة واحدة، وهي أنه لم يُبْن الهيكل، وتمت أقوال النبوّة,

أما قول المعترض إن عمر بنى جامعاً محل الهيكل، فنقول إنه لا يوجد دليل على أن جامع عمر هو في موضع الهيكل، وذلك أن الرومان خربوا أورشليم والهيكل وحرثوها حرثاً، بل أن أدريان أصدر أمراً بأن تحرث بالملح لكي لا تُزرع، فضاعت آثار الهيكل ومعالمه، ولم يهتد أحدٌ إلى موقعه الأصلي, ولو فرضنا أن عمر بن الخطاب بنى جامعه مكان هيكل سليمان لكان ذلك من أقوى الأدلة على صدق أقوال النبوة، فإن المسيح قال عن الهيكل إنه سيخرب وأن أورشليم تكون مداسة من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم (لوقا 21: 24), فبناء عمر لجامعه مكان الهيكل هو أعظم دليل على أن الأمم داست أورشليم، وأن بناء الهيكل نُقض ولم يُترك فيه حجرٌ على حجرٍ, 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

 

ق

 

قال المعترض : عمل المسيح المعجزات لا يدل على نبوَّته فضلاً عن ألوهيته، فقد جاء في متى 24: 24 قول المسيح سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون أياتٍ عظيمة وعجائب، حتى يُضِلّوا لو أمكن المختارين أيضاً وورد في 2تسالونيكي 2: 9 الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة ,

وللرد نقول بنعمة الله : المعجزة هي أمر خارق للعادة، داعية إلى الخير والسعادة، مقرونة بدعوى النبوة، قُصد بها صدق من ادّعى أنه رسول من الله,

ويلزم أن تكون المعجزة ظاهرة أمام العيان، بحيث لا يختلف فيها اثنان, فإذا قال أحد إن جبريل أتاه ليلاً وأصعده إلى السماء مثلاً فلا تُقبل دعواه، لأنه ربما كان ذلك من الخيالات التي كثيراً ما تطرأ على الإنسان في المنام, أما فتح أعين العميان وإحياء الموتى وشفاء الأبرص والأكمه أمام الجماهير الكثيرة من الأعداء والأصدقاء، فهي المعجزة لأنها خارقة للقوانين الطبيعية,

ويلزم أن تكون المعجزة نافعة ومفيدة، فكلام الحصى والرمان والعنب وأكفة الباب وحيطان البيت والشجرة ليست بمعجزة، فإنه لا فائدة للإنسان منها,

ويلزم في المعجزة الإجماع والتواتر، وقد توفرت شروط صحة المعجزة في آيات المسيح، فأتى بالأمور الخارقة للعادة، فكان يأتي إليه الكثيرون من الوجهاء والعظماء ويستغيثون بكرمه ليشفي أولادهم من الأمراض أو يقيم أحباءهم من الموت,

وشهد القرآن لمعجزات المسيح، فورد في آل عمران 3: 49 إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله، وأنبئكم بما تأكلون وما تدّخرون في بيوتكم إن في ذلك لآيةً لكم إن كنتم مؤمنين , وكذلك ورد في سورة المائدة 5: 110 إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك، إذ أيدتك بروح القدس، تكلم الناس في المهد وكهلاً, وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني، وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني، وإذ تخرج الموتى بإذني ,

وقد حذر المسيح رسله من الأنبياء الكذبة الذين يأتونهم بالحيل والمكائد، وتنبأ أنه سيظهر البعض بتلك السمات الكاذبة, وقد ظهروا فعلاً، فقال يوسيفوس: ظهر كثيرون ممن ادّعوا الوحي الإلهي وأضلوا كثيرين، وقادوهم إلى البراري، وادعوا أن الله سيعتقهم من نير روما، وإن نبياً كاذباً أغرى نحو ثلاثين ألف نفر فخرجوا معه إلى البرية فلاشاهم فيلكس عن آخرهم, وبعد صلب المسيح ظهر سيمون الساحر، وأغرى سكان السامرة بأنه قوة الله العليا، وادّعى أنه ابن الله, كما ظهر دوسيثوس السامري وادعى أنه هو المسيح الذي تنبأ عنه موسى، كما ظهر بعد صلب المسيح باثنتي عشرة سنة نبي كاذب اسمه نادوس أغرى كثيرين أن يأخذوا ثيابهم ويقتفوا أثره إلى نهر الأردن بدعوى أنه سيفلقه ليعبروا منه، وقال يوسيفوس إنه أضل كثيرين، وتم بذلك قول المسيح, ثم ظهر بعد ذلك بسنين قليلة أنبياء كذبة كثيرون في عهد نيرون، وكان لا يمضي يوم بدون أن يقتل الحكام واحداً منهم (تاريخ يوسيفوس الكتاب 20 فصل 4 و7),

وقول المسيح إن المضلين يدّعون بعمل آيات كذبة، هو كما فعل سحرة المصريين, وكل من يفهم ويدرك يمكنه أن يميّز بين المعجزات الصادقة من الكاذبة، فالمعجزات هي من أقوى الأدلة على صدق النبوة، وإنما الواجب الاحتراس من الكذبة الذين يحتالون بالخداع لإضلال الناس,

 

قال المعترض : جاء في متى 24: 34 عن علامات نهاية الزمان قول المسيح: الحق أقول لكم: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله , وقد مضى ذلك الجيل، ومضت أجيال عديدة، ولم ينته العالم ,

وللرد نقول بنعمة الله : تحدث المسيح في متى 24 ومرقس 13 عن ثلاثة أمور: رجوعه ثانية, وخراب أورشليم، ونهاية العالم, وليس عن نهاية العالم فقط, وقوله: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله المقصود به تحقيق نبوّته عن نهاية العالم عندما يبدأ الله بتنفيذ مشيئته من جهة خراب أورشليم الثاني , فضلاَ على أنه قد تم ذلك خراب أورشليم الأول، إذ خربت أورشليم سنة 70م وتشتت اليهود في أرجاء الأرض, ولم يكن ذلك الجيل قد مضى بعد,

ومن نبوات المسيح في هذا الأصحاح عن خراب أورشليم الثاني ونهاية العالم، قوله: فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال قائمة في المكان المقدس (ليفهم القارئ) فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال، والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئاً,,, وويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام, وصلّوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت (متى 24: 15-20), فهذا سيتم في نهاية العالم عند ظهور النبي الكذاب في أورشليم….

ومن أقواله في تلك المناسبة، التي تمت أيضاً في ذلك الجيل: يسلّمونكم إلى ضيق، ويقتلونكم, وتكونون مُبْغَضين من جميع الأمم لأجل اسمي, وحينئذ يعثر كثيرون ويسلّمون بعضهم بعضاً (متى 24: 9 و10), وأيضاً قوله: حينئذ يكون اثنان في الحقل، يُؤخذ الواحد ويُترك الآخر, إثنتان تطحنان على الرحى، تؤخذ الواحدة وتُترك الأخرى (متى 24: 24 و41),

إذن الأصحاح فيه معلومات على عن ثلاثة أمور: رجوعه ثانية, وخراب أورشليم، ونهاية العالم, وعبارة مجيء ابن الإنسان تعني مجيئه الثاني في نهاية الزمان, كما قال: طوبى لأولئك العبيد، الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين, كونوا أنتم مستعدين، لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان, طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا (لوقا 12: 37 و40 و43), وقوله أيضاً لئلا يأتي بغتة فيجدكم نياماً (مرقس 13: 36), 

 

اعتراض على متى 24: 36

انظر تعليقنا على لوقا 21: 33 و34

قال المعترض : من طالع قصة المرأة التي أفرغت قارورة الطيب على المسيح في متى 26: 7-13 ومرقس 14: 3-9 ويوحنا 12: 3-8 وجد فيها اختلافات: (1) صرّح مرقس أن هذا الأمر كان قبل الفصح بيومين، وقال يوحنا كان قبل الفصح بستة أيام, (2) جعل متى ومرقس الحادثة في بيت سمعان الأبرص، وجعلها يوحنا في بيت مريم, (3) قال متى ومرقس إنها سكبت الطيب على رأس المسيح، وقال يوحنا إنها سكبته على قدميه, (4) وقال مرقس إن الذين اعترضوا كانوا من الحاضرين، وقال متى إن المعترضين هم التلاميذ، وقال يوحنا إن المعترض كان يهوذا, (5) قال متى إن ثمن الطيب كثير، وقال مرقس إنه اكثر من 300 دينار، وقال يوحنا إنه 300 دينار ,

وللرد نقول بنعمة الله : (1) لم يقل متى ولا مرقس إن هذه الحادثة حصلت قبل الفصح بيومين ولا بستة أيام، وإنما قالا إنه قبل الفصح بيومين عقد أئمة اليهود مجلساً للمداولة والمشاورة في كيفية قتل المسيح، ثم ذكرا قصة سكب قارورة الطيب, وتوصّلا بها إلى ذكر يهوذا الإسخريوطي، لأنه يُحتمل أن حادثة سكب قارورة الطيب كانت من الأسباب التي حملته على تسليم سيده, وكذلك لا يُؤخذ من عبارة يوحنا أنه قبل الفصح بستة أيام حصلت هذه الحادثة، بل قال قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا فصنعوا له وليمة عشاء , فهذه العبارة تفيد أنه أتى إلى بيت عنيا قبل الفصح بستة أيام، وأُقيمت الوليمة بعد أن أقام هناك أياماً,

(2) لم يقل يوحنا إن الوليمة كانت في بيت مريم، بل قال: فصنعوا له هناك عشاء ,

(3) كانت عادة اليهود أن يسكبوا الطيب على الرأس أو الشعر، فاقتصر متى ومرقس على ذكر هذه العادة, أما يوحنا الرسول فضرب عنها صفحاً اعتماداً على شهرتها ومعرفة الناس لها، وذكر مسح القدمين لغرابته، ودلالته على تواضعها، وعلى منزلة المسيح الرفيعة عندها, فبعد أن دهنت رأسه دهنت قدميه ومسحتهما بشعرها,

(4) قول مرقس أناساً من الحاضرين يشمل التلاميذ لأنه جنس عام، وكلمة التلاميذ تشمل يهوذا، لأنه كان واحداً منهم, فعلى هذا يكون يهوذا من الحاضرين، وواحداً من التلاميذ, وحينئذ فلا تناقض مطلقاً, فإذا أُريد بكلمة التلاميذ يهوذا خاصة، يكون من إطلاق الجمع على الواحد, وإذا أُريد الجمع، فلا مانع من أن يكون بعض التلاميذ اشتركوا مع يهوذا في التذمر على المرأة عن خلوص نية، وظنوا أنها أتت شيئاً غير مناسب, أما تذمر يهوذا فكان عن سوء نية، لأن الكتاب المقدس يشهد على شراهته وأنه كان سارقاً,

(5) قال متى إن ثمن الطيب كثير، لأن 300 ديناراً هو أجر عامل لمدة سنة, وقال مرقس إن ثمنه أكثر من 300 دينار، لأن الأسعار غير محدَّدة، ويمكن أن يباع الشيء بأثمان مختلفة حسب قانون العرض والطلب, أما يوحنا فاقتبس نص كلمات يهوذا الإسخريوطي, 

 

قال المعترض الغير مؤمن: هناك اختلاف حول مكان صعود المسيح, فيقول في لوقا 24: 50 و51 وأخرجهم خارجاً إلى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم, وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وصعد إلى السماء , ولكن يقول في أعمال 1: 9 و12 ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون وأخذته سحابة عن أعينهم, حينئذٍ رجعوا إلى أورشليم من جبل الزيتون ,
وللرد نقول بنعمة الله : يسهل التوفيق بين هذين الفصلين على من كانت له ولو معرفة قليلة بجغرافية أورشليم وما حولها, فبيت عنيا واقعة على المنحدر الشرقي من جبل الزيتون, نعم إن يسوع خرج بتلاميذه إلى بيت عنيا، وهناك على جبل الزيتون صعد إلى السماء, وإذ ذاك يَصْدق الراوي إذا قال إن يسوع صعد من جبل الزيتون كما لو قال إنه صعد من بيت عنيا, ومما يجب ذكره أن كاتب سفر الأعمال هو لوقا نفسه، فلا يمكن إذاً أن يناقض نفسه!
4 - شبهات شيطانية حول إنجيل يوحنا

 

(ش1 ف24 ) قال المعترض الغير مؤمن:  قال المسيح (له المجد) في مرقس 13: 32 وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا الملائكة الذين في السماء، ولا الابن، إلا الآب , ولكن جاء في يوحنا 21: 17 قال له ثالثة: يا سمعان بن يونا، أتحبني؟ فحزن بطرس لأنه قال له ثالثة: أتحبني؟ فقال له: يا رب، أنت تعلم كل شيء, أنت تعرف أني أحبك, قال له يسوع ارع غنمي , تنسب الآية الثانية إلى المسيح العلم المطلق، لكن الأولى تفيد أنه لم يعرف يوم وساعة مجيئه في مجده ,

وللرد نقول بنعمة الله : على القارئ أن يلاحظ الوقت الذي فيه قيلت كل من العبارتين, لما قال بطرس للمسيح يا رب، أنت تعلم كل شيء كان المسيح قد اجتاز الموت والدفن والقيامة, أما قول المسيح عن نفسه إنه لا يعرف وقت مجيئه الثاني فهذا كان في خلال مدة اتضاعه، أي قبل موته ونصرة قيامته, وهذا هو مفتاح القضية, فالكتاب يفرِّق بين حالتي المسيح قبل قيامته وبعدها, ففي الحالة الأولى، حالة اتضاعه قد أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، ووُجد في الهيئة كإنسان، ووضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب (انظر فيلبي 2: 7 و8), أما بعد قيامته فقد تغيَّرت حالته إذ رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم (فيلبي 2: ),
وعند درس كل الفصول المختصة بهذا الموضوع يتضح أن المسيح، مع أنه في أثناء اتضاعه كانت له كل الخواص والصفات الإلهية، قد تخلّى طوعاً عن حقوقه وامتيازاته ككونه الله، ولم يكن يستعملها إلا في أحوال مخصوصة, فكان له العلم المطلق، ولكن إذ كان قد أخلى نفسه وأخذ صورة عبد لم يستخدم علمه هذا إلا في أوقات معينة, وعليه فقوله عن نفسه إنه لم يعرف وقت مجيئه الثاني يصوِّر لنا عمق تواضعه الفائق الذي لم يدَعْه يُظهِر خواصّه الإلهية, وقد بلغ تواضعه هذا أقصاه عندما عُلّق على الصليب، وكأنه ضعيف عاجز، مع أنه قال عن نفسه: أضع نفسي لآخذها أيضاً, ليس أحدٌ يأخذها منّي، بل أضعها أنا من ذاتي, لي سلطانٌ أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً (يوحنا 10: 17 و18),
انظر تعليقنا على لوقا 21: 33 و34

 

(ش5 ف23) قال المعترض الغير مؤمن: قال هورن سقطت آية بين الآيتين في لوقا 21: 33 و34 والواجب أخذها من متى 24: 36 أو من مرقس 13: 32 حتى تكون أقوال الرسل متوافقة, ونص هذه الآية: وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السموات، إلا أبي وحده ,

وللرد نقول بنعمة الله : لا يلزم مطابقة أقوال الرسل بعضها لبعضٍ في الكليات والجزئيات من كل وجه، فإن كل نبي يدوّن الوحي الإلهي بالكيفية التي يلهمه بها الروح القدس, وعليه لا بد أن تختلف طرق تعبيرهم, بل إن اختلاف طرق تعبيرهم من أقوى الأدلة على صدق أقوالهم وعدم تواطئهم,
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في لوقا 22: 3-7 فدخل الشيطان في يهوذا الذي يُدعى الإسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر , وهذا يناقض قول يوحنا 13: 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان, فقال له يسوع: ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة
وللرد نقول بنعمة الله : لماذا يظن وجود تناقض هنا؟ يقول يوحنا إن الشيطان دخل يهوذا أثناء عشاء الرب الأخير مع تلاميذه, ولوقا يقول إن الشيطان دخله قبل هذا، أي قبل أن يتواعد يهوذا مع اليهود ليسلّمهم سيده,
لقد دخل الشيطان يهوذا أكثر من مرة, ويوحنا نفسه يقول في بدء هذا الأصحاح: فحين كان العشاء، وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الإسخريوطي أن يسلّمه , فمن هنا يتضح أن الشيطان ساد على قلب يهوذا قبل أن أعطاه يسوع تلك اللقمة في العشاء الأخير, فرواية يوحنا نفسه تفيد أن الشيطان دخل يهوذا مراراً, وإثباتاً لهذا نرجع إلى يوحنا 6: 70 حيث يقال: أجابهم يسوع أليس أني أنا اخترتكم الإثني عشر، وواحد منكم شيطان؟ قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي، لأن هذا كان مزمعاً أن يسلّمه، وهو واحد من الاثني عشر , فيمكن أن يُقال عن يهوذا إنه كلما كانت تدبّ في قلبه فكرة الخيانة لسيده، كان الشيطان يدخله,

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

 

This site was last updated 06/30/14