العلاقات القبطية الأرمنية عبر العصور ل القس باسيليوس صبحي
في عهد البابا كيرلس السادس الـ116 (1959- 1971م):
- لأول مرة منذ القرن الخامس الميلادي اجتمعت الكنائس القبطية والأرمنية بكرسيي أتشمادزين وكيليكيه، والسريانية والأثيوبية والهندية الأنطاكية، بأديس أبابا عاصمة بلاد الحبشة في مؤتمر أرثوذكسي. وذلك كان في شهر يناير (كانون الثاني) سنة 1965 م. واتُخذت في ختامه عدة قرارات مهمة تفيد وحدة هذه الكنائس الشقيقة.
- وفي ليلة عيد الميلاد المجيد الموافق 7/1/1966م اجتمع لأول مرة في التاريخ ممثلو هذه الكنائس مع قداسة البابا كيرلس السادس في صلاة قداس العيد بالكاتدرائية المرقسية بالأزبكية بالقاهرة، وصلى كل وفد جزءًا من القداس بلغته وحسب طقسه، وكان نصيب الوفد الأرمني صلاة قطعة "مستحق وعادل".
في عهد البابا شنودة الثالث الـ117:
لأول مرة في التاريخ يشترك كاثوليكوس أرمني في حفل تنصيب بابا قبطي، كان ذلك في يوم الأحد الموافق 14/11/1971م حينما حضر قداسة الكاثوليكوس خورين الأول بارويان (1963- 1983م) بطريرك الأرمن بكرسي كليكية بلبنان على رأس وفد أرمني رفيع المستوى حفل تنصيب قداسة البابا شنودة الثالث، وأشترك هذا الوفد بجزء من صلوات التتويج بصلوات بحسب الطقس الأرمني وباللغة الأرمنية.
وفي يوم الأثنين الموافق 9 أكتوبر 1972م قام قداسة البابا شنودة الثالث على رأس وفد قبطي كبير بزيارة هي الأولى من نوعها لكرسي البطريركية الأرمنية باتشميازين بأرمينيا (بالإتحاد السوفيتي سابقًا). حيث ألتقى بقداسة المتنيح الكاثوليكوس فاسكين الأول (1957- 1995م). وقد كانت زيارة للكنيسة والدولة أيضًا، وأمتدت هذه الزيارة حتى يوم الخميس 12/10/1972م.
وفي صباح الثلاثاء 24/10/1972م، قام قداسته أيضًا بزيارة لغبطة الكاثوليكوس خورين الأول بمقر بطريركيته بأنطلياس (إحدى ضواحي مدينة بيروت اللبنانية).
في أواسط سنة 1984م تكونت طائفة قبطية ببلاد اليونان، وإذ لم يكن لنا مبنى كنيسة للصلاة به أستأجرت الطائفة مبنى الكنيسة الأنجليكانية بأثينا أولًا لفترة قصيرة، ثم تحولت لاستعمال كنيسة القديس غريغوريوس المنور بميدان كمنذورو بوسط العاصمة أثينا، ودام الحال هكذا حوالي عشرة سنوات، بل وتعدى الأمر استعمال الكنيسة للصلاة فقط، إلى استعمال وضع الأرمن القانوني باليونان ليتمتع الأقباط بهذه المظلة القانونية والمعترف بها بالبلاد، لتسجيل معمودياتهم وزيجاتهم. كما أستخدم الأقباط كنيسة أخرى للأرمن سنة 1995م، هي كنيسة القديس يوحنا المعمدان بشارع سنجرو بأثينا لعدة شهور.
وكذلك الحال كان برومانيا، حيث كان يُصلى الأقباط بالكنيسة الأرمنية ببوخارست قبل تأسيس جالية رسمية بالبلاد.
وفي 9/4/1995م شارك قداسته في حفل تنصيب قداسة الكاثوليكوس كراكين سركسيان كاثوليكوس اتشميادزين بجمهورية أرمينيا على رأس وفد قبطي كبير.
كما أشترك قداسته أيضًا في حفل تنصيب قداسة الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان كاثوليكوس كيليكية بلبنان، في مساء السبت 1/7/1995م على رأس وفد قبطي كبير مكون من أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء: الأنبا أبراهام مطران القدس والشرق الأدنى والأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ وسكرتير المجمع المقدس والأنبا سرابيون أسقف الخدمات (وقتئذ) وأسقف لوس أنجيلوس (فيما بعد).
وفي 5/3/1996م قام قداسة الكاثوليكوس أرام بزيارة لمصر حيث التقى بقداسة البابا. كما القى كلمة روحية على الشعب القبطي باللغة الإنجليزية (قام بترجمتها نيافة الأنبا سرابيون للعربية) عن علاقة الله بالإنسان وأثر ذلك على البيئة، وذلك في اجتماع قداسة البابا يوم الأربعاء 6/3/1996م.
وفي 14/6/1996م اجتمع قداسة البابا شنودة مع الكاثوليكوس آرام في مقر بطريركية الأرمن بلبنان بحضور قداسة البطريرك السرياني الأنطاكي مار أغناطيوس زكا الأول عيواص، ودار الحديث بينهم حول دعم روح الوحدة بين الكنائس الثلاث التي يرأسونها.
وفي 14/1/1998م زار قداسة الكاثوليكوس كراكين مصر، حيث التقى بقداسة البابا في نفس اليوم بالمقر البابوي بدير الأنبا رويس بالقاهرة، ثم زاره قداسة البابا في مقر المطرانية الأرمنية بالقاهرة حيث وقعا على إعلان إيمان مشترك بين الكنيستين.
ودعت الكنيسة القبطية الكنيستين الشقيقتين السريانية والأرمنية للاجتماع بالقاهرة في مارس (آذار) 1998م لوضع بيان مشترك لصيغة إيمانية تجمع بينها. وقد لبى هذه الدعوة قداسة البطريرك الأنطاكي مارأغناطيوس زكا الأول عيواص مع وفد سرياني رفيع المستوى، وقداسة الكاثوليكوس أرام الأول كاشيشان مع وفد أرمني رفيع المستوى أيضًا، ومن ثم جاء هذا لقاءً ناجحًا بكل المقاييس.
كما تكرر هذا اللقاء بكلًا من: كاثوليكية الأرمن الأرثوذكس بأنطلياس بلبنان، ودير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا بسوريا أكثر من مرة، وجاءت تلك اللقاءات أيضًا على نفس المستوى من النجاح والتوفيق. ولا تزال تلك اللقاءت مستمرة بين هؤلاء القادة الروحيون، لما فيه خير ومصلحة هذه الكنائس الشقيقة الثلاثة.
وفقًا للاتفاقيات المبرمة بين الجانبين القبطي والأرمني في مجلس بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، أوفدت الكنيسة القبطية أ. جرجس صالح لتدريس مادة العهد القديم في المعهد الإكليريكي بأنطلياس بلبنان، وذلك لعدة مرات منذ سنة 1999م.
كما أرسلت كاثوليكية الأرمن الأرثوذكس بأنطلياس مجموعة من الطلبة والكهنة لإكمال دراساتهم اللاهوتية العليا بمصر، مثل:
1) الشماس خاجاك نعليان، أتى لمصر في شهر نوفمبر سنة 2006م لدراسة الماجستير في العهد الجديد، تحت إشراف د. موريس تاوضروس.
2) الشماس كيفورك نعليان، أتى لمصر في شهر نوفمبر سنة 2007م لدراسة الماجستير في العهد القديم، تحت إشراف قداسة البابا شنوده الثالث شخصيًا.
دور الأرمن :-
بعد قطيعة دامت قرابة الـ15 سنة، وبعد جهود وساطة من الطرف الأرمني من كاثوليكية الأرمن الأرثوذكس بأنطلياس بلبنان، عادت العلاقات بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وربيبتها الكنيسة الأثيوبية التوحيدية الأرثوذكسية. والعمل بدأ من الطرف الأرمني (الأسقف ناريج أليمازيان) الذي سعى لتحديد ميعاد لسفر الوفد القبطي لأثيوبيا للقاء غبطة البطريرك الأثيوبي أبونا بولوص الأول، ولاستلام كنيسة أثيوبية لتستخدمها الجالية القبطية المقيمة بأثيوبيا في الصلاة حسب طلب قداسة البابا. وقد قمنا بزيارتها والصلاة فيها عند زيارة موقع سانت تكلا للحبشة.
وبالفعل سافر الوفد القبطي والمكون من نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وتوابعها، ونيافة الأنبا أنطونيوس مرقس الأسقف العام لشئون أفريقيا، لأثيوبيا يوم الأحد 25 يونيو 2007م.
وتُوج هذا المجهود بزيارة قداسة البطريرك الأثيوبي أبونا باولص على رأس وفد كنسي رفيع المستوى مكون من عشرة من الآباء المطارنة الأثيوبيين، ومعه قداسة الكاثوليكوس آرام الأول كاششيان رئيس الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في بيت كليكيا الكبير بلبنان ومعه نيافة الأسقف ناريج أليمازيان لمصر يوم الجمعة 13 يوليو سنة 2007م، حيث وقع الطرفان القبطي والأثيوبي بيان مشترك، كما وقع على هذا البيان الجانب الأرمني بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالقاهرة، وكان يومًا مفرحًا في تاريخ العلاقة بين الكنائس الثلاث.
ومن ضمن زياراته في مصر جاء إلى الإسكندرية لزيارة كنيسة القديس تكلاهيمانوت الحبشي بالإبراهيمية يوم 15 يوليو 2007، وقد ذهبنا -موقع الأنبا تكلاهيمانوت- إلى زيارة طويلة للحبشة عام 2008 لزيارة الأماكن المقدسة بها، وخاصة المتعلقة بالقديس تكلاهيمانوت.