Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الأنطاكى  : الوليد بن هشام

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأنطاكى سنة 395 هـ
الأنطاكى  : الوليد بن هشام/ ابو ركوة

الأنطاكى  : الوليد بن هشام (هاشم) وإشتهر بإسم ابو ركوة أو الأموى لأنه إدعى أنه من بنى أمية

**************************

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطاكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص  259 -361

*******************

وظهر فى برقة رجل أندلسى يعرف بالوليد بن هاشم وذكر أنه من ولد عثمان بن عفان فنزل فى بيوت البربر القاطنين بذلك الصقع وكانوا على مذهب السنة من مذهب المسلمين وصار معلما لأولادهم فأخذ مدة مقامهم عندهم يقويهم ويرغبهم فى مساعدته على الحرب وأن يقاتلوا بين يديه ، وأظهر لهم انه غير راغب فى إحادة ملك لنفسه وأن غرضه نصرة دين الإسلام والإبتعاد عن السب واللعنة لصحاب الشريعة وأزواجه ، إذ هم الآئمة وعماد الدين وبهم قامت مملكة الإسلام ووعدهم متى تم له ما يرجوه من الملك خول كل واحد منهم ملكه وأفضل عليه بقدر إستحقاقة وما يظهر من فعله ، وإستمال هواهم وإنقادوا إلى ما إلتمسه ، وإجتذب قبيلة العرب المعروفيين ببنى قرة ورغبهم أيضا وخاطبهم بمثل ما خاطب به البربر [ وإستمالهم ودخلوا تحت طاعته أيضا ، وأخذ البيعة على العرب والبربر] بموضع يعرف بعيون النظر من جبل برقة [ يوم السبت 17 ليلة خلت من جمادى الآخر سنة  395هـ ثم رجعوا بأجمعهم إلى برقة ونزلوا عليها فى (عشية يوم الخميس ) سلخ (جمادى الآخرة سنة 395هـ) وحاربوا فى تلك الليلة عسكراً كان للخليفة الحاكم مقيما بها مع والى من قبله خادم يسمى صندل ، فقتل من عسكر الحاكم جماعة كبيرة وعاد من بقى إلى معسكرهم تحت الجبل القبلى (فلما كان يوم الجمعة مستهل رجب رجعوا) غلى المدينة وأظهروا بنود الوليد بن هشام الخارجى ونزلوا على السور فى قبلى المدينة ، فتحصن الناس بالمدينة وأغلقوا أبوابها ووقع بين العسكرين حرب شديدة ببابها القبلى وكانت مدتها ثلاثة أيام وقتل بين الفريقين خلق كثير وإرتحلوا عن المدينة فى اليوم الرابع ، وبلغهم أيضا عن عسكر اللواتين وهم قبيلة من البربر مع رجل يعرف بغبن طيبون قد وافى قادما إلى برقة لنصرة أهلها فسار الخارجى للقائهم ، وإجتمعوا بمكان فى الطريق يعرف باسقفية (2) وتحاربوا حربا شديدة فإنهزم عسكر اللواتين وقتل منهم عددا كثيرا وقتل إبن طيبون فى جملة من قتل ونهبت رحالاتهم (أمتعنهم ودوابهم) وهرب من سلم منهم على وجهه 

وعاد الوليد بن هاشم بجيوشة إلى برقة وقد تقوى بما استولى عليه ونهبة من السلاح (يوم الأربعاء 13 ليلة خلت من رجب) ثم عادوا فلقوا أهل المدينة قد بنوا للسور وحفروا الخنادق فى مدة غيبتهم   وأنفسهم قوية فخوفهمورعبهم للدخولفى طاعته فابوا عليهم وقذفوه فقاتلهم اشد قتال ، وكان يفرق العسكر على أسوار المدينة ويباطش الحرب بنفسه ، ويتولى الطواف حول المدينة بالليل ، ويقتل من وجده خرج عنها متعيشا (بأشد قتل ليرهب الناس) وعمل ثلاث عرادات ونصبها للقتال وقاتل بها فى مدة أيامه كلها وضيق على الناس ومسك عليها الطرقات وحظر أن يدخل المدينة شئ من الأقوات وغيرها فإشتد الأمر على أهل المدينة ، وضاق عليهم الحال وفرغ ما كانعندهم من قوت وأقام محاصرا المدينة على هذا الحال خمسة أشهر إلا عشرة أيام

وكان الحاكم قد جرد للقائه جيشا كبيرا من مصر مع غلام تركى يسمى ينال (3) الطويل فسار إلى قرب من أعمال برقة وتوجه الخارجى للقائه بجميع من تبعه من العرب والبربر وكانوا زهاء خمسة ألاف رجل وإلتقوا فى موضع المعروف بعيون النظر من أعمال برقة المكان  الذى بايعه العرب البربر فيه ، وتحارب العسكران ثلاثة أيام متوالية ( وذلك فى ذى القعدة سنة 395 هـ ) فقتل اكثرمن فى عسكر ينال واخذ ينال أسيرا وقتل وتتبعت العرب مننجا من عسكره فلم يبقوا على واحد ممن ظفروا به ، فلما وصلخبر ذلك لأهل برقة من العسكرية والرعبة / ومما كانوا فيه من الضعف والحصار لم يستطيقوا المقاومة ، فهربوا وهرب صندل الوالى وركبوا البحر فتوجه بعضهم إلى مصر وقصدبعضهم طرابلس المغرب فى البحر ، ودخل الوليد بن هشام المدينة يوم الربعاء 3 ذى الحجة سنة 395ىهـ وأظهر فيهممذهبة وهومذهب السنة وسمى بأمير المؤمنين الناصر لدين الله وضرب على ذلك على سكته (عملة) وأقام الدعوة لنفسه ولقبه أهل مصر بابى ركوة ووضع يده على نعم أهل برقة وأموالها وحازها ولقوا منه شدة شديدة

وكان ببرقة وفى سائر المغرب فى تلك السنة غلاء عظيم ووباء شديد حتى فقد الخبز ببرقة 

 وأما الوليد بن هاشم فلما عظم الغلاء ببرقة وتزايد به زبمن معه وإنعدم القوت سار عنها   فى جماعة الغرب الملمين به  والبربر المجتمعين معه بنسائهم وأولادهم وبدوابها ومواشيهم كأنهم منتقلين من (موضع إلى  موضع) ولم يتخلف منهم غلا اليسير وساروا من برقة حتى  إنتهوا إلى أعمال الإسكندرية، وسير الحاكم للقائهم غلاماً يعرف بـ قابل (6) من الأرمينية فى عسكر معه فأوقعوا بذات الحمام من أعمال  الإسكندرية وقتل قابل وكثير من أصحابه   (7)

ونزل أبو ركوة على مدينة الإسكندرية وقاتل عليها قتالاً شديداً ، فلم يتم له فيها شئ ,  فإستحضر الحاكم العرب (التميمين) الذين فى البرارى بالشام وإستدعى المفرج بن دغفل بن الجراح ثلاثة من أولاده وهم : على وحسان ومحمود وسير معهم عدة جمة من العرب  ففيضهم الحاكم الأرزاق ، ةوفرق عليهم السلاح  وندب الفضل بن صالح للخروج للقائه وقيادةالجيوش وضم جيشا كثيراً جمع فيه جل رجال المملكة من المشارقة والمغاربة وإلتقى طوالع العسكريين فى ذى القعدة من السنة فى  موضع يعرف بتروجة (8) من أعمال الإسكندرية وإنتشب الحرب بينهم ، ونفذت جيوش أبو ركوة إلى الفيوم وملكوه وما والاه من ضياع ( وأخربوها ونهبوا ما فيها ) وإضطرب أهل مصر وخافوا خوفاً شديدأ ، وجرد الحاكم عسكراً إلى الجيزة مع على بن فلاح لحفظها وضبطها فبلغ أبو ركوة ذلك  فسير سرية من العرب الملمين به وقصدوا الجيزة وكبسوا إبن فلاح فى عسكره (يوم الجمعة لإحدى  عشرة ليلة  بقيت من ذى القعدة من السنة) وإنتشب الحرب بينهم فى الموضع المعروف بأرض الخمسين وقتل من عسكر إبن فلاح عدداً كثيراً وإنهزموا وغرق فى النيل جمع منهم وملك أصحاب أبو ركوة ما  كان مع أبن فلاح من العدد والآلات وإنصرفوا (آخر نهار ذلك الليل) ورجعوا إلأى القيوم وإجتمعت عساكرهم بها
وإزداد إضطراب  أهل مصر وتزايدت أسعارهم فنودى ( أى احد زاد فى السعرأوجب عل ىنفسه القتل) فتراجعت الأسعارإلى حدها      

وسار الفضل بن صالح بالجيوش المنضمة إليه  (للقاء أبى ركوة) وإلتقيا الفريقان (يوم الجمعة لثلاث خلون من ذى الحجة سنة 396هـ) بموضع من أرض الفيوم يعرفبرأسالبركة فإنهزم أبى ركوة وكل من معه من العرب ، وقتل أكثر البربر ولم يفلت إلا نفر قليل من النساء والصبيان ، وحملوا إلى مصر وأطلق سبيلهم ووقع فيهم الجدرى والوباء فلم يعش أحد منهم ، ومن تخلف منهم ببرقة إشتد به الجوع وهلك بعد أن اكل بعضهم البعض من الجوع ، وهرب أبى ركوة مع العرب ، وأرسل الفضل بن صالح إلى بنى قرة يسألهم أن يسلموه إليه وبذل لهم على ذلك مالا جزيلاً ولم يجيبوا إلى تسليمه وتفرقوا عنه وإنبثت الجيوش فى  نواحى الصعيد فى طلبه  فلما تطاول مقامهم دخل العرب التميميون إلى مصر فأحسن إليهم وإنصرفوا إلى مواطنهم .     

سنة 397 هـ  (الأنطاكى ص 267)

وإنتهى إلى الفضل بن صالح  أن  العرب  قد حملت أبا ركوة إلى طرف بلاد النوبة وهو ينوى الدخول إليها ، فأرسل إلى هنديل أمير العرب المتدبر ناحية السودان يبذل له فى أخذ أموالا وإقطاعا ، فسار الهنديل فى طلبه إلى أعمال صاحب الخيل ، وهو المقيم فى بلاد النوبة ، وأعلمه حال الخارجى وحصوله فى أعمالهم ووروده فى طلبه وأنه إن لم  يسلمه إليه هاجمت العساكر بلاده وأفسدت فيها فقال له إنه لم يعبر إلا نصرانيان راكبين جملين بجاويين ، فقال لهما أطلب فقال له : إن وجدتهما خذهما فطلبهما وعرف حصولهما فى بعض الديارات   ، فقصد ذلك الدير فألقى البجاوين ( ومعهما الغلام فسأله عن صاحبه فإذا هو قد أقبل وعلى رأسه زبيل بين البجاويين) فقال له عند ذلك : السلام عليك يا أمير المؤمنين فإنقطع فى يده وقبض عليه وكتفه ، وأحضره إلى الفضل ، فحمله إلى مصر أسيراً فأشهر بها (يوم الأحد لثلاث عشرليلة بقيت من جمادى الآخر  397هـ) ثم قتل  فى ذلك اليوم فى موضع يعرف بمسجد تبر وصلب فيه وأحرق بالنار وكان من اليوم الذى بويع له  فيه إلى اليوم الذى قتل فيه سنتين (9) 

 

************************

المراجع

(1) فى الأصل وطبعة المشرق 188 "هاشم" وليس هشام وهو خطأ والتصويب من المصادر هو : "الوليد بن هشام بن عبد الرحمن الأموى ويكنى أبا ركوة

لركوة كان يحملها فى أسفارة على الطريقة الصوفية (الكامل فى التاريخ 9/ 197) "

(2) عيون الأخبار وفنون الآثار 261

(3) وهو فى طبعة المشرق 189 "نبال" وهوتحريف والصواب من عيون الأخبار  وفنون الآثار 262 وإتعاظ الحنفا 2/61 والكامل فى التاريخ 9/ 199 وفى تاريخ إبن خلدون 4/ 58 "أنيال"

(4) قارن الكامل فى التاريخ 9/ 197 - 199 (حوادث سنة 397هـ) وعيون الأخبار 259- 265،وإتعاظالحنفا 2/ 60 - 61 والبدايةوالنهاية 11/ 337 والنجوم الزاهرة 4/ 215 - 216 وتاريخ إين خلدون 4/58 والمنتظم 7/ 233 وتاريخ افسلام (حوادث سنة 397هـ)

(5) جاء فى عيون الأخبار وفنون الآثار 262 "وغلت السعار فى برقة وقل القمح والشعير وضاقت عليهم الأمور وماتت الخيل من الهزال وذبحوا ما لديهم من البقر والغنم والجمال وعظم عليهم المر وإشتدبهم الضر "راجع أيضا (الكانمل فى التاريخ 9/ 185

(6) هو "فاتك بن الأرب" كما ورد فى (عيون الأخبار 265-266) وفى سنخة المخطوط  البريطانية  "قابل أبن الأرمينية حيث  يعتقد أنأمه جارة أرمينية

(7) قال  (عيون الأخبار 265-266) وجائته عيونه(جواسيس) فأخبرته   أنه فى جهة الحمام فيها فاتك بن الإرب القائد فى قلة من الرجال ، وكان مقيماً فى الحمام من قبل الخليفة الإمام الحاكم بأمر الله ،فأنهض الأموى جيوشا كثيرة إلى الحمام مع رجل قدمه عليهم يسمى الجردب ، فوافت فاتك القائد ، وهو فى غرة من أمرة وإفتراق عسكره ، فحين دنوا منهم وعلم أمرهم ثار فيمن معه إلى الركوب  ولاقوا  جنود الأموى على كثرتهم ، وكان بينهم واقعة تصادم  فيها الفرسان وتلاقى فيها الأبطال للطعان وصبر فيها فاتك صبر الأحرار وقاتلوا قتالاً من لا يركن إلى الفرار ، فتكاثر عليهم جنود الأموى وكبا بفاتك جواده بعد أنأبلى وقتل كثيراً من الأعداء وقدر الله له الشهادة فقتل وجاء الأموى وكان قد سار خلف الجردب فى جيوشه فوافته الأخبار وهو فى الطريق بفتل فاتاك فوصل إلى الحمام وإستولى على جهاته وكثرت معه العساكر وإجتمعت إليه القبائل والعشائر.. "

(8)   تروجة : بالفتح ثم الضم وسكون الواو ، قرية بمصر من كورة البحيرة من أعمكال الإسكندرية (راجع معجم البلدان  2/ 27)  

(9)  راجع ما جاء  عن أبو ركوة ومقتله فى ( الدرة المضية 275- 276 - والكامل فى التاريخ 9/ 197- 203 - وعيون الأخبار وفنون الآثار 259 - 258 - خطط المقريزى 4/ 70 -  وإتعاظ الحنفا 2/60 - 66 -  ودول الإسلام 1/ 238 - والعبر 3/  62 -  وذيل التاريخ دمشق 64 - 66 - والبيان المغرب 1/ 257  - 258 -  والمغرب فى حلى المغرب 57 و 71 -  وتاريخ إبن خلدون 4/ 58- 59 - والمختصر فى أخبار البشر 2/ 138 -  والمنتظم 6/ 233 - 234 - والبداية والنهاية 11/ 337 - والنجوم الزاهرة 4/ 215-لا 217

This site was last updated 04/17/12