Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

سنة أربع وأربعمائة

+ إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأنطاكى  سنة 404 هـ

المقريزى سنة 404 هـ

***********************************************

الفاطميين الذين أحتلوا مصر بأسم الإسلام الجزء التالى نقل  من كتاب اتعاظ الحنفا - أحمد بن علي المقريزي ج 1  13/1 لفائدة القارئ الدارس وكعادة الموقع وضعنا لكل مقطع عناوين

************************************************

سنة أربع وأربعمائة
في محرم أمر ألا يدخل يهودي ولا نصراني الحمام إلا ويكون مع اليهودي جرس ومع النصارى صليب. ونهى عن الكلام في النجوم، فتغيب عدة من المنجمين وبقي منهم جماعة وطردوا؛ وحذر الناس أن يخفوا أحداً منهم، فأظهر جماعة منهم التوبة فعفى عنهم، وحلفوا ألا ينظروا في النجوم.
وأمر بغلق سائر الدواوين وجميع الأماكن التي تباع فيها الغلال والفواكه وغيرها ثلاثة أيام من آخر حزن عاشوراء؛ فلما كان يوم عاشوراء أغلقت سائر حوانيت مصر والقاهرة بأسرها إلا حوانيت الخبازين. ونزل الذين عادتهم النزول في يوم عاشوراء إلى القاهرة من المنشدين وغيرهم أفراداً غير مجتمعين ولا متكلمين، فما اجتمع اثنان في موضع. وخرج الحاكم في أمره وبذيله القاضي إلى بلبيس، فنظر إلى العسكر المجهز مع علي بن فلاح، وعاد من الغد، ورحل العسكر.
وأكثر الحاكم في هذا الشهر من الصدقات وإعطاء الأموال الكثيرة جدا. وأعتق سائر مماليكه وجواريه. وفتح فيه الخليج يوم السابع عشر من مسرى والماء على أربعة عشر ذراعا وثمانية أصابع.
وفي أول صفر صرف القائد غين عن الشرطتين والحسبة، وتقلدها مظفر الصقلبي حامل المظلة. وأذن لليهود والنصارى في مسيرهم إلى حيث ساروا من بلاد الروم. وورد الخبر بوصول عساكر مصر ودمشق إلى الرملة وخروج العرب منها. وأمر ببناء جامع الإسكندرية وأطلق مالا كثيرا للصدقة والتفرقة.
وفيه جمع سائر الناس على اختلافهم بالقصر وقرئ عليهم سجل بأن أبا القاسم عبد الرحيم بن إلياس بن أبي علي بن المهدي بالله أبي محمد عبيد الله قد جعله الحاكم بأمر الله ولي عهد المسلمين في حياته والخليفة بعد وفاته، وأمر الناس بالسلام عليه وأن يقولوا له في سلامهم عليه: السلام على ابن عم أمير المؤمنين وولي عهد المسلمين؛ وتعين له محل يجلس فيه من القصر. ثم قرئ السجل على منابر البلد وبالإسكندرية؛ وبعث بذلك سجلاً إلى إفريقية، فقرئ بجامع القيروان وغيره، وأثبت اسمه مع اسم الحاكم في البنود والسكة والطراز. فعظم ذلك على نصير الدولة أبي مناد باديس وقال: لولا أن الإمام لا يعترض عليه في تدبير لكاتبته ألا يصرف هذا الأمر عن ولده إلى بني عمه.
وخلع على عبد الغني بن سعيد ودفع له ألف وخمسمائة دينار وخمس عشرة قطعة ثياب، وحمل على بغلة ولرفيقه مثل ذاك. وسير مع رسول متملك الروم بهدية عظيمة.
وبلغ الحاكم أن أبا القاسم علي بن أحمد الزيدي النقيب عليه عشرون ألف دينار، فوقع له بها مما عليه من الخراج، وبعث له بثلاثة آلاف دينار أخرى.
وكثر ركوب الحاكم وهو بدراعة صوف وبيضاء وعمامة فوطة، وفي رجله حذاء عربي بقبالين؛ فأقبل الناس إليه بالرقاع ما بين متظلم أو مستمنح؛ فأجزل في الصلات والعطايا ما بين دور ودراهم وثياب، فلم يرد أحد خائبا. ورد ما كان في الديوان من الضياع والأملاك المأخوذة لأربابها، وأقطع كثيرا من الناس عدة آدر. وفي ربيع الأول بسط الحاكم يده بالعطاء.
وفي ثامن عشر ربيع الآخر أمر الحاكم بقطع يدي أبي القاسم أحمد بن علي الجرجرائي، فقطعتا جميعاً؛ وهو يومئذ كاتب قائد القواد غين. وسبب ذلك أنه كان في خدمة ست الملك، أخت الحاكم، فانفصل عنها وهي غير راضية عنه، وخدم عند غين؛ ثم بعث إليها رقعة يستعطفها، فارتابت منه وسيرتها في طي درجها إلى الحاكم، فأمر بقطع يديه وقد اشتد غيظه. ويقال بل كان عقيل صاحب الخبر يحمل الرقاع بالخبر إلى القائد غين ليوصلها إلى الحاكم وهي مختومة؛ فجاءه في يوم بالرقاع على عادته فدفعها غين إلى كاتبه أبي القاسم الجرجرائي حتى يجد فراغا فيحملها إلى الحاكم، ففك الجرجرائي الختم وقرأها، فإذا في بعضها طعن على غين وذكره بسوء، فقطع ذلك الموضع من الرقعة وحكه وأصلحه، وأعاد الختم. فبلغ ذلك عقيلا فأوصله إلى الحاكم فأمر بقطع يديه.
وفي ثالث جمادى الأولى قطعت يد غين بعد قطع يد كاتبه الجرجرائي بخمسة عشر يوماً، وكانت يده الأخرى قد قطعت قبل ذلك بثلاث سنين وشهر، فصار مقطوع اليدين. ثم إن الحاكم بعث إليه بآلاف من الذهب وعدة أسفاط من الثياب وأمر بمداواته. وأبطل عدة مكوس من جهات كثيرة. فلما كان في ثالث عشره أمر بقطع لسان غين فقطع.
وفي رجب أمر برفع ما يؤخذ من الشرطتين؛ وقتل الكلاب، فقتلت بأجمعها؛ وأبطل مكس الرطب ومكس دار الصابون، ومبلغه ستة عشر ألف دينار؛ وأطلق أموالا جزيلة للصدقة. وأكثر من الركوب في الليل. ونزل ليلة النصف من شعبان إلى القرافة ومشى فيها وتصدق بشيء كثير، وأبطل عدة جهات من جهات المكس. ومنع النساء أن يخرجن إلى الطرقات في ليل أو نهار سواء أكانت المرأة شابةً أم عجوزاً، فاحتبسن في بيوتهن ولم تر امرأة في طريق، وأغلقت حماماتهن، وامتنع الأساكفة من عمل خفاف النساء وتعطلت حوانيتهم.
وفي سادس عشره وقع في الناس خوف وفزع من شناعة القول وكثرة إشاعته بأن السيف قد وقع في الناس، فتهارب الناس وغلقت الحوانيت فلم يكن سوى القلب. وضرب قوم خالفوا النهي عن بيع الملوخية والسمك الذي لا قشر له وشهروا. وضرب كثير من النساء من أجل خروجهن من البيوت وحبسن. وقرئ سجل بالمنع من تفتيش المسافرين في البحر والبر وانهي عن التعرض.
وفي رمضان صلى بالناس في الجوامع الأربعة: جامع القاهرة، والجامع خارج باب الفتوح، وجامع عمرو، وجامع راشدة؛ وتصدق بأموال كثيرة؛ ودعا فوق المنابر بنفسه لعبد الرحيم بن إلياس، فقال: اللهم استجب منى في ابن عمي وولي عهدي والخليفة من بعدي، عبد الرحيم بن إلياس بن أحمد بن المهدي بالله أمير المؤمنين، كما استجبت من موسى في أخيه هرون.
وفيه ركب قائد القواد غين إلى القصر في موكب عظيم، فخلع عليه. وضرب على السكة اسم عبد الرحيم ولي عهد المسلمين. ومنع من عادته الطواف في الأعياد بالأسواق لأخذ الهبات من الرجالة والبواقين. واجتمع الأولياء وغيرهم بالقصر في يوم الخميس ثامن عشريه لسماع ما يقرؤه القاضي من كتب مجالس الحكم، فمنعوا من ذلك.
وركب لصلاة الجمعة بجامع القاهرة، فازدحم الناس عليه بعد ركوبه من الجامع إلى القصر، فوقف لهم وأخذ رقاعهم، وحادثهم، وضاحكهم، فلم يرجع إلى القصر من كثرة وقوفه ومحادثته العوام إلى غروب الشمس، ووقع صلات كثيرة. وركب لصلاة العيد بغير زي الخلافة، ومظلته بيضاء، وعبد الرحيم يسايره وهو حامل الرمح الذي من عادة الخليفة حمله، وأصعده معه المنبر ودعا له. ولم يعمل في القصر سماط، ولا رؤيت امرأة، ولا أبيع شيء مما عادته يباع في الأعياد من اللعب والتماثيل. واشتد الأمر في منع النساء من الخروج، وحبس عدة عجائز وخدم وجدن في الطرقات.
وواصل الركوب في الليل. وأطلق لخليج الإسكندرية خمسة عشر ألف دينار.
وقرئ سجل بأن كل من كانت له مظلمة فليرفعها إلى ولي العهد؛ فجلس عبد الرحيم ورفعت إليه الرقاع فوقع عليها. وللنصف من ذي القعدة سار الحاج. وفي يوم النحر ركب عبد الرحيم بالعساكر إلى المصلى فصلى بالناس وخطب، ونحر بالمصلى وبالملعب، ولم يعمل سماط بالقصر.
وواصل الحاكم الركوب في العشايا. واصطنع خادما وكاتبا أسود كناه بأبي الرضا سعد، وأعطاه من الجواهر والأموال ما يجل وصفها، وأقطعه إقطاعات كثيرة؛ فقصده الناس لحوائجهم ولزموا بابه لمهماتهم، فتكلم لهم مع الحاكم فلم يرد سؤاله في شيء. وكان مما يسأل فيه إقطاعات للناس تتجاوز خمسين ألف دينار.
وفيه بعث أبو مناد باديس، أمير إفريقية، حميد بن تموصلت على عسكر إلى برقة، فخرج منها خود الصقلبي إلى مصر فتسلمها حميد.

 

This site was last updated 05/04/12