Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الأنطاكى  سنة 404 هـ

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up

الأنطاكى  سنة 404 هـ

**************************

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطاكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص  303 - 311

**************************************

وفى المحرم 404 هـ أمر بنفى سائر المنجمين وأصحاب الأحكام فتجمعوا باسرهم وإستغاثوا إليه فإستتابهم وإستحلفهم ألا يتعرضوا لعلم أحكام النجوم ولا يباشروها ولا ينظروا فيه ومن كان لهم عليه  أرزاق أجراه عليهم ولم يمنعه إياه (1)

وفى هذا الشهر أيضا من السنة عتق سائر مماليكه باسرهم من الإناث والذكور وحررهم جميعا لوجه الله تعالى ، وملكهم أمر نفوسهم [والتصرف فيما يملكونه وإقتنوه منه ومن أبيه وفوض إليهم التصرف فى جميعه بحسب إختيارهم ] (2)

وقد كان من قبل ذلك أخرج من قصره جماعة من حظاياه وأمهات أولاده كع كثرة شغفه بهن بالجماع بل وأغرق بعضهن فى صناديق إتخذها لهن وسمرت عليهن وثقلت بحجارة وألقيت فى النيل ، وأخذت السيدة إليها أم ولده كع ولدها أبى الحسين على خوفاً عليهما منه ولم يزالا فى قصرها بعيدين عنه إلى حين فقده

موجات الهجرة الجماعية للأقباط والمسيحيين بسبب إضطهاد الخليفة الحاكم

وإنتهى ‘ليه أن جماعة من النصارى قد أستوحشوا وخافت نفوسهم من النقام فى بلادة وإستثقلوا الغيار (تمييزهم بالزى ) وانهم يتسللون إلى بلاد الروم سراً ويبذلون لأصحاب المراكز والطرقات مالاً حتى يطلقوهم فأذن لهم فى صفر من سنة 404 هـ لجماعة النصارى واليهود بسجل (قرار من الخليفة) قرئ بالتوجه إلى بلاد الروم بأهلهم وأموالهم وما تحويه أيديهم والتصرف فى ذلك على حسب إختيارهم آمنين مطمئنين إحسانا إليهم ورفقا بهم من غير إكراه لأحد منهم على المسير بل جعل الإختيار فى ذلك إليهم ، وكتب بذلك إلى سائر أعماله ومملكته فإمتثل وإنتقل من الشام ومصر وغيرها من النصارى الذين ثبتوا على دينهم ومن الذين اسلموا خلق كثيرا ظاهرا ومكشوفاً بعد أن باعوا أملاكهم ورحالاتهم التى ثقل عليهم حملها ولم يعترضوا فى ذلك ولا فتش عليهم فتوجهوا إلى اللاذقية وأنطاكية وإلى غيرهما من بلاد الروم

موت المفرج بن دغفل بن الجراح

فأما المفرج بن دغفل بن الجراح فأقام محتويا على الشام وممتلكا له سنتين وخمسة أشهر ولم يسير الحاكم فى مدتها لا جيشا ولا عسكراً إلى المحرم سنة 404 هـ فسير للقائه على بن فلاح الملقب قطب الدولة فى جيش كبير جمع معظمة من رجال مملكته وكوتبت الجيوش التى كانت بدمشق والسواحل بلقائه أيضا وسارت العساكر من الجهتين نحوه فإتفق فى الحال أن مات  المفرج بن دغفل بن الجراح  فلما  غتصل بأولاده قصد العساكر إليهم إنطردوا مع العرب إلى البرية وتخلوا عن الرملة وغيرها من البلاد التى غلبوا عليها ودخل قطب الدولة على بن الفلاح للركلة

وهرب أنبا فيلوثاوس بطريرك الروم  الرثوذكس من بيت المقدس وأقام به مستترا مدة ثم عاد إلى القدس ولقى من قطب الدولة جميلاً

أبى القاسم ولى العهد

وولى الحاكم عهده لأبى القاسم عبد الرحيم بن إلياس بن احمد بن المهدى بالله أمير المؤمنين وجعله الخليفة من بعده وذلك فى شهر ربيع الأول سنة 404 هـ ودعى له على المنابر فى سائر أعمال المملكة ونقش أسمه على السكة  وعلى طرز الإستعمال والبنود وأخذت له البيعة على جميع الأولياء والجند وحمل إليه مراكب الخلافة وكسائها وجوارها وسائر آلاتها إلا المظلة وأذن بالتزيى بذلك وكان ولى العهد يركب مراكب الخلافة المرصعة وكسائها عليه وجوارها والخليفة الخاكم يركب حمار لابس ثياب صوف بيض ثم سود وفوطة زرقاء وعمامة سوداء على رأسه ومركب حديدى تحته

الخليفة الحاكم وخادمه الأسود عين

وكان الخليفة الحاكم  قد قرب عين 05) الخادم الأسود ثم نقم عليه فقطع يده اليمنى (6) وإختص به أعظم تخصيص ولقبه قائد القواد وأستاذ الأستاذين ، وكناه وقدمه على جميع أهل دولته ورؤساء مملكته ، وكثر ميله إليه وشغفه به ، وقلده من جليل الولايات ، وسوغه من نفيس العقارات السلطانية والإقطاعات السنية [وحمل إليه من الألات المستحسنة ما يعظم مقداره] وبعد مدة تنكر عليه أيضا وقطع لسانه

وقطع يد كاتبه على بن أحمد  الجرجرائى (7) من المعتصمين وأعقب ما فعله بعين الختدم من قطع لسانه بالزيادة فى عطاياه وافنعام عليه والتقدم له مما يتضاعف على ما تقدم منه إليه سابقا

وأنس أيضاً بقاضى القضاة مالك بن سعيد

وبأمين المناء الحسين بن طاهر الوزان

وبغياث بن سباع الطبيب وجماعة من أهله من ولد المهدى وأمرهم بملازمته فى أوقات ركوبه وخلواته ومال إليهم وأنعم عليهم وقدمهم تقدما حسنا ثم قتلهم واحد بعد واحد حسب ما جرت به العادة كع ممن يستخصة ويقربه وقتل رؤساء دولته من ألمراء والقواد وأكبار الكتاب ومن إصطنعه من الركابية جماعة يطول الشرخ بتعديدهم حتى أنه أصيب بدمل وتألم منه ، وحضر بعض عوام الجراحين من ألطباء فوضع عليه بعد إستحكام نضج المادة فيه ما فتحه فوجد خفه وسكوناً فإغتاظ على الطبيب الجرائحى الذى كان يتولى علاجه من إبتداء المرض وقتله وقتل معه غيره ممن كان يخدمه فى الوقت من ألطباء

وأيضاً فى أحد الليالى مر على دكان إنسان يسوى شواء ويبيعه ، فأخذ الساطور وقتل به أحد من كان يدور به من الركابية المحظوظين عنده على باب شرطة مصر السفلى وقريبا من دكان الشواء

وسار فى طريقه وترك الركابى المقتول فى موضعه ، لا يتجاسر أحد على أن يدنوا منه بقية تلك الليلة وبعض نهار صباحها ثم أنفذ الحاكم كفناً جليلا وطيبا كثيرا ورسم غسله وتحنيطه وتكفينه ورحم عليه وبنى على قبره قبة

***********************

المراجــع

(1) قال المقريزى فى إتعاظ الحنفا 2/ 100 : " وتهى عن الكلام فى النجوم فتغيب عدة منجمين وبقى منهم جماعة وطردوا ، وحذر الناي أن يخفوا أحدا منهم ، فأظهر جماعة منهم التوبة فعفى عنهم وحلفوا ألا ينظروا فى النجوم " ( راجع أيضا النجوم الزاهرة 4/ 179)

(2) راجع المقريزى فى إتعاظ الحنفا 2/ 100 والدرة المضية 288

(3) راجع المقريزى فى حوادث سنة 404 هـ  إتعاظ الحنفا 2/ 100 و 101 وأيضا المغرب فى حلى المغرب 64 و 74 والدرة المضية 288 والبيان المغرب 1/ 260

وجاء فى المغرب فى حلى المغرب ص 64 : " وامر بمنع النساء من الخروج ليلاً ونهاراً ثم اباح الخروج منهم للنسوة المتظلمات إلى مجلس الحكم والخارجات للحج وغيره من الأسفار والإماء اللواتى يبعن فى سوق الرقيق والعجائز الضعاف ممن يضطر إلى نقل الماء من المصانع والنسوة اللائى يبعن يجتمعن مع أقاربهن دون الغرباء فى زقاق على شريطة متسترات ليلاً والرجوع على حالتهن وآلتهن ومن وقتهن ومثل ذلك فى المآتم ، والنسوة الواردات إلى مصر من البر والبحر والعجائز الغسالات والأرامل اللائى يبعن الغزل والأكسية والضعاف من أهل المسكنة والمسئلة والإماء المزينات والقبائل (المولدات ) بعد معرفة الحاجة إليهن "

وقال إبن العبرى فى تاريخ مختصر الدول ص 136 أو 180: [ومنع النساء عن الخروج من بيوتهن وقتل من خرج منهن فشكى إليه من لا قيم لها يقوم بأمرها ، فأمر الناس أن يحملوا كلما يباع فى الأسواق إلى الدروب ويبيعوه على النساء وأمر من يبيع أن يكون معه شبه مغرفة بساعد طويل يمده إلى المرأة وهى من وراء الباب وفيه ما تشتريه فإذا رضيته وضعت الثمن فى المغرفة وأخذت ما فيها لئلا يراها فنال الناس من ذلك شدة عظيمة ]

وقال أيضاً تاريخ الأزمنة لأبن العبرى 78: [ حرج الخليفة الحاكم على المرأة الخروج من بيتها والإشراف من الباب أو النافذة والسطح على الغاديين والرائحين ونهى السكافين أن يخيطوا أحذية نسائية وقد ساقه إلى ذلك غطلاعه على فواحش المصريات وخلاعتهن ، وتذرع فى أول الأمر بعجائز إتخذهن جاسوسات ينبن ويدخلن البيوت ويطلعن على أسرار النساء ويخبرنه عنهن وعمن يختلف إليهن ، وكان الحاكم يبعث حاجبه مع الجنود إلى بيت كائن من كان من الأعيان أو العامة ، فيقولون له : أخرج لنا فلانة ويسمون غسمها إمرأة أو أختاً أو بنتا ويمضون بها إليه ، وكان إذا إجتمع عنده خمس أو عشرة منهن أمر بإغراقهن فى نهر النيل ، ومن ثم لإفتضحت أسرار العواهر المصريات وأمسين هدفا للعار والشنار ووقع رعب الحاكم على الرجال والنساء أكثر من فرعون ]

وقال ابن الجوزى فى حوادث سنة 405 : [ وفى جمادة الآخرة ورد خبر بأن الخليفة الحاكم صاحب مصر حظر على النساء خروجهن من منازلهن والإطلاع من سطوحهن ودخول الحمامات ومنع الأساكفة من عمل الخفاف لهن وقتل عدة نسوة خالفن أمره فى ذلك ، وكان الحاكم قد لهج بالركوب بالليل والطواف بالأسواق ورتب فى كل درب أصحاب أخبار يطلعونه بما يعرفونه ورتبوا لهم عجائز يدخلن الدور ويرفعن إليهم أخبار النساء وأن فلاناً يحب فلانة ، وفلانة تحب فلاناً ، وأن تلك تجتمع مع صديقها وهذا مع صاحبته ، فكان أصحاب الأخبار يرفعون إليه ذلك فبنفذ من يقبض على المرأة التى سمع عنها ذلك فإذا إجتمع عنده جماعة منهن أمر بتغريقهن ، فإفتضح الناس وضجوا من ذلك فأمر برفعه والنداء بأنه متى خرجت المرأة  من منزلها أباحت دمها ، ورأى بعد النداء عجائز ظاهرات فغرقهن فكانت المرأة غذا ماتت كتب وليها رقعة إلى قاضى القضاة يلتمس غاسلة لغسلها فتوقع إلى صاحب المعونة إذا صح عندك وفاة المرأة المذكورة أمرت رجلين من ثقاتك أن يحملوا الغاسلة تغسلها ثم تعاد إلى منزلها ، ثم هم بتغيير هذه السنة ، فإتفق أن مر قاضى القضاة مالك بن سعيد الفارقى ببعض المحال ، فنادته إمرأة من روزنة لها وأقسمت عليه بالحاكم وآبائه  أن يقف لها ، فوقف فبكت بكاءا شديداً وقالت : لى أخ لا أملك غيره وعرفت أنه فى آخر الرمق وأنا أقسم عليك إلا أمرت بحملى إليه لأشاهدة قبل أن يقضى نحبه ، فرحمها ورق لها ، وأمر برجلين من أصحابه أن يحملاها إلى الموضع الذى تدلهما عليه ، فأغلقت باب دارها وتركت المفتاح عند جارة لها ، وقالت سلميه إلى زوجى ، ومضت إلى باب ودقته فدخلت وقالت للرجلين : إنصرفا ، وكانت الدار لرجل يهواها وتهواه ، فلما رأها سر بها فأخبرته بالحيلة التى نمت إليها ، فلما إنصرف زوجها آخر النهار وجد بابه مغلقاً فسأل الجيران فأخبروه بالحال وبما جرى لها مع ىقاضى القضاة فدخل إلى بيته فبات فى أقبح ليلة ، ثم باكر فى غد دار قاضى القضاة فأعلن بالإستغلثة ، فأحضر فقال : أنا زوج المرأة التى فعلت أمس فى بابها ما فعلته وما لها أخ ، وما أفارقك حتى تردها إلى ، فعظم على قاضى القضاة ما سمعه وخاف من الخليفة الحاكم وسطوته إن لم يصدقه ، فركب فى الحال وإستصحب الرجل ودخل على الحاكم وهو مرعوب فسأل عن قصته ، فقال : يا أمير المؤمنين لا بد بعفوك مما تم على أمس ، قال : ما هو؟ فشرح له الحال ، فأمر بإحضار الرجل فأدخل وأخبره بالحال فأمر قاضى القضاة أن يركب ويستصحب الرجلين الذى أنفذ بهما مع المرأة حتى يرشدله إلى الدار ليشاهد ما هو عليه ويقبض على القوم ويحملهم ، ففعل ووجد المرأة والرجل نائمين فى إزار واحد على سكر فحملا إلى الحاكم ، فسأل المرأة عن الحال ، فأحالت على الشيطان وما حسنه لها ، وسأل الرجل فقال : هذه المرأة هجمت على وزعمت أنها خلو من زوج ، وانى لو لم أتزوجها سعت بى إليك لتقتلنى فإستحللتها بموافقة جرت بينى وبينها ، فأمر الحاكم أن تلف المرأة فى بارية وتحرق وأن يضرب الرجل ألف سوط وعاد الحاكم يتشدد على النساء ويمنع ظهورهن إلى أن قتل " (المنتظم 7/268 - 270) وراجع أيضا وفيات الأعيان 5/ 294 وأيضا بدائع الزهور ج1 ق 1/ 199 

(4) إتعاظ الحنفا 2/ 102 و 103

(5) راجع : المغرب فى حلى المغرب 63 و 65 "غبن" بالغين المعجمة والياء الموحدة من تحتها وراجع أيضا الدرة المضية 259 "عين" كما وردت هنا وراجع إتعاظ الحنفا 2/ 89 وغيرها ورد اسمه "غين" بالغين المعجمة والياء المثناة تحتها

(6) قال المقريزى فى إتعاظ الحنفا 2/ 89 فى حوادث سنة 402 هـ : " فى تاسع ربيع الاخر خلع على غين الخادم وقلد بسيف وقرئ سجله بأنه لقب بقائد القواد فليكاتب بذلك ، وقيد معه عشرة أفراس بسروجها ولجمها"

ومرض غين الخادم ، فركب الخادم لعيادته ، وسير إليه خمسة ألاف دينار وخمسة وعشرين فرسا مسرجة ملجمة ، وقلد الشرطة والحسبة بمصر والقاهرة والجزيرة والنظر فى جميع الموال والأحوال " إتعاظ الحنفا 2/ 91

وقال فى حوادث 404 هـ " وفى ثالث جمادى الأولى قطعت يد غين بعد قطع يد كاتبه الجرجرائى بخمسة عشر يوما  وكانت يده الأخرى قد قطعت قبل ذلك بثلاث سنين وشهر فصار مقطوع اليدين ، ثم أن الحاكم بعث إليه بالألاف من الذهب و‘دة أسفاط من الثياب وأمر بمداواته " إتعاظ الحنفا 2/ 102 وراجع المغرب فى حلى المغرب 63 و65 والدرة المضية 259 وخطط المقريزى 4/ 72 وأفنتصار لواسطة عقد ألمصار لإبن دقماق 115

(7) فى الأصل وفى طبعة المشرق 308 إسمه محمد بن أحمد الجرجانى والتصحيح من إتعاظ الحنفا 2/ 101 وما بعدها ، والمغرب 63 والدرة المضية 313 و 322 و 339 و342 و 344 و 345 و 346 و 347 و 349 و 354 و 355 و 356 و 357 - وبالإشارة غلى من نال الوزارة 35 وراجع الكامل فى التاريخ 9/ 525 ووفيات ألعيان 3/ 407 و 408 والولاة والقضاة للكندى 497 و 499 وسير أعلام النبلاء 17/ 582 و 283 رقم 388 وذيل تاريخ دمشق 73 و 75 و 80 و83 و84 وتاريخ غبن خلدون 4/ 61 وتاريخ دمشق (المخطوط) 5/ 434 وبغية الطلب (المخطوط) 7/ 64

 

This site was last updated 05/02/12