Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

سنة ثلاث وأربعمائة

+ إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأنطاكى  سنة 403 هـ

المقريزى 304 هـ

***********************************************

الفاطميين الذين أحتلوا مصر بأسم الإسلام الجزء التالى نقل  من كتاب اتعاظ الحنفا - أحمد بن علي المقريزي ج 1  125/1 لفائدة القارئ الدارس وكعادة الموقع وضعنا لكل مقطع عناوين

*****************************************************

سنة ثلاث وأربعمائة
في محرم ختم على مخازن العسل وجميع ما عند التجار والباعة منه؛ ورفعت مكوس الساحل. ومنع الناس من عمل حزن عاشوراء. وغرق في أربعة أيام خمسة آلاف وواحد وخمسون زيراً من أزيال العسل. ونزع السعر، وكثر الازدحام على الخبز، ففرق الحاكم مالاً على الفقراء. وكثر ابتياع الناس للسيوف والسكاكين والسلاح، وحمله من لم يحمله قط من العوام والصناع، وكثر الكلام فيه، فقرئ سجل على منابر الجوامع بتطمين الناس وإعراضهم عن سماع أقوال المرجفين.
وفي ثاني ربيع الأول خلع على أبي الحسن علي بن جعفر بن فلاح ولقب قطب الدولة، وقرئ له سجل بالتقدم على سائر الكتاميين والنظر في أحوالهم، والسفارة بينهم وبين أمير المؤمنين. وحمل على فرس وبين يديه ثياب.

الحاكم يأسف لأن وزيرة النصرانى مات ميتة طبيعية من غير أن يقتله
وهلك زرعة بن عيسى بن نسطورس من علته في ثاني عشره؛ فكانت مدة نظره في الوساطة سنتين وشهرا؛ فتأسف الحاكم على فقده من غير قتل، وقال ما أسفت على شيء قط أسفي على خلاص ابن نسطورس من سيفي، وكنت أود ضرب عنقه، لأنه أفسد دولتي، وخانني ونافق علي، وكتب إلى حسان بن الجراح في المداجاة علي وأنه يبعث من يهرب به إليه.

أوامر الحاكم بأن يعلق النصارى صلبان فى أعناقهم
وخلع على إخوته الثلاثة وأقروا على ما بأيديهم من الدواوين. وأمر النصارى إلا الحبابرة بلبس العمائم السود والطيالسة السود، وأن يعلق النصارى في أعناقهم صلبان الخشب، ويكون ركب سروجهم من خشب، ولا يركب أحد منهم خيلا، وأنهم يركبون البغال والحمير، وألا يركبوا السروج واللجم محلاةً، وأن تكون سروجهم ولجمهم بسيور سود، وأنهم يشدون الزنانير على أوساطهم، ولا يستعملون مسلما، ولا يشترون عبدا ولا أمة؛ وأذن للناس في البحث عنهم وتتبع آثارهم في ذلك؛ فأسلم عدة من النصارى الكتاب وغيرهم. وشدد الأمر عليهم، ومنع المكاريون من تركيبهم، وأخذوا بتسوية السروج والخفاف ومنعوا من ركوب النيل مع نواتية مسلمين.
واستدعى الحاكم حسين بن طاهر الوزان وكان منقطعا إلى غين الخادم الأسود وعرض عليه الوساطة فأجاب بشريطة أن يكون لكل قبيل من طوائف العسكر زمام عليهم يرجعون إليه، ويكون نظره على الأزمة، فيجعل لكل طائفة يوما ينظر في أمورهم وخاصة زمامهم فقط؛ ففعل ذلك، وخلع عليه. وفوض في الوساطة والتوقيع، وقرئ سجله بالقصر في تاسع عشر ربيع الأول. وأمر الحاكم فنقش على خاتمه: بنصر الله العظيم الولي ينتصر الإمام أبو علي.
وفيه أمر النصارى بعمل ركب السروج من خشب الجميز.
وقبض على جماعة بسبب اللعب بالشطرنج وضربوا وحبسوا.

وألزم النصارى أن يكون الصليب الذي في أعناقهم طوله ذراع في مثله، وكثرت إهاناتهم وضيق عليهم؛ وأمروا أن تكون زنة الصليب خمسة أرطال وأن يكون فوق الثياب مكشوفا، ففعلوا ذلك. ولما اشتدت عليهم الأمور تظاهر كثير منهم بالإسلام، فوقع الأمر بهدم الكنائس، وأقطعت بجميع مبانيها وبمالها من رباع وأراض لجماعة، وعملت مساجد وأذن في بعضها وبيعت أوانيها. ووجد في المعلقة بمصر وفي كنيسة بو شنوده مال جزيل من مصاغ وثياب وغيره. وتتابع هدم الكنائس؛ وكتب إلى الأعمال بهدمها فهدمت.
وأشيع سير أبي الفتوح أمير مكة من الرملة إلى الحجاز، وكان قد قدم إليها فبايعه ابن الجراح ولقبه بالراشد بالله أمير المؤمنين، ودعا له بالرملة.
وفي جمادى الأولى لقب الحسين بن طاهر الوزان بأمين الأمناء وكتب له سجل بذلك. وظهر لحسين بن جوهر مال عظيم، فأنعم به الحاكم على ورثته ولم يعرض لشيء منه.
وفي ذلك الحين كان وصول أبي الفتوح إلى مكة إقامته الدعوة للحاكم بها، وضربت السكة باسمه. وابتدأ مالك بن سعيد بعمل رصد فلم يتم.
وفي جمادى الآخرة اشتد الإنكار بسبب الفقاع والزبيب والسمك. وقبض على جماعة فاعتقلوا وأمر بضرب أعناقهم، ثم أطلقوا. وتشدد في منع ذبح الأبقار السالمة من العيب ومنع النساء من الغناء والنشيد. وأقطعت الكنائس والديارات بنواحي بمصر لكل من التمسها.
وفي رجب قرئ سجل بمنع الناس من تقبيل الأرض للحاكم، وبمنعهم من تقبيل ركابه ويده عند السلام عليه في المواكب، والانتهاء عن التخلق بأخلاق أهل الشرك من الانحناء إلى الأرض فإنه صنيع الروم؛ وأمروا أن يكون للسلام عليه: السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. ونهوا عن الصلاة عليه في المكاتبة والمخاطبة، وأن تكون مكاتبتهم في رقاعهم ومراسلاتهم بإنهاء الحال، ويقتصر في الدعاء على سلام الله وتحياته وتوالى بركاته على أمير المؤمنين، ويدعى له بما سبق من الدعاء لا غير. فلما كان يوم الجمعة لم يقل الخطيب سوى: اللهم صل على محمد المصطفى وسلم على أمير المؤمنين علي المرتضى، اللهم وسلم على أمراء المؤمنين آباء أمير المؤمنين، اللهم اجعل أفضل سلامك على سرك وخليفتك.
وأنزل من القصر سبع صناديق فيها ألف ومائتان وتسعون مصحفا إلى الجامع العتيق ليقرأ فيها الناس. وأحصيت المساجد التي لا غلة لها فكانت ثمانمائة مسجد ونيف، فأطلق لها في كل شهر تسعة آلاف ومائتا درهم وعشرون درهما، لكل مسجد اثنا عشر درهما.
ومنع من ضرب الطبول والأبواق التي كانت تضرب حول القصر في الليل، فصاروا يطوفون بغير طبل ولا بوق. وأنزل إلى جامع ابن طولون ثمانمائة مصحف وأربعة عشر مصحفا. وأبطلت مكوس الحسبة، وأذن للناس بالتأهب للحج في البر والبحر.
وفي رمضان صلى الحاكم بالناس مرة في جامعه براشدة، ومرة بجامعه خارج باب الفتوح وفيه ظهر جراد كثير حتى أبيع في الأسواق. وصلى بالجامع العتيق بمصر جمعة، وهو أول من صلى فيه من الخلفاء الفاطميين. ومنع النساء من الجلوس في الطرقات للنظر إليه. وأخذ القصص بيده ووقف لأهلها وسمع كلامهم؛ وخالطه العوام وحالوا بينه وبين موكبه. واستماحه قوم فوصلهم بصلات كثيرة؛ وأهدى إليه قوم مصاحف فقبلها وأجازهم عليها. ووقف عليه اثنان من تربة عمرو بن العاص وشكوا أن حبسهما قبض عليه للديوان من أيام العزيز، فخلع عليهما ووصلهما بألف دينار. وكثرت في هذا الشهر إنعاماته، فتوقف أمين الأمناء حسين بن طاهر الوزان في ذلك، فكتب إليه الحاكم بخطه بعد البسملة: الحمد لله كما هو أهله.
أصبحت لا أرجو ولا أتقي ... سوى إلهي، وله الفضل
جدّي نبيّي، وإمامي أبي ... وديني الإخلاص والعدل
المال مال الله عز وجل، والخلق عباد الله، ونحن أمناؤه في الأرض. أطلق أرزاق الناس ولا تقطعها. والسلام.
وركب في يوم الفطر إلى المصلى بغير شيء مما كان يظهر في هذا اليوم من الزينة والجنائب ونحوها، فكان في عشرة أفراس جياد بين يديه بسروج ولجم محلاةً بالفضة البيضاء الخفيفة، ومظلة بيضاء بغير ذهب، وعليه بياض بغير طرز ولا ذهب ولا جوهر في عمامته، ولم يفرش المنبر.
وفيه وقعت فتنة بين طوائف العسكر شهروا فيها السلاح، فركب الحاكم وأصلح بينهم.
وولد لعبد الرحيم بن إلياس ابن عم الحاكم مولود فبعث إليه ثلاثة أفراس مسرجة ملجمة ومائة قطعة من الثياب وخمسة آلاف دينار عينا وسائر ما كان لأبيه أبي الأشبال المتوفي، وكان شيخا جليلا.
ومنع الناس من سب السلف وضرب في ذلك رجل وشهر، ونودي عليه: هذا جزاء من سب أبا بكر وعمر، وتبرأ الناس. فشق هذا على كثير من الناس، وتجمعوا يستغيثون وهم يستغيثون في الطرقات. فقرئ سجل بالقصر فيه الترحم على السلف من الصحابة والنهي عن الخوض في مثل ذلك. ورأى في طريقه وقد ركب لوحاً فيه سب على السلف فأنكره ووقف حتى قلع. وتتبع الألواح التي فيها شيء من ذلك، فقلعت كلها، ومحى ما كان على الحيطان منها حتى لم يبق لها أثر. وشدد في الإنكار على من خالف ذلك، ووعد عليه بالعقوبة.
وسارت قافلة الحاج في رابع عشر ذي القعدة إلى بركة الجب ثم رجعوا من ليلتهم.
وخلع على قطب الدولة أبي الحسن على بن فلاح وسار في عسكر لقتال ابن الجراح. وأملك ابنا عبد الرحيم بن إلياس بزوجتي حسين بن جوهر، وقرئ كتابهما في القصر، وقد كتبا في ثوب مصمت وفي رأس كل منهما بخط الحاكم: يعقد هذا النكاح بمشيئة الله وعونه، والحمد لله رب العالمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل. وخلع على ابني عبد الرحيم وحمل عنهما المهر وهو ألفا دينار.
وصلى الحاكم بالناس صلاة عيد النحر كهيئته في عيد الفطر؛ ونحر عنه عبد الرحيم والمؤذنون يكبرون خلفه كما يفعلون بين يدي الحاكم، والقاضي مالك إلى جنبه ومعه الرمح، وكلما رمى الرمح لينحر به قبله قبل أن ينحر به؛ فعل ذلك ثمانية أيام، فعبث إليه الحاكم ثياباً جليلة وجواهر ثمينة، وحمله على فرس بسرج مرصع بالجوهر.
وواصل الحاكم الركوب إلى الصحراء بحذاء في رجله، وعلى رأسه فوطة. وكان يركب كل ليلة بعد المغرب. ووقف إليه خراساني يذكر أنه أخذ منه متاع برسم الخزانة ولم يدفع إليه ثمنه، فدفع إليه جميع ما كان له وهو نحو خمسة آلاف دينار، فشق به البلد، وكثر الدعاء للحاكم. وحمل إلى عبد الرحيم عشرة ألاف دينار في أكياس مكتوب عليها: لابن عمنا وأعز الخلق علينا عبد الرحيم بن إلياس بن أحمد بن المهدي بالله، سلمه الله وبلغنا فيه ما نؤمله.
وبعث إلى ملك الروم هدية مبلغ سبعة آلاف دينار.
وفيها وصلت هدية الحاكم إلى نصير الدولة أبي مناد مع عبد العزيز بن أبي كدينة لثلاث عشرة خلت من المحرم، ومعه سجل بإضافة برقة وأعمالها إليه؛ فخرج إلى لقائه ومعه القضاة والأعيان، فكان يوماً مشهودا.
وفي أواخر رجب فلج أبو الفتوح يوسف بن عبد الله بن أبي الحسين أمير صقلية، فتعطل جانبه الأيسر، فقام بالأمر ابنه أبو محمد جعفر بن يوسف وكان بيده سجل الحاكم بولايته بعد أبيه؛ ثم وصل إليه سجل لقب فيه تاج الدولة وسيف الملك. ثم أنفذ إليه تشريف، وعقد له لواء، وزيد في لقبه الملك.
وفي ذي القعدة مات مفرج بن دغفل بن الجراح برملة لد، من فلسطين.

 

This site was last updated 05/04/12