Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

الأحداث التى أدت إلى إعطاء معاوية ولاية مصر لعمرو

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
العهد بن عمرو ومعاوية
ولاية عمرو لمصر

 

فيما يلى ما كتب فى كتاب أنساب الأشراف المؤلف: أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري (المتوفى: 279هـ) تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي الناشر: دار الفكر - بيروت

****************************************************************************************************************


عن عبد الوارث بن محرر؛ قال: بلغني أن عمرو بن العاص لما عزله عثمان بن عفان عن مصر؛ قال له: أبا عبد الله أعلمت أن اللقاح بمصر درت بعدك ألبانها ؟ فقال: لأنكم أعجفتم أولادها. فكان كلاماً غليظاً. فلما تكلم الناس في أمره أتاه فقال: لقد ركبت بالناس النهابير، فأخلص التوبة وراجع الحق. فقال له: وأنت أيضاً يا بن النويبغة تؤلب علي، لأني عزلتك عن مصر، لا تريني طلعتك، فخرج إلى فلسطين فنزل ضيعة له بها يقال لها: عجلان، وبها له قصر، فكان يحرض الناس على عثمان حتى الرعاة، فلما بلغه أنه محصور قال: العير يضرط والمكواة في النار. ثم بلغه قتله فقال: أنا أبو عبد الله؛ إني إذا حككت قرحة أدميتها - أو قال: نكأتها -

ثم دعا ابنيه عبد الله ومحمداً فقال: ما تريان ؟ فقال له عبد الله: قد سلم دينك وعرضك إلى اليوم؛ فاقعد بمكانك وقال له محمد بن عمرو: أخملت نفسك وأمت ذكرك فانهض مع الناس في أمرهم هذا ولا ترض بالدنية في العرب. فدعا وردان مولاه فأمره بإعداد ما يحتاج إليه وشخص إلى معاوية فكان معه لا يشركه في أمره، فقال له: إني قصدت إليك وأنا اعرف موضع الحق لتجعل لي في أمرك هذا حظاً إذا بلغت إرادتك، ولأن تشركني في الرأي والتدبير. فقال له: نعم ونعمة عين، قد جعلت لك ولاية مصر. فلما خرج من عند معاوية قال لابنيه: قد جعل لي ولاية مص. فقال له: محمد ابنه: وما مصر في سلطان العرب. فقال: لا أشبع الله بطن من لم تشبعه مصر.
حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا بشير بن عقبة أبو عقيل: عن الحسن قال: لما كان من أمر علي ومعاوية ما كان؛ دعا معاوية عمرو بن العاص إلى قتال علي فقال: لا والله لا أظاهرك على قتاله حتى تطعمني مصر؛ فأبى عليه فخرج مغضباً. ثم إن معاوية ندم وقال: رجل طلب إلي في شيء على هذه الحال فرددته ؟ فأجابه إلى ما سأل.
وحدثنا خلف بن سالم، وأحمد بن إبراهيم، قالا: حدثنا وهب بن جرير، عن جويرية بن اسماء: عن عبد الوهاب الزبيري عن أشياخه قالوا: لما وقعت الفتنة لم يكن أحد من قريش أعفى فيها من عمرو بن العاص أتى مكة فأقام بها، فلم يزل كافاً حتى كانت وقعة الجمل، فقال لابنيه: إني قد ألفيت نفسي بين جزاري مكة وما مثلي رضي بهذه المنزلة فإلى من تريان أن أصير ؟ فقال له عبد الله: صر إلى علي. فقال: إن علياً يقول: أنت رجل من المسلمين لك ما لهم وعليك ما عليهم ومعاوية يخلطني بنفسه ويشركني في أمره، !! قالوا: فأت معاوية. فأتاه فما خير له.
المدائني، عن سلمة بن محارب: كتب معاوية إلى عمرو بن العاص وهو بفلسطين، بخبر طلحة والزبير، وأن جرير بن عبد الله قد أتاه يطلب بيعته لعلي. فقدم عليه.
المدائني، عن عيسى بن يزيد الكناني أن علياً لما بعث جرير بن عبد الله إلى معاوية ليأخذ له البيعة عليه، قدم عليه وهو جالس والناس عنده فأعطاه كتاب علي فقرأه ثم قام جرير فقال: يا أهل الشام إن من لم ينفعه القليل لم ينفعه الكثير، قد كانت بالبصرة ملحمة إن يشفع البلاء بمثلها فلا بقاء للإسلام بعدها فاتقوا الله وروئوا في علي ومعاوية وانظروا أين معاوية من علي، وأين أهل الشام من المهاجرين والأنصار؛ ثم انظروا لأنفسكم فلا يكون أحد أنظر لها منها. ثم سكت وسكت معاوية فلم ينطق وقال: أبلعني ريقي يا جرير. فأمسك فكتب من ليلته إلى عمرو بن العاص - وهو على ليال منه، في المصير إليه - وصرف جريراً بغير إرادته - وكان كتابه إلى عمرو: أما بعد: فقد كان من أمر علي وطلحة والزبير؛ ما قد بلغك، وقد سقط إلينا مروان في جماعة من أهل البصرة ممن رفض علياً وأمره، وقدم علي جرير بن عبد الله في بيعة علي، وحبست نفسي عليك حتى تأتيني، فاقدم علي على بركة الله وتوفيقه.
فلما أتاه الكتاب دعا ابنيه عبد الله ومحمداً فاستشارهما، فقال له عبد الله: أيها الشيخ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض وهو عنك راض ومات أبو بكر وعمر، وهما عنك راضيان، فإياك أن تفسد دينك بدنيا يسيرة تصيبها من معاوية، فتكب كباً في النار.
ثم قال لمحمد: ما ترى ؟ فقال: بادر هذا الأمر تكن فيه رأساً قبل أن تكون ذنباً. فروى في ذلك:
رأيت ابن هند سائلي أن أزوره ... وتلك التي فيها انثياب البواثق

أتاه جرير من علي بخطة ... أمرّت عليه العيش مع كل ذائق
فوالله ما أدري إلى أيّ جانب ... أميل ومهما قادني فهو سائقي
أأخدعه والخدع فيه دناءة ... أم اعطيه من نفسي نصيحة وامق
وقد قال عبد الله قولاً تعلقت ... به النفس إن لم تعتلقني علائقي
وخالفه فيه أخوه محمد ... وإني لصلب العود عند الحقائق
فلما سمع عبد الله بن عمرو هذا الشعر، قال: بال الشيخ على عقبيه وباع دينه، فلما أصبح عمرو دعا مولاه وردان فقال: ارحل بنا يا وردان فرحل، ثم قال: حط، فحط ففعل ذلك مراراً، فقال له وردان: أنا أخبرك بما في نفسك، اعترضت الدنيا والآخرة في قلبك فلست تدرى أيتهما تختار، قال: لله درك ما أخطأت، فما الرأي ؟ قال: تقيم في منزلك فإن ظهر أهل الدين عشت في دينهم وإن ظهر أهل الدينا لم يستغن عنك، فقال عمرو: ارحل يا وردان على عزم وأنشأ يقول:
يا قاتل الله وردانا وفطنته ... أبدى لعمرك ما في النفس وردان
ثم قدم على معاوية فذاكره أمره، فقال: أما علي فلا تسوي العرب بينك وبينه في شيء من الأشياء، وإن له في الحرب لحظاً ما هو لأحد من قريش. قال: صدقت، وإنما نقاتله على ما في أيدينا ونلزمه دم عثمان. فقال عمرو: وإن أحق الناس أن لا يذكر عثمان لأنا وأنت، أما أنا فتركته عياناً وهربت إلى فلسطين، وأما أنت فخذلته ومعك أهل الشام حتى استغاث بيزيد بن أسد البجلي فسار إليه، فقال معاوية: دع ذا وهات فبايعني. قال: لا لعمرو الله لا أعطيك ديني حتى آخذ من دنياك فقال معاوية: سل قال: مصر تطعمني إياها. فغضب مروان بن الحكم وقال: مالي لا أستشار ؟ فقال معاوية: اسكت فما يستشار إلا لك. فقام عمرو مغضباً فقال له معاوية: يا أبا عبد الله أقسمت عليك أن تبيت الليلة عندنا. وكره أن يخرج فيفسد عليه الناس، فبات عنده وقال:
معاوي لا أعطيك ديني ولم أنل ... به منك دنياً فانظرن كيف تصنع
فإن تعطني مصراً فأربح صفقة ... أخذت بها شيخاً يضرّ وينفّع
وما الدين والدنيا سواء وإنني ... لآخذ ما تعطي ورأسي مقنّع
ولكنني أعطيك هذا وإنني ... لأخدع نفسي والمخادع يخدع
فلما أصبح معاوية دخل عليه عتبة بن أبي سفيان فقال له: يا معاوية ما تصنع ؟ أما ترضى أن تشتري من عمرو دينه بمصر. فأعطاه إياها وكتب له كتاباً: لا ينقض شرط طاعة. فمحا عمرو ذلك وقال: اكتب: لا تنقض طاعة شرطا. فقال له عتبة بن أبي سفيان:
أيّها المانع سيفا لم يهّز ... إنّما ملت إلى خزّ وقزّ
إنما أنت خروف واقف ... بين ضرعين وصوف لم يجزّ
أعط عمراً إن عمراً باذل ... دينه اليوم لدنيا لم تحز
أعطه مصراً وزده مثلها ... إنما مصر لمن عزّ فبزّ
إنّ مصراً لعلي أو لنا ... يغلب اليوم عليها من عجز
وقال معاوية فيما جاء به جرير بن عبد الله:
تطاول ليلي واعترتني وساوسي ... لآت أتى بالتّرهات البسابس
أتانا جرير من علي بحمقة ... وتلك التي فيها اجتداع المعاطس
يكاتبني والسيف بيني وبينه ... ولست لأثواب الذليل بلابس
وقد منحتني الشام أفضل طاعة ... تواصى بها أشياخها في المجالس
وإني لأرجو خير ما نال طالب ... وما أنا من ملك العراق بيائس
وكان هشام بن عمار يقول: هذا حديث مصنوع، الشعر أتانا من ناحية العراق.
وقال الهيثم بن عدي لما كتب معاوية إلى علي يطلب قتلة عثمان، كتب الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى معاوية - والوليد بالرقة - :
معاوي إنّ الشام شامك فاعتصم ... بشامك لا تدخل عليك الأفاعيا
وحام عليه بالقنابل والقنا ... ولا تك ذا عجز ولا تلف وانيا
فإن كتاباً يا بن حرب كتبته ... على طمع يجني عليك الدواهيا
سألت علياً فيه ما لا تناله ... ولو نلته لم يبق إلا لياليا
وإن علياً ناظر ما تريغه ... فأوقد له حرباً تشيب النواصيا

 

This site was last updated 08/25/11