Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

العهد بين معاوية وعمرو بن العاص

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
العهد بن عمرو ومعاوية
ولاية عمرو لمصر

 

  جريدة المصرى اليوم ٤ اكتوبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٠٨ عن مقالة بعنوان تاريخ العدد الخميس [ عمرو بن العاص.. مؤسس الوحدة الوطنية في مصر ]
كتب ماهر حسن ٤/١٠/٢٠٠٧

العهد بين معاوية وعمرو بن العاص
[ بسم الله الرحمن الرحيم،

هذا ما تعاهد عليه معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ببيت المقدس من بعد قتل عثمان بن عفان وحمل كل واحد منهما صاحبه الأمانة، إن بيننا عهد الله علي التناصر والتخالص والتناصح في أمرالله والإسلام ولا يخذل أحدُنا صاحبه بشيء ولا يتخذ من دونه وليجةً، ولا يحول بيننا ولدٌ ولا والدٌ أبدًا ما حيينا فيما استطعنا فإذا فتحت مصر فإن عمرًا علي أرضها وإمارته التي أمره عليها أمير المؤمنين،
وبيننا التناصح والتوازر، والتعاون علي ما بيننا من الأمور، ومعاوية أمير علي عمرو بن العاص في الناس وفي عامَّة الأمر حتي يجمع الله الأمة، فإذا اجتمعت الأمَّة فإنهما يدخلان في أحسن أمرها علي أحسن الذي بينهما في أمر الله الذي بينهما من الشرط في هذه الصحيفة].
هذا هو نص العهد الذي ضربه عمرو بن العاص علي نفسه لمعاوية بن أبي سفيان.. أن يبايعه في مواجهة علي بن أبي طالب في مقابل ولاية مصر، مصر التي ظلت تخايل عمرو منذ دخلها تاجرًا إلي أن أصبح واليا عليها وهي الوثيقة التي تضمنها كتاب «الطبقات الكبري، لابن سعد في عرضه لسيرة عمرو بن العاص،..

عمرو ومعاوية وعلى

 والذي ذكر أيضًا أن علي بن أبي طالب حينما علم بأمر مبايعة عمرو لمعاوية، خطب في أهل الكوفة يقول:
«أما بعد فإنه قد بلغني أن عمرو بن العاص، الأبتر بن الأبتر بايع معاوية علي الطلب بدم عثمان وحضهم عليه، فالعضد والله الشلاء وعمرو ونصرته».

ليس هذا فحسب، وإنما قد ورد عن ابن موسي عن عكرمة بن خالد وغيرهما قالوا: كان عمرو بن العاص يباشر القتال في القلب أيام صفين بنفسه، أما عن واقعة مبايعة عمرو لمعاوية فيقول الكتاب ذاته وعن محمد بن عمر أنه قال: حدثني معمر بن راشد عن الزهري قال: اقتتل الناس بصفين قتالاً شديدًا لم يكن في هذه الأمة مثله قط حتي كره أهل الشأم وأهل العراق القتال،
وملُّوه، فقال عمرو بن العاص، وهو يومئذ علي القتال لمعاوية: هل أنت مطيعي فتأمر رجالاً بنشر المصاحف ثم يقولون: يا أهل العراق ندعوكم إلي القرآن وما في فاتحته إلي خاتمته فإنك إن تفعل ذلك يختلف أهل العراق ولا يزيد ذلك أمر أهل الشأم إلاّ استجماعًا؟ فأطاعه معاوية ففعل،
وأمر عمرو رجالاً من أهل الشأم فَقُرئَ المصحف ثم نادي: يا أهل العراق ندعوكم إلي القرآن فاختلف أهل العراق، فقالت طائفة: أولسنا علي كتاب الله وبيعتنا؟ وقال آخرون كرهوا القتال: أجبنا إلي كتاب الله فلما رأي علي بن أبي طالب وهنهم وكراهتهم للقتال قارب معاوية فيما يدعو إليه واختلف بينهم الرسل فأرسل معاوية رسله إلي علي وفعل علي الأمر ذاته،
فقال علي: قد قبلنا كتاب الله فمن يحكم بكتاب الله بيننا وبينك فقال معاوية: نأخذ رجلاً منا تختاره وتأخذ منكم رجلاً تختاره، فاختار معاوية عمرو بن العاص واختار علي أبا موسي الأشعري وبعث علي أبا موسي الأشعري ومعه أربعمائة رجل، وبعث معاوية عمرو بن العاص في أربعمائة من أهل الشأم وتقابلا في «دومة الجندل» وقال ابن عباس للأشعري، إحذر عمْرًا فإنما يريد أن يقدِّمك ويقول أنت صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم وأسن مني، فكن متدبرًا لكلامه.
ولما تقابلا قال عمرو لأبي موسي أنت صحبت رسول الله صلي الله عليه وسلم قبلي، وأنت أسن مني فتكلم ثم أتكلم، وأراد عمرو بذلك أن يقدم الأشعري في الكلام ليخلع عليا فأدار عمرو أبا موسي علي معاوية فأبي، وقال أبو موسي أري أن نخلع هذين الرجلين ونجعل هذا الأمر شوري بين المسلمين فيختارون لأنفسهم من أَحَبُّوا، فقال عمرو لأبي موسي: الرأي ما رأيت،
فأقبلا علي الناس وهم مجتمعون فقال له عمرو يا أبا موسي أَعْلمهم بأن رأينا قد اجتمع فتكلم أبو موسي فقال: إن رأينا اتفق علي أمرٍ نرجو أن يصلح به أمر هذه الأمة فقال عمرو: صَدَقَ وبرَّ ونعم الناظر للإسلام وأهله. فأتي ابن عباس لأبي موسي ونبهه أنه في خدعة ألم أقل لك لا تبدأه.. وتَعَقَّبهَ «أي تكلم بعد أن يتكلم عمرو» فقام أبو موسي لا تخش ذلك قد اجتمعنا واصطلحنا فقال أبو موسي وتكلم في الناس وقال: أيها الناس قد نظرنا في أمر هذه الأمة فلم نر شيئًا هو أصلح لأمرها ولا ألمّ لشعثها من أن لا نبتزّ أمورها ولا نعصبها حتي يكون ذلك عن رضي منها وتشاورٍ
وقد اجتمعتُ أنا وصاحبي علي أمرٍ واحدٍ علي خلع علي ومعاوية وتستقبل هذه الأمة هذا الأمر فيكون شوري بينهم يولون منهم من أحبوا عليهم وإني قد خلعت عليا ومعاوية فولوا أمركم من رأيتم.. ثم تنحي وأقبل عمرو وقال: إن هذا قد قال ما قد سمعتم وخلع صاحبه وإني أخلع صاحبه كما خلعه، وأثبت صاحبي معاوية فإنه ولي عثمان بن عفان والطالب بدمه وأحق الناس بمقامه.

عمرو بن العاص فى مصر وإحتلال مصر والأقباط
.. وعلي ذلك فقد بانت مصر لعمرو وفق عهد مكتوب بينه وبين معاوية وأنه سيظل واليا عليها سبع سنين غير أنه لم يمكث بها سوي سنتين أو ثلاث حتي مات. وضع فتح عمرو لمصر قانونها «الدين لله والوطن للجميع»، حتي إنه حينما خاض معركته ضد الرومان في مصر، باعد بين أهل مصر وأقباطها عن المعركة وكأنما انحصرت رسالته في الزود عن خيرات مصر المنهوبة من قبل الرومان ومن بعد ذلك إدخال الإسلام إلي قلوب أهليها دون إكراه،
وها هو يتحدث مع زعماء الأقباط قائلاً: إن الله بعث محمداً بالحق وأمره به وأنه صلي الله عليه وسلم قد أدي الرسالة بعد أن ترك المسلمين علي «الواضحة» أي الطريق الواضح وقال عمرو: وكان مما أمرنا به الإعذار إلي الناس فنحن ندعوكم إلي الإسلام فمن أجابنا فهو منا له ما لنا وعليه ما علينا ومن لم يجبنا عرضنا عليه الجزية وبذلنا له الحماية والمنعة فلما فرغ عمرو قال الأقباط.
«إن الرَّحِم التي أوصاكم بها نبيكم لهي قرابةٌ بعيدة لا يصل مثلها إلا الأنبياء».

This site was last updated 08/25/11