Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

 سنة تسع وستين وأربعمائة سنة سبعين وأربعمائة سنة إحدى وسبعين وأربعمائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة467 وسنة468
سنة469 وسنة470 وسنة471
من سنة472 إلى سنة473
سنة476 وسنة477
سنة478 وسنة479
سنة480 وسنة481
سنة482
سنة483 وسنة484
سنة485
سنة486 وسنة487

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة تسع وستين وأربعمائة
ذكر حصر أقسيس مصر وعوده عنها

في هذه السنة سار أقسيس من دمشق إلى مصر، وحصرها، وضيق على أهلها، ولم يبق غير أن يملكها، فاجتمع أهلها مع ابن الجوهري الواعظ في الجامع، وبكوا وتضرعوا ودعوا، فقبل الله دعاءهم، فانهزم أقسيس من غير قتال، وعاد على أقبح صورة بغير سبب، فوصل إلى دمشق وقد تفرق أصحابه، فرأى أهلها قد صانوا مخلفيه وأمواله، فشكرهم، ورفع عنهم الخراج تلك السنة.
وأتى البيت المقدس، فرأى أهله قد قبحوا على أصحابه ومخلفيه، وحصروهم في محراب داود، عليه السلام، فلما قارب البلد تحصن أهله منه وسبوه، فقاتلهم، ففتح البلد عنوة ونهبه، وقتل من أهله فأكثر حتى قتل من التجأ إلى المسجد الأقصى، وكف عمن كان عند الصخرة وحدها. هكذا يذكر الشاميون هذا الاسم أقسيس، والصحيح أنه أتسز، وهو اسم تركي، وقد ذكر بعض مؤرخي الشام أن أتسز لما وصل إلى مصر جمع أمير الجيوش بدر العساكر، واستمد العرب وغيرهم من أهل البلاد، فاجتمع معه خلق كثير، واقتتلوا، فانهزم أتسز، وقتل أكثر أصحابه، وقتل أخ له، وقطعت يد أخ آخر، وعاد منهزماً إلى الشام في نفر قليل من عسكره، فوصل إلى الرملة، ثم سار منها إلى دمشق.
وحكى لي من أثق به جماعة من فضلاء مصر: أن أتسز لما وصل إلى مصر ونزل بظاهر القاهرة أساء أصحابه السيرة في الناس، وظلموهم، وأخذوا أموالهم، وفعلوا الأفاعيل القبيحة، فأرسل رؤساء القرى ومقدموها إلى الخليفة المستنصر بالله العلوي يشكون إليه ما نزل بهم، فأعاد الجواب بأنه عاجز عن دفع هذا العدو، فقالوا له: نحن نرسل إليك من عندنا من الرجال المقاتلة يكونون معك، ومن ليس له سلاح تعطيه من عندك سلاحاً، وعسكر هذا العدو قد أمنوا، وتفرقوا في البلاد، فنثور بهم في ليلة واحدة ونقتلهم، وتخرج أنت إليه فيمن اجتمع عندك من الرجال، فلا يكون له بك قوة. فأجابهم إلى ذلك.
وأرسلوا إليه الرجال، وثاروا كلهم في ليلة واحدة بمن عندهم، فأوقعوا بهم، وقتلوهم عن آخرهم، ولم يسلم منهم إلا من كان عنده في عسكره، وخرج إليه العسكر الذي عند المستنصر بالقاهرة، فلم يقدر على الثبات لهم، فولى منهزماً، وعاد إلى الشام، وكفي أهل مصر شره وظلمه.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة ورد بغداد أبو نصر ابن الأستاذ أبي القاسم القشيري حاجاً، وجلس في المدرسة النظامية يعظ الناس، وفي رباط شيخ الشيوخ، وجرى له مع الحنابلة فتن لأنه تكلم على مذهب الأشعري، ونصره، وكثر أتباعه والمتعصبون له، وقصد خصومه من الحنابلة، ومن تبعهم، سوق المدرسة النظامية وقتلوا جماعة.
وكان من المتعصبين للقشيري الشيخ أبو إسحاق، وشيخ الشيوخ، وغيرهما من الأعيان، وجرت بين الطائفتين أمور عظيمة.
وفيها تزوج الأمير علي بن أبي منصور بن فرامرز بن علاء الدولة أبي جعفر بن كاكويه أرسلان خاتون بنت داود عمة السلطان ملكشاه التي كانت زوجة القائم بأمر الله.
وفيها كان بالجزيرة، والعراق، والشام وباء عظيم، وموت كثير، حتى بقي كثير من الغلات ليس لها من يعملها لكثرة الموت في الناس.
وفيها مات محمود بن مرداس، صاحب حلب، وملك بعده ابنه نصر، فمدحه ابن حيوس بقصيدة يقول فيها:
ثمانية لم تفترق مذ جمعتها، ... فلا افترقت ما ذب عن ناظر شعر
ضميرك والتقوى وجودك والغنى ... ولفظك والمعنى وعزمك والنصر
وكان لمحمود بن نصر سجية ... وغالب ظني أن سيخلفها نصر
فقال: والله لو قال سيضعفها نصر لأضعفتها له. وأمر له بما كان يعطيه أبوه، وهو ألف دينار، في طبق فضة.
وكان على بابه جماعة من الشعراء، فقال بعضهم:
على بابك المعمور منا عصابة ... مفاليس فانظر في أمور المفاليس
وقد قنعت منك العصابة كلها ... بعشر الي أعطيته لابن حيوس
وما بيننا هذا التقارب كله، ... ولكن سعيد لا يقاس بمنحوس (4/310)
فقال لو قال: بمثل الذي أعطيته، لأعطيتهم ذلك، وأمر لهم بمثل نصفه.
وفيها توفي اسبهدوست بن محمد بن الحسن أبو منصور الديلمي الشاعر، وكان قد لقي ابن الحجاج، وابن نباتة، وغيرهما، وكان يتشيع، وتركه، وقال في ذلك:
وإذا سئلت عن اعتقادي قلت: ما ... كانت عليه مذاهب الأبرار
وأقول: خير الناس بعد محمد ... صديقه وأنيسه في الغار
وفيها توفي رئيس العراقين أبو أحمد النهاوندي الذي كان عميد بغداد، والشريف أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي الحنبلي، ورزق الله بن محمد بن أحمد بن علي أبو سعد الأنباري الخطيب، الفقيه، الحنفي، سمع الحديث الكثير، وكان ثقة حافظاً، وطاهر بن أحمد بن بابشاذ النحوي، المصري، توفي في رجب، سقط من سطح جامع عمرو بن العاص بمصر فمات لوقته، وعبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أحمد المعروف بابن هزارمرد، الصريفيني، راوية أحاديث علي بن الجعد، وهو آخر من رواها، وكان ثقة، صالحاً، ومن طريقه سمعناها.


ثم دخلت سنة سبعين وأربعمائة
ذكر عدة حوادث

في هذه السنة ورد مؤيد الملك بن نظام الملك إلى بغداد من العسكر.
وفيها اصطلح تميم بن المعز بن باديس، صاحب إفريقية، مع الناصر بن علناس، وهو من بني حماد، عم جده، وزوجه تميم ابنته بلارة، وسيرها إليه من المهدية في عسكر، وأصحبها من الحلي والجهاز ما لا يحد، وحمل الناصر ثلاثين ألف دينار، فأخذ منها تميم ديناراً واحداً ورد الباقي.
وفيها استعمل تميم ابنه مقلداً على مدينة طرابلس الغرب.
وكان ببغداد، في هذه السنة، فتنة بين أهل سوق المدرسة وسوق الثلاثاء بسبب الاعتقاد، فنهب بعضهم بعضاً، وكان مؤيد الملك بن نظام الملك ببغداد بالدار التي عند المدرسة، فأرسل إلى العميد والشحنة فحضرا ومعهما الجند، فضربوا الناس، فقتل بينهم جماعة وانفصلوا.
وفي هذه السنة، في ربيع الأول، توفي القاضي أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن البيضاوي، الفقيه الشافعي، وكان القاضي أبو الطيب الطبري جده لأمه.
وفيها توفي أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور أبو الحسين البزاز في رجب، وكان مكثراً من الحديث، ثقة في الرواية، وأحمد بن عبد الملك بن علي أبو صالح المؤذن النيسابوري، كان يعظ ويؤذن، وكان كثير الرواية، حافظاً، ومولده سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وعبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة الأصبهاني أبو القاسم بن أبي عبد الله الحافظ، له تصانيف كثيرة، منها: تاريخ أصبهان، وله طائفة ينتمون إليه في الاعتقاد من أهل أصبهان، يقال لهم العبد رحمانية.
وفي شوال منها توفيت ابنة نظام الملك زوجة عميد الدولة بن جهير، نفساء بولد مات من يومه، ودفنا بدار الخلافة، ولم تجر بذلك عادة لأحد، فعل ذلك إكراماً لأبيها، وجلس الوزير فخر الدولة بن جهير، وابنه عميد الدولة زوجها، للعزاء في دار بباب العامة ثلاثة أيام.


ثم دخلت سنة إحدى وسبعين وأربعمائة
ذكر عزل ابن جهير من وزارة الخليفة

في هذه السنة عزل فخر الدولة أبو نصر بن جهير من وزارة الخليفة المقتدي بأمر الله، ووزر بعده أبو شجاع محمد بن الحسين.
وكان السبب في ذلك أن أبا نصر بن القشيري ورد إلى بغداد، على ما تقدم ذكره، وجرى له الفتن مع الحنابلة، لما ذكر مذهب الأشعرية، ونصره، وعاب من سواهم، وفعلت الحنابلة ومن معهم ما ذكرناه، نسب أصحاب نظام الملك ما جرى إلى الوزير فخر الدولة، وإلى الخدم، وكتب أبو الحسن محمد بن علي بن أبي الصقر الواسطي الفقيه الشافعي إلى نظام الملك:
يا نظام الملك قد حل ... ببغداد النظام
وابنك القاطن فيها ... مستهان مستضام
وبها أودى له قت ... لى غلام، وغلام
والذي منهم تبقى ... سالماً فيه سهام
يا قوام الدين لم يب ... قرواش ببغداد مقام
عظم الخطب، وللحر ... ب اتصال، ودوام
فمتى لم تحسم الدا ... ء أياديك الحسام
ويكف القوم في بغ ... داد قتل، وانتقام
فعلى مدرسة في ... ها، ومن فيها السلام (4/311)
واعتصام بحريم ... لك، من بعد، حرام
فلما سمع نظام الملك ما جرى من الفتن، وقصد مدرسته، والقتل بجوارها، مع أن ابنه مؤيد الملك فيها، عظم عليه، فأعاد كوهرائين إلى شحنكية العراق، وحمله رسالة إلى الخليفة المقتدي بأمر الله تتضمن الشكوى من بني جهير، وسأل عزل فخر الدولة من الوزارة، وأمر كوهرائين بأخذ أصحاب بني جهير، وإيصال بني جهير، وإيصال المكروه إليهم وإلى حواشيهم.
فسمع بنو جهير الخبر، فسار عميد الدولة إلى المعسكر يريد نظام الملك ليستعطفه، وتجنب الطريق، وسلك الجبال خوفاً أن يلقاه كوهرائين ويناله فيها أذى، فلما وصل كوهرائين إلى بغداد اجتمع بالخليفة وأبلغه رسالة نظام الملك، فأمر فخر الدولة بلزوم منزله.
ووصل عميد الدولة إلى المعسكر السلطاني، ولم يزل يستصلح نظام الملك حتى عاد إلى ما ألفه منه، وزوجه بابنة بنت له، وعاد إلى بغداد في العشرين من جمادى الأولى، فلم يرد الخليفة أباه إلى وزارته، وأمرهما بملازمة منازلهما، واستوزر أبا شجاع محمد بن الحسين.
ثم إن نظام الملك الملك راسل الخليفة في إعادة بني جهير إلى الوزارة، وشفع في ذلك، فأعيد عميد الدولة إلى الوزارة، وأذن لأبيه فخر الدولة في فتح بابه، وكان ذلك في صفر سنة اثنتين وسبعين.
ذكر استيلاء تتش على دمشق
في هذه السنة ملك تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان دمشق.
وسبب ذلك أن أخاه السلطان ملكشاه أقطعه الشام، وما يفتحه في تلك النواحي، سنة سبعين وأربعمائة، فأتى حلب وحصرها، ولحق أهلها مجاعة شديدة، وكان معه جمع كثير من التركمان، فأنفذ إليه أقسيس، صاحب دمشق، يستنجده، ويعرفه أن عساكر مصر قد حصرته بدمشق.
وكان أمير الجيوش بدر قد سير عسكراً من مصر، ومقدمهم قائد يعرف بنصر الدولة، فحصر دمشق، فأرسل أقسيس إلى تاج الدولة تتش يستنصره، فسار إلى نصرة أقسيس، فلما سمع المصريون بقربه أجفلوا من بين يديه شبه المنهزمين، وخرج أقسيس إليه يلتقيه عند سور البلد، فاغتاظ منه تتش حيث لم يبعد في تلقيه، وعاتبه على ذلك، فاعتذر بأمور لم يقبلها تتش، فقبض عليه في الحال، وقتله من ساعته، وملك البلد، وأحسن السيرة في أهله، وعدل فيهم.
قد ذكر ابن الهمذاني وغيره من العراقيين أن ملك تتش دمشق كان هذه السنة، وذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر الدمشقي في كتاب تاريخ دمشق إياها كان سنة اثنتين وسبعين.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة ولد الملك بركيارق ابن السلطان ملكشاه.
وفيها، في المحرم، وصل سعد الدولة كوهرائين إلى بغداد، وضرب الطبل على باب داره، أوقات الصلوات، وكان قد طلب ذلك من قبل، فلم يجب إليه لأنه لم تجر به عادة.
وفيها توفي سيف الدولة أبو النجم بدر بن ورام الكردي، الجاواني، في شهر ربيع الأول، ودفن بطسفونج.
وفي رجب توفي أبو علي بن البنا المقري الحنبلي، وله مصنفات كثيرة، وسليم الجوري بناحية جور من دجيل، وكان زاهداً، يعمل، ويأكل من كسبه، ولم يكلف أحداً حاجاً، وأقام بطنزة من ديار بكر، وهي كثيرة الفواكه، فلم يأكل بها فاكهة البتة.

This site was last updated 07/27/11