Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وسنة ثمان وعشرين وثلاثمائة  وسنة تسع وعشرين وثلاثمائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة322 وخلافة الراضى بالله
سنة323
سنة324
سنة325 وسنة326
سنة327 وسنة328 وسنة329

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة سبع وعشرين وثلاثمائة
ذكر مسير الراضي وبجكم إلى الموصل
وظهور ابن رائق ومسيره إلى الشام

في هذه السنة، في المحرم، سار الراضي بالله وبجكم إلى الموصل وديار ربيعة.
وسبب ذلك أن ناصر الدولة بن حمدان أخر المال الذي عليه من ضمان البلاد التي بيده، فاغتاظ الراضي منه لسبب ذلك، فسار هو وبجكم إلى الموصل، ومعهما قاضي القضاة أبو الحسين عمر بن محمد، فلما بلغوا تكريت أقام الراضي بها، وسار بجكم، فلقيه ناصر الدولة بالكحيل على ستة فراسخ من الموصل، فاقتتلوا، واشتد القتال، فانهزم أصحاب ناصر الدولة، وساروا إلى نصيبين، وتبعهم بجكم ولم ينزل بالموصل.
فلما بلغ نصيبين سار ابن حمدان إلى آمد، وكتب بجكم إلى الراضي بالفتح، فسار من تكريت في الماء يريد الموصل، وكان مع الراضي جماعة من القرامطة، فانصرفوا عنه إلى بغداد قبل وصول كتاب بجكم، وكان ابن رائق يكاتبهم، فلما بلغوا بغداد ظهر ابن رائق من استتاره واستولى على بغداد، ولم يعرض لدار الخليفة.
وبلغ الخبر إلى الراضي، فأصعد من الماء إلى البر، سار إلى الموصل، وكتب إلى بجكم بذلك، فعاد عن نصيبين، فلما بلغ خبر عوده إلى ناصر الدولة سار من آمد إلى نصيبين، فاستولى عليها وعلى ديار ربيعة، فقلق بجكم لذلك، وتسلل أصحابه إلى بغداد، فاحتاج أن يحفظ أصحابه، وقال: قد حصل الخليفة وأمير الأمراء على قصبة الموصل حسب.
وأنفذ ابن حمدان قبل أن يتصل به خبر ابن رائق، يطلب الصلح ويعجل خمسمائة ألف درهم، ففرح بجكم بذلك، وأنهاه إلى الراضي، فأجاب إليه، واستقر الصلح بينهم، وانحدر الراضي وبجكم إلى بغداد. وكان قد راسلهم ابن رائق مع أبي جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد يلتمس الصلح، فسار إليهم إلى الموصل وأدى الرسالة إلى بجكم، فأكرمه بجكم وأنزله معه، وأحسن إليه، وقدمه إلى الراضي فأبلغه الرسالة أيضاً، فأجابه الراضي وبجكم إلى ما طلب وأرسل في جواب رسالته قاضي القضاة أبا الحسين عمر بن محمد، وقلده طريق الفرات وديار مضر: حران والرها وما جاورها وجند قنسرين والعواصم، فأجاب ابن رائق أيضاً إلى هذه القاعدة، وسار عن بغداد إلى ولايته، ودخل الراضي وبجكم بغداد تاسع ربيع الآخر.
ذكر وزارة البريدي للخليفة
في هذه السنة مات الوزير أبو الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات بالرملة، وقد ذكرنا سبب مسيره إلى الشام، فكانت وزارته سنة وثمانية أشهر وخمسة وعشرين يوماً، ولما سار إلى الشام استناب بالحضرة عبد الله بن علي النقري. (3/476)
وكان بجكم قد قبض على وزيره علي بن خلف بن طباب، فاستوزر أبا جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد، فسعى أبو جعفر في الصلح بين بجكم والبريدي، فتم ذلك، ثم ضمن البريدي أعمال واسط بستمائة ألف دينار كل سنة، ثم شرع ابن شيرزاد أيضاً، بعد موت أبي الفتح الوزير بالرملة، في تقليد أبي عبدالله البريدي الوزارة؛ فأرسل إليه الراضي في ذلك، فأجاب إليه في رجب، واستناب بالحضرة عبدالله بن علي النقري أيضاً كما كان يخلف أبا الفتح.
ذكر مخالفة بالبا على الخليفة
كان بجكم قد استناب بعض قواد الأتراك ويعرف ببالبا على الأنبار، فكاتبه يطلب أن يقلد أعمال طريق الفرات بأسرها ليكون في وجه ابن رائق، وهو بالشام، فقلده بجكم ذلك، فسار إلى الرحبة، وكاتب ابن رائق، وخالف على بجكم والراضي، وأقام الدعوة لابن رائق وعظم أمره.
فبلغ الخبر إلى بجكم فسير طائفة من عسكره وأمرهم بالجد وأن يطووا المنازل ويسبقوا خبرهم ويكبسوا بالرحبة، ففعلوا ذلك، فوصلوا إلى الرحبة في خمسة أيام، ودخلوها على حين غفلة من بالبا، وهو يأكل الطعام، فلما بلغه الخبر اختفى عند إنسان حائك، ثم ظفروا به فأخذوه وأدخلوه بغداد على جمل ثم حبس، فكان آخر العهد به.
ذكر ولاية أبي علي بن محتاج خراسان
في هذه السنة استعمل الأمير السعيد نصر بن أحمد على خراسان وجيوشها أبا علي أحمد بن أبي بكر محمد بن المظفر بن محتاج، وعزل أباه واستقدمه إلى بخارى.
وسبب ذلك أن أبا بكر مرض مرضاً شديداً طال به، فأنفذ السعيد فأحضر ابنه أبا علي من الصغانيان، واستعمله مكان أبيه، وسيره إلى نيسابور، وكتب إلى أبيه يستدعيه إليه، فسار عن نيسابور، فلقيه ولده على ثلاث مراحل من نيسابور، فعرفه ما يحتاج إلى معرفته، وسار أبو بكر إلى بخارى مريضاً، ودخل ولده أبو علي نيسابور أميراً في شهر رمضان من هذه السنة.
وكان أبو علي عاقلاً شجاعاً حازماً، فأقام بها ثلاثة أشهر يستعد للمسير إلى جرجان وطبرستان، وسنذكر ذلك سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
ذكر غلبة وشمكير على أصبهان وألموت
وفيها أرسل وشمكير بن زيار أخو مرداويج جيشاً كثيفاً من الري إلى أصبهان، وبها أبو علي الحسن بن بويه، وهو ركن الدولة، فأزالوه عنها، واستولوا عليها، وخطبوا فيها لوشمكير، ثم سار ركن الدولة إلى بلاد فارس فنزل بظاهر إصطخر، وسار وشمكير إلى قلعة ألموت فملكها وعاد عنها، وسيرد من أخبارهما سنة ثمان وعشرين ما تقف عليه.
ذكر الفتنة بالأندلس
وفي هذه السنة عصى أمية بن إسحاق، بمدينة شنترين، على عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس.
وسبب ذلك أنه كان له أخ اسمه أحمد، وكان وزيراً لعبد الرحمن، فقتله عبد الرحمن، وكان أمية بشنترين، فلما بلغه ذلك عصى فيها، والتجأ إلى ردمير ملك الجلالقة، ودله على عورات المسلمين، ثم خرج أمية في بعض الأيام يتصيد، فمنعه أصحابه من دخول البلد، فسار إلى ردمير فاستوزره.
وغزا عبد الرحمن بلاد الجلالقة، فالتقى هو وردمير هذه السنة، فانهزمت الجلالقة، وقتل منهم خلق كثير، وحصرهم عبد الرحمن.
ثم إن الجلالقة خرجوا عليه وظفروا به وبالمسلمين، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وأراد اتباعهم، فمنعه أمية وخوفه المسلمين ورغبه في الخزائن والغنيمة.
وعاد عبد الرحمن بعد هذه الوقعة فجهز الجيوش إلى بلاد الجلالقة، فألحوا عليهم بالغارات، وقتلوا منهم أضعاف ما قتلوا من المسلمين، ثم إن أمية استأمن إلى عبد الرحمن، فأكرمه.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة انكسف القمر جميعه في صفر.
وفيها مات عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي صاحب الجرح والتعديل، وعثمان بن الخطاب بن عبدالله أبو الدنيا المعروف بالأشج الذي يقال إنه لقي علي بن أبي طالب، عليه السلام، وقيل إنهم كانوا يسمونه، ويكنونه أبا الحسن آخر أيامه، وله صحيفة تروى عنه ولا تصح، وقد رواها كثير من المحدثين مع علم منهم بضعفها.
وفيها توفي محمد بن جعفر بن محمد بن سهل أبو بكر الخرائطي صاحب تصانيف المشهورة، كاعتلال القلوب وغيره، بمدينة يافا.


ثم دخلت سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة
ذكر استيلاء أبي علي على جرجان (3/477)
في هذه السنة، في المحرم، سار أبو علي بن محتاج في جيش خراسان من نيسابور إلى جرجان، وكان بجرجان ما كان بن كالي قد خلع طاعة الأمير نصر بن أحمد، فوجدهم أبو علي قد غوروا المياه، فعدل عن الطريق إلى غيره، فلم يشعروا به، حتى نزل على فرسخ من جرجان، فحصر ما كان بها، وضيق عليه، وقطع الميرة عن البلد، فاستأمن إليه كثير من أصحاب ما كان، وضاق الحال بمن بقي بجرجان، حتى صار الرجل يقتصر كل يوم على حفنة سمسم، أو كيلة من كسب، أو باقة بقل.
واستمد ما كان من وشمكير، وهو بالري، فأمده بقائد من قواده يقال له شيرح بن النعمان، فلما وصل إلى جرجان ورأى الحال شرع في الصلح بين أبي علي وبين ما كان بن كالي ليجعل له طريقاً ينجو فيه، ففعل أبو علي ذلك، وهرب ما كان إلى طبرستان، واستولى أبو علي على جرجان في أواخر سنة ثمان وعشرين، واستخلف عليها إبراهيم بن سيمجور الدواتي، بعد أن أصلح حالها، وأقام بها إلى المحرم سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، فسار إلى الري على ما نذكره.
ذكر مسير ركن الدولة إلى واسط
في هذه السنة سار ركن الدولة أبو علي الحسن بن بويه إلى واسط. وكان سبب ذلك أن أبا عبدالله البريدي أنفذ جيشاً إلى السوس، وقتل قائداً من الديلم؛ فتحصن أبو جعفر الصيمري بقلعة السوس، وكان على خراجها.
وكان معز الدولة أبو الحسين أحمد بن بويه بالأهواز، فخاف أن يسير إليه البريدي من البصرة، فكتب إلى أخيه ركن الدولة، وهو بباب إصطخر قد عاد من أصبهان على ما ذكرناه، فلما أتاه كتاب أخيه سار إليه مجداً يطوي المنازل، حتى وصل إلى السوسن ثم سار إلى واسط ليستولي عليها إذ كان قد خرج عن أصبهان، وليس له ملك ليستقل به، فنزل بالجانب الشرقي، وكان البريديون بالجانب الغربي، فاضطرب رجال ابن بويه، فاستأمن منهم مائة رجل إلى البريدي.
ثم سار الراضي وبجكم من بغداد نحو واسط لحربه، فخاف أن يكثر الجمع عليه ويستأمن رجاله فيهلك، لأنه كان له سنة لم ينفق فيهم مالاً، فعاد من واسط إلى الأهواز ثم إلى رامهرمز.
ذكر ملك ركن الدولة أصبهان
وفيها عاد ركن الدولة فاستولى على أصبهان؛ سار من رامهرمز فاستولى عليها، وأخرج عنها أصحاب وشمكير، وقتل منهم، واستأسر بضعة عشر قائداً.
وكان سبب ذلك أن وشمكير كان قد أنفذ عسكره إلى ما كان نجدةً له على ما ذكرناه، فخلت بلاد وشمكير من العساكر، وسار ركن الدولة إلى أصبهان، وبها نفر يسير من العساكر، فهزمهم واستولى عليها، وكاتب هو وأخوه عماد الدولة أبا علي بن محتاج يحرضانه على ما كان ووشمكير، ويعدانه المساعدة عليهما، فصار بينهم بذلك مودة.
ذكر مسير بجكم نحو بلاد الجبل
في هذه السنة سار بجكم من بغداد نحو بلاد الجبل، ثم عاد عنها.
وكان سبب ذلك أنه صالح هذه السنة أبا عبدالله البريدي، وصاهره، وتزوج ابنته، فأرسل إليه البريدي يشير عليه بأن يسير إلى بلاد الجبل لفتحها والاستيلاء عليها، ويعرفه أنه إذا سار إلى الجبل سار هو إلى الأهواز واستنقذها من يد ابن بويه، فاتفقا على ذلك، وأنفذ إليه بجكم خمسمائة رجل من أصحابه معونة له، وأنفذ إليه صاحبه أبا زكرياء السوسي يحثه على الحركة، ويكون عنده إلى أن يرحل عن واسط إلى الأهواز.
وسار بجكم إلى حلوان، وصار أبو زكرياء السوسي يحث ابن البريدي على المسير إلى السوس والأهواز، وهو يدافع الأوقات، وكان عازماً على قصد بغداد، إذ أبعد عنها بجكم، ليستولي عليها، وهو يقدم رجلاً ويؤخر أخرى، وينتظر به الدوائر من هزيمة أو قتل. وأقام أبو زكرياء عنده نحو شهر يحثه على المسير، وهو يغالطه، فعلم أبو زكرياء مقصوده، فكتب إلى بجكم بذلك، فلحقه الخبر وهو سائر، فركب الجمازات وعاد إلى بغداد، وخلف عسكره وراءه.
ووصل الخبر إلى البريدي بدخول بجكم إلى بغداد، فسقط في يده، ثم أتته الأخبار بأن بجكم قد سار نحوه.
ذكر استيلاء بجكم على واسط (3/478)
لما عاد بجكم إلى بغداد تجهز للانحدار إلى واسط، وحفظ الطرق لئلا يصل خبره إلى البريدي فيتحرز، وانحدر هو في الماء في العشرين من ذي القعدة، وسير عسكره في البر، وأسقط اسم البريدي من الوزارة، وجعل مكانه أبا القاسم سليمان بن الحسن بن مخلد، وكانت وزارة البريدي سنة واحدة وأربعة أشهر وأربعة عشر يوماً، وقبض على ابن شيرزاد لأنه هو كان سبب وصلته بالبريدي، وأخذ منه مائة وخمسين ألف دينار.
فمن عجيب الاتفاق أن بجكم كان له كاتب على أمر داره وحاشيته، وهو معه في السفينة عند انحداره إلى واسط، فجاء طائر فسقط على صدر السفينة، فأخذ وأحضر عند بجكم، فوجد على ذنبه كتاباً ففتحه، وإذا هو من هذا الكاتب إلى أخ له مع البريدي يخبره بخبر بجكم، وما هو عازم عليه، فألقي الكتاب إليه، فاعترف به إذ لم يمكنه جحده لأنه بخطه، فأمر بقتله، فقتل وألقاه في الماء.
ولما بلغ خبر بجكم إلى البريدي سار عن واسط إلى البصرة، ولم يقم بها، فلما وصل إليها بجكم لم يجد بها أحداً، فاستولى عليها، وكان بجكم قد خلف عسكراً ببلد الجبل، فقصدهم الديلم والجيل، فانهزموا وعادوا إلى بغداد.
ذكر استيلاء ابن رائق على الشام
في هذه السنة استولى ابن رائق على الشام، وقد ذكرنا مسيره فيما تقدم، فلما دخل الشام قصد مدينة حمص فملكها، ثم سار منها إلى دمشق، وبها بدر بن عبدالله الإخشيدي، المعروف ببدير، والياً عليها للإخشيد، فأخرجه ابن رائق منها وملكها، وسار منها إلى الرملة فملكها.
وسار إلى عريش مصر يريد الديار المصرية، فلقيه الإخشيد محمد بن طغج، وحاربه، فانهزم الإخشيد، فاشتغل أصحاب ابن رائق بالنهب، ونزلوا في خيم أصحاب الإخشيد، فخرج عليهم كمين للإخشيد فأوقع بهم وهزمهم وفرقهم، ونجا ابن رائق في سبعين رجلاً، ووصل إلى دمشق على أقبح صورة.
فسير إليه الإخشيد أخاه أبا نصر بن طغج في جيش كثيف، فلما سمع بهم ابن رائق سار إليهم من دمشق، فالتقوا باللجون رابع ذي الحجة، فانهزم عسكر أبي نصر، وقتل هو، فأخذه ابن رائق وكفنه وحمله إلى أخيه الإخشيد، وهو بمصر، وأنفذ معه ابنه مزاحم بن محمد ابن رائق، وكتب إلى الإخشيد كتاباً يعزيه عن أخيه، ويعتذر مما جرى ويحلف أنه ما أراد قتله، وأنه قد أنفذ ابنه ليفديه به إن أحب ذلك، فتلقى الإخشيد مزاحماً بالجميل، وخلع عليه، ورده إلى أبيه واصطلحا على أن تكون الرملة وما وراءها إلى مصر للإخشيد، وباقي الشام لمحمد بن رائق، ويحمل إليه الإخشيد عن الرملة كل سنة مائة ألف وأربعين ألف دينار.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة قتل طريف السبكري.
وفيها عزل بجكم وزيره أبا جعفر بن شيرزاد لما ذكرناه، وصادره على مائة وخمسين ألف دينار، واستوزر بعده أبا عبدالله الكوفي.
وفيها توفي محمد بن يعقوب، وقتل محمد بن علي أبو جعفر الكليني، وهو من أئمة الإمامية وعلمائهم.
الكليني بالياء المعجمة باثنتين من تحت ثم بالنون وهو ممال.
وفيها توفي أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب المقريء البغدادي المعروف بابن شنبوذ في صفر.
وفيها توفي أبو محمد جعفر المرتعش، وهو من أعيان مشايخ الصوفية، وهو نيسابوري سكن بغداد، وقاضي القضاة عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف، وكان قد ولي القضاء بعد أبيه.
وفيها توفي أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن محمد بن بشار المعروف بابن الأنباري، وهو مصنف كتاب الوقف والابتداء.
وفيها في حادي عشر شوال مات الوزير أبو علي بن مقلة في الحبس.
وفيها لليلتين بقيتا من شوال توفي الوزير أبو العباس الخصيبي بسكتة لحقته، بينه وبين ابن مقلة سبعة عشر يوماً.
وفيها مات أبو عبدالله القمي، وزير ركن الدولة بن بويه، فاستوزر بعده أبا الفضل بن العميد، فتمكن منه، فنال ما لم ينله أحد من وزراء بني بويه، وسيرد من أخباره ما يعلم به محله.


ثم دخلت سنة تسع وعشرين وثلاثمائة
ذكر موت الراضي بالله

في هذه السنة مات الراضي بالله أبو العباس أحمد بن المقتدر، منتصف ربيع الأول، وكانت خلافته ست سنين وعشرين أشهر وعشرة أيام، وكان عمره اثنتين وثلاثين سنة وشهوراً، وكانت علته الاستسقاء، وكان أديباً شاعراً، فمن شعره:
يصفرّ وجهي إذا تأمّله ... طرفي ويحمرّ وجهه خجلا (3/479)
حتّى كأنّ الذي بوجنته ... من دم جسمي إليه قد نقلا
وله أيضاً يرثي أباه المقتدر:
ولو أنّ حيّاً كان قبراً لميّتٍ ... لصيّرت أحشائي لأعظمه قبرا
ولو أنّ عمري كان طوع مشيئتي ... وساعدني التقدير قاسمته العمرا
بنفس ثرىً ضاجعت في تربه البلى ... لقد ضمّ منك الغيث والليث والبدرا
ومن شعره أيضاً:
كلّ صفوٍ إلى كدر ... كلّ أمنٍ إلى حذر
ومصير الشباب لل ... موت فيه أو الكبر
درّ درّ المشيب من ... واعظ ينذر البشر
أيّها الآمل الذي ... تاه في لجّة الغرر
أين من كان قبلها ... درس العين والأثر
سيردّ المعاد من ... عمره كلّه خطر
ربّ إنّي ذخرت عن ... دك أرجوك مدّخر
إنّني مؤمن بما بيّ ... ن الوحي في السّور
واعترافي بترك نف ... عي وإيثاري الضّرر
ربّ، فاغفر لي الخطي ... ئة يا خير من غفر
وكان الراضي أيضاً سمحاً، يحبّ محادثة الأدباء والفضلاء، والجلوس معهم.
ولّما مات أحضر بجكم ندماءه وجلساءه وطمع أن ينتفع بهم، فلم يفهم منهم ما ينتفع به، وكان منهم سنان بن ثابت الصابي الطبيب، فأحضره وشكا إليه غلبة القوة الغضبية عليه، وهو كاره لها، فما زال معه في تقبيح ذلك عنده، وتحسين ضده من الحلم، والعفو، والعدل، وتوصل معه حتى زال أكثر ما كان يجده، وكف عن القتل والعقوبات.
وكان الراضي أسمر، أعين، خفيف العارضين، وأمه أم ولد اسمها ظلوم، وختم الخلفاء في أمور عدة، فمنها: أنه آخر خليفة له شعر يدون، وآخر خليفة خطب كثيراً على منبر، وإن كان غيره قد خطب نادراً لا اعتبار به، وكان آخر خليفة جالس الجلساء، ووصل إليه الندماء، وآخر خليفة كانت له نفقته، وجوائزه، وعطاياه، وجراياته، وخزائنه، ومطابخه، ومجالسه، وخدمه، وحجابه، وأموره على ترتيب الخلفاء المتقدمين.

******************************************************************************************

الجزء التالى نقل من  تاريخ الأنطلكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا" تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص 31 -

*********************

سنة 329 هـ

وتوفى الراضى فى ليلة السبت لأربع عشرة ليلة بقين من شهر ربيع ألول سنة 328 هـ [ فى علة الإستسقاء الزقى وكان عمره إثنين وثلاثين سنة ودفن بالرصافة ] وكانت خلافته ست سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام (1)

****

المراجع

(1) كتاب الأوراق للصولى طبعة مصر 1935 نشرة ج هيورث دن وتكملة تاريخ الطبرى للهمدانى 82 - 118 وتجارب الأمم العسكرية 1/289 - 240 والعيون والحدائق فى غنجاز الحقائق لمؤرخ مجهور بتحقيق نبيله عبد المنعم داود ج4 فى 2/ 27 - 283 والكامل فى التاريخ لأبن الأثير 8/ 282 - 368 ومروج الذهب للمسعودى 4/ 322- 339 ونشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة للقاضى التنوخى 1/ 296 ن 297 ن 298 ن 299و 300 و2/ 72 و4/ 210 و5/ 129 - والمنتظم لأبن الجوزى 6/265 - 268 و293 و295 ،296 و316 والأنباء فى تاريخ الخلفاء لأبن العمرانى163 - 167 والتنبيه والإشراف للمسعودى 336 ، 337 والوزراء للصابى 360 وخلاصة الذهب المسبوك للإربلى 252 ، 253 ودول الإسلام للذهبى 1/ 201 وكتاب أخبار الراضى والمتقى للصولى 1/ 185 ومعجم الشعراء للمرزبانى 430 وفوات الوفيات لأبن شاكر الكتبى  3/321- 323 رثم 439 وترايخ الدولتين الموحدية والحفصية لأبى عبدالله محمد بن إبراهيم اللؤلؤى المعروف بالزركشى  - مطبعة الدولة التونسية 1289 هـ - ص 271 والوافى بالوفيات للصفدى 2/ 297 - 300 رقم 733 والعبر فى خبر من غبر للذهبى 2/ 218 ،219 ويبر أعلام النبلاء ، له 15/103 ، 104 رقم 58 وتاريخ الزمان لأبن العبرى 55 و 56 وتاريخ مختصر الدول لأبى الفداء 2/ 87 1/ 264 رقم 690 وزبدة الحلب لأبن العديم 1/ 97 ونهاية الأرب للنويرى 23/ 152 - 154 والبداية والنهاية لأبن كثير 11/ 196 - 198 ومآثر الإناقة ومعالم الخلافة للقلقشندى 1/ 258 - 288 وتاريخ إبن خلدون للسيوطى 390 و393 وشذرات الذهب إبن العماد 2/ 324 وتاريخ ألأزمنة للدويهى 52 رقم 23 وأخبار الدول وآثار الأول للقرمانى 168

 

This site was last updated 11/24/11