Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة أربع وخمسين ومائتين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة252
سنة253
سنة254
سنة255

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

حوادث سنة أربع وخمسين ومائتين
ذكر مقتل بغا الشرابي

وفيها قتل بغا الشرابي؛ وكان سبب قتله أنه كان يحرض المعتز على المسير إلى بغداد، والمعتز يأبى ذلك ويكرهه، فاتفق أن بغا اشتغل بتزويج ابنته من صالح بن وصيف، فركب المعتز ومعه أحمد بن إسرائيل إلى كرخ سامرأن إلى بابكيال التركي ومن معه من المنحرفين عن بغا.
وكان سبب انحرافه عنه أنهما كانا على شراب لهمأن فعربد أحدهما على الآخر، فاختفى بابكيال من بغأن فلما أتاه المعتز اجتمع معه أهل الكرخ وأهل الدور ثم أقبلوا مع المعتز إلى الجوسق بسامرأن وبلغ ذلك بغأن فخرج في غلمانه وهم زهاء خمس مائة إنسان من ولده وقواده، فسار إلى السن، فشكا أصحابه بعضهم إلى بعض ما هم فيه من العسف، وأنهم خرجوا بغير مضارب ولا ما يلبسونه في البرد، وأنهم في شتاء، فأتاه بعض أصحابه وأخبره بقولهم، فقال: دعني حتى أنظر الليلة. (3/263)
فلما جن عليه الليل ركب في زورق، ومعه خادمان، وشيء من المال الذي صحبه، وكان قد صحه تسع عشرة بدرة دنانير، ومائة بدرة دراهم، ولم يحمل معه سلاحأن ولا سكينأن ولا شيئأن ولم يعلم به أحد من عسكره.
وكان المعتز في غيبة بغأن لا ينام إلا في ثيابه وعليه السلاح، فسار بغا إلى الجسر في الثلث الأول من الليل، فبعث الموكلون بالجسر ينظرون من هو، فصاح بالغلام فرجع، وخرج بغا في البستان الخاقاني، فلحقه عدة من الموكلين، فوقف لهم بغا وقال: أنا بغأن إما أن تذهبوا معي إلى صالح بن وصيف، وإما أن تصيروا معي حتى أحسن إليكم. فتوكل به بعضهم، وأرسلوا إلى المعتز بالخبر، فأمر بقتله، فقتل، وحمل رأسه إلى المعتز، ونصب بسامرأن وبغداد، وأحرقت المغاربة جسده، وكان أراد أن يختفي عند صالح بن وصيف، فإذا اشتغل الناس بالعيد، وكان قد قرب، وخرج هووصالح ووثبوا بالمعتز.
ذكر ابتداء حال أحمد بن طولون
كانت ديار مصر قد أقطعها بابكيال، وهومن أكابر قواد الأتراك، وكان مقيماً بالحضرة، واستخلف بها من ينوب عنه بها.
وكان طولون والد أحمد بن طولون أيضاً من الأتراك، وقد نشأ هو، بعد والده، على طريقة مستقيمة، وسيرة حسنة، فالتمس بابكيال من يستخلفه بمصير، فأشير عليه بأحمد بن طولون، لما ظهر عنه من حسن السيرة، فولاه وسيره إليها.
وكان بها ابن المدبر على الخراج، وقد تحكم في البلد، فلما قدمها أحمد كف يد ابن المدبر، واستولى على البلد؛ وكان بابكيال قد استعمل أحمد بن طولون على مصر وحدها سوى باقي الأعمال كالإسكندرية وغيرهأن فلما قتل المهدي بابكيال وصارت مصر لياركوج التركي، وكان بينه وبين أحمد ابن طولون مودة متأكدة استعمله على ديار مصر جميعها، فقوي أمره، وعلا شأنه ودامت أيامه، ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذوالفضل العظيم) الحديد: 21.
ذكر وقعة بين مساور الخارجي وبين عسكر الموصل
كان مساور بن عبد الحميد قد استولى على اكثر أعمال الموصل وقوي أمره، فجمع له الحسن بن أيوب بن أمد بن عمر بن الخطاب العدوي التغلبي، وكان خليفة أبيه بالموصل، عسكراً كثيراً منهم حمدان بن حمدون، جد الأمراء الحمدانية، وغيره، وسار إلى مساور وعبر إليه نهر الزاب، فتأخر عنه مساور عن موضعه، ونزل بموضع يقال له وادي الذيات، وهوواد عميق، فسار الحسن في طلبه، فالتقوا في جمادى الأولى، واقتتلوأن واشتد القتال، فانهزم عسكر الموصل، وكثر القتل فيهم، وسقط كثير منهم في الوادي فهلك فيه أكثر من القتلى، ونجا الحسن فوصل إلى حزة من أعمال إربل اليوم، ونجا محمد بن علي بن السيد، فظن الخوارج أنه الحسن فتبعوه، وكان فارساً شجاعأن فقاتلهم، فقتل، واشتد أمر مساور وعظم شأنه وخافه الناس.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة توفي أبوأحمد بن الرشيد، وهوعم الواثق والمتوكل، وعم أبي المنتصر والمستعين والمعتز، وكان معه من الخلفاء إخوته الأمين، والمأمون، والمعتصم، وابنا أخيه الواثق والمتوكل ابنا المعصتم، وأبناء ابني أخيه، وهم المنتصر، والمستعين، والمعتز.
وفيها في جمادى الآخرة توفي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب، عليه السلام، بسامرأن وهوأحد من يعتقد الإمامية إمامته، وصلى عليه أبوأحمد بن المتوكل، وكان مولده سنة اثنتي عشرة ومائتين.
وفيها عقد صالح بن وصيف لديوداد على ديار مصر، وقنسرين والعواصم.
وفيها أوقع مفلح بأهل قم، فقتل منهم مقتلة عظيمة.
وفيها عاود أهل ماردة من بلاد الخلاف على محمد بن محمد بن عبد الرحمن، صاحب الأندلس، وسبب ذلك أنهم خالفوا قديماً على أبيه، فظفر بهم، وتفرق كثير من أهلهأن فلما كان الآن تجمع إليها من كان فارقها، فعادوا إلى الخلاف والعصيان، فسار محمد إليهم، وحصرهم، وضيق عليهم، فانقادوا إلى التسليم والطاعة، فنقلهم وأموالهم إلى قرطبة، وهدم سور ماردة، وحصن بها الموضع الذي كان يسكنه العمال دون غيرهم.
وفيها هلك أردون بن ردمير، صاحب جليقية من الأندلس، وولي مكانه أدفونش، وهوابن اثنتي عشرة سنة.
وفيها انكسف القمر كسوفاً كلياً لم يبق منه شيء ظاهر.
وفيها كان ببلاد قحط شديد، تتابع عليهم من سنة إحدى وخمسين إلى سنة خمس وخمسين، وكشف الله عنهم.

(3/264)

وفيها وصل دلف بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي إلى الأهواز، وجند يسابور، وتستر فجبى بها مائتي ألف دينار، ثم انصرف، وكان والده أمره بذلك.
وفي رمضان سار نوشرى إلى مساور الشاري، فلقيه، فهزمه، وقتل من أصحابه جماعة كثيرة.
وحج بالناس علي بن الحسين بن إسماعيل بن عباس بن محمد.
وفيها توفي أبوالوليد بن عبد الملك بن قطن النحوي القيرواني بهأن وكان إماماً في النحوواللغة، وإماماً بالعربية، قيل مات خمس وخمسين وهوأصح.

This site was last updated 07/14/11