Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

 بقية أحداث سنة ستين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الخليفة يزيد بن معاوية
هدم الكعبة بالمنجانيق
سنة ستين بيعة يزيد
مسير الحسين للكوفة
مقتل الحسين
بقية أحداث سنة61
سنة اثنتين وستين
سنة63 ووقعة الحرة
سنة 64 وحصار الكعبة

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ذكر ولاية سلم بن زياد على خراسان وسجستان
قيل: في هذه السنة استعمل يزيد سلم بن زياد على خراسان.
وسبب ذلك أن سلماً قدم على يزيد، فقال له يزيد: يا أبا حرب أوليك عمل أخويك عبد الرحمن وعباد. فقال: ما أحب أمير المؤمنين. فولاه خراسان وسجستان، فوجه سلمٌ الحارث بن معاوية الحرثي جد عيسى بن شبيب إلى خراسان، وقدم سلم البصرة فتجهز منها، فوجه أخاه يزيد إلى سجستان، فكتب عبيد الله بن زياد إلى أخيه عباد يخبره بولاية سلم، فقسم عباد ما في بيت المال على عبيدة وفضل فضلٌ فنادى: من أراد سلفاً فليأخذ، فأسلف كل من أتاه، وخرج عباد من سجستان. فلما كان بجيرفت بلغه مكان سلم، وكان بينهما جبل، فعدل عنه، فذهب لعباد تلك الليلة ألف مملوك أقل ما مع أحدهم عشرة آلاف. وسار عباد على فارس فقدم على يزيد فسأله عن المال، فقال: كنت صاحب ثغر فقسمت ما أصبت بين الناس.
ولما سار سلم إلى خراسان كتب معه يزيد إلى أخي عبيد الله بن زياد ينتخب له ستة آلاف فارس، وقيل: ألفي فارس، وكان سلم ينتخب الوجوه، فخر معه عمران بن الفضيل البرجمي والمهلب بن أبي صفرة وعبد الله بن خازم السلمي وطلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي وحنظلة بن عرادة ويحيى بن يعمر العدواني وصلة بن أشيم العدوي وغيرهم، وسار سلم إلى خراسان وعبر النهار غازياً، وكان عمال خراسان قبله يغزون، فإذا دخل الشتاء رجعوا إلى مرو الشاهجان، فإذا انصرف المسلمون اجتمع ملوك خراسان بمدينة مما يلي خوارزم فيتعاقدون أن لا يغزو بعضهم بعضاً ويتشاورون في أمورهم، فكان المسلمون يطلبون إلى أمرائهم غزو تلك المدينة فيأبون عليهم، فلما قدم سلم غزا فشتا في بعض مغازيه، فألح عليه المهلب بن أبي صفرة وساله التوجه إلى تلك المدينة، فوجهه في ستة آلاف، وقيل: أربعة آلاف، فحاصرهم، فطلبوا أن يصالحهم على أن يفدوا أنفسهم، فأجابهم إلى ذلك وصالحوه على نيف وعشرين ألف ألف، وكان في صلحهم أن يأخذ منهم عروضاً، فكان يأخذ الرأس والدابة والمتاع بنصف ثمنه، فبلغت قيمة ما أخذ منهم خمسين ألف ألف، فحظي بها المهلب عند سلم، وأخذ سلم من ذلك ما أعجبه وبعث به إلى يزيد.
وغزا سلم سمرقن وعبرت معه النهر امرأته أم محمد ابنة عبد الله بن عثمان بن أبي العاص الثقفية، وهي أول امرأة من العرف قطع بها النهر، فولدت له ابناً سماه صغدى، واستعارت امرأته من امرأة صاحب الصغد حليها فلم تعده إليها وذهبت به. ووجه جيشاً إلى خجندة فيهم أعشى همدان فهزموا، فقال أعشى:
ليت خيلي يوم الخجندة لم ته ... زم وغودرت في المكر سليبا
تحضر الطير مصرعي وتروح ... ت إلى الله بالدماء خضيبا
ذكر ولاية يزيد بن زياد وطلحة الطلحات سجستان

ولما استعمل يزيد بن معاوية سلم بن زياد على خراسان استعمل أخاه يزيد على سجستان، فغدر أهل كابل فنكثوا وأسروا أبا عبيدة بن زياد، فسار إليهم يزيد بن زياد في جيش فاقتتلوا وانهزم المسلمون وقتل منهم كثير، فممن قتل يزيد بن عبد الله بن أبي مليكة وصلة بن أشيم أبو الصهباء العدوي زوج معاذة العدوية، فلما بلغ الخبر سلم بن زياد سير طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي، وهو طلحة الطلحات، ففدى أبا عبيدة بن زياد بخمسمائة ألف درهم، وسار طلحة من كابل إلى سجستان والياً عليها، فجبى المال وأعطى زواره، ومات بسجستان واستخلف رجلاً من بني يشكر، فأخرجته المضرية ووقعت العصبية فطمع فيهم رتبيل.
ذكر ولاية الوليد بن عتبة المدينة
والحجاز وعزل عمرو بن سعيد

قيل: وفي هذه السنة عزل يزيد عمرو بن سعيد عن المدينة وولاها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.
وكان سبب ذلك أن عبد الله بن الزبير أظهر الخلاف على يزيد وبويع بمكة بعد قتل الحسين، فإنه لما بلغه قتل الحسين قام في الناس فعظم قتله وعاب أهل الكوفة خاصة وأهل العراق عامة، فقال بعد حمد الله والصلاة على رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إن أهل العراق غدرٌ فجرٌ إلا قليلاً، وإن أهل الكوفة شرار أهل العراق، وإنهم دعوا الحسين لينصروه ويولوه عليهم، فلما قدم عليهم ثاروا عليه فقالوا: إما أن تضع يدك في أيدينا فنبعث بك إلى ابن زياد بن سمية فيمضي فيك حكمه، وإما أن تحارب؛ فرأى والله أنه هو وأصحابه قليل في كثير، فإن كان الله لم يطلع على الغيب أحداً أنه مقتول ولكنه اختار الميتة الكريمة على الحياة الذميمة، فرحم الله الحسين وأخزى قاتله! لعمري لقد كان من خلافهم إياه وعصيانهم ما كان في مثله واعظٌ وناهٍ عنهم، ولكنه ما قرر نازل، وإذا أراد الله أمراً لم يدفع، أفبعد الحسين نطمئن إلى هؤلاء القوم ونصدق قولهم ونقبل لهم عهداً؟ لا والله لا نراهم لذلك أهلاً، أما والله لقد قتلوه طويلاً بالليل قيامه، كثيراً في النهار صيامه، أحق بما هم فيه منهم وأولى به في الدين والفضل، أما والله ما كان يبدل بالقرآن غياً، ولا بالبكاء من خشية الله حداً، ولا بالصيام شرب الخمر، ولا بالمجالس في حلق الذكر بكلاب الصيد - يعرض بيزيد - (فسوف يلقون غياً) مريم: 59.
فثار إليه أصحابه وقالوا: أظهر بيعتك فإنك لم يبق أحد إذ هلك الحسين ينازعك هذا الأمر. وقد كان يبايع سراً ويظهر أنه عائذ بالبيت. فقال لهم: لا تعجلوا، وعمرو بن سعيد يومئذٍ عامل مكة، وهو أشد شيء على ابن الزبير، وهو مع ذلك يداري ويرفق، فلما استقر عند يزيد ما قد جمع ابن الزبير بمكة من الجموع أعطى الله عهداً ليوثقنه في سلسلة، فبعث إليه سلسلة من فضة مع ابن عطاء الأشعري وسعد وأصحابهما ليأتوه به فيها، وبعث معهم برنس خز ليلبسوه عليها لئلا تظهر للناس.
فاجتاز ابن عطاء بالمدينة وبها مروان بن الحكم فأخبره ما قدم له، فأرسل مروان معه ولدين له أحدهما عبد العزيز وقال: إذا بلغته رسل يزيد فتعرضا له وليتمثل أحدكما بهذا القول، فقال:
فخذها فليست للعزيز بخطةٍ ... وفيها فعالٌ لامرىءٍ متذلل
أعامر إن القوم ساموك خطةً ... وذلك في الجيران غزلٌ بمغزل
أراك إذا ما كنت للقوم ناصحاً ... يقال له بالدلو أدبر وأقبل
فلما بلغه الرسول الرسالة قال عبد العزيز الأبيات، فقال ابن الزبير: يا بني مروان قد سمعت ما قلتما فأخبرا أباكما:
إني لمن نبعةٍ صمٍ مكاسرها ... إذا تناوحت البكاء والعشر
فلا ألين لغير الحق أسأله ... حتى يلين لضرس الاضغ الحجر
وامتنع ابن الزبير من رسل يزيد، فقال الوليد بن عتبة وناس من بني أمية ليزيد: لو شاء عمرو لأخذ ابن الزبير وسرحه إليك. فعزل عمرو وولي الوليد الحجاز، وأخذ الوليد غلمان عمرو ومواليه فحبسهم، فكلمه عمرو فأبى أن يخليهم، فسار عن المدينة ليلتين وأرسل إلى غلمانه بعدتهم من الإبل، فكسروا الحبس وساروا إليه فلحقوه عند وصوله إلى الشام، فدخل على يزيد وأعلمه ما كان فيه من مكايدة ابن الزبير، فعذره وعلم صدقه.
ذكر عدة حوادث
حج بالناس الوليد بن عتبة هذه السنة.
وكان الأمير بالعراق عبيد الله بن زياد، وعلى خراسان سلم بن زياد، وعلى قضاء الكوفة شريح، وعلى قضاء البصرة هشام بن هبيرة.
وفي هذه السنة مات علقمة بن قيس النخعي صاحب ابن مسعود، وقيل: سنة اثنتين، وقيل: خمس، وله تسعون سنة. وفيها توفي المنذر بن الجارود العبدي. وجابر بن عتيك الأنصاري، وقيل حر، وكان عمره إحدى وتسعين سنة، وشهد بدراً. وفيها مات حمزة بن عمرو الأسلمي، وعمره إحدى وسبعون سنة، وقيل ثمانون سنة، له صحبة. وفيها توفي خالد بن عرفطة الليثي، وقيل العذري، حليف بني زهرة، وقيل مات سنة ستين، وله صحبة.

This site was last updated 06/15/11