Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الرد على مجلة الكرازة بشأن حرم أوريجانوس

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الكرازة وإوريجانوس
الرد على الكرازة
أوريجانوس والتبخير للأوثان

Hit Counter

 

الرد على مجلة الكرازة

بشأن حرم العلامة القبطى النابغة أوريجانوس

 

مقالة فى مجلة الكرازة

جائت فى مجلة الكرازة الناطقة بلسان الكنيسة المصرية مقالة عن العلامة القبطى الشهير أوريجانوس بإسم مدرسة الإسكندرية لم يذكر كاتبها وحيث أنها صادره من مجلة الكرازة فهى بلا شك هى رأى الكنيسة القبطية والكنيسة ليس لها خيار آخر غير الدفاع عن قرار حرم أوريجانوس لأنها لا تملك المستندات فهو موضوع شائك ومر عليه قرون وأصيبت بسببه الكنيسة بنوع من الصداع الناتج من الأرق بأن يكون هذا الحرم نوع من أنواع الحسد والغيره من البابا ديمتريوس للعلامة أوريجانوس كما سرد صاحب المقالة وفيما يبدوا أن كاتب هذه المقالة لم يطلع على حياة العلامة القبطى الشهير أوريجانوس إطلاعاً  شاملاً ومن الملاحظ أيضاً فى مقالته نوعا من المقارنة بين البابا ديمتريوس الكرام البابا الـ 12 والعلامة القبطى الشهير أوريجانوس فى العالم المسيحى القديم والحديث وفى مقارنته راح يدافع عن قرار البابا بحرم أوريجانوس فسرد القصص التاريخية التى تؤكد قداسة البابا ديمتريوس إيحاءاً بأن قراره فى حرم أوريجانوس كان قراراً إلهيا صائباً وهذه القصص التاريخية موجوده ومؤكده من جميع المؤرخين ولكن قداسته لا تعنى إطلاقاً أن قرار الحرم كان سليماً فإذا كان البابا قديساً فقد كان أوريجانوس من أعظم المدافعين للإيمان المسيحى لدرجة أنه خاطر بحياته ويدافع عن المسيحيين المقبوض عليهم وكان يزورهم فى السجون ووالده أستشهد من أجل المسيح اما هو فقد سجن عدة مرات وتخرج من تحت يده المبشرين والشهداء والمعلمين والأساقفة والبطاركة والكهنة وعمل فى كرم الرب وكان البابا ديمتريوس يرسله لأماكن نائية يقاوم الهرطقات إلى آخره من أعماله التى لا يمكن سردها فى مقالة صغيرة كهذه وألف العلامة أوريجانوس كتب كثيرة وضخمة معظمها تجاوز عدد صفحاته المئات فقد تكون أوسع أعمال الأقدمين المسيحيين على الإطلاق فإن الجدول الذي وضعه المؤرخ أوسابيوس يُحصى ألفين مؤلف وآخرين قالوا بل ستة ألاف ولم يصل إلينا إلا القليل منها ويفسر المؤرخون إنتاجه الهائل إلى أنه كان يجلس تحت رجليه سبعة من الكتبة بينما هو يملى عليهم سبعة كتب مختلفة فى آن واحد كل واحد مقطع وقد تطرّق إلى مختلف القضايا: اللاهوت والحياة الروحية الحث على الإستشهاد، والصلاة، المناظرة، وشروح ومواعظ وقد سردنا هذه المقدمة المختصره عن أعماله حتى نوازن بين قداسة البابا التى ذكرها كاتب المقالة وأعمال هذا العلامة الذى أرجع شعوب بأكمها من الهرطقات للمسيحية ولكننا لن نعتمد على أعمال هذا العلامة فى الدفاع عنه مثلما فعل  كاتب مقال الكرازة عن البابا ديمتريوس عمق أوريجانوس في المعرفة الفكرية والأدبية والروحية، ليصبح فيلسوفاً ولاهوتياً كبيراً، لغوي، وباحث في علم الأخلاق، وحقوقي وحتى شاعر غنائي، إلى أن أصبح ذا شهرة عالمية من الإسكندرية إلى أنطاكية إلى روما إلى شمال أفريقيا حتى أنه أستدعى ليتكلم أمام الأمبراطور هنا يمكن القول بأن هذه الشهرة كانت من الأسباب التي أثارت أسقف مدينته عليه وقبل أن ننهى هذه الفقرة نود أن نذكر أنه بعد حرمانه ظل يعطى للسيد المسيح ويخدمه ويعمل من أجل الإيمان المسيحى فى محبة وطاعه وشجاعة حتى مات واليوم لقد حرمت الكنيسة القبطية هذا العلامة ولم تحرمه كنائس أخرى فماذا يفعل الرب يسوع إذاً معه فى اليوم ألأخير؟ وتسائل المتنيح العلامة الأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى " هل من انصاف للعلامة أوريجانوس؟"  فى كتاب - منشورات أبناء الأنبا غريغوريوس , موسوعة الأنبا غرغوريوس , الدراسات الفلسفية للمتنيح الأنبا غريغوريوس سنة 2004 م ص 276 - 278  

وفى قانون 51 فى المجامع (لايحل أسقف ما ربطه آخر) تقول

" لا يحل لأحد من الأساقفة أن بطلق رباط أحد حرمه أسقف غيره بحق واجب ما دام حياً ذلك الأسقف فإذا توفى الأسقف الذى ربطه ورأى الأسقف الذى بعده أن يطلقه فذلك جائز

**************************************

لا أحد يطلب شيئاً من الكنيسة القبطية

 والمفروض أن  يناقش موضوع الحرم فقط بموضوعية حيث انه موضوع إختلفت فيه الآراء ليس فقط فى خارج الكنيسة القبطية وإنما من داخلها أيضاً  خاصة أنه هذا الحرم من الكنيسة القبطية لم يكن الوحيد الذى إختلفت فيه الآراء حيث توجد حادثة تاريخية مشابهه حرمت الكنيسة القبطية فيها أيضاً القديس ذهبى الفم العظيم والمشهور فى التاريخ فنفته وعزلته من كرسية ومات فى المنفى ثم رجعت عن قراراها بعد أن مات محروماً ويقول الأنبا إيسيذوروس : " وذهب القديس يوحنا ذهبى الفم ضحية تعشقه لكتابات أوريجانوس فتعصب عليه (إغتاظ منه) الأنبا ثاؤفيلس السكندرى الذى كان يحسد شهرته وأبيفانوس القبرصى وعقدا ضده مجمعين فى القسطنطينية وطرداه من كرسيه " (كتاب الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 للأسقف الأنبا أيسذورس ص 174 ) وليس هذا موضوعنا كما أنه لا أحد يطالب الكنيسة القبطية بشئ من جهة حل أوريجانوس من الحرم ولكن عندما تهاجم مقالة فى مجلة الكرازة هذا العلامة الذى يعتبر فخر للأقباط على مدى التاريخ وما زالت مخطوطاته وأعماله ذخيره للمسيحية وأشهرها عمله بنسخ الكتاب المقدس ووضعه الترجمات من اللغات فى أنهار (أعمدة) فى مجلد واحد المجلد (أكزابلا) أى السداسى والمجلد (أنابلا) أى التساعى فلا بد من مناقشة هذا الهجوم فإذا كان الرجل قد مات محروماً من الكنيسة القبطية فحضن السيد المسيح واسع فهو الذى سيجازيه عن عمله ، إن الهجوم على رجل مات محروما  منذ قرون ليس من شيمة المسيحية ولا حتى من شيمة المصريين الأقباط 

ومن ضمن ما ذكرته مجلة الكرازة السنة 37 العددان19-20 14أغسطس 2009 م أن "البابا ديمتريوس الكرام : جاء من 191م وحتى 230م وعاش مدة كبيرة هو وصل للبطريركية وكان كبيراً فى السن وعاش حتى أصبح عمره فوق 100 سنة"أ.هـ أى أن هذا البابا جلس على العرش المرقسى وسنه ما بين 58- 60 سنة والمعروف أن هذا البابا لم يكن متعلماً وبدأ فى الدرس والتحصيل بعد جلوسة على العرش المرقصى أى فى سن الستين حيث يبدأ التفكير عادة فى عقل الإنسان يخبوا فكبر السن يمنع الإنسان من التركيز والإستيعاب والحكم على الأمور بنظرة ثاقبة وملاحظة المستجدات من الأمور حيث كثيراً ما يميل إما أن يرتكن على غيره فى تقديرها أو يكون ضيق الصدر حاد الطبع فيحكم حينئذ بنظرة قاصرة والمعروف أن هناك فترة طويلة عمل فيها أوريجانوس مع البابا ديمتريوس وحكم الحرم فيما يبدوا صدر فى سن متأخره من حياة البابا ديمتريوس

*****************************************

أسباب حرم العلامة أوريجانوس

أولاً : مسألة الخصى ..

1- وحدث أنه بينما كان أوريجانوس يقوم بتعليم الإيمان فى مدينة الإسكندرية (ما يقارب الثلاثين عاماً أسد رستم، آباء الكنيسة. منشورات المكتبة البولسية. طبعة ثانية 1990 ص.117)  أتى عملاً يدل على عقل لم ينضج بعد وتفكير صبيانى , ولكن عمله هذا فى نفس الوقت يعطى أعظم برهان على قوة الإيمان والعفة وإصراره على ضبط النفس وقد أخذ أوريجانوس كلمات الإنجيل : " يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات " بالمعنى الحرفى (مت 19 : 12 ) , وذهب فى فهم معناها إلى أقصى حدود الكلمات وكان هدفه يتمم كلمات المخلص وفى نفس الوقت يقطع كل فرصة قد يتخذها غير المؤمنين لإساءة الظن ( فقد كان يلتقى بالرجال والنساء عندما كان يدرس الإلهيات وكان صغيراً فى السن شاباً يافعاً  18 سنة) فنفذ عملياً كلمة المخلص , وقد ظن أن ما فعله لن يعرف ويشتهر بين الكثيرين من معارفه واصدقاءه , ولكنه كان من المستحيل إخفاء عمل كهذا بالرغم مما بذله من جهد وتعامل شخصى لإبقاء ما فعله سراً مخفياً ( يوسابيوس القيصرى قصة الكنيسة ك6  ف8: 1- 2)

2-  الكنيسة القبطية معروف موقفها من مسألة خصى الأنسان نفسه حيث أنها ملتزمة بالتفسير الرمزى لهذه الآية وتحرم من يفسرها تفسيراً حرفياً ولم يكن أوريجانوس هو الوحيد الذى حرم لهذا السبب فيوجد أحد باباوات كنيسة الأسكندرية فعل ذات الفعل فأقصى من منصبة وأسقط أسمه من عدد الباباوات وكان هذا البابا بين البابا مكسيموس الـ 14 والبابا ثاؤونا الـ 15 وأسمه بفنوتيوس (ببنودة) قد حاولت الحصول على أخباره التاريخية ولكن لم أوفق ولكننا نفاجأ فى التاريخ أن سمعان الخراز قد فقأ عينه حينما أعثرته بل أن قرار السماء كان واضحاً وأنها أستخدمته لنقل جبل المقطم ونحن أمام شخصين فعلا نفس الفعل ونفذا الآيات حرفياً أحدهما باركته السماء ودخل إلى أفراحها والآخر حرمته الأرض وكانت الحجة أن أحدهما متعلم والآخر غير متعلم ويقول الأنبا إيسيذوروس :" وقد فسر أورجانوس الكتاب المقدس وذهب فى تفسيره مذهباً مخالفاً إذ أول كل ما ورد فيه تأويلاً مجازياً وجعل لكل عبارة معنى مزدوجاً خفياً وظاهراً ولم تخل سكين إبراهيم وحطبه من هذا المعنى الخفى والظاهر" وما زالت الكنيسة القبطية تتبع طريقته فى التفسير وقد تعجبت بأنه لم يأخذ الآية بتفسير مجازى كما أتبع وفسرها حرفياً ولكن يعتقد أنه لم يجد إلا معناها الحرفى وأستند إلى القول السابق "أناس خصاهم الناس" وقال البعض أنه حرم خوفاً من أن يحتذى الشعب حذو من يفعل ذلك ولكن لا يحتذى أحد حذوا أحد يقطع يداً أو يفقأ عيناً أو عضواً من أعضائه لأنه كما قال يوسابيوس الأمر يحتاج لجرأة وغيره فى الإيمان وأيضاً حب شديد لفضيلة العفة ، ولم يذكر التاريخ أن أحداً آخراً فعل نفس الفعل .

3- هناك فترة كبيرة بين خصى أوريجانوس نفسه والحرم تؤكد رضاء البابا القبطى وتغاضيه عما فعل بل أنه كما قال المؤرخ يوسابيوس القيصرى فى القرن الرابع " أعجب جداً بالجرأة التى دفعته لهذا التصرف , فقد كان مدركاً لغيرة إيمان أوريجانوس " وأستخدمه فى التبشير وأرسله إلى مناطق عديده ووعظه وممارسته لعمله بالأسكندرية إذاً فهناك فترة مارس فيها أوريجانوس التعليم والتبشير وأستخدمه البابا فى رحلات إيمانيه وتجاوز البابا عما فعله وكان يتقرب من الأسرار المقدسة بل أن البابا ذهب إلى أبعد من ذلك : "  فقدم له النصائح فى الحال وشجعه وزاد فى حثة للإستمرار فى تعليم الإيمان للشعب" ( يوسابيوس القيصرى قصة الكنيسة ك6  ف8: 3)  بل أن يوسابيوس يؤكد على غفران ديمتريوس لأوريجانوس قائلاً "هذا كان تصرفه فى البداية" إذا فليس هذا السبب لحرم البابا ديمتريوس له !!

***************************************

تغير البابا ديمتريوس تجاه العلامة أوريجانوس

ويقول المؤرخ يوسابيوس : " ولكنه (ديمتريوس) بعد ذلك مباشرة إذ رأى أن أوريجانوس كان ناجحاً ويزداد عظمة وشهرة بين الشعب غلب عليه الضعف البشرى وكتب إلى الأساقفة فى العالم واصفاً تصرف أوريجانوس بأنه فى غاية فى الطيش "  وكان البابا ديمتريوس يرسل خطابات للأساقفة الذين يدعون أورجانوس للتعليم فى وجودهم قائلاً لهم لا يصح لعلمانى أن يعلم فى الكنيسة فى وجود كهنة أو أساقفة وأمر أوريجانوس بالعودة للأسكندرية فأطاع وعاد .. ولتلافى هذا الموقف قام أسقف قيصرية برسامته قساً يقول يوسابيوس : " ولكن اسقفى قيصرية وأورشليم اللذين كانا من أشهر أساقفة اليهودية - إعتبر أوريجانوس خليقاً بأعظم درجات الإكرام فرسماه قساً عندئذ إزدادت شهرته جداً وأصبح أسمه معروفاً فى كل مكان ونال صيتاً عظيماً بسبب فضائلة وحكمتة وأما ديمتريوس فإذ لم يكن لديه ما يقوله ضده سوى ذلك العمل الصبيانى أتهمه بمرارة وتجاسر على أن يتهمه ويشرك معه فى هذه الإتهامات أولئك الأساقفة الذين نصبوه قساً " فخلال رحلة له إلى بلاد فلسطين سنة 230 م ارتضى أوريجانوس أن ينال الرسامة الكهنوتية على يد  أساقفة فلسطين مما دفع أسقفه في الإسكندرية إلى إصدار أحكامه وإدانته علناً، وتجريده من حقوقه الكهنوتية، وخاصة منعه من الإقامة والتعليم في الإسكندرية، فاستقر أوريجانوس في قيصرية فلسطين واضعاً نفسه تحت حماية أسقف المدينة وتابع نشاطه معلماً وواعظاً وأعاد افتتاح مدرسته التي ما لبثت أن عرفت نجاحاً باهراً شبيهاً بنجاح مدرسة الإسكندرية وبفضل أوريجانوس أصبحت قيصرية المركز الفكري المسيحي الأكثر تألقاً فى الشرق(نشرة أخبار السريان العلامة أوريجانوس 1 ( 185- 245 ) للربان نثنائيل)

**********************************************

إتهامات البابا ديمتريوس 

وأضاف إليه البابا إتهامات فى كتاباته وهى : 1- أن الأنفس خلقت قبل الأجساد وحبست فيها المعاصى إرتكبتها 2- أن ألإبن مخلوق وغريب عن جوهر الآب 3- أن نفس المسيح وجدت وإتحدت فى الطبع الإلهى قبل زمان التجسد 4- أن المسيح أخذ جسداً بلا نفس ثم تركه بعد الصلب 5- أن أجسادنا الهيولية تتحول فى القيامة إلى غير هيولية 6- أن عذاب البشر محدود 7- إن الشياطين سيخلثون 8- أنه فسر قول السيد (مت19:12) تفسيراً حرفياً ونفذه

وكتب البابا الإسكندري القرار إلى كل الإيبارشيات، فدعا Pontias أسقف روما مجمعاً أيّد القرار، وهكذا فعل كثير من الأساقفة، فيما عدا أساقفة فلسطين والعربية وآخائية وفينيقية وكبدوكيا الذين رفضوا القرار. اضطر أوريجينوس أن يدافع عن نفسه ضد الاتهامات الخطيرة التي وجهت ضده. فقد أورد روفينوس في كتابه De Adulteratione نبذة طويلة من خطاب كان قد وجّهه أوريجينوس إلى أصدقاء له في الإسكندرية يشكو فيه من الملفقين الذين غيروا بعض فقرات من كتبه وشوهوها، ومن الذين نشروا في العالم المسيحي كتباً مزورة ليس من العسير أن نجد فيها ما يستحق السخط. كذلك يعرفنا القديس جيروم بوجود خطاب آخر كتبه أوريجينوس إلى فابيانوس أسقف روما يتهم فيه صديقه إمبروسيوس بأنه تسرع ونشر أحد كتبه في وقت غير مناسب وقبل أن يكمله، لعله قصد بهذا الكتاب "المباديء De Peincipiis" الذي أثار سخط الكثيرين ضده حتى بعد وفاته. وجاء في ميمره الخامس والعشرين على إنجيل لوقا: "إنه من دواعي سرور أعدائي أن ينسبوا لي آراء لم أكن أتصورها ولا خطرت ببالي".

ويؤكد الأنبا غرغوريوس براءة العلامة أوريجانوس من هذه الأخطاء فقال : " هناك آراء خاطئة نسبت إلى أوريجينيوس ووجدت فى كتاباته , ولكننا لا نعلم على وجه اليقين إذا كانت هذه الاراء الخاطئة مردها كلها أو بعضها إلى التلاميذ الذين كتبوا ففاتهم فكر الرجل فعبروا عنه خطأ , أو فاتهم عبارات أو كلمات , فجاءت كتاباتهم صورة شوهاء .. لما ما قاله العالم الكبير , أو أن هذه الأخطاء جائت من عمل النساخ الذين بحسن نية أو بسوء نية أضافوا او حذفوا , فجاءت كتاباتهم مشتملة ‘لى أخطاء , وصار  أوريجينيوس  مسئولاً عنها , لأنه لم يكن لديه وقت لمراجعتها وتصحيحها , ولقد أمكنه , كما قلنا , أن يصحح بعضها , ولكنه لم يمكنه أن يصحح كل ما أتهمه به خصومه فيما بعد "

وتعليقنا الأخير  أن أوريجانوس حرم من الدفاع عن نفسه فى مجمع الإسكندرية المحلى الثانى فقد حرمه المجمع الأول من دخول مدينة الإسكندرية وحكم عليه غيابياً كما أنه عندما رسم كاهناً فى إيبارشية أخرى لها أسقفها فلا يكون للأنبا ديمتريوس سلطان عليه بحرمه لأنه أصبح تابعاً لأسقف أخر وكان المفروض أن يطالب الأنبا ديمتريوس بمجمع مسكونى لحرمه وهذا الحرم لأوريجانوس يعتبر تعدى على إختصاصات أسقف قيصرية اورشليم الذى رسمه قساً .

*******************************

موقف الكنائس المختلفة من حرم كتبه

وقد إستمرت الكنيسة زمناً طويلاً فى خصام ونزاع وشقاق بشأن مؤلفات أوريجانوس فإن مسيحى الغرب وبعض كنائس الشرق إعتبروها مقدسة وإنكبوا على قرائتها بينما طعن مسيحى الشرق فى إستقامة تعاليمها وحرموها ، وأول مجمع أقليمى إجتمع فى الأسكندرية تحت رئاسة وسعى البابا ديمتريوس فنزع من أوريجانوس رتبة كهنوته بدعوى أن رسم من أسقف قيسرية فلسطين الذى لا سلطان له عليه كما أنه خصى نفسه وأعترف بذلك لأسقفه ديمتريوس كما منعه من دخول الإسكندرية ولم يكن فى هذا المجمع قرار بالحرم إلا أن هذا المجمع لم يرضى به البابا ديمتريوس فعقد مجمعاً محلياً آخر وحرمه وحرم مؤلفاته ثم توالى إنعقاد المجامع فى عدة أماكن بسبب مؤلفاته فالبعض كان يحرم قراءه مؤلفاته والبعض الآخر كان يحلل ذلك .

This site was last updated 09/24/09