Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

م

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تضارب أيام خلق
هاروت وماروت
آدم
الملك سليمان
نوح
قايين وهابيل
يوسف1
داود
أسماء أخرى للسور القرآنية
قصة أهل الكهف قصة خيالية
قصة مريم القرآنية
Untitled 5781

 

هل الله الذى نعبده هو إله المسيحيـة واليهودية؟

إختلاف قصص الأنبياء :

إختلاف قصة قايين وهابيل المسيحية عن قصتهما القرآنية

 

قام المسيحيين  بوضع إنجيلهم وكتبهم مع التوراة فى كتاب واحد بحيث تقرأ جميع كتب اليهود ثم تنتقل منها إلى الإنجيل وتصل حتى نهايته فى سفر الرؤيا وأطلقوا على هذه الكتب الموحى بها إسم: الكتاب المقدس وإنجيل المسيحيين يعترف بكل ما ورد من قصص فى التوراة لأن المسيحيين يؤمنون أن المسيحية هى إمتداد لليهودية ولكن عندما نقرأ قصة قايين وقابيل فى القرآن نجدها تختلف عن التى وردت بالتوراة فى تفاصيلها وقد جعل مفسرى القرآن أن هدف قتل قايين (قابيل الإسم القرآنى) لأخيه هو المرأة فيرتقون بالقصة إلى درجة الأساطير فى تفاصيلها والخلاف بين هابيل وقابيل ..إذ تذكر أن لقابيل أخت اسمها اقليما ولهابيل أخت اسمها ليوثا وكان هنالك خلاف بين الأخوين حول الزواج من الأخت الأجمل أما فى التوراة فقد كان السبب هو التضحية الدموية التى قبلها الرب من هابيل أما تقدمة قايين فقد كانت من ثمار الأرض حيث تشير التضحية الدموية إلى الخلاص بسفك الدم "أنه بدون سفك دم لا تحدث مغفرة" وتشير أيضاً إلى ذبيحة العهد الجديد الذى هو كلمة الإله السيد المسيح  الذى يشار إليه بـ " فديناه بذبح عظيم" ويري القديسان ديديموس الضرير وأمبروسيوس حول تفسير سفر التكوين : الآية [اغتاظ قايين جدًا وسقط وجهه"  [5] إذ تفسد الخطية سلام الإنسان وتحطمه ليعيش في غيظ وضيق كما تنحدر بوجهه ليسقط إلى التراب عوض أن يرتفع نحو السماء وكما يقول الحكيم: "حكمة الإنسان تنير وجهه" (جا 8: 1) وبالمسيح يسوع يرتفع متهللًا ليقول: "نحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف" (2 كو 3: 18). الآن إذ سقط وجه قايين لم يتركه الله هكذا منهارًا بل تقدم إليه يسأله: "لماذا اغتظت؟ ولماذا سقط وجهك؟ إن أحسنت أفلا رفع؟‍‍! وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها" [٧]. حقًا لم يقبل تقدمته لأنها من قلب غير نقي لكنه لا يتركه في سقوطه بل يتقدم إليه بالحب يحدثه في صراحة ووضوح: "إن أحسنت أفلا رفع؟‍" وكأنه يعاتبه، قائلًا: "إن أحسنت ما بداخلك أفلا أرفع وجهك من جديد؟‍ لماذا تستسلم للغيط ولماذا تترك وجهك ساقطًا؟!‍" وفي تحذير يقول له: "إن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة، وإليك اشتياقها، وأنت تسود عليها"، وكأنه يقول له" "إني أري خطية القتل رابضة عند الباب تود أن تتسلل إلى أعماقك مع أنك أنت تسود عليها أي صاحب السيادة والإرادة لك أن تقبلها ولك أن ترفضها أنت لا تزال سيدًا عليها لكنك إن قبلتها تسود عليك وتحدرك إلى عبوديتها. مادامت عند الباب رابضة فهي ضعيفة، لكن إن تسللت تضعف أنت أمامها وتنحني لها بروح العبودية. ] وهذا هو الفرق بين صلاة المسيحيين الذين يرفعون رؤسهم إلى السماء والشعوب الأخرى الذين يصلون ويسقطون بوجههم للأرض  إلى التراب

وهذا يدل على أن المصدر الذى إعتمد فيه القرآن فى قصته ليس هو نفس مصدر التوراه وهذا الإختلاف يقودنا إلى أن الله الذى هو مصدر القرآن هو ليس إله اليهودية والمسيحية لإختلاف القصتين ومن وجهة نظر أخرى فقد كان مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث يشير إلى إجرام قايين وقتله لأخيه فقال فى 3/1/2003 م : نستأنف الحكم إلى الله وحده إن الله الذي قال لقايين القاتل الأول "صوت دم أخيك صارخ إلى من الأرض" نصرخ إلى عدله الإلهي دماء عشرين قبطيا سالت على أرض الكشح في صعيد مصر وتصرخ معها دماء أخوة لهم سالت في أبو قرقاص وفي الدير المحرق وفي ديروط وصنبو وفي التوفيقية بسمالوط وفي منشأة دملو وفي غير ذلك كلها تصرخ إلى عدله الإلهي وإن لم تجد إنصافا على الأرض فهي تطلب الإنصاف من الله وحده وهومصدر كل عدل كان الحكم الذي صدر في قضية الكشح مصدر إحباط للأقباط كلهم وترك في نفوسهم جرحا عميقا وأثر لا يمحى من ذاكراتهم على مر الزمن لذلك هم يتجهون إلى الرب الذي لم ينس مطلقا دماء هابيل الصديق.. فهو يقيم العدل ويعطي العزاء

وقد إكتشف المؤرخون أن القصة القرآنية لقايين وهابيل وردت فى التلمود ولهذا إعتبر المستشرقون أن التلمود مصدر من مصادر قصص القرآن  وقد وردت هابيل وقابيل فى التلمود الجزء 5  وبها قصة أبني آدم  وأيضاً التفاصيل المناضرة لهذه القصة والواردة في قصص الهاجادا من التراث اليهودي

****************************
قايين وهابيل فى القرآن
جاء في سورة المائدة [27واتل عليهم نبأ أبني آدم بالحق إذ قربّا قربانا فتقبّل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر قال لأقتلنّك قال أنما تقبّل الله المتقين 28لئن بسطت ألي يدك لتقتلني ما أنا باسط يدي أليك لأقتلك أني أخاف الله رب العلمين 29أني أريد أن تبوء بإثمي وأثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين 30فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين 31فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين] في فصل (قتل الأخ) يذكر الكاتب أنه إضافة إلى عدم تقبل الله لقربان قابيل(قاين)وعدة مشاكل أخرى بين الأخوين.فأنه قد حصلت هنالك مشكلة ...وذلك أن الله ولغرض استمرارية الجنس البشري -قد جعل لكل أخ عند ولادته أختا تؤاما وكانت أخت هابيل جميلة جدا لذلك فقد فكّر قابيل (قاين) كثيرا في طريقة للتخلّص من أخيه

**********************

مقارنة بين القصة الإسلامية والتلمودية
وبمقارنة بين القصة الاسلامية والاسطورة التلمودية نجد إختلافات هى :

 أولا الحوار الذي تم بين هابيل وقابيل إذ لم تذكر التوراة حوارا بينهما... يقول جنزبرك في كتابه أساطير اليهود أن الحوار التالي تم بين الأخوين بعد فتح موضوع خلافي بين الاخوين : وعندها قال قاين:" وأن أردت قتلك, من هناك ليطلب دمك منّي؟" أجاب هابيل :" الله الذي جلبنا إلى هذا العالم, سينتقم لي وسيطلب دمي منك أن ذبحتني. الله هو القاضي الذي يرد على المسيئين سيئاتهم وعلى الأشرار شرورهم . أن قتلتني فسيعلم الله سرّك .وسيدبر لك عقابا "...ا
ثانياً  :قصة الغراب أذ لا ذكر له في التوراة...ولكن في القصة التلمودية يكن آدم وزوجته هما اللذان شاهدا الغراب وتعلّما طريقة الدفن
يقول الكتاب تحت موضوع (عقاب قاين) ما ترجمته: تغيّرت الطبيعة أيضا بدفن جثّة هابيل,لفترة طويلة ضلّت الجثة مكشوفة وممددة على الأرض, لأن آدم وحوّاء لم يعرفا ماذا يفعلان بها.جلسا بجانبها ينتحبان, وكان كلب هابيل الوفي يحمي الجثة لألا تصاب بأذى من الطيور و الوحوش.وفجأة لاحظ الأبوان المنتحبان كيف أن غرابا نبش الأرض في بقعة معيّنة .ثم أنه دفن طائرا ميتا من نوعه في الأرض . فاتّبع آدم خطى الغراب ودفن جثمان هابيل. فكوفئ الغراب من قبل الله . فحين تولد صغار الغربان يكون ريشها أبيض ,ولعدم تعرف الأبوين على نسلهم فأنهم يرمونهم للأفاعي . ., هنا الله يطعمهم حتى يصبح لون ريشهم أسود يعود لهم أبواهم .وكمكافئة ثانية فأن الله يستجيب لطلب الغربان عندما تصلّي لنزول المطر - والقصة التلمودية أضبط من القرآن ..فكيف يتندم اخ غادر قاتل ...ذبح أخاه ..على عدم معرفته دفن أخيه؟! .....ويا ليته تندم على قتله بدلا عن هذا.. . الآن أصبح أخاه ؟...بعد أن قتله؟!.....ومن من يواري سوءة أخيه ...العالم فارغ تقريبا.

ثالثاً : القرآن لا يذكر اسم ابني آدم .. فلا أدري لماذا يصر المسلمون على تسميتهما هابيل وقابيل...الاسمان التوراتيان هما ..هابيل وقاين..والاسمان لهما رموز فى المسيحية ولهما معنى باللغة العبرية كما تقول التوراة اما قاين فمعنى اسمه بالعبريّة قشّة علي أي الأحوال أدركت حواء أن طفلها هو عطية إلهية لذا دعته "قايين"، أي (مُقتنى) وقالت: "اقتنيت رجلًا من عند الرب" [١] ولعل سر فرحها به أنها ظنت مجيء المخلص الموعود به من نسلها قد اقترب جدًا، وربما انتظرت أن يتحقق ذلك في أيامها  ولكن حواء "ثم عادت فولدت هابيل" [٢] وهابيل معناها بالعبرية ..نسمة او بخار ....لا حظ ان الرب تنسّم رائحة الذبيحة التي قدمها هابيل  - وقايين يمثل البشر الذين يعبدون الرب بطريقة جسدية ولا يقبل الرب تقدماتهم أو عبادتهم الشكلية لأن قلوبهم مملؤة شرا بينما بينما يمثل هابيل القلب المملوء حبا العابد بالروح   القصة اليهودية تتكلم عن أخوات قابيل وهابيل وتتكلم عن دفن الغراب لغراب مثله ...هذا لم يذكره القران صراحة .... قصص الرواة متأخرة أكثر عن عصر القرآن ..
*******************************************

تفسير الشيعة عن قصة قايين وهابيل

تَفسير الصَّافي تَأليفْ فيلسوف الفقهاء ، وفقيه الفلاسفة ، أستاذ عصره ووحيد دهره ، المولى محسن الملقب بـ « الفيض الكاشاني » المتوفي سنة 1091هـ صححه وقدّم له وعلق عليه العلامة الشيخ حسين الأعلمي - تفسير سورة النساء

قال آدم يا رب زوج هبة الله فاهبط الله حوراء فولدت له أربعة غلمة ثم رفعها الله فلما أدرك ولد هبة الله قال يا رب زوج ولد هبة الله فأوحى الله عز وجل إليه أن يخطب إلى رجل من الجن وكان مسلما أربع بنات له على ولد هبة الله فزوجهن فما كان من جمال وحلم فمن قبل الحوراء والنبوة للانتهاء إلى آدم عليه السلام وما كان من سفه أو حدة (1) فمن الجن .
والعياشي عنه عليه السلام قال ان آدم ولد له أربعة ذكور فاهبط الله إليه أربعة من الحور فزوج كل واحد منهم واحدة فتوالدوا ثم ان الله رفعهن وزوج هؤلاء الأربعة أربعة من الجن فصار النسل فيهم فما كان من حلم فمن آدم وما كان من جمال فمن قبل الحور العين وما كان من قبح أو سوء خلق فمن الجن . وفي رواية لما ولد لآدم هبة الله وكبر سأل الله أن يزوجه فأنزل الله له حوراء من الجنة فزوجها إياه فولدت له أربعة بنين ثم ولد لآدم ابن آخر فلما كبر أمره أن تزوج الجان فولد له أربع بنات فتزوج بنو هذا بنات هذا فما كان من جمال فمن قبل الحوراء وما كان من حلم فمن قبل آدم وما كان من خفة فمن قبل الجان فلما توالدوا صعدت الحوراء إلى السماء .
وفي الفقيه عنه عليه السلام ان الله عز وجل أنزل على آدم حوراء من الجنة فزوجها أحد إبنيه وتزوج الآخر ابنة الجان فما كان في الناس من جمال كثير أو حسن خلق فهو من الحوراء وما كان فيهم من سوء خلق فهو من آدم الجان .
وفي قرب الاسناد عن الرضا عليه السلام حملت حواء هابيل واختا له في بطن ثم حملت في البطن الثاني قابيل واختا له في بطن فزوج هابيل التي مع قابيل وتزوج قابيل التي مع هابيل ثم حدث التحريم بعد ذلك .
وفي المجمع عن الباقر عليه السلام أن حواء امرأة آدم كانت تلد في كل بطن غلاما وجارية فولدت في أول بطن قابيل وقيل قابين وتوأمته اقليما بنت آدم والبطن الثاني هابيل وتوأمته (2) لوزاء فلما أدركوا جميعا أمر الله آدم أن ينكح قابيل أخت هابيل
____________
(1) الحدة : ما يعتري الانسان من النزق والغضب ، يقال حد يحد إذا غضب ( مجمع ) .
(2) التوأم من جميع الحيوان المولود مع غيره في بطن من الاثنين فصاعدا ذكرا أو أنثى أو ذكرا وأنثى جمعه توائم وتوآم كرخال ويقال توأم للذكر وتوأمة للأنثى فإذا جمعا فهما توأمان وتوأم وقد اتأمت الأم فهي متئم ومعتادته متئم وتاأم أخاه ولد معه وهو تئمة بالكسر وتوأمة وتيامة (ق) .
( 418 )
وهابيل اخت قابيل فرضي هابيل وأبى قابيل لأن أخته كانت أحسنهما وقال ما أمر الله بهذا ولكن هذا من رأيك فأمرهما الله أن يقربا قربانا فرضيا بذلك « الحديث » ويأتي تمامه في سورة المائدة عند تفسير واتل عليهم نبأ آدم .
وفي الاحتجاج عن السجاد عليه السلام يحدث رجلا من قريش قال لما تاب الله على آدم واقع حواء ولم يكن غشيها منذ خلق وخلقت إلا في الأرض وذلك بعدما تاب الله عليه قال وكان يعظم البيت وما حوله من حرمة البيت فكان إذا أراد أن يغشى حواء خرج من الحرم وأخرجها معه فإذا جاء الحرم غشيها في الحل ثم يغتسلان اعظاما منه للحرم ثم يرجع الى فناء البيت قال فولد لآدم من حواء عشرون ذكرا وعشرون انثى يولد له في كل بطن ذكر وأنثى فأول بطن ولدت حواء هابيل ومعه جارية يقال لها اقليما قال وولدت في البطن الثاني قابيل ومعه جارية يقال لها لوزاء وكانت لوزاء أجمل بنات آدم قال فلما أدركوا خاف عليهم آدم الفتنة فدعاهم إليه وقال اريد أن انكحك يا هابيل لوزاء وأنكحك يا قابيل اقليما قال قابيل ما أرضى بهذا أتنكحني اخت هابيل القبيحة وتنكح هابيل اختي الجميلة قال فأنا أقرع بينكما فإن خرج سهمك يا قابيل على لوزاء أو خرج سهمك يا هابيل على اقليما زوجت كل واحدة منكما التي خرج سهمه عليها قال فرضيا بذلك فاقرعا قال فخرج سهم قابيل على اقليما اخت هابيل وخرج سهم هابيل على لوزاء اخت قابيل قال فزوجهما على ما خرج لهما من عند الله قال ثم حرم الله تعالى نكاح الاخوات بعد ذلك قال فقال له القرشي فأولداهما قال نعم فقال له القرشي فهذا فعل المجوس اليوم قال فقال عليه السلام ان المجوس انما فعلوا ذلك بعد التحريم من الله ثم قال عليه السلام له لا تنكر هذا انما هي شرائع الله جرت أليس الله قد خلق زوجة آدم منه ثم أحلها له فكان ذلك شريعة من شرائعهم ثم أنزل الله التحريم بعد ذلك ، إن قيل كيف التوفيق بين هذه الاخبار والاخبار الأولى قلنا الاخبار الأولى هي الصحيحة المعتمد عليها وانما الأخيرة فانما وردت موافقة للعامة فلا اعتماد عليها مع جواز تأويلها (1) بما توافق الأولة واتقوا الله الذي تساءلون
____________
(1) قوله مع جواز تأويلها : علل المراد به أن التوأمة في كل بطن ان الله تعالى أنزل تارة من طينة الحوراء في بطن حواء ما يكون بمنزلة النطفة لا من نطفة آدم نظير ما صنع بمريم وأخرى من طينة الجان على ذلك المنوال أو المراد بما أنكر في الأولة التزويج من بطن واحد فلا ينافي الثانية إلى غير ذلك مما يجده المتأمل .

********************************************************************************************

تفسير السنــــــة عن قصة قايين وهابيل

كتاب  بدائع الزهور في وقائع الدهور المؤلف : السيوطي

22- قال الثعلبي لما كبر قابيل فوض اليه ادم أمر الزرع وفوض أمر الغنم الى هابيل فأوحى الله تعالى الى أدم بان يزوج اقليما بهابيل وان يزوج ليوثا بقابيل فأبى قابيل ان يتزوج بليوثا وقال لا اتزوج الا باقليما لانها ولدت معي في بطن واحد وهي أحب الى من أخت هابيل وكان يومئذ نكاح الاخت جائز لتكاثر النسل فعند ذلك قال لآدم يا بنى لا تعص الله فيما أمرنى به فقال لا أدع أخي أن يأخذ أقليما. فقال آدم أذهب أنت وأخوك فقربا الى الله تعالى قربانا وليكن من أطيب ما عندكما ثم يقف كل منكما وينظر من يتقبل قربانه فهو أحق باقليما فرضيا بذلك وخرجا وتوجها الى مكة فصعدا على جبل من جبالها وقرب هابيل قربانا من خيار غنمه وقرب قابيل قمحا لم يدرك في سنبله ثم وقف قابيل وهابيل ينتظران ما يكون من أمرهما فنزلت من السماء غمامة بيضاء فأشرقت على قربان قابيل ثم أعرضت عنه ومالت الى قربان أخيه هابيل فاحتملته وصعدت به الى السماء وهو قوله تعالى(فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر) الآيتين فقال قابيل لأخيه ان تأخذها قتلتك ولا أدع لك أختى الحسناء وما أنا بآخذ أختك القبيحة وبقي قابيل متحيرا كيف يقتل هابيل فأتاه ابليس اللعين على صورة بعض أخوانه فأخد حجرين من الأرض وضرب أحدهما بالآخر فانفلق الحجر نصفين وقابيل ينظر الى ذلك فقال لم لا أفعل بهابيل كذلك فنهض قال قابيل من وقته واتى الى أخيه هابيل فوجده نائما تحت جبل من الجبال فعمد قابيل الى صخرة فاحتملها وألقاها على رأس أخيه فقتله ومات وهو أول من قتل ظلما من أولاد آدم وكان عمره عشرين سنة فلما قتله بقي متحيرا كيف يصنع به فجعله في جراب وحمله على ظهره وطاف به الأرض وكانت السباع والطيور تحوم حوله وتنتظر متى يتركه لتأكله حتى بعث الله له غرابين فقتل أحدهما الآخر فلما قتله حفر له الأرض بمنقاره وبرجله ووضعه في حفره ورد عليه التراب فعند ذلك قال قابيل يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوأه أخي فأصبح من النادمين قال بعض المفسرين لم يندم قابيل على القتل ولكنه ندم على حمله حيث حمله قيل حمله سنة ولم يدر كيف يصنع به قال صاحب مرأه الزمان ان أرباب النجوم يذكرون أن كوكب الذنب لم يظهر في الدنيا الا عند قتل هابيل وعند القاء ابراهيم الخليل فى النار وعند هلاك قوم عاد وعند غرق فرعون واستمر من يومئذ لا يظهر الا عند ظهور أمر من طاعون أو قتل ملك من الملوك وقد ظهر في أول الاسلام عند غزوة بدر الكبرى وظهر عند قتل الامام عثمان بن عفان رضى الله عنه وعند قتل على بن ابي طالب كرم الله وجهه وهذا أمر قد جرب والله أعلم.
23- رأى أدم ضيقا في صدره خرج الى الأرض ليرى ما حدث فيها فلما وصل الى جهة أولاده رأى ابنه هابيل قد قتل وأخذ قابيل الاغنام وتزوج باقليما فعند قدوم آدم هرب قابيل وساح فى الارض خوفا من أبيه قال فلما تحقق أدم قتل ولده بكى ولما تحققت حواء ذلك صرخت فصار ذلك سنة في أولادهما وقت املصيبة. وأنشأ يرثى ابنه فقال
تغيرت البلاد ومن عليها … فوجه الأرض مغبرّ قبيح
تغير كل ذي طعم ولون … وقل بشاشة الوجه المليح
فالى لا أنوح بسكب دمع … وأجفان مسهدة قروح
قتل قابيل هابيلا أخاه … فوا أسفا على الوجه الصبيح
وقيل هذا أول شعر قيل في الارض وأجمع أهل التواريخ على صحة ذلك ما عدا الشيخ أبا الفرج ابن الجوزي فانه ينكر ذلك ويقول ان آدم لم ينطق بالشعر ومما يؤيده ان كان سريانيا وان صح فانها كلمات سريانية وعربت أبيات شعر قال الثعلبي لما علم آدم بقتل هابيل أقام ستة لا يضحك ولا يطأ حواء فأوحى الله تعالى اليه يا آدم الى كم هذا البكاء والحزن انى معوضك عن هذا الولد بولد يكون صديقا نبيا وأجعل من نسله الأنبياء الى يوم القيامة وعلامته أنه سيوضع وحده في بطن واحد فاذا ولد تسمه شيثا ومعناه بالسريانية عبد الله فلما حملت به حواء لم تجد لحمله ثقلا وولدته من غير مشقة ولما ولدت حواء شيثا كان ما مضى من قتل قابيل مائة سنة. ذكر الثعلبي أنه لما ولدت شيث وكبر اعتزل آدم الى عبادة ربه وقراءة الصحف وصار شيث يتولى أمر اخوته ويقضي بينهم بالحق

This site was last updated 05/12/12