Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سيرة البابا الأنبا يوأنس 19 الـ 113

+ إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأنبا يوأنس قائمقام
المطران يصبح بابا
إنقسام القبط وإختيار البابا

 

الوطن الأصلي دير تاسا

لملوك المعاصرون الملك فؤاد الأول و فاروق الأول

ولد البابا يوأنس فى بلدة دير ناسا بمحافظة أسيوط  فى 6 يناير 1858م وتسمى بأسم "حنا"  (1)   وتعلم فى كتاب البلدة كما جرت العادة

قصة إلتحاقه بدير البراموس

ولما بلغ سنه 17 سنة تاقت نفسه للرهبنة فذهب إلى الدير المحرق لقربه من بلدته ، ولكنه إضطر لتركه بعد شهور لأن أبويه بحثا عنه وعرفوا أنه فى الدير المحرق فضغطا عليه للعوده معهم وتركه ، ولمنه لم يستطع المكوث تحت السقف الأبوى وإشتاق للسقف السمائى فإن حبه للرهبنه كان قد سيطر عليه وتملك من قلبه فترك الدير القريب حتى لا يتسرب أمره إلى والديه وذهب إلى دير السيدة العذراء الشهير بالبراموس

وحتى يضمن عدم تدخل أبويه فى رغبته ذهب أولاً إلى البابا الأنبا كيرلس الخامس الذى كان قد تولى رعاية الكنيسة فى تلك السنة عينها فأشار عليه بدخول دير البراموس وكان هذا البابا قد قضى سنين رهبنته فى هذا الدير وفترة دخول حنا للدير كانت فترة تمتع فيها الرهبان برعاية الأب عوض البرهيمى الذى لإشتهر بتواضعه وتقواه ، وأيضاً إستمتعوا بتوجيهات القمص عبد المسيح المسعودى الكبير الذى إستحق أن يطلق عليه لقب " أبو الرهبان دير السيدة العذراء برموس" ولقد كان هذا الأب الروحى عالما باحثاً ترك للكنيسة عدد غير قليل من الكتب : بعضها من تأليفه والآخر من تنقيحه وتبويبه

يوحنا رئيساً لدير البراموس

ودرب يوحنا نفسه على الطاعة والخدمة ، وكان حاراً فى عبادته نشيطاً فى العمل داخل الدير ، ولطاعته وتلبية إحتياجات إخوته الرهبان وخدمتهم أحبه الجميع ، وبعد إنقضاء سنتين على رهبنته رسم قساً وبلغ جهاده وتواضعه آذان البابا كيرلس الخامس فإمتلأ قلبه فرحاً  فأرسل يطلبه لياتى إلى دار البطريركية وجعله تلميذاً له ، ولكن التلميذ يوحنا عاوده الحنين للدير وحياة النسك وأدرك البابا مدى هذا الحنين فسمح له بالعودة لديره .

وبعد خمس سنوات من التعبد والعمل الشاق رسمه الأنبا كيرلس الخامس قمصاً ،وأقامه رئيساً للدبر فى ذات الوقت .        
وقضى يوحنا عشرة سنوات فى رئاسة الدير كان خلالها مثال الهمه والحزم والعمل وحسن تدبير الأمور لأخوته الرهبان والغيرة على مصالح الدير فوجه للزراعه إهتماما خاصاً وكان الدير يملك حوالى 87 فداناً حبن تسلم الدير أوصلها لمائتين فدان فى خلال العشر سنين التى رأس فيها الدير كما ركب آلات بخارية للرى فتضاعف المحصول وزاد الإيراد فكان يشترى بالفائض أطيانا زراعية .

يعتذر عن رسامته مطراناً لأثيوبيا

وحدث أن خلا كرسى أثيوبيا فإتجهت نية الأنبا كيرلس الخامس البطريرك لرسامته فإعتذر وقبل إعتذاره .

رسامته مطراناً للبحيرة ورئيسا للبراموس والأنبا بيشوى ثم مطرانا للمنوفية

وحدث أن خلا كرسى البحيرة فقدم شعب الإيبارشية تذكيات لرسامته مطراناً عليها فعارض وتمنع هذه المرة أيضاً ولكن البابا الذى كان يسمح له فى كل مرة ويسمع إعتذاراته رفض هذه المرة ولم يوافقه ، وفى مارس سنة 1887 فى 12 برمهات سنة 1603 ش رسمه مطرانا على البحيرة بإسم يوأنس وعين أيضا وكيلاً للكرازة المرقسية وأضاف لمسؤلياته رئاسة دير البراموس والأنبا بيشوى ، وعهد إليه البابا السكندرى الإشراف على شعب المنوفية حينما مرض مطرانه مرض الشيخوخة - فلما إنتقل مطرانها إلى الأخدار السمائية زكاه الشعب ليون مطرانها لما لمسوه فيه من حسن رعايته

وهكذا أصبح مطران البحيرة والمنوفية معاً بالإضافة لمسؤلياته الأخرى -

**

  صورة نادرة  - البابا يوأنس التاسع عشر  البطريرك ال١١٣
الصورة تعود لعام ١٩٣١
 يجلس في غرفته يطالع كتابا
الصورة نشرتها مجلة المصور وقتها
كانت البساطة اسلوب حياة اباء الكنيسة القبطية دوما وفي كل عصر
‫الفيس بوك
 #‏عضمةزرقا‬ - ياسر يوسف

إدارته الحكيمة

وكان مقره الرئيسى الإسكندرية فبدأ بتجميل الكاتدرائية المرقسية فجدد أثاثها وركب لها الثريات الفخمة ، ثم وجه إهتمامه للأوقاف القبطية بالعاصمة الثانية وكانت إيراداتها لا تزيد عن 1600 جنيها مصريا سنويا حين تسلمها وعندما تركها كانت تدر عشرة أمثالها وكانت للكنيسة أحكار (جمع حكر) دخلها 150 جنيها سنويا وتركها تدرعشرة أمثالها ثم بنى للكنيسة خمسة عمارات كبرى للإستغلال بحمته فى الإداره هناك ووهب لإداره هذه الأوقاف منزلا كان يملكه .  

وبعد أن رتب الناحية المالية إلتفت إلى التعليم ومصدر التعليم هو الكتب فلم يكتفى بإصدار الكتب المدرسية ولكن أمتد إلى الكتب الروحية اللازمة لتعليم الشعب شعائر الكنيسة ومن الكتب الضرورية لهذا الموضوع : كتاب الطروحات والإبصاليات التى تتلى فى برمونى وعيدى الميلاد والغطاس المجيدين " (2)  وقد كتب فى صفحتة الأولى ما يلى : " طبع بمعرفة الأب الجليل الأنبا يوأنس مطران البحيرة والمنوفية ووكيل الكرازة المرقسية الجزيل الإحترام " - عنى بتصحيحة وتنقيحة وضبطه القمص باخوم البراموسى والشماس عريان فرج سنة 1920م وكان الشماس عريان فرج مدرساللغة القبطية بالمدارس المرقسية بالأسكندرية

ثم شرع فى بناء كنيستين بالأسكندرية عاصمة الكرازة المرقسية إحدهما فى حى محرم بك بأسم السيدة العذراء مريم والثانية فى الرمل بإسم مارمينا على أرض من أوقاف الكنيسة ولما وجد الأرض كبيرة فقد بنى الكنيسة فى وسطها ثم شيد على ناصيتها المطلة على شارع الحرية وشارع جانبى عمارة سكنية لصرف مرتبات الكهنة وخدام الكنيسة من إيرادها وسار على هذا المبدأ فى جميع الكنائس التى بناها فى كل البلاد بالبحيرة والنوفية ، وقد إستطاع أن يبنى ثلاثين كنيسة أوقف على كل واحدة منه ما أمكنة من أطيان أو عقارات حرصاً منه على كرامة الخدمة وخدامها.

ثم وجد كنيسة مار مرقس بمدينة رشيد تحتاج إلى ترميم فجددها كما قام بترميم وتجديد المنزلين الموقوفين عليها وإشترى لها العديد من المخازن فإرتفع دخل هذه الكنيسة إلى مبلغ 250 جنيها سنويا وهو مبلغ جيد بقيمة العملة فى تلك الأيام (2)

أما بالنسبة للمشروعالت العامة التى تهم الكنيسة القبطية فقد ساند البابا كيرلس الخامس عند بنائه الإكليريكية ومدرستى الصنائغ والتدبير المنزلى وحين نشطت الجمعية الخيرية القبطية الكبرى لبناء المستشفى القبطى سارع فى المساهمة فى نشاطها ، كذلك ساهم فى مساندة القائمين على بناء كلية البنات القبطية بالعباسية وغيرها من المؤسسات التعليمية التى بدأت نهضة الكنيسة القبطية فى هذه الفترة فى أنحاء وادى النيل وقد عاون أيضا فى إنشاء المتحف القبطى .

صورة نادرة للبابا يوأنس التاسع عشر ال113
الصورة من مجلة المصور عدد 15 يوليو 1932
وفيها قداسته يطل من القطار المتجه الى الاسكندرية لتوديع من جاء للسلام عليه قبل سفره الى الاسكندرية

أول من أدخل الآلات الحديثة للأديرة

  لم ينسى الأنبا يوأنس دير البراموس الذى قضى فيه عدة سنين وكان يعلم أنه يوجدبها بئر عالى الملوحة وهو مصدر الشرب الوحيد فى الدير والرى

وفى سنة 1902م فكر فى عمل شيئ يزيل به هذه الملوحة فأحضر خبيراً فى المياة الجوفية فإقترح الخبير بوضع ماسورة كبيرة وأدخلها على عمق أكبر من عمق مياة البئر وبافعل خفت الملوحة قليلاً ولكنها لم تتلاشى نهائياً ومرت سنوات ومازال موضوع ملوحة المياة تشغل باله ن فعاد فى سنة 1914م وأحضر خبيراً آخر ، فإقترح على الرهبان دق بئر إرتوازية فخفت الملوحة ، ولما إرتقى السدة المرقسية رأى أن يعاود العمل على توصيل المياة الحلوة للدير فإشترة آلة لرفع المياة وتصلح للرى وطحن الغلال ولما أدت هذه الآلة النتيجة المطلوبة ووفرت المياة قرر تعميمها فى باقى الديرة (3) 

وحيد أبيه

وكان الأنبا يوأنس حريصاً فى التدقيق فى صلوات القدس كما حدث فى القصضة التالية : ط كان يشترك فى صلوات القداس وكان يراقب الكاهن يؤدى شعائر القداس الإلهى وحينما بدأ الكاهن صلاة القسمة وأخذ يقسم الحمل الذبيح داخل الصينية رأى الأنبا يوأنس أن الكاهن يقسمة بسرعة فقال له : " على مهلك عليه ده وحيد أبيه !"  

 **************************

المراجع

(1) يقول القمص صموئيل تاوضروس السريانى أن أسمه كان "بخيت"

(2) كلمة برمونى كلمة دخل للغة القبطية من اللغة اليونانية حيث أستعمل الأقباط الحروف اليونانية بدلاً من الحروف الديموطيقية ومعنى كلمة برمونى " خارج المحلة" ويطلق على (اليوم أو الثلاثة أيام) السابق على العيدين المجيدين وفيهما يمتنع الصائمون عن أكل السنك كما هو الحال فى الصوم الأربعينى وقد كان الأقباط يهتمون بطبع الكتب التعليمية والطقسية ولكن وصل الحال أن معظم الكتب التى تصدر هى كتب وعظية وأحياناً ميليلة الأفكار ، والكتاب المقدس الذى نستعمله طبعة بروتستانتية ترجمها للعربية المستشرقون الأمريكيون بمساعدة لبنانيين وقد قامت دائرة المعارف بإصدار ترجمة عربية بإشراف المتنيح الأنبا غريغوريوس وأتذكر أننى فهمت منها كلمة طوبة وكتبت فى الإنجيل الذى ترجم بمعرفة الأنبا غريغوريوس بـ سعداء وكذلك كلمة يصفون البعوضة ويبتلعون الجمل كلمة يصفون مكتوبة فيه على ما أتذكر لا يمررون البعوضة من المصفاة . 

(3) راجع الأدير المصرية العامرة - صموئيل تاوضروس السريانى ص 193

 

 

This site was last updated 12/29/14