Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الدماء تسيل فى شوارع القاهرة

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
القمص سرجيوس خطيب ثورة ١٩
المندوب البريطانى والزعماء الثلاثة
الكلمات التى أشعلت ثورة
الدماء فى شوارع القاهرة
إعلان الإفراج عن سعد
جمهورية زفتى المستقلة

Hit Counter

 

بركة دماء فى القاهرة
المصرى اليوم ٢٧/ ٣/ ٢٠١٠
كان طلبة المدارس العليا أول من أطلق الشرارة الأولى فى الثورة، فقد أثار اعتقال سعد زغلول ومن معه الشعب بجميع طوائفه وأراد طلبة مدرسة الحقوق أن يضربوا عن الدراسة احتجاجا على ما حدث وكان بينهم من أشار عليهم باستشارة رجال الوفد.
ويحدثنا عباس العقاد حديثا مفصلا عما دار بين عبدالعزيز فهمى والطلاب الذين ذهبوا لاستشارته، وكيف غضب وثار فى وجه الطلاب وطلب منهم أن يتركوا رجال الوفد ليعملوا، وانصرف الطلاب غاضبين وقد ذكرت بعض الكتابات أن اعضاء الوفد نصحوا الطلاب بعدم القيام بأى مظاهرة، والذى يعنينا أنه حتى بعد اعتقال سعد زغلول حاول المستر والتون الإنجليزى ناظر مدرسة الحقوق أن يثنى الطلاب عن عزمهم ببضع كلمات، ولكنه سرعان ما اكتشف أن الأمر أبعد من ذلك فاستعان بشخصية أكبر منه تصور أن الطلاب سيتأثرون بها وهى شخصية نائب المستشار القضائى، وكان يدعى موريس شلدون إيموس، فجاء على عجل لتهدئة الطلاب، فإذا به يزيد الطين بلة، فعندما قال لهم دعوا السياسة لآبائكم تزايد حماسهم وردوا عليه قائلين لقد سجنتم آباءنا،
وأضافوا: لسنا نريد أن ندرس القانون فى بلد يداس فيه القانون وهكذا رأى الإنجليزى الكبير أنه إزاء شىء لا عهد له به، فانسحب وعند هذا الحد كانت الرؤية قد اتضحت فى رؤوس طلبة الحقوق من وجوب التظاهر فنسوا أنهم أرسلوا فريقا منهم ليستشير، وأن هذا الفريق لم يرجع بعد، لقد صح عزمهم على وجوب التظاهر ولكنهم حتى هذه اللحظة لم يدركوا أن خروجهم سيكون بدء ثورة جارفة،
ولذلك فقد خرجوا بكل بساطة فى هدوء ونظام كما اعتادوا أن يفعلوا فى سابق العصر والأوان، وانضمت إليهم مدرسة المهندسخانة فالزراعة والمدارس الثلاث تقع فى منطقة الجيزة، ثم اتجهوا إلى مدرسة الطب فى قصر العينى، ومرة أخرى وقف المستر كينتنج ناظر المدرسة الإنجليزية متصورا أنه يمكن أن يهدئ الطلاب ببضع كلمات،
ويبدو أنه لم يكن لبقا فى حديثه وتطورت المظاهرات بعد ذلك وانضم إليها الشعب واعتقل الإنجليز ٣٠٠ طالباً، ولم يستطيعوا تفريق المظاهرات إلا بعد عناء عندما حل المساء، والشىء المحقق أن كل من بيدهم السلطة أدركوا أنهم يواجهون شيئا جديدا لا عهد لهم به ومع ذلك لم يكن بوسعهم أن يتصوروا مدى هذا البعد، فقد انقضى اليوم فى النهاية بسلام فلم يقع جرحى أو قتلى وليس إلا اليوم التالى ما أكد للقوم نهائيا أن الأمر أبعد وأعمق مما قدروا وأنه لم يعد ثمة مناص من الجرح والقتل.
فى القاهرة كانت قد بدأت المواجهات الدامية بالفعل فسقط القتلى والجرحى ودمرت بعض عربات الترام واقتلعت الأشجار، وفى ١١ مارس أضربت الهيئات والطوائف ثم أضرب عمال الترام وقد كان أحدث وسائل النقل وأنجحها، وقد توقفوا عن العمل فتوقفت حركة النقل فى المدينة.
ثم كان إضراب الحوذية وسائقى الحمير وكان النقل من مكان إلى آخر لا يزال يعتمد إلى حد كبير على الحمير وعربات الحنطور التى تجر بواسطة الخيول وقد كان هؤلاء وأولئك يقدرون بعشرات الألوف.
وتوقف سائقو التاكسى وسيارات النقل فبدت القاهرة فى الصباح المبكر كأنها مدينة مهجورة ولم تلبث أن سدت طرقاتها بالمظاهرات على أن التطور الذى أزعج الإنجليز بالدرجة الأولى هو إعلان المحامين الإضراب عن مزاولة أعمالهم، وما فتئ الإنجليز يعتبرون أنفسهم سدنة القانون حتى احتج عليهم رجال القانون بأعنف صور الاحتجاج، فقد كان ذلك ضربة قاصمة لإدارتهم، أما كيف كان احتجاجا عنيفا فذلك لأنهم لم يكتفوا فقط بعدم الحضور فى الدعاوى المنظورة بل قرروا أن يتقدموا بطلبات لنقل أسمائهم من جدول المشتغلين إلى غير المشتغلين.
وهذا نص أول قرار اتخذه بعض المحامين الذين تواجدوا فى محكمة الاستئناف، ولم يلبث مجلس النقابة أن صدق عليه واعتمده ونفذه جميع المحامين،
وفى ١٤ مارس وقعت مذبحة بعد صلاة الجمعة عقب خروج المصلين من مسجد الحسين، فجاءت سيارتان من سيارات الإنجليز المصفحة وأطلقتا الرصاص على جموع المصلين من المسجد فسقط ١٢ قتيلاً و٢٤ جريحاً، أقنع هذا الحادث الشعب بأنه لا فكاك لهم من الموت سواء تظاهروا أو لا، وهكذا كان كل يوم يمر وكل حادث يقع يزيد الشعب إصرارا على وجوب التخلص من الإنجليز، وكان المحامون الشرعيون قد أضربوا منذ ١١مارس أمام المحكمة الشرعية، وهاجم المتظاهرون دار المحكمة ولم يلبث العمل أن توقف كلية بالمحكمة التى أغلقت أبوابها، وكانت أنباء هذه الحوادث تسرى فى البلاد مسرى الكهرباء،
وكان الموقف فى بعض أجزاء من القطر قد تحول من مجرد مظاهرات يراد بها إعلان مطالب الشعب إلى تحد للسلطة والاصطدام بها ومن ذلك، شن المتظاهرون فى منيا القمح هجوماً على السجن العمومى لإطلاق سراح المسجونين وكانت مذبحة قتل فيها ٣٠ وجرح ١٩ ثم أظلمت القاهرة بإضراب عمال النور حيث كانت إضاءة القاهرة ليلاً تتولاها إحدى الشركات الأجنبية باستعمال غاز الاستصباح الذى يحتاج إلى مئات العمال لإشعالها كل ليلة، وكانوا لم يشاركوا فى الإضراب حتى ذلك الوقت بفكرة أن عملهم لا يبدأ إلا فى الليل، ولكن لما بات كل مصرى شديد الرغبة فى أن يقوم بنصيب من الاحتجاجات لحق عمال النور بالركب وأضربوا عن العمل وبدأت القاهرة تعيش فى الظلام.

This site was last updated 03/28/10