قالت المؤرخة أيريس حبيب المصرى : "  ومن الموجع حقاً أنه على الرغم من الفشل الذريع (فى محاولة إقناع البابا يوساب بتسليم إبراهيم لوقا والمنياوى إدارتهما الأوقاف القبطية وسحب المنياوى لأموال البطريركية وإقامة القضايا) أستمر إبراهيم فهمى المنياوى باشا بمساعدة القمص إبراهيم لوقا كاهن كنيسة مار مرقس بمصر القديمة فى السلوك فى خطة أخرى بالتهجم على الآباء وإشاعة أقاويل عنهم يندى لها الجبين لمجرد ذكرها!! ولقد فاتهما أن السهام التى يطلقونها ضد ألآباء يستطيع خصومهما أن بردوها إلى صدورهم وفيما يلى إحدى السهام المرتدة للقمص أبراهيم لوقا

سرحة (فشرة) مودرن

عندما نشرت جريدة مصر منذ أيام أن جناب القمص أبراهيم لوقا وكيل البطريرك قد رفض أن يتقاضى مرتباً عن أعماله فى الوكالة ، كان يعزمنا أن ننقل عنها هذا الخبر مشاركة لها فى الإشادة بمآثر الأب المحترم ، ولكن ظريفاً ممن بعرفون جنابه أستبعد صحة هذا الخبر وأستمهلنا ريثما يأتينا بوثيقة تدل على أن خبر كهذا بعيد التصديق ، وأيد كلامه بأن تحت يده خطاباً بعث به القمص أبراهيم لوقا إلى أحد الأعيان بمناسبة عيد الميلاد ويطلب فيه إرسال "معايدة" كعادته فى كل سنة .

وإلى جانب هذا صورة زمكرافية للخطاب المشار إليه .

والآن سؤال نوجهه إلى جناب الأب المحترم وهو :-

ألديه ما يطعن فى صحة هذا الخطاب وصحة التوقيع وثم سؤال آخر أما يرى جنابه أن فى طبعة هذا الخطاب مما يدل على أن لديه عشرات منه وأنه إعتاد أن يرسلها إلى الخيريين فى المواسم والأعياد؟

وسؤال ثالث أليس فى طلبه المعايدة "لشخصة الكريم" ما ينفى كل ظن أو إحتمال بأنها إعانة للكنيسة أو لأيه مؤسسة خيرية يرعاها جنابه؟

ثم ماذا يعنى "بالجولة الواسعة" المذكورة فى خطابه أيعنى بها "سرحة" كتلك السرحات التى يقوم بها بعض زملائه من الكهنة لجمع المعلوم فى المواسم وألعياد ، ونحن نعلم أن عملاً كهذا كان موضع إنتقادة دائماَ .

والآن وبعد هذا كله ، أبصر جنابه على صحة ما نشرته الجريدة المشار إليها من أنه تنازل عن مرتبه من منصب الوكالة؟

هذه أسئلة نرجو أن نتلقى عنها جواباً يبعث الطمأنينة فى نفوس أصدقائه المعجبين به والملتفين حوله .

وختاماً ندعو لجنابه بان يزيده الله من نعمة ، ويجعل أيامه كلها ، أعياداً ومواسم ..          "الديدبان"

مصر الجديدة فى 6 يناير 1946م

حضرة .. سلاماً وتحية وأحتراماً أرجوا لكم من الرب بركة وصحة وسلاماً لخادم الرب حق عليك أيها الحبيب لمناسبة عيد الميلاد المجيد وكنت أود أن أمر بنفسى لأقدم تهانى بالعيد السعيد وأتقبل شخصياً ما تسمح به نفسكم الكريمة لهذه المناسبة السعيدة ولكن الوقت يضيق عن القيام بمثل هذه الجولة الواسعة وأكون شاكراً لو تفضلتم بإرسال المعايدة التى ترغبون تقديمها لشخصى الضعيف ، أما قيمتها فمتروكة لتقديركم السليم والرب يبارككم ويمتعكم بكل هناء وسلام وكل عام وأنتم بخير تام. ----           المخلص القمص / أبراهيم لوقا

******

جناب الأب الموقر القمص / أبراهيم لوقا  (1)

أرجوا قبول المبلغ المرفق وقدره --------

لمناسبة عيد الميلاد المجيد

التوقيع / ----

الأسم / ----

العنوان / ----

*****************************

المراجع

(1)  " الأنوار" - الأحد 12 مسرى السنة 1662 - 18/ 8/ 1946م وتقول المؤرخ أيريس حبيب المصرى فى قصة الكنيسة القبطية الكتاب السادي حاشية ص 21 وإثباتاً للواقع أن ابنا القمص متى المسكين - عند مراجعته لهذا الجزء - أقترح عدم تسجيل هذا الخطاب على أن القمص أبراهيم لوقا قد تسبب فى الكثير من ألذى للكنيسة كما هو واضح للقراء ولا يزال مشايعوه للآن يجعلون منه بطلاً لذلك قد تركت هذا الخطاب ليكون شاهد على ما أتاه هذا الكاهن الذى كان خادما للكنيسة التى تحمل أسم الكاروز العظيم بمصر الجديدة

(2) قصة الكنيسة القبطية وهى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية التى أسسها مار مرقس البشير - الكتاب السادس أيريس حبيب المصرى - مكتبة المحبة طبعة 1985م