Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

المطران ليس من حقه أن يجلس على كرسى مار مرقس الرسول

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الباباوية ليست من حق المطران
أهداف إبراهيم لوقا والمنياوى من التزوير
لوقا والمنياوى والإشاعات

Hit Counter

 

وعاد بعض المطارنة يساندهم عدد من أعضاء المجلس الملي إلي المناداة بحق المطران في أن يصبح بابا.. ولو كنت سألت واحدا منهم! هل تسمح للرجل بأن يتزوج بأكثر من امرأة لأجابك بالنفي.. وكان هذا ما أعلنوه عندما حرموا الأسقف من أن يتطلع إلي أسقفية أخري وعاد الإخوة وعلي رأسهم الآباء إلي التعارك. كانت معركة ملتهبة من البداية بين فريق تملكه الرغبة في أن يعود إلي القوانين الرسولية الأصيلة ليستتب السلام، وفريق سيطرت عليه شهوة الحكم فعاود النداء بانتخاب المطارنة.
وقال المجلس الملي في بيان له وقتها: إن المجلس الملي العام لا يناصر مرشحاً معيناً ولا يحارب مرشحاً معيناً، فإن الأمر منوط إلي ذمة الناخبين وضمائرهم وشرفهم، وإن كل ما دار عليه البحث في المجلس هو مسألة مبدئية هي: ما إذا كان يجب أن يكون المرشحون من الرهبان حتما أو أنه يجوز أن يكونوا من المطارنة؟ وقد رأي المجلس أن يعهد إلي لجنة من أعضائه في زيارة الأديرة ومعرفة حالة الرهبان فيها، وعلي الأخص الرهبان الذين شهد الكثيرون بتقواهم وعلمهم وصلاحيتهم لتولي الكرسي البطريركي فيما إذا اقتضت إرادة الله إسناده إلي أحدهم.
ونفذ الحريصون علي التقاليد الوعد، وذهب البعض منهم إلي الأديرة وعادوا وقدموا ورقة بأسماء الرهبان الذين توسموا فيهم صلاحيتهم لهذه الكرامة، وكان منهم الراهب داود المقاري المشهور بالتقوي والورع ولكنه اتهم بأنه دخل الرهبنة طمعاً في الكرسي فأصدر المجلس الملي قراراً بأن رهبنة الرجل غير شرعية!!
وتناسي المجلس الملي عمداً أن القوانين الكنسية أباحت انتخاب العلماني المتبتل للبابوية، وحرمته تحريماً قاطعاً علي المطارنة والأساقفة!! إلا أن الذين ظلوا علي ولائهم للقوانين لم يوافقوا وأعلنوا ترشيحه للكرسي حتي جاءت ساعة الانتخاب، وكان إبراهيم لوقا والمنياوي قد دبرا الخطة علي إنجاح الأنبا يوساب بأي وسيلة، ولما كان الثاني وكيلاً للمجلس الملي فإنه كان يتسلم بطاقات الانتخاب التي ترد إلي الدار البابوية سواء لانتقال أصحابها إلي الدار الباقية أو لتغير حدث في عناوينهم، وهذه البطاقات التي لم يتم تسليمها لأصحابها أعيدت إلي أولي الأمر فوزعها المنياوي بالاتفاق مع إبراهيم لوقا علي أشخاص لا تجيز لهم لائحة الانتخاب أن يشتركوا فيه.
ثم حدث أن وقع إضراب عام في كل وسائل المواصلات في يوم الانتخاب، وكان لإبراهيم لوقا صديق حميم في الجيش هو الأميرالاي باسيل صدقي، فطلب منه أن يستحضر ما يلزمهم من لوريات الجيش لنقل مؤيدي الأنبا يوساب فقط. وبهذه الوسائل فاز الأنبا يوساب ثالث مطران يعتلي السدة المرقسية!! اعتلاها بالمخالفة للقوانين الكنسية ولتعاليم الآباء!!
وجاء الأنبا يوساب من جرجا سنة 1946 ومعه ملك جرجس، ولم يلبث ملك أن تملك كل شيء وصار بطريركيا غير متوج، وفرض الإتاوات علي الكنائس والأديرة، وتدخل في رسامة المطارنة والأساقفة، وبلغت ثروته بعد أربعة أعوام نحو ربع مليون جنيه، والبابا البطريرك ساكت عنه، غضوب علي المتذمرين منه.
ويكفي القول عما بلغته الأوضاع أيام الأنبا يوساب أن النيابة العامة حققت سنة 1950 في حادث اقتحامه وبعض رجاله حجرة المجلس الملي، وقيل إن البطريرك عين مطرانا للجيزة علي غير رغبة قبط الجيزة. وجأر الجميع بالشكوي من هذا الذي يحدث، ويكفي دلالة علي حدة المقاومة أن البابا تعرض في عام 1954 لحادث اختطاف، خطفه بعض الشباب وأخفوه في دير النبات، ثم اكتشف الأمر وأعيد إلي البطريركية وقدم الجناة إلي المحاكمة.
ويكفي أيضا أن المطارنة عقدوا مجمعهم في 5 سبتمبر وأصدروا قرارا بإعفاء الأنبا يوساب من منصبه وإبعاده عن مقر الكاتدرائية، وذكر المجمع أن سبب الإعفاء تتعلق بتبديد أموال الأديرة والكنائس، واتخاذه الأشرار مستشارين. ووافق مجلس الوزراء علي هذا القرار ومنع الأنبا يوساب من مزاولة مهام منصبه، وترك الأنبا يوساب مقر البطريركية في 24 سبتمبر قاصدا الدير المحرق ليقضي هناك ما تبقي له من حياة!!
وطلب الأنبا يوساب من الحكومة أن تتركه حرا يقيم حيثما شاء، واستقل القطار من ديروط إلي القاهرة منتوياً التوجه إلي مقر البطريركية، لكن المجلس الملي نجح في إقناع الحكومة بأن رجوع البطريرك يخالف القرار الصادر بوقفه ومن شأنه الإخلال بالأمن، فأغلقت أبواب المقر البطريركي، واتخذت الشرطة إجراءات الحيلولة دون وصول البطريرك إليه، فقصد الأنبا يوساب المستشفي القبطي حيث نزل هناك!
بسبب المعارضة بقي الرجل في المستشفي القبطي شهرا وراء شهر، وبدأ المطارنة والأساقفة المؤيدون له يعودون إلي مقار خدمتهم، واشتدت وطأة المرض علي الأنبا يوساب، فنقل محمولا إلي مقر البطريركية حيث مكث يومين توفي بعدهما في 13 نوفمبر سنة 1956. وبعد ثورة 23 تغير كل شيء حتي في القوانين ففي 3 نوفمبر سنة 1957 يصدر رئيس الجمهورية قراراً بلائحة جديدة لانتخاب البابا، ضمنها كل مطالب رجال الدين. لائحة أجازت للمطارنة والأساقفة حق الترشح بالمخالفة لقوانين الكنيسة وتقاليدها الراسخة، ويثور المجلس الملي ويرسل إلي رئيس الجمهورية مذكرة يضمنها اعتراضاته. ولم تجد المذكرة صدي لها ومن يقرأ تاريخ الكنيسة القبطية يدرك أن كل الذين تقلدوا البابوية كانوا ينزوون ويحاولون التهرب من مرشحيهم.
أساقفة كنيستنا هم ناقلو التقليد للشعب وهم المحافظون عليه، فكونوا كما أوصاكم البابا أثناسيوس الرسولي فتمسكوا بالإيمان وبالتقليد احرسوا ما تسلمتموه واتركوا كل ابتكار وتجديد، وعلموا شعبنا ألا يبالي بالأرواح المضلة، وأشدد في ختام دراستي علي أن لائحة انتخاب الباب مخالفة لكل القوانين الكنسية. ولائحة 1938 مخالفة تماما لتعاليم السيد المسيح. هذه المخالفة وتلك الخطايا لا تمت إلي طبيعة الكنيسة. إن صانعي الشر والهراطقة الذين كانوا وراء هاتين اللائحتين والذين استفادوا منهما قد غامروا بخلاصهم وأساءوا استعمال عطية الخلاص التي نالوها من الكنيسة، إنهم يحاولون إفساد الكنيسة لكنهم لن يستطيعوا، لأن الله القادر علي كل شيء ويحرسها، وأطالب بتغيير هذه اللائحة من أجل الكنيسة والمسيحيين

*************************

 ‬روزاليوسف ‬تنفرد بعرض الكتاب النادر ‬سقوط الجبابرة ‬شهوة البطريركية
اكتب روبير الفارس 19 سبتمبر 2009
‮"‬التاريخ يعيد نفسه‮" ‬مقولة جدلية هناك من يؤيدها وهناك من يرفضها‮.. ‬ولكن هذا الكتاب النادر الذي وقع في أيدينا عن طريق المصادفة يجيء في صف من يؤكدون أن التاريخ يعيد نفسه خاصة إذا كان هذا التاريخ هو التاريخ الكنسي‮.‬
عنوان الكتاب‮ "‬سقوط الجبابرة أو شهوة البطريركية‮".‬
‮- ‬بحث تاريخي قانوني مشوق لتثبيت تعاليم الكنيسة والرجوع إلي قوانينها المقدسة بقلم الأستاذ‮ "‬بشارة بسطورس‮" ‬الصادر عام‮ ‬1947‭.‬‮. ‬والقارئ لهذا الكتاب القديم الجديد يري واقعنا المعيش بين السطور‮.‬
يقول المؤلف إن الغرض من كتابه إعلان الحقيقة التالية‮: ‬أن المطران الذي يترك إبراشيته ويحصل علي الكرسي البطريركي‮.. ‬فضلاً‮ ‬عن أنه يخالف بذلك تعاليم الكنيسة‮.. ‬فإنه يفقد كثيرا من شخصيته‮.. ‬ويخسر جهاده الطويل وهو مطران‮.. ‬بل ويخسر المعركة ويعرض نفسه والكنيسة لمتاعب قاسية مما هو حاصل الآن في الكنيسة‮ -‬تري عن أي زمن يتحدث الأستاذ بشارة؟‮!- ‬وكما حصل في عهدي الأنبا يؤانس والأنبا مكاريوس وأن الخير كل الخير في التمسك بتعاليم الكنيسة‮.
‬ الصراع
وفي مقدمة الكتاب يقول الأستاذ بشارة عن الحاضر بصوت الماضي السطور الساخنة التالية‮: ‬شهد الشعب القبطي صراع ثلاثة مطارنة عظام حول ارتقاء الكرسي البطريركي‮.. ‬وبدون مبالاة بأنظمة الكنيسة وقوانينها وتقاليدها وبدون إبداء أسباب تخطي هؤلاء الآباء الثلاثة النظام الكنسي القويم،‮ ‬وهجروا إبراشياتهم،‮ ‬وتقلدوا منصب البطريرك‮.‬
وقد هال الشعب القبطي الغيور علي أنظمة الكنيسة والحريص عليها أن يري ظاهرة التفريط في الحرص علي تعاليمنا وقوانينا الكنسية تبدو في محيط أحبار الكنيسة‮.. ‬ويعتنق هذه الظاهرة شيوخ في الإيمان ثلاثة مطارنة عظام في شخصياتهم ولهم مكانتهم في عصرنا الحاضر‮.. ‬وقد قال الكتاب المقدس إن الشهوة دائمًا تؤدي إلي السقوط‮.. ‬ثم استعرض الكاتب أسماء الأساقفة الذين أصبحوا بطاركة وهم الأنبا يؤانس الـ19‮ ‬رقم‮ ‬

113‮ ‬والأنبا مكاريوس الـ13‮ ‬رقم‮ ‬114‮ ‬والأنبا يوساب الثاني رقم‮ ‬115‭.‬‮. ‬حيث صاروا باختيارهم المطلق قطعوا السبيل الصالح الذي عاشوا فيه متجاهلين نظام الكنيسة وقوانين الرسل والمجامع المقدسة‮.‬
مواقف لا تشرف
ولأننا نحتاج التاريخ لكي نقرأ الحاضر ونري المستقبل انظروا إلي ما كتبه بشارة في الماضي‮: "‬لقد اضطر حضرات الآباء المطارنة للوصول إلي الكرسي البطريركي أن يقفوا مواقف‮ ‬غير لائقة بكرامتهم وكرامة مركزهم الديني نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر‮:‬
1 ـ ‬استهدافهم القذف العلني من فوق المنابر وبالنشرات التي كانت توزع من الخصوم عن طريق المنافسة بين الخصوم‮.. ‬ولم تكن بدافع المصلحة العامة ولكن بدافع خدمة المرشحين‮.‬
2 ـ ‬استجداء الناخبين لعمل دعاية مكشوفة وبأجر‮.‬
3 ـ ‬إعطاء مواثيق عن أنفسهم بإجراء أنظمة معينة أو تنازل عن حقوق أو وعد بتنفيذ قوانين،‮ ‬فمثلا يتنازلون عن أوقاف الأديرة للمجلس الملي لكي يكتسبوا عطف رجال المجالس الملية‮.. ‬وبعد ارتقائهم الكرسي لم يفوا بتعهداتهم‮.‬
4 ـ ‬إغراء الناخبين بالنقود لكي يكتسبوا أصواتهم وقد وصلت نقود الدعاية إلي الآلاف‮.
5 ـ ‬القذف في بعضهم البعض أمام مؤيديهم وأمام بعضهم البعض وهذا يتنافي مع روح المحبة والوداعة التي أمر بها المسيح آباء الكنيسة‮.‬
6 ـ ‬الموافقة علي إجراءات شاذة لتفسير قوانين الكنيسة‮ ‬غير المألوفة كاعتبار القوانين‮ ‬غير المعترف بها من الكنيسة كأنها قوانين مشروعة وإخراج ألفاظها عن معانيها المألوفة‮.‬
7 ـ ‬انقسام الشعب علي نفسه وتخاصم فريق منه ضد فريق آخر عن طريق المحاماة لهم أو ضدهم لكسب المعركة‮.‬
‮٨ - ‬تركهم إبراشياتهم وخدمة كنائسهم وشعبهم التي ائتمنهم عليها المسيح له المجد وحضورهم إلي القاهرة لإدارة دفة الانتخابات بطرق مشروعة أو‮ ‬غير مشروعة كما حدث في الطعون المتنوعة التي قدمت للمجلس الملي العام‮.‬
9 ـ ‬عدم تكاتفهم وتعاونهم مع بعضهم البعض أثناء انعقاد المجمع المقدس وقد أدت هذه الحالة إلي عدم اجتماع المجمع في كثير من الأوقات‮.‬
ونحن نأسف إذ ندون كل هذا في الكتاب ولكننا نقول للأسف الذي يملأ قلوب الشعب إنه لا تزال نية من شيوخ آخرين من أحبار الكنيسة إلي اتخاذ هذا الطريق الصعب‮.‬
يمكن اعتبار هذا السطر الأخير نبؤة عن بيشوي وأرميا ويؤانس‮.‬
‮"‬الأنبا يؤانس التاسع عشر‮"‬
ولكي يؤكد الأستاذ بشارة وجه نظره يقدم أمثلة فعن البطريرك يؤانس الـ19‮ ‬يقول هذا المطران العظيم المصاب الحريص علي كرامته ما إن تولي كرسي البطريركية حتي رأيناه يفقد نفوذه ويتعرض لأطماع حاشيته والمقربين إليه وتتبدد ثروته وحتي إحساناته كانت تتبخر قبل أن تصل إلي أيدي الذين كان يعطف عليهم‮.‬
لما تولي الأنبا يؤانس مطران البحيرة كرسي البطريركية تاركا إبراشيته ومخالفا التعليم الكنيسة وقوانينها وتعاليمها لم يتمكن من البقاء في القصر البطريركي إلا بعد أن استدعي سبعة كهنة في الكنيسة‮ "‬أكثرهم علي قيد الحياة‮" ‬دعاهم لعمل سبعة قناديل لنوال سر مسحة المرضي مدة ‮٧ ‬أيام متتالية وذلك لأن‮ ‬غبطته كان يري رؤي مزعجة مرأي العين تقلقه وتمنعه من الاستقرار في القصر البطريركي‮.‬
وقد شهد كثير من الآباء والشعب بأنهم سمعوه يتلفظ بألفاظ الندم والاستغفار لنقضه نظام الآباء وقبوله منصب البطريرك بل لقد زاد به الأمر في أواخر أيامه فلعن اليوم الذي تطلع فيه إلي الكرسي البطريركي وقد لاحظ الكثيرون أنه لم يكن يجلس علي الكرسي البطريركي بل يجلس في الهكيل باستمرار أما ما رأيناه ولمسناه من الأعمال والتصرفات في الديوان البطريركي فقد كانت تسير من سيئ إلي أسوأ ناهيك عن المشاكل المحرجة وخروج مرؤوسيه عليه حتي لقد خرج الأمر من يده وأضحي مكرها علي أداء ما لا يريد أو يرغب وكلنا يذكر الهيبة والكرامة اللتين كانتا تحيطان به وهو مطران كانت قلوب الناس نحوه تتنافس‮.‬
ونذكر علي سبيل المثال المخالفات الكنسية التي ظهرت في عهده‮:‬
١- ‬نقل الكهنة من كنيسة إلي أخري وترك المذابح التي رسموا عليها وما كان ذلك ليحدث لولا انتقاله هو من إبراشيته‮.‬
2 ـ ‬كثرة الكهنة الذين رسموا مقابل هدايا نقدية،‮ ‬الأمر الذي لم تألفه الكنيسة من قبل‮.
3 ‮- ‬خلو الإبراشيات من الأساقفة زمناً‮ ‬طويلاً‮.‬
4 ‮- ‬عدم اكتراث الآباء الكهنة والمطارنة به في كثير من المواقف وتعدي الأساقفة علي إبراشيته بمصر والإسكندرية يقيمون بها الشعائر الدينية دون رقابة أو تصريح كما هو المألوف في النظام الكنيسة‮.‬
5 ‮- ‬تسلط الحاشية وبعض المقربين إليه تسلطا ظهر أثره في إلغاء الأوامر التي كان يصدرها فقد كان يقرر أمراً‮ ‬ويشير تابعه بإلغائه فيلغي‮.‬
6 ‮- ‬تناقص إيراد البطريركية حتي انعدم في أواخر أيامه وقد شكا الكثيرون من أولاده من هذه الظاهرة‮.‬
"‬الأنبا مكاريوس الثالث‮"‬
ومثال آخر هو البطريرك مكاريوس كتب عنه الأستاذ بشارة قائلاً‮ ‬هذا الحبر العظيم والعالم الكبير والملم بكل قوانين الكنيسة الذي قضي حياته الطويلة في العبادة زاهداً‮ ‬في كل مقتنيات الحياة قد وقع في حبائل عدو الكنيسة،‮ ‬ورغم تأكده من أن قوانين الكنيسة تأمر بألا يترك الأسقف إبراشيته نراه قد تنكر لهذا النظام الكنسي دون أن يبدو سبب واحد لمخالفته قوانين الكنيسة ولتبرئة موقفه واجهناه شخصيا مع آخرين علنا نحصل منه علي ما يبرر موقفه من قبول مذهب البطريركية،‮ ‬فلم يفصح بشيء وكما أغوت الحية حواء أغواه هذا العالم العظيم بأبهة الكرسي البطريركي وعظمته فنزل من علياء مجده بعد أن تجاهل تعاليم الروح القدس بواسطة الرسل والمجامع المسكونية‮.‬
وأغفل النظام والتقليد الكنسي فترك بمحض اختياره إبراشيته بأسيوط وهاجر إلي القاهرة وما إن تربع علي الكرسي حتي تجهم للمجمع المقدس وأراد إبطال سلطته مسلما زمام الأمر إلي المجلس الملي العام فانعقد المجمع المقدس وقرر أن‮ ‬غبطة الأنبا مكاريوس الثالث لانفرادة بالسلطة دون المجمع المقدس أصبحت أوامره في نظر المجمع المقدس‮ ‬غير مشروعة ولا يعترف المجمع المقدس بها ولا يقرها ويعتبرها لاغية‮.‬
وقد أنذر المجمع المقدس إنذارا رسميا كلا من البطريرك الأنبا مكاريوس الثالث ووكيل المجلس الملي العام سعادة المنياوي باشا بذلك محملا إياهم نتيجة تماديهما في هذه التصرفات داعيا إياهما إلي الرجوع إلي قوانين الكنيسة‮.‬
وعندما لم يستطع هذا الأب المكرم أن يفي بتعهداته إلي المجلس الملي العام فضايقه المجلس الملي وطالبه بضرورة الخضوع لمشيئته ما كان من‮ ‬غبطته إلا أن لجأ إلي دير الأنبا بولا تاركا وراءه الكنيسة وشئونها هاربا من مسئولياته لأنه حاد عن تعاليم الكنيسة فتخلي الله عنه‮.
‬ وقد أرسل‮ ‬غبطته خطابًا إلي نيافة الأنبا ثيموثاؤوس مطران الدقهلية يعبر فيه عن آلامه ويستنجد بالمجمع المقدس الذي تنكر له وهنا نري كيف أن الله أجبره علي أن يحكم علي نفسه بنفسه ويستعفف ويفر من الكرسي الذي اشتهاه وقد كانت لي محادثة مع‮ ‬غبطته قبل حته بـ15‮ ‬يومًا وطلبتُ‮ ‬منه أن يتفضل ويأمر بإصلاح قانون الترشيح للكرسي البطريركي فقال لي هذه العبارة‮ "‬يا ابني مش قادر أعمل أي حاجة‮".‬
الأنبا يوساب الثاني
الأنبا يوساب مطران جرجا،‮ ‬أو الأنبا يوساب الثاني الـ115،‮ ‬من علماء أحبار الكنيسة،‮ ‬وقد نال قسطًا وافرًا من علوم الكنيسة وقد رتبت العناية الإلهية أن يرسل في حداثة سنه في بعثة علمية لاهوتية فأوفد إلي بلاد اليونان وتثقف لاهوتيا بعلوم الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية علاوة علي تثقيفه بعلوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فأصبح ملما بكل علوم الكنيسة الجامعة وقوانينها،‮ ‬وقد أطلع علي القوانين التي تحول دون الأسقف وانتقاله إلي ابروشية أخري‮. ‬ولكنه مع لهاثه الشديد أمام شهوة الارتقاء للكرسي البطريركي قبل هذا الاب والشيخ الوقور أن يجاري سلفيه في التحرر من قانون الكنيسة وتعاليمها‮.‬
ويحسن بنا في هذا المقام أن نصرح بأن هذا الحبر الجليل لم يكن علي استعداد للتحرر من تعاليم الكنيسة إلا أنه استمع لمشورة القمص إبراهيم لوقا كاهن كنيسة مصر الجديدة الذي سعي إليه حثيثًا حتي أخرجه عن طبيعته وقد ظهر هذا الاتجاه في حياة الأنبا يوساب للشعب قاطبة سنة‮ ‬1942‮ ‬عندما تولي قائمقام بطريرك عقب نياحة الأنبا يؤانس،‮ ‬ومن هذا التاريخ بدأ تفكير الأنبا يوساب مطران جرجا يتحول لمشروع القمص إبراهيم لوقا ونزل إلي ميدان الترشيح لكرسي البطريركية مرتين،‮ ‬وقبل مع الأسف الشديد كرسي البطريركية رغم الطعون التي تقدمت ضد الناخبين في أنهم لا يملكون النصاب القانوني للانتخاب،‮ ‬ومما يؤسف له أن يعمد دعاة الترشيح في مديريي جرجا والفيوم إلي قيد أسماء ناخبين لم يكونوا حائزين لشروط الانتخاب وتقدم طعن من حضرة الأستاذ يوسف بك يعقوب المحامي إلي المجلس الملي العام للتحقق من أهلية الناخبين في هاتين المديريتين،‮ ‬وتبين أحقية هذا الطعن بعد التحقيق الذي أجراه المجلس الملي وقد ظهر صدق هذه الوقائع وكان الواجب يقضي بإخبار الكنيسة عندما رأوا أن الترشيحات ظهرت عليها عوامل الفساد وأن يرجعوا إلي نظام الكنيسة نظام الصلاة وطلب معونة الله،‮ ‬نظام القرعة الهيكلية ليعلن الله للكنيسة من يختاره لهذا المنصب‮.‬
لكن انقاد فريق من أحبار الكنيسة إلي شهوة البطريركية وأغمضوا عيونهم‮.‬
ونحن نرجو الله أن لا يسمح للكنيسة بتجربة أخري‮.‬
قوانين الكنيسة‮ ‬
رسم السيد المسيح لتلاميذه الأطهار الطريق الذي يجب أن يسلكوه عندما ساورهم الفكر في‮ ‬أن يكون رئيسًا قائلا‮ "‬من أراد أن يصير فيكم عظيمًا يكن لكم خادمًا ومن أراد أن يصير فيكم أولا يصر للجميع عبدًا‮.." ‬مزا‮ ‬41‮ - ‬45‮ ‬ومن هذا النص يتضح البرهان القاطع‮: ‬أن المطران إذ هو زميل لإخوته المطارنة فلا يجوز له قطعا أن يترأس عليهم ويصير بطريركًا‮.‬ القانون‮ ‬13‮ ‬من قوانين الرسل
‮"‬أيما أسقف ترك كرسيه وعمله وإبراشيته،‮ ‬وما يعنيه من تدبير شعبه،‮ ‬ومضي إلي‮ ‬غير بلده ولو كان محتاجًا أو مضطرًا ومضرورًا فلينف ويلق من درجته،‮ ‬إلا أن يسأله من الأساقفة أن يقيم عندهم لحال ما‮ - ‬ولما يكون فيه منفعة‮".. ‬قانون مجمع نيقية سنة‮ ‬325م،‮ ‬القانون رقم‮ ‬15‮:
‬25‮: "‬أمرنا أن لا يتعدي الأسقف في نفسه ولا القس ولا الشماس أن ينتقل من موضعه الذي سيم عليه ورسم باسمه ولا من ذاته ولا من ذات الغير فمن خالف لما رسمناه وتحول من موضع إلي موضع آخر فقد أوجبنا أن يرجع عن رأيه ويعود إلي موضعه راجعًا ولا يتجرأ علي مقاومة الكنيسة والتعدي علي سننها وحرمنا فإنه لا يأمن سوي العاقبة من الله وقد جعلناه تحت السنودس المقدس وحرمه وسيأتي عليه سخط الله عاجلاً‮".‬
قرار الأنبا مخائيل البطريرك‮ ‬46‮ ‬في عداد البطاركة
السيف أو النار أو الرمي للأسود أو النفي أو السبي لا تعلقوني فلست أدخل تحت مالا يجب ولا أدخل تحت حرمي الذي كنت قد كتبته وبدأت به ألا يصير أسقف بطريركًا‮.‬
قرار المجمع المقدس للكنيسة القبطية المنعقد سنة‮ ‬1865‮ ‬ميلادية
عقب نيافة الأنبا ديمتريوس‮ ‬111‮: "‬كل من يطلب رتبة البطريرك من الأساقفة أو المطارنة أو سعي فيها أو رضي بها أو أحد سعي له في شأن يطلبوه لها‮ "‬كاهنًا‮" ‬كان أو رئيس كهنة أو علمانيا يكون محرومًا‮".‬
محلوظة‮: ‬عقب نياحة الأنبا ديمتريوس المائة والحادي عشر‮.. ‬تولي مطران البحيرة الأنبا‮ ‬مرقس إدارة البطريركية ورغب بمساعدة فريق الشعب ليأخذ الكرسي البطريركي خلافا للقوانين الكنسية فانعقد لذلك المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية سنة‮ ‬1865‮ ‬ميلادية وأصدار القرار السابق وأخيرًا‮.. ‬لنا في التاريخ عبر،‮ ‬وفي الحاضر مرارة فهل نستفيد من دروس الماضي؟

**********************************

المراجع

(1) قصة الكنيسة القبطية وهى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية التى أسسها مار مرقس البشير - الكتاب السادس أيريس حبيب المصرى - مكتبة المحبة طبعة 1985م

 

This site was last updated 05/18/10