ولما فاز الأنبا يوساب ظن القمص أبراهيم لوقا وأبراهيم كاهن كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة فهمى المنياوى باشا أنهما يستطيعان أن يفرضا سلطانهما على البابا الجديد الأنبا يوساب كما فرضا سلطانهما على سابقه البابا مكاريوس ، ولكن لم يكن الأنبا يوساب ضعيف الإرادة ، وكانا قد تخيلا أنهما بإنجاح الأنبا يوساب بالتزوير والطرق الملتوية سوف يذلاه ، وتخيلا أيضاً أن الأنبا يوساب قليل الخبرة بالأعمال الإدارية والمالية ولكنهما نسيا أنه كان له خبرة بالأدارة فى إيبارشية القدس كما أنه كان مطرانا من قبل وأنه ادارها أيضاً .

وكان أبراهيم فهمى المنياوى باشا  ما زال وكيلاً للمجلس الملى فسعى لدى الأنبا يوساب وأستطاع أن يقنعه بتعيين القمص أبراهيم لوقا  وكيلاً عاماً للبطريركية فأصبح القمص أبراهيم لوقا وكيلاً للبطريركية . 

وبعد أن وصلا الأثنين لمركزين هامين فى البطريركية دخلت الطمأنينة إلى قلبيهما وظنا أن الخطة التى رسماها مع سلف البابا مكاريوس سوف يسيرا عليها معه ، وإستكمالاً لمخططهما والسيطرة عليه دون منازع أخذا يعملان على إقصاء كل من تحوم حوله شبهاتهم بحجة أنهم بطانة سوء ، وهكذا إزداداً يوما بعد يوم صلفاً وغروراً فخطتهما قاربت على الإنتهاء .

الهدف هو الأوقاف القبطية

وكانا من ضمن خطتهما السيطرة على الأوقاف الكنسية فطلبا من البابا يوساب أن يسلمهما إدارة هذه الأوقاف فرفض بإصرار شديد وصمم أن هذه ألوقاف موقوفة على الأديرة ومن حق رؤساء الأديرة أن يديروها بمعرفتهم لأنها تزيد دخل الأديرة ، وكانوا قد تولوا إدارتها من البداية فكانت تزيد حجما وتعطى دخلاً للأديرة يعيش الرهبان بدخلها .. فلماذا يتسلمها  القمص أبراهيم لوقا وأبراهيم كاهن كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة فهمى المنياوى باشا الآن؟

ولما صدما برفضه فى تسليم الأوقاف لهما إستعملا الحجة التى إستعملاها مع سابقة وكسرا بها عزة البابا مكاريوس ، فهما أصحاب الفضل فى جلوسه على الكرسى الباباوى وهما اللذان قاما بالتزوير وساعداه للوصول لهذا الكرسى  ولولاهما لفشل للوصول إلى هذا المنصب وأنهما كانا من أكبر مؤيدين له .. إلى آخر هذا الكلام ، ولكنه صم أذنية عن السماع لهما والإنصات لأقوالهما .

فذكراه بأن البابا مكاريوس قد وافقهما وأعطاهما موافقة كتابية موقعه عليها منه بإداره الأوقاف القبطية .. فأجابهما بأنه غير مرتبط بوثيقة وقع عليه غيره .

فأرادا فضحه فرفعا القضايا أمام المحاكم المدنية ولكن الرب لم يرضى بذلك فخسرا كل القضايا وكان الحكم يصدر لصالحة ومع ذلك لم يرتدعا

سحب أموال البطريركية

ولما أعيتهما الحيل وباءت كل خططهما بالفشل سحب إبراهيم فهمى باشا المنياوى أموال البطريركية المودعه فى البنك وتجاسر على إيداعها فى بنك آخر باسمه الخاص !

فإضطرت البطريركية برفع دعوى ضده أمام مجلس الدولة فأصدرت حكماً لصالح البطريركية ورجعت الأموال مرة أخرى للبطريركية.

--- * وسعيا أيضاً فى تأليب المجالس الملية الفرعية ضد البابا يوساب وضد مطارنتهم وفشلوا أيضاً لأنه حتى الذين أطاعوهم وجدوا مقاومة من الشعب ، ولما لم يكن ما يرددونه صحيحا وفهم الشعب أساليبهم ساند الشعب رعاته ضد من يريد إضعاف كرامتهم .

**********************************

المراجع

(1) قصة الكنيسة القبطية وهى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية التى أسسها مار مرقس البشير - الكتاب السادس أيريس حبيب المصرى - مكتبة المحبة طبعة 1985م