التنقيب عن مدينة أور الأثرية مسقط رأس أبراهيم أبو الأنبياء
وطنى 21/2/2010م كتب-جورج إدوارد
يمكن لمدينة أور السومرية-حيث رأي النبي إبراهيم النور وفق الكتاب المقدس-أن تصبح في شهرة أهرامات الجيزة في حال توفرت الإرادة السياسية لذلك,علي ما يؤكد مسئولون عراقيون وأجانب يعملون في هذا الموقع.
ولم تكشف الحفريات التي أجراها في القرنين التاسع عشر والعشرين علماء آثار بريطانيون وأمريكيون سوي حوالي عشرين في المئة المدينة,الواقعة علي مقربة من الناصرية في جنوب العراق.
ويقول ضيف محسن,المسئول عن حماية الموقع:عند استئناف الحفريات,سيتم الكشف عن أطنان من القطع الأثرية تكفي لملء صالات المتاحف...ثمة احتمال بأن يصير هذا الموقع أشهر من موقع الجيزة حيث أهرامات خوفو وخفرع ومنقرع فضلا عن أبو الهول.
ويضيف وهو يتنقل في قطاعه:يعتبر بعض علماء الآثار أن إخراج المدينة من التربة إلي النور يتطلب أكثر من ثلاثة عقود.
وأسست مملكة أور قبل ما يزيد علي4500 سنة,وهي مطمورة تحت تلة كبيرة تعصف فيها الرياح ويقع علي قمتها معبد اينا زيكورات المهيب,وهو بناء حجري متدرج مخصص لإلهة القمر السومرية أنانا .
وكانت المدينة أحد أول مراكز الحضارة القائمة علي ضفاف الفرات الخصبة,حيث استخدمت الرموز المسمارية للمرة الأولي في تاريخ الإنسانية.
وبلغت المدينة عصرها الذهبي لتمتد إلي إيران خلال حكم الملك أورنامو(بين عامي 2112 و2095 تقريبا قبل حقبتنا),وهو مقاتل مميز ومؤسس ثالث سلالات سومر.
وفي عهده ازدهر الاقتصاد والثقافة والفنون والشعر.وكانت المملكة خاضعة لهيكلة إدارية مكتملة وسادت فيها مجموعة من التشريعات.
ويؤكد ستيف تيني أستاذ العلوم الآشورية في جامعة بنسلفانيا الأمريكية أن ثمة وثائق جمة غير مكتشفة وهذه الجامعة هي التي بادرت إلي إجراء الحفريات العلمية الأولي بالتعاون مع المتحف البريطاني بين عامي 1922و 1943.
ويأمل تيني اكتشاف نصوص جديدة بغية فهم الثقافة والديانة السومرية المتعددة الآلهة علي نحو أفضل.ويقولالا نملك نصوصا تتناول أورنامو وخلفاءه أو تتمحور علي الطقوس والصلوات.
وقد يتبين أن موقع أور فريد تماما في حال تأكد أنه يحوي ما يعتقد أنه منزل أب الديانات السماوية الثلاث النبي إبراهيم.
ويقول ضيف محسن وهو يقف قبالة مبني من27 حجرة أعيد ترميمه بأمر من الرئيس العراقي السابق صدام حسين استباقا لزيارة كان يعتزم الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني القيام بها عام1999 إلي العراق ولم تحصل,نظنه عاش في هذا المكان ذلك أننا وجدنا اسمه محفورا علي إحدي الصخور,خلال حفريات العام1922.
ولا يحمي أور سوي سياج هش وبعض الحراس,وثمة احتمال بأن تظل المدينة موقعا ضائعا في بلد يزعزعه العنف ويهتم بإعادة إعماره أكثر من الاهتمام بآثاره.
وتقول آن بروز وهي دبلوماسية إيطالية مسئولة عن فريق الإعمار (بي آر تي) في محافظة ذي قارلايزال ثمة حاجة لفعل الكثير ومن الضروري بذل الجهد بالتعاون مع الحكومة المركزية في حال أراد العراق الإفادة من قدراته الضخمة ليصير قبلة سياحية.وتؤكد أن المحافظة تضم فضلا عن أور,47 موقعا علي قيمة أثرية بارزة.
وتقول إن السلطات في المحافظة لا تملك الميزانية الكافية لإطلاق حفريات ضخمة وأنها تركز جهودها علي الكهرباء وشبكة الصرف الصحي والمدارس والطرقات وإمدادات المياه الجارية,وهذه مسائل تتقدم علي الآثار.
وتشدد بروز علي القول إن الحكومة العراقية لم تظهر إلي الآن أي رغبة لتخطيط حفريات في المستقبل,وإن استأنفت فرق الآثار العمل منذ العام2005.