Home Up سور القاهرة حديقة الأورمان الآثار الإسلامية وتعاطى المخدرات أحياء القاهرة حى بولاق Untitled 1668 Untitled 1669 Untitled 1670 Untitled 1671 Untitled 1672 Untitled 1673 Untitled 1674 Untitled 1675 Untitled 1676 Untitled 1677 Untitled 1678 Untitled 1679 Untitled 1680 Untitled 1681 وكالة بازرعة فى العصر الفاطمى أسقف الكنيسة اليونانية أبواب القاهرة الصقلى وبناء القاهرة New Page 6445 كنائس القاهرة البيمارستان New Page 6446 | | الأورمان.. عندما كانت المحروسة مدينة الحدائق وطنى 21/2/2010م سامية عياد عطا
لم يكن حاكما عاديا إذ كان منفردا ومتميزا وعاشقا للجمال فحول القاهرة إلي واحة فيحاء وجنة خضراء باتت متعة للناظرين ومصدرا للبهجة والفرح, وراء كل ذلك رجل أحبها وأراد لها أن تكون في مصاف الدول المتقدمة.. هو الخديو إسماعيل الذي استطاع تحقيق كل ذلك في فترة زمنية وجيزة بفضل إرادته وعزيمته التي لم تلن أبدا.. ولم يقف عند ذلك بل بعث في طلب أعظم مصممي الحدائق والقصور في أوربا ليغرسوا مواطن الجمال في المحروسة, ومنها علي سبيل المثال وليس الحصر بساتين الأورمان. تأسست حديقة الأورمان بالقاهرة عام 1875 وكانت فكرة إنشائها عندما زار الخديو إسماعيل باريس بمناسبة المعرض العالمي المقام فيها, وشهد انتصار تنظيم المدن المعاصر الأوسماني نسبة إلي أوسمان الذي قام بتغيير باريس, وقام الخديو حينذاك بمقابلة أوسمان في باريس كما قابل باريللي ديشان الذي أنشأ غابة بولونيا بالقرب من باريس وعهد له بتصميم حديقة الأورمان, حيث قامت شركة فرنسية بردم الجزء المتخلف من تحويل مجري النيل شرقا وأنشأ علي هذا الجزء بساتين الأورمان, وكان يطلق عليها في بادئ الأمر حديقة الليمون بهدف إمداد القصور الخديوية بالفاكهة والموالح والخضر, ثم أطلق عليها بعد ذلك الأورمان وتعني في اللغة التركية الحديقة الكبيرة. وجاء في الخطط التوفيقية لعلي باشا مبارك في سياق تناوله إنجازات عصر إسماعيل وصفه للحديقة فقال جعل بها مناظر مختلفة وجبالا عليها قناطر تمر فوق وديان, واجتهد في تشبيه تلك الأراضي بأراضي الروم وغيرها, ووزع الغاز في فوانيس من البللور علي أعمدة من حديد, وكانت الأورمان تدخل في مجموعة حدائق الجزيرة وحدائق الجيزة التي أنشأها الخديو إسماعيل, كما أمر بمد خط سكك حديدية لضمان سرعة إنشائها, واستعان بنحو 500 عامل يشتغلون في تلك البساتين كما عهد إلي البستاني المصري إبراهيم حمودة بزراعة الحديقة أيضا وتصميمها. وقد جلب برايللي بك ديشان أنواعا نادرة من النباتات والأشجار والنخيل من آسيا وأوربا وأمريكا, وبلغت مساحة الأراضي المشغولة بتلك الحدائق 465 فدانا, أما عن مساحة الأورمان وقت إنشائها فكانت 95 فدانا تشمل حدائق الأورمان والحيوان أو ما أطلق عليها حدائق سراي الجيزة. وفي عام 1890 تم استقطاع جزء منها لصالح حديقة الحيوان, ثم استقطع الجزء الجنوبي منها عام 1934 لحديقة الحيوان أيضا, وعقب نقل تمثال نهضة مصر من ميدان باب الحديد إلي موقعه الحالي وشق طريق شارع الجامعة لتصبح مساحتها 82 فدانا. وتعد حديقة الأورمان من الحدائق النباتية العلمية في العالم العربي التي يأتي إليها الباحثون من مختلف الكليات للاستفادة العلمية منها. وتتزايد أهمية الحدائق النباتية العلمية في الحفاظ علي الأنواع النادرة من النباتات المهددة بالانقراض. وقد عرفت الحدائق النباتية في مصر القديمة فكانت هناك الحدائق المنزلية وحدائق القصور, لكن الحدائق الفرعونية كانت أقرب ما يمكن إلي الحدائق النباتية وهي ما عرفت باسم حدائق المعابد لعل أهمها تلك التي أقامتها الملكة حتشبسوت حول المعبد الذي شيدته تمجيدا للإله آمون وجلبت لها أشجارا من الصومال أهمها أشجار البخور. وشهدت مصر ازدهارا في القرن التاسع عشر ويعد إبراهيم باشا نجل محمد علي أحد رواد الحدائق النباتية وما بذله في جلب الأنواع النادرة للحدائق المصرية, فقد حظيت مصر تحت حكم الأسرة العلوية بالحدائق ذات القيمة النباتية العلمية. تضم حديقة الأورمان مجموعة نباتية قيمة يبلغ عدد أنواعها 1000 نوع, بالإضافة إلي نباتات مائية. كما قدمت الحديقة لمصر سلالات جديدة عديدة أشهرها سلالة الورد المسمي بالورد الحسيني نسبة إلي السلطان حسين, ويوجد في داخل الأورمان قسم يعرف بـالمعشبة يضم عدة نماذج من النباتات مرتبة بأحدث نظم التصنيف وهي بمثابة بنك للمعلومات. وعن أهم معالمها أيضا بوابة البرنسيسات التي شهدت دخول أميرات وملكات القصر الملكي, بالإضافة إلي البركة المائية التي كان يتنزه فيها السلطان حسين بقاربه, ويوجد فوق البركة كوبري يرجع إلي الأربعينيات, كما تتميز الحديقة بوجود أنواع نادرة من النخيل الملوكي الذي كان شائعا في القصور الملكية وسمي أيضا النخيل الرخامي نسبة إلي لون الساق الأبيض, كذلك هناك شجر الغاب المستجلب من صقلية وغيرها. وقد شهدت الحديقة العديد من الأحداث التاريخية فكان يقام فيها معرض زهور الربيع في مارس من كل عام منذ الأربعينيات وإلي الآن, وتم افتتاحه علي يد الملكة فريدة.. وغيرها من الأحداث المهمة. لقد ظلت حديقة الأورمان من أجمل متنزهات القاهرة بمسطحاتها الخضراء وأشجارها الباسقة علي كونها حديقة نباتية. المراجع: * الكاتب العلمي مجدي غنيم * د. عادل عقيل - مدير الحديقة |