فى الموالد والأعياد.. لماذا يدق الأقباط المصريون الصليب دون باقى المسيحيين فى العالم؟ الأقباط فى مولد العدرا بجوار كنيسة العذراء بمسطرد الشهيرة بإسم "المحمة" الأقباط متحدون August 25, 2016, اليوم السابع عائلة من ضمن ألوف العائلات التى تذهب لمولد العذراء فى مسطرد .. وتعتبر إحتفالات الأقباط بعيد العدرا إحتفال يرجع جذورة للكنيسة الأولى فى بداية إنتشار المسيحية فى مصر فى مولد مسطرد الأطفال يرشمون الصليب يضيف مينا أسعد: فى تلك الأثناء كان الآباء المسيحيون يعذبون حتى الموت بشتى وسائل التعذيب، ويتركون أطفالهم خلفهم، فيربيهم الوثنيون على الإيمان الوثنى، وهنا ظهرت عادة دق الصليب لتضمن بقاء الطفل مسيحيًا بعد وفاة والديه أو إحداهما. |
طفلة تبكي أثناء وخزها بإبرة دق الصليب أبو الطفلة يمسك أبويها كتفها وجسمها، وسط محاولاتها المستمرة الفرار، يحمر وجهها وتواصل البكاء يمتزج بصوت الآلة الحديدية تخترق جلدها الطرى، ينتهى الطقس وسط بكاء لا ينقطع يعتبر مدرس اللاهوت أن عادة دق الصليب محاولة للحفاظ على الهوية الدينية فى عصور الاضطهاد، ويختص بها المسيحيون الأقباط المصريين ضمن طقوسهم المتشددة التى حافظت على الإيمان القويم - على حد تعبيره - ولكنها فى الوقت نفسه لها أصول فرعونية، حيث كان الوشم رائجًا فى القرى والأرياف بين الفلاحين هناك. |
بعد مقاومة وخوف كبير، تستلم الطفلة مارينا ذات الخمسة أعوام لرغبة والدها الشاب وتجلس على حجره وتمد يدها المرتجفة ليحقنها "رومانى" بإبرة صغيرة ممتلئة بسائل ملون ومتصلة بآلة الوشم الحديدية لتدق على يدها صليبًا يبرز هويتها باقى سنوات حياتها. |
وبعد إنتهاء دق الصليب على معصم الطفلة تنطلق زغاريد الأم وتفرح الطفلة بصليبها الذى يبدأ بعده تحمله الطفلة عندما تكبر على كتفيها فى وسط الإضطهاد الذى يعانيه الأقباط من مسلمى مصر الصليب مرسوما على الايدي "مع الوقت تحولت العادة من الحفاظ على الهوية إلى الفخر"، كما يقول مينا، ويستشهد بآية من الكتاب المقدس " أَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ"، وكأى عادة تنتقل من جيل إلى جيل بشكل متتابع تصبح جزءًا من الثقافة والعادات والتقاليد، وصار العاملون بدق الوشم يواكبون العصر بأحدث الآلات والإبر فى محاولة منهم لتجنب الأضرار الطبية الناتجة عن عملية دق الصليب المؤلمة. |
أحد الفنانين فى دق الصليب فى مولد العدرا بمسطرد تكثر سرادقات دق الصليب فى المواسم والأعياد وتصبح الأديرة والكنائس الأثرية مع مرور الوقت موسمًا لهذا الطقس القديم الذى يخص المسيحيين المصريين دون غيرهم من مسيحيى العالم العربى أو الأجانب.
شاب يرسم صور القديسين على ذراعه ينادى هانى "ارشم الصليب، صورة مارجرجس"، هانى عامل الوشم، يعمل بالمهنة منذ 20 عامًا يرسم للأقباط صليبًا على معصمهم، وصورًا على الأيدى إن أرادوا، يؤكد أن مكان عمله الأصلى بدير الخطاطبة ولكنه يأتى إلى المولد كل عام يطلب رزقًا وبركة. يجلس هانى غبريـال على اليسار، يضع صورًا للقديسين "مارجرجس ومارمينا والعذراء" وصورًا بأحجام مختلفة للصليب، وسرنجات ومطهرات وقطن. |
صورة العذراء بعد اكتمال رسمها يقول هانى لـ"اليوم السابع"، إنه يغير إبرة دق الصليب مع كل مستخدم لكى يتجنب إصابة زبائنه بأمراض الدم المعدية، مؤكدًا أن القطنة الصغيرة والمراهم الطبية التى يضعها عقب عملية دق الصليب تخفف من أثر الألم الذى لا يستغرق إلا بضع دقائق ويزول. |
شاب رسم على ظهره وشما للقديسين وعادة دق "وشم" الصليب عند الأقباط من ابصغر ولكن يحب الأقباط القديسيين ويتخذونه شفيعا لهم فيوشمون القديسيين على أجسادهم حتى يتذكرونهم دائما على الناحية الأخرى، كان شاب آخر قد خلع سترته العلوية، وسلم ظهره للعامل ينقش عليه رسومًا مسيحية أخرى لقديسين، وذلك فى الطريق المؤدى لمولد السيدة العذراء بكنيستها الأثرية بمسطرد، |
لعشرات يتزاحمون فى ساحة كنيسة العذراء طلبا للبركة |
الكبار ايضا يرسمون صور القديسين "دق الصليب ليس له أصل فى الكتاب المقدس".. يقول مينا أسعد كامل مدرس اللاهوت بالكنيسة القبطية، ويرجع تلك العادة المصرية الخالصة التى تخص الأقباط وحدهم دون باقى المسيحيين فى العالم إلى عصور اضطهاد الأقباط فى مصر، خاصة فى عصر الاستشهاد الرومانى الذى شهد مذابح واسعة بحق الأقباط لإجبارهم على ترك المسيحية والعودة إلى الوثنية. | |
طفلة تخرج من السرداب المؤدى للبئر وهو البئر الذى أخذت منه العذراء الماء لتغسل ملابس طفلها يسوع ولتحميه به |
الخدام والكشافة يمدون زوار الكنيسة بالماء المقدس من البئر المقدسة حيث يحتفظ به الأقباط فى بيوتهم للبركة ويرش به البعض منازلهم الخدام يوزعون أكياس الماء على الزوار |