البابا مرقس الثامن

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا مرقس الثامن البطريرك رقم 108

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
التركيبة الدينية والحملة الفرنسية

 

 

 إنتخاب البابا

نشأ هذا البابا فى بلدة طما بمديرية جرجا فى أواسط القرن العشرين وكان أسمه يوحنا , وتربى مثل أقرانه ودرس فى كتاب بلدته التابع للكنيسة وعندما أصبح شاباً كان يميل إلى النسك والتعبد والصلاة المستديمة فترهب فى دير الأنبا أنطونيوس ثم أستدعاه البابا السابق ( البابا يوحنا 18 الـ 107) ليقيم معه فى المقر الباباوى ليكلفه ببعض المهمات الكنسية ويقول أبن المقفع فى تاريخ البطاركة (1) : " لقد رأى الكثير من البلايا والويلات التى قابلت البابا وشارك المسيحيين الأقباط مصائب هذا الجيل القبطى صاحب الحظ السئ وكان قلبه ينبض حزنا وقاسى وبسماع الأذن ورؤية العين تلك الأموال التى دفعوها للحكام وقضمت ظهورهم "

وبعد نياحة البابا يوحنا 18 إختير بموافقة الأساقفة إلى منصب البطريرك , وكان بعض الأساقفة رشحوا أنفسهم لنوال هذه الدرجة فأتفقوا جميعاً أن يلجأوا إلى القرعة الهيكلية فوقعت القرعة على الراهل يوحنا فأتموا رسامته فى كنيسة العذراء بحارة الروم فى يوم ألحد 28 توت سنة 1513 ش التى توافق 1797 م وذلك فى عصر السلطان سليم الثالث .

الحمــــلة الفرنسية على مصر وإحتلالهم مصر -

فى يوم الأثنين 18 من شهر محرم سنة 1213 هـ هاجمت جيوش فرنسا مصر بقيادة الأمبراطور العظيم نابليون بونابرت واحتلها وكان ذلك فى أوائل مدة البابا مرقس , ومكث الفرنسيين ثلاث سنوات ثم رحلوا عن مصر وعاد حكم الدولة العثمانية وقد عاصر هذا البابا حكم محمد على باشا الخديوى الكبير.

حرق كنيستين بحارة الروم - إحتراق الميرون - إنتقال المقر الباباوى

وقال أبن المقفع فى تاريخ البطاركة (2) : " عندما وطأت ارجل الفرنسيين أرض أبو قير والأسكندرية هاج فى القاهرة رعاع المسلمين وشرعوا يجرعون النصارى كاسات المرارة رغماً عن إجتهاد أمرائهم الذين أخبروهم بأن هؤلاء المسيحيين من جملة رعايا الدولة وأن من مس شرفهم فقد مس شرف الدولة نفسها فلم يرهبهم ذلك ولم يخشوا من سطوة نابليون وجنودة الباطشة وذلك أن هؤلاء لما حابوا المماليك وأنتصروا عليهم وملكوا القاهرة , وظن النصارى أن الجو المعكر قد صفا لهم (ظنوا أنهم سيستريحون من عناء الإضطهاد الإسلامى ) , فقام معظم المسلمين شيوخ الجامع الأزهر وتجمعوا فيه وأرسلوا القراء يطوفون فى الأسواق والحارات مناديين : " فليذهب كل من يوحد الله إلى الجامع الأزهر .. هذا هو يوم الجهاد فى محاربة الكفار وأخذ الثأر " فهاجت المدينة لذلك وماجت وقفل المسلمين حوانيتهم وتقلدوا أسلحتهم وأجتمعوا فى الجامع الأزهر ثم جالوا ينهبون بيوت المسيحيين على أختلاف أجناسهم ويقتلون كل من يصادفوه بغير تمييز بين رجل وأمرأة والطفل والشيخ , وكان الوجه القبلى الذى صار عادة ملجأ لكل متمرد ومهرباً لكل عاص ليس بأقل وطأة فإنه لما هرب المماليك أخذوا يعيثون فى الأرض فساداً وينهبون أموال المسيحيين ظلماً وعدواناً , وما أن ظن المسيحيين أنهم نجوا من تلك المذبحة حتى وقعوا فى أشر منها وذلك أنه بمجرد أن العثمانيين والإنجليز عندما نقضوا المعاهدة التى عقدت بينهم وبين الفرنسيين بقيادة كليبر ودار القتال فى المطرية , أنتهز ناصف باشا  احد القادة العثمانيون فرصة خروج الفرنسيين من القاهرة وأستولى على القاهرة ومعه مجموعة من المماليك , وأمر بالمناديين أن ينادو فى القاهرة قائلين : " أنهم غلبوا الفرنجة , وأمر بقتل النصارى " فقاموا بجزر (ذبح) المسيحيين غير مميزين بين قبطى وسورى وأفرنجى (فرنسى) أو أجنبى فأستدرك عثمان بيك أحد ضباط الأتراك وذهب إلى ناصف باشا وقال له : " ليس من العدالة أن تهرقوا رغايا الدولة فإن ذلك مخالف للإرادة السنية " فأمر عند ذلك بإيقاف المسلمين عن قتلهم , وآخر ضيق وشده أصيب بها الأقباط هو طرد الموظفين الأقباط من دواوين الحكومة وقد حدث ذلك أن الجنرال مينوا عندما تولى قيادة الجيش الفرنسى بعد قتل كليبر كان معتنقاً الدين الإسلامى ليتزوج من مطلقة مسلمه أسمها زبيدة وأنجبت له ولداً أسماه مراد سليمان وأطلق على نفسه أسم مسلم وهو عبدالله جاك مينو , واكن ديوان مصر وقتها مؤلفاً من الأقباط والمسلمين فطرد الأقباط وأبقى الديوان بالكامل فى يد المسلمين , وعهد إليهم جباية الضرائب , وكان فى أيام هذا البابا الرخن العظيم عميد القبط جرجس أبن جوهرى

قال القس منسى يوحنا (2) : " وفى أيام هذا البابا نكب الأقباط بسبب دخول الفرنسويين مصر , وقاسى هو ذاته مصائب عديدة بسببها ونقل مركز البطريركية من حارة الروم إلى الأزبكية بالدرب الواسع وقد روى لنا مؤلف كتاب نوايغ الأقباط ومشاهيرهم تفصيل ذلك نقلاً عن كتاب " عمل الميرون المقدس " فى أيام بطرس السابع المحفوظ بالدار البطريركية قال : ... فى أيام الأنبا مرقس الـ 108 حرقت كنيستان العليا والسفلى بحارة الروم وكان الميرون الذى عمله موضوعاً فى موضع واحد بأعلى دهليز الكنيسة السفلى فحرق وكان باقياً من هذا الدهن المقدس فى بعض الكنائس بمصر القديمة الذى أعد من أيام البابا متاؤس الثانى ومن أيام البابا يوحنا ال، 16 , وقبل خرق الكنيسة بثمانى سنوات فى رياسة البابا مرقس أنتقلت القلاية (المقر الباباوى) البطريركية من حارة الروم إلى حارة الأزبكية فى سنة 1515 ش والسبب فى ذلك لما دخل الفرنسيين مصر حدث للنصارى القباط إهانة كبيرة بسببهم وقاسى من جراءهم البابا مرقس بسببهم أهوال كثيرة فإنتقل إلى الأزبكية فى المكان الذى بنى فيه المعلم إبراهيم جوهرى كنيسة كبرى قبل وفاته .

الفرنسيين يهدمون دير مار مرقس الأنجيلى بالثغر

وقال القس منسى يوحنا (2) : " وبعد دخول الفرنيسيس بثمانية عشر شهراً حصلت بينهما وبين العثمانيين الذين بالقاهرة مدة 34 يوماً فى صوم الربعين المقدسة فصلى البابا جمعة البصخة وعيد القيامة فى منظرة الحوش بجوار الكنيسة لأنه لم يقدر أحد على الخروج منها أو الدخول إليها وحرقت فيها محلات كثيرة وحدث نهب وكانت شدة عظيمة وقاموا بالثغر وهدموا دير مار مرقس الإنجيلى الذى بظاهر الثغر وقد مكث الفرنسيين ثلاثين شهراً وبعد ذلك خرجوا , وتم بناء الكنيسة التى بدأ إبراهيم جوهرى ببناءها , وفى 15 توت سنة 1517 ش كرسها البابا مرقس على أسم مار مرقس عوضاً على الدير الذى هدمه الفرنسيين بثغر الإسكندرية وقد أضاف إليها محلات " أ.هـ وقد شيدت الكنيسة بملك المعلميين يعقوب وملطى حيث الآن الكنيسة الصغرى بالبطريركية .   

عظات البابا مرقس الثامن لتقويم سلوك القبطى

وضع البابا مرقس الثامن العديد من المواعظ تشبه بقوانين إصلاح وتقويم سلوك الأقباط ومحاربة العادات الرزيلة ولأصلاح خلل النظام فى أوقات الصلاة وقال القس منسى يوحنا (3) : " منها عظة عن الذين يتكلمون فى الكنيسة بغير أدب وأخرى عن دورة الفقراءفى الكنيسة ومما قاله فيها : " أنا أسألكم بلين المسيح وتواضعه أن تبطل دورة الأطباق ولا يدور الفقراء , فالأطباق يقفون بها فى الخورس التحتانى وذلك فى وقت التسريح ومثل ذلك الفقراء بجانبهم بأدب ووقار "

البابا المعلم

وكان من صفات البابا مرقس الثامن التعليم والوعظ والإرشاد ومما عثر عليه رساله تعزية لأنسان كان فى شدة وخلص منها يقول فيها (3) : " إن الكتب الشرعية يا ابنى الحبيب عزى الله قلبك بعزاء الروح القدس المعزى تدعونا إلى تعزية بعضنا بعضاً والعقل والأدب والمحبة والعادة مجمعة على ذلك فقد صار مستحباً وفرضاً وما هذا إلا لأن المباشر بذاته الألم والحزن قد يعدم الرأى الصائب عند حلول المصائب أو ينسى الأمر الواجب لأستيلاء الإكتئاب عليه فيحتاج إلى من يذكره , لذلك كتبت إليك " أ . هـ

وكان يلقى المواعظ بنفسه ولم ينقطع عن تعليم شعبه فى فترة رئاسته للكرسى المرقسى - وقد روى عن هذا البابا أنه كان شديد أفهتمام ببناء الكنائس والأديرة وإصلاح ما تخرب منها .

رسامة مطران لأثيوبيا

ورسم البابا مرقس الثامن العديد من الأساقفة , وقد حدث أن جاء إلى مصر بعض الرهبان والكهنة ومعهم خطاب من ملك أثيوبيا الجديد يطلب فيه منه أن يرسم لهم مطراناً بدلاً من الأنبا يوساب فرسم مطراناً بإسم مكاريوس وأرسله مع الكهنة سنة 1521 ش , وأعطاهم كتباً تعليم ومواعظ لأنه سمع أنه يوجد فى أثيوبيا هراطقة فبعث يهنئ الملك وعظماء الدولة ويثبتهم فى الإيمان الأرثوذكسى المسيحى القديم

 نياحتـــــة

وكان البابا مرقس الثامن يحب فعل الخير والإحسان , وقد وصفوه معاصريه أنه كان قصير القامة شديد التقشف واجهته مشاكل كثيره وهموم , وكان مصفراً , بسيطاً فى أكله وملابسة .

ومكث البابا فى رئاسة الكنيسة القبطية 13 سنة وشهرين و 16 يوماً وتوفى فى 13 كيهك سنة 1526ش التى توافق 1810 م وهو أول من دفن فى مقبرة الباوات بالكنيسة البطريركية بالأزبكية فى الجهة القبلية للكنيسة الكبرى بجوار مذبح الكنيسة الصغرى التى كرسها على أسم القديس أستفانوس رئيس الشمامسة .

وقد دفن فى يوم 14 كيهك كما كتب خلفه البابا بطرس السابع .

http://www.coptichistory.org/new_page_6466.htm علماء الحملة الفرنسية يصفون التركيبة الدينية لسكان مصر فى كتاب وصف مصر

http://www.coptichistory.org/new_page_6467.htm   الأقباط فى عيون الحملة الفرنسية1 علماء الحملة الفرنسية يسجلون فى كتاب وصف مصر المنشآت الدينية ودخل الكنيسة وأعمال الأقباط ووظائفهم أثناء فترة إحتلالهم لمصر

http://www.coptichistory.org/untitled_2935.htm الأقباط فى عيون الحملة الفرنسيةعلماء الحملة الفرنسية يسجلون فى كتاب وصف مصر الرئيس الأعلى للأقباط هو البطريرك - إختيار البطريرك

http://www.coptichistory.org/untitled_2936.htm الأقباط فى عيون الحملة الفرنسية3 علماء الحملة الفرنسية يسجلون فى كتاب وصف مصر الأصوام والأعياد وبعض العادات القبطية

 

المراجــع

(1) السنكسار القبطى الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل فى الكنائس الكرازة المرقسية فى أيام وآحاد السنة التوتية - وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب والأنبا يوحنا أسقف البرلس وغيرهم من الآباء القديسين - الناشر مكتبة المحبة الأرثوذكسية بالقاهرة سنة 1979م -  ج3 ص 297

(2) تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 298

(3) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 480

(4) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 481

 

This site was last updated 01/13/12