الأقباط فى عيون الحملة الفرنسية3 علماء الحملة الفرنسية يسجلون فى كتاب وصف مصر الأصوام والأعياد وبعض العادات القبطية (1)

الأصوام والأعياد المسيحية

ولهؤلاء الأقباط أيام للصوم وأيام للأعياد الدينية هى (على وجه التقريب) نفس أوقاتنا ، ويتمثل الإختلاف الوحيد فى طول المدة وقصرها ، وكذلك فى طريقة آدائها ، ويبلغ عدد مناسبات صيامهم  أربع مناسبات فى العام ، وهى تسبق الذكرى ذات القدسية الكبرى لديانتنا ، والصيام السابق على عيد الفصح (القيامة) هو أطولها جميعاً ، وهو كذلك أشدها مشقة ، ويبلغ طوله 50 يوماً ، والمسيحى طوال هذه المدة بتناول وجبتين فقط فى اليوم ، ويمتنع تماماً عن تناول اللحوم والأسماك وكل ما له روح على وجه العموم ، وتأمر الكنيسة بأن يمتنع الناس عن إدخال أى شئ إلى أفواههم حتى ولو كان دخان النرجيلة (الشيشة التركى) قبل الظهيرة ، وهى موعد الوجبة الأولى ، والصيام السابق على عيد الميلاد مدته 43 يوماً ، ويبلغ صيام العذراء 15 يوما ، ويتراوح صيام الرسل بين 15- 45 يوما حسب النسافة الموجودة بين عيد الميلاد والصوم الكبير ، والأقباط أيام الإمسك (الصوم) لا يتناولون سوى وجبتين واحدة عند الظهر (غالباً بعد الإنتهاء من صلوات القداس اليومية التى يقيمها الكهنة فى أيام الأصوام) والأخرى فى المساء ولا يمكن تناول السمك أو البيض أو الألبان دونالحصول على إذن من المطران ، وفى بعض الأحيان لا بد من اللجوء مباشرة إلى البطريرك ، وبخصوص مدة الصيام وصرامته فإن ثمة تشابهاً كبيراً مع الكنيسة اليونانية فى الشرق ، وفضلاً عن ذلك فهناك كثير من الروابط بين الطائفتين ، وليس هذا ما يبعث على الدهشة فأصل الكنيستين واحد ، كما أنهما يتبعان - على وجه التقريب - نفس المبادئ .

الإعتراف

ويمارس القباط سر الإعتراف ، وهم يشتركون فى هذا الطقس الدينى مع المسيحيين عموماً ،

الختان

ولكن ثمة عادة خاصة تبدوا متناقضة تماما أو على الأقل غريبة عن مذهب المسيح ، تلك عادة الختان للجنسين (3) وبالرغم من أن هذه العملية ليست إلزامية بالنسبة لكل الأقباط فإنهم مع ذلك يمارسونها بفعل العادة والتقليد المتوارث والأفكار المترسبة فى عمق القبطى ، وتصر المهات عامة على ختان أطفالهن ، وهن يعتقدون أن أبنائهن لن يكونوا صالحين للإنجاب مالم يمروا بهذا الأمر المؤلم.     

وفى الصعيد يختتن كل الأقباط ولكن عدداً كبيرا من الذين يسكنون بالقاهرة يرفض ذلك ، أما بالنسبة لختان الأطفال الصغار فهى عادة شائعة فى كل مكان ، وتتم دون وساطة من الكاهن وليس للكنيسة دخل بها ، ويختتن الجنسان مابين سن السابعة والثامنة ، وينتهى يوم هذه العملية بعيد عائلى يحتفل به الأهل والأصحاب ، وينبغى أن يعمد الطفل والذى فى العادة ما يكون صغيرا فهو يتم فى فترات حسب الجنس فللذكور بعد 40 يوماً وبالنسبة للإناث بعد 80 يوماً ثم كما ذكرنا يختن فى سن من 7- 8 سنوات ويتلقى الأطفال سر القربان بعد سر العماد وفى أى وقت

الزواج

ويسارع الأقباط بتزويج أبنائهم ما أن يروا أنهم قد بلغوا سن البلوغ ، فيتم تزويج الفتيات فى سن 12 سنة بينما يتم تزويج الأولاد فى سن 14 أو 15 سنة

الأقباط والتعليم

ويرسل الأقباط أولادهم إلى مدارس صغيرة حيث يتعلمون مبادئ القراءة والكتابة  إلى جانب المبادئ الأولى للدين ، ويتمتع بهذه الميزة كل الطفال الذكور بلا تمييز ، لكن الفتيات لا يستطيعن الذهاب إلى المدرسة إلا بموافقة أمهاتهن اللاتى يعترضن على ذلك فى بعض الأحيان ، ولم نشاهد فى القاهرة فتاة واحدة تتردد على المدرسة ، وعلى العكس من ذلك فى الصعيد ، حيث يذهبن إلى المدارس هناك مثل الأولاد ، ولا ينقطعن عن الذهاب إلى المدرسة حتى فى سن الثامنة أو التاسعة وهو السن الذى يبدأن فيه فى التشكل ويبلغن لا يعدن أطفالا .

********************

المراجع

(1) كتاب وصف مصر الترجمة الكاملة (1) تأليف علماء الحملة الفرنسية ترجمة زهير الشايب - جزء  المصريون المحدثون  إهداءات 1993م صندوق التنمية الثقافية ج . م. ع الطبعة الثالثة 1992م الجزء الأول

(2) ورث الأقباط عادة تختين الإناث من قدماء المصريين كما يمارسها المسلمين الذين كان أصلهم أقباطاً راجع المؤرخ هيرودوت - الكتاب الثانى - فقرة 104 ترجمة لارشيه Larchet  وقد إنتهت عادة ختان الإناث بين الأقباط فى جميع المدن وقد حرمتها الحكومة المصرية فى القرى والأماكن النائية إلا أن ختان الذكور يعتبره القبطى أنه أمر لا بد منه