الأستاذ / جمال بدوي

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

رأى كاتب مسلم فى قوانين أولاد العسال

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وتبلغ حوالى 30000موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على صفحة الفهرس http://www.coptichistory.org/new_page_598.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر

Home
Up
أنبا برسوم العريان
أنبا يحنس اسنهورى
القس أبن كبر
أولاد العسال
الأنبا رويس
New Page 751
إنحطاط خلقى لأغنياء القبط

Hit Counter

 

 نشرت جريدة الأخبار بتاريخ  مقالة بعنوان مصر القديمة / أولاد العسال: رواد التشريع القبطي بقلم : جمال بدوي  'أولاد العسال' أبناء أسرة قبطية اشتغلت بالعلم والأدب والتشريع، وشغل علماؤها مناصب هامة في الدولتين الأيوبية والمملوكية، وكما كانوا مقربين من الدولة، كانوا مقربين من الكنيسة ويبدو أنهم ورثوا هذه الاهتمامات الثقافية من جدهم أبي بشر يوحنا المعروف باسم 'الكاتب المصري' وإن كان بعض المؤرخين المعاصرين لهم قد حاولوا نسبتهم إلي أصول شامية، ولكن القلقشندي في 'صبح الأعشي'، نفي هذا الوهم، كما روي المقريزي في الخطط، عن تاريخ الملك الصالح نجم الدين أيوب، أنه طلب أحد كتاب الديوان ذات يوم جمعة، فلم يجد لأنه يوم عطلة، فأمر بتعيين كاتب قبطي لمواجهة أي طارئ، فوقع الاختيار علي 'الأمجد' أبن العسال.
أما أشهر أولاد العسال فهم الإخوة الثلاثة: 'الصفي' أبوالفضاء ­ و'الأسعد' أبوالفرج هبة الله.. و'المؤتمن' أبوإسحق، ولكن لواء المجد انعقد لأولهم 'الصفي' نظرا للجهد الخارق الذي بذله في تنظيم وترتيب الشريعة المسيحية في كتابه الضخم 'المجموع الصفوي' الذي وضعه بتكليف من الكنيسة الأرثوذكسية المصرية. وأطلقت عليه الكنيسة الحبشية اسم 'قوانين الملوك'.
وترجع دوافع جمع هذه التشريعات، إلي الظروف التي كانت تمد بها الكنيسة علي عهد البطريرك الخامس والسبعين 'كيرلس بن اللقلق'، فرغم ما كان يتمتع به الرجل من علم وفضل، إلا أنه أدخل علي تقاليد البطريركية أمورا أغضبت الأساقفة، مما دفعهم إلي عقد مجمع مقدسي حضره أربعة عشر أسقفا يمثلون الوجهين البحري والقبلي لمعالجة هذه الارتباكات المؤسفة، وانعقد المجمع الأول في كنيسة حارة باب زويلة بالقاهرة وانعقد المجمع الثاني بالقلعة وحضره الصاحب الوزير معين الدين حسن بن شيخ الشيوخ، وفي هذين المجمعين وضعت نصوص القوانين والتشريعات، وكان 'الصفي' بن العسال كاتم السر، فكلفه المجمع المقدسي بكتابة مسودة قوانين المجمع الأول بخطه، كما كلف الأنبا 'يوساب' أسقف مدينة فوة بكتابة قوانين المجمع الثاني بخطه، وجمع ابن العسال كل ما أسفر عنه المجمعان من قوانين كنستة في مجموعه المذكور، وتوجد بعض مخطوطات منه في معهد الدراسات القبطية.. والمتحف القبطي، وصدر مطبوعا في سنة 1908 بجهد وتعليق العلامة جرجس فيلوتاوس، ثم نشره مرقص جرجس سنة 1927، وفي سنة 1965 قام الدكتور عبدالسميع محمد أحمد أستاذ اللغات الشرقية بجامعة القاهرة، بدراسة منهجية عن الكتاب مقارنة بترجمته الحبشية، وبذل فيه جهدا علميا ألقي فيه الضوء علي هذه الصفحة من تراثنا القبطي.
مصادر التشريع المسيحي
ولان كتاب 'قوانين الملوك' يضم المجموعة الشرعية شبه الرسمية للفقه المسيحي القبطي، وخلاصة ما توصل إليه آياء الكنيسة الأوائل، والمقتبسات من التشريعات المحلية والأعراف والتقاليد والعادات، ولان الكتاب وضع تحت سمع الكنيسة وبصرها: فقد كتبت إلي عموم الكنائس بالالتزام بأحكامه، ثم امتد صداه إلي الحبشة التي تنتسب إلي الكنيسة المصرية الأم وتستمد منها سلطانها الروحي، فتمت ترجمة الكتاب إلي اللغة الجعزية. ولقي عند الأحباش نفس المكانة التي يحظي بها في مصر.
ولما كانت أبواب الكتاب الأصلي متداخلة، فقد قام الدكتور عبدالسميع بإعادة تقسيمه علي نهج آخر تبعا للمصادر ذات التأثير القوي فيه. فبدأ بالمصادر المسيحية، ولما كان العهد القديم أسبق من حيث السياق التاريخي والتشريعي، فكان من الطبيعي أن يكون نقطة البداية، وباعتباره الناموس الذي أكمله المسيح عليه السلام، وفي كل باب من أبواب التشريع زي 'أبن العسال' يقتبس من شريعة الرسول موسي عليه السلام، مايراه صالحا لوضح القانون الكنسي، ولكنه يعطي الأولوية لما هو موجود في شريعة العهد الجديد 'الأناجيل' والأمثلة كثيرة: فقد وجد نظام الكهنة له أصول وسوابق في شريعة العهد القديم، ولكنه تطور بعد ظهور المسيحية، ولذا لا يستقي نظام الكهنة من أسفار التوراة، وإنما يستقيه من أباء الكنيسة الذين طورو هذا النظام، ووضعوا له تقاليد ورسوما خاصة.
الزكاة والعشور
وفي باب الزكاة والعشور والكفاءات والقرابين: فرضت شريعة موسي عليه السلام علي قومه ضروبا من الأعياد المالية، تطهيرا لنفوسهم وتزكية لأموالهم، بخلاف أعباء مالية يفرضها الإنسان علي نفسه كالنزور والكفارة والقربان، ويوجد في الشريعة المسيحية نظير هذه الأعباء، عدا الزكاة. وقد تأثر ابن العسال بما وجده في شريعة العهد القديم، فكتب في كل هذه الأبواب. أما الأعياد والاحتفالات الإسرائيلية فقد رفضتها المسيحية، واتخذت لها أعيادا تلائمها وتتفق مع الأيام المكرمة لديها وأوصت رعاياها بعدم تقليد اليهود في عطلة السبت، واعتبرت من يصنع ذلك خارجا علي التعاليم المسيحية.
أما التشريعات الزواج والطلاق الموسوية: فقد كان لها أثرها البارز في القانون المسيحي الذي كتبه ابن العسال، غير أنه سجل التطور الذي دعت إليه ظروف ونظم الحياة الجديدة استنادا إلي آراء أباء الكنيسة وتعاليم الرسل وتمشيا مع روح العهد الجديد من الكتاب المقدسي، وفي باب الميراثا ستحدث العهد الجديد عدم حرمان البنات من الميراث خلافا عن شريعة موسي عليه الإسلام، وقد رأي ابن العسال اعتمادا علي تشريعات العهد الجديد أن تعطي النساء حقوقهن في الميراث، وأن يسوي بين الأبناء والبنات في الدرجة والتقدير مما لا يوجد نظيره في تشريعات العهد القديم.
العبودية والحرية
وفي قضية الحرية والعبودية والعتق، يقول الدكتور عبدالسميع محمد أحمد أن روح التعصب والأنانية سيطرت علي اليهود إلي حد استعباد الغير، وفي تشريعات العهد القديم فإن الأبناء يرثون الرق عن آبائهم، فإذا أعتق الأب بقي الأبناء علي ملك سيدهم، وشيء آخر بالغ القسوة في هذا المقام، فالعبد الذي يختار الرق 'يخرز في أنفه ويبقي عبدا إلي الأبد. وقد رفض ابن العسال هذه التفرقة العنصرية التي نادت بها أسفار العهد القديم، واقتبس ما عداها من تشريعات الرق والحرية، وأضاف إليها كثيرا مما استوحاه من تشريعات أخري غير تشريعات العهد القديم.
الربا في شريعة اليهود
وفي الأمور المدنية والمعاملات الشخصية التي تحتاج إلي تقنين، فإن ابن العسال لم يجد في تشريعات العهد القديم سوي القليل الذي لايكفي لإرساء القواعد والحدود. ولاحظ تضارب الأحكام كما هي في موضوع 'الربا'.. فالتوراة المكتوبة تكيل بمكيالين، فحرمت الربا حين يقرض اليهودي أخاه اليهودي، وأباحته حين يقرض الأجنبي، وليس المقصود بالأخوة علاقة الرحم، ولكن أخوة الدم اليهودي، ولما كانت الأحكام المدنية التوراتية لاتفي للقضاء بين الناس، وبعضها لا لايلائم الدعوة إلي الأخوة الانسانية، والمساواة في الحقوق والواجبات، فقد اتجه ابن العسال إلي استمداد التشريعات المدنية من مصدر وجد فيه بغيته، وهي تشريعات وأحكام الفقه الإسلامي.
وفي باب الجرائم والقصاص لوحظ أن شريعة العهد القديم تتسم بالتساوي في القصاص: النفس بالنفس، والعين بالعين والسن بالسن، وأن تجازي النفس بما كسبت، فلا تحمل إثم نفس أخري 'كل إنسان بخطيئته يقتل' فالقصاص عقوبة القتل، والموت حرقا عقوبة الزنا، أما العذراء فتمهر مهر العذاري وتزوج إلي الجاني 'لايقدر أن يطلقها أبدا' والقتل عقوبة اللواط.. ويتضح من تتبع الجرائم أن الحدود كانت بدنية في بعض الجرائم، وأقصاه القتل رجما أو حرقا أو تعليقا علي الخشبة، أو الجلد، وهناك العقوبات المالية كالدية والعوض، وقد استفاد ابن العسال أكبر استفادة من هذه التشريعات ونقل نصوصها بألفاظها، بالإضافة إلي ما استوحاه من تشريعات من مصادر أخري عديدة.. ومن مجموع هذه المصادر وضع العالم القبطي 'الصفي' ابن العسال كتابه 'المجموع الصفوي' أو 'قوانين الملوك' كما وصفته الكنيسة الحبشية. ولمن أراد التوسع في الاطلاع علي هذا النشاط الفقهي المسيحي، يمكن أنه يجده في كتابي 'من عيون التراث' الذي صدر في سلسلة مكتبة الأسرة عام .1998

===================

المراجع

جريدة الأخبار بتاريخ 31 / 5/ 2006 م السنة 54 العدد  16882

 

This site was last updated 05/12/08