| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history بقلم عزت اندراوس الحصن وقصر الضيافة بدير المحرق |
هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
الحصن بدير المحرق
ويعرف قديماً باسم "الجوسق" أو "البرج" أو "القستلية" Castle بنى فى داخل أديرة مصر مبنى يسمى الحصن حيث كان القبائل الرحل التى تعيش فى الصحراء تغير على أديرة الرهبان وتنهبها وتقتل الرهبان وتأسرهم ويبيعونهم كالعبيد وعندما إعتنقت هذه القبائل الإسلام وأطلق عليها قبائل عرب وهم ليسو فى الحقيقة من العرب ولكنهم قبائل شمال أفريقيا وما زال بعضهم يتحدث اللغة الأمازيغية ولغات أخرى وعندما إعتنقوا الإسلام إزدادوا وحشية لأن الإسلام يعتبر الهبان أئمة الكفر ، لهذا إستمر بناء وتقوية الحصون الداخلية حتى يهرب الرهبان إليها عندما يغيرون العرب المسلمين عليها وتشاهد فى الصورة الجانبية حصن دير المحرق . ويرجع بناء الحصون فى الأديرة المصرية إلى الإمبراطور البيزنطى فى القسطنطينية زينون (474 - 491) فقد حدث أن إبنته إشتاقت أن تترهب فخلعت ملابس القصور وتزيت بزى الرجال وأسمت نفسها إيلارى وركبت مركباً وذهبت إلى أحد أديرة وادى النطرون بمصر وظن الرهبان أنها خصى لعدم وجود شعر ذقن ونمت فى الفضيلة والقداسة والكل يعرفها بإسم الراهب إيلارى وحدث أن أختها مسها شيطان فأشار على الإمبراطور أن يرسلها إلى مصر فى وادى القديسين ببريه شهيت أو وادى النطرون وهناك حاول شيوخ لارهبان غخراج الشيطان ولكنهم فشلوا فأرسلوها إلى القديس الشاب إيلارى الذى عندما عرف أنها أخته حضنتها وقبلتها وصلت فأخرج الرب الشيطان من أختها ورجعت إلى أبيها فأمر بإستدعاء الراهب إيلارى عندما عرف أنه حضن إبنته وقبلها فى وجنتيها وعندما ذهب غيلارى طلب منه وعد الملوك قبل أن يقول للإمبراطور عن الحقيقة فوعده فقال له الرجوع إلى الدير قبل أن اقول لك الحقيقة فوعده فأعلن له إيلارى أنه أبنته وكان الإمبراطور لم يعرفها من كثرة النسك فبكى هو وزوجته ورجعت إيلارى أو إيلاريى إلى الدير وأمر الإمبراطور ببناء الحصون فى داخل اديرة مصر عندما عرف بهجوم قبائل الصحراء الرحل على الأديرة بين الحين والآخر فيذبحون الرهبان وينهبون الديرة ويأسرون بعض الرهبان حيث يبيعوهم كالعبيد . ويقول أبو المكارم (1) : إن هذا الحصن أو الجوسق كان قد توهن (أى ضعف وأصبح آيل للسقوط) فإهتم بترميمة وتجديد معالمة على ما كان عليه أولاً .. الشيخ أبو ذكرى إبن أبو نصر عامل الأشمونيين .. فى عهد الخلافة الحافظية ( 1074؟ - 1149م) " الوصف بنى الحصن بالشكل المربع على شكل برج ويرتفع 16 متراً فوق سطح الأرض ، ومساحته مربع طول ضلعه 9 أمتار ويمكن الدخول إليه بمعبر (قنطرة ) خشبية متحركة مثبت طرفه فى البرج على إرتفاع حوالى ستة امتار ونصف متر من الأرض ، فإذا رفع هذا المعبر أو القنطرة فلا يمكن الدخول إلى البرج ، أما الطرف الثانى المتحرك للمعبر فيستند إلى مبنى صغير ضيق فى الجهة الشرقية من كنيسة العذراء الثرية ولكنه مستقل بذاته ومنفصل عنها يؤدى إلى درج من 22 درجة مرتفعة وعند الدرجة الأخيرة يتكز الطرف المتحرك من المعبر . المعبر (أو القنطرة ) والمعبر الخشبى أو القنطرة الخشبية طوله 5 أمتار وعرضه نحو متر وربع المتر ، وبطرفه عروة حديدية تقابلها وتطابقها قطعة أخرى مثبتة فى البرج على إرتفاع 5 أمتار من فتحة البرج التى يغلقها المعبر تماماً عندما يرفع بواسطة حبل أو سلسلة تمر من داخل حائط البرج وتلتف بتحريك دولاب كدولاب رفع الأثقال أو بكرة البئر (2) وبذلك ينفصل البرج تماماً عن الدير ، وينعزل الرهبان الذين فيه عن أى جزء آخر من المبانى ويستحيل دخول الغزاة إلى الحصن . فتحة البرج وفتحة البرج التى ينفذ منها للداخل إلى جسم البرج صغيرة إرتفاعها نحو متر ونصف وعرضها نحو متر ونصف تفتح فى دهليز يبلغ طوله 5 أمتار وعرضه متر وربع تقريباً ، سقفه من الصخر غير المهذب يعلوا عن ألأرض نجو 3 أمتار ، واما المبنى كله فمن الطوب الأحمر القديم الذى صار داكنا من قدم عهده أو ربما لأنه حرق حرقاً شديداً أثناء صناعته حتى يكون صلباً ، وفى عمق الدهليز ترى بكرة ملفوف حولها حبل المتصل بالمعبر . وينفتح الدهليز على ثلاث غرف صغيرة لإقامة الرهبان بها : الأولى إلى يسار الداخل ذات قبو متين قوى ، ولها ثلاث فتحات للهواء والضوء ، ورابعة فى إتجاه مائل لأعلى - والغرفة الثانية إلى اليسار بحجم الأولى ، وذات قبو أيضاً وبها 4 فتحات للتهوية وألإضاءة ، وبالجدار القبلى مخبأ صغير يمثل غرفة صغيرة - وأما الغرفة الثالثة فتفح فى الجدار القبلى للدهليز ، وى ذات قبو أيضاً وبها دخلات ، وطاقتان علويتان يطلان على فناء الدير ، وبأرضية هذه الغرفة مخبأ ينزل إليه بدرجتين ، وهو مخبأ عميق يصل إلى أرضية البرج . ولكل غرفة من هذه الغرف الثلاث باب خشبى ذو غلق بشكل صليب (قفل مثل اللأبواب الخشبية التى كان يقف بها الفراعنة ابوابهم وما زالت مستعملة حتى الآن فى أبواب الفلاحين) والقبو فى كل منها يمتاز بدقته ومتانته وقوته . وعند مدخل البرج فى داخل الدهليز فى جداره القبلى فتحة تقود غلى ممر صغير يؤدى بدوره فى الإتجاه الغربى إلى درج علوى ، وفى الإتجاه القبلى إلى درج سفلى . والسلم المؤدى إلى أسفل يتكون من 17 درجة تؤدى إلى دهليز فى اسفل الدهليز الأعلى تماماً وبنفس حجمه ، وسقفه على شكل قبو ويفتح هذا الدهليز على حجرتين من الجهة البحرية كانتا تستخدمان لخزن الترمس الذى يعيش عليه الرهبان فى فترة إقامتهم فى البرج حيث يبلونه بماء البئر ويأكلونه ، وليس بالغرفتين دخلات أو فتحات . وفى الجهة القبلية من الدهليز حجرة مماثلة وبنفس الحجم ، بها فتحة فى الأرض يرى فيها ماء يجرى فى حوض من تحت الغرفة يبلغ طوله نحو متر ونصف متر يندفق إليه الماء من بئر (3) ليشرب مننه الرهبان ، وليصبوا منه على حوائط البرج من خلال الفتحات الضيقة التى تطل من الخارج ، فعندما يشعل الغزاة النار فى البرج يصبوا المياه فتنطفئ النار ، ولهذا الحوض فتحة علوية قريبة من الدهليز يسهل أخذ الماء منها ليكون فى متناولهم ، ومن هذه الفتحة يمكن التوصيل إلى باطن الحوض عن طريق درج صغير متعرج . وإذا عدنا أدراجنا مرة أخرى إلى رأس السلم الهابط إلى هذا الدهليز مجتازين بالممر الضيق الذبق التحدث عنه ، قادنا إلى السلم الصاعد إلى الطابق الأخير الذى توجد به الكنيسة الملاك ميخائيل ، والسلم يتكون من 18 درجة تضيئها بعض الفتحات الطولية المائلة التى تجلب الضوء ومعها الهواء من خارج البرج ، وعند رأس السلم على اليمين حجرة طولها 3 أمتار وعرضها متران وسقفها خشبى مسطح ، وبجدارها الشرقى فتحتان ، وبجدارها القبلى فتحتان أخريان ، وفى أسفل الحائط البحرى فتحة مخبأ يؤدى إلى تحت مذبح الكنيسة وللغرفة باب خشبى كالمعتاد ، وبها عدد من الصور المرسومة على الخشب : إحداها لرئيس الملائكة ميخائيل ممسكاً بالسيف - والثانية تمثل هرب العائلة المقدسة إلى مصر وفيها يظهر القديس يوسف يحمل السيد المسيح على ذراعه ويمسك حبل الحمار بيده الأخرى ، وأما السيدة العذراء فهى تمتطى الحمار ، ومن وراء الحمار سالومى تسير على قدميها ، كما يرى الملاك مظللاً بجناحيه من فوق العائلة المقدسة فى خدمة الرب يسوع ، وهناك أيضاً صورة اخرى كبيرة تكاد تكون تفاسيلها ممحاة ولكن يمكن أن ترى فيها السيد المسيح مكبرة فى ركنها الأيمن من فوق ، وفى الركن الأيسر مقابلة ترى صورة العذراء . وإذا خرجنا من الحجرة إلى الغرب قليلاً رأينا كنيسة الملاك ميخائيل إلى اليمين فى طريقنا إلى الدرج الصاعد إلى سطح البرج ، وإذا صعدنا بضع درجات رأينا إلى اليسار ومن تحت درجات السلم الصاعد حجرة صغيرة تصلح ان تكون مخبأ ، وتصلح أن تكون خلوة ، وهى لا يزيد إرتفاعها عن متر ونصف ولها قبو ، ولها فتحة صغيرة للإضاءة والتهوية تطل على فناء الدير من الجهة القبلية ولهذه الحجرة دخلة إلى الشرق وأخرى إلى الجهة القبلية . فإذا اتممنا الطريق الصاعد بإرتفاع 13 درجة من درجات السلم واجهنا غرفة أخرى مفتوحة من جهة السلم ومغلقة من الجهات الثلاث الأخرى ومسقوفة بسقف خشبى بسطح منبسط طولها 4 أمتار ، وعرضها 3 أمتار وإرتفاعها يقرب من مترين ، ولها 5 فتحات : إحداها إلى الشرق ، والثانية إلى الناحية القبلية ، وثلاث فتحات إلى الناحية البحرية . وبمتابعة الصعود 8 درجات أخرى نصل إلى سطح الحصن أو البرج ، وفيه نرى بأرضيته فتحتين لمخبئين عميقين كانا يستخدمان لدفن من يموت داخل الحصن من الرهبان أثناء فترة الحصار ، ويلاحظ أن سطح الحجرة القريبة من سطح البرج يعلو على الجزء الباقى من سطح البرج بدرجتين كبيرتين ومن هناك يطل الناظر على الدير بأسره ، وعلى منارات كنيسة رزقة الدير ، والمنشاة الكبرى إلى الجهة القبلية من الدير ، ويرى إمتدادات الخضرة الجميلة إلى مسافات بعيدة فى شرق الدير وشماله ، وأما إذا إتجه الناظر إلى الغرب فلا يرى إلا المقابر الموتى لنحو سبعين بلدة من البلاد المتجاورة ممن يدفنون موتاهم إلى جانب الدير تبركاً بالمكان الطاهر ، ومن وراء المقابر يرى الصحراء والجبل الغربى ومن ورائه البرية الجوانية التى سكنها فى كل العصور أعداد كبيرة من زهاد وعباد ونساك توحدوا وتاهوا فى البرارى وشقوق الأرض من أجل محبتهم للمسيح . أما غذا وقفنا خارج البرج فلا يرى إلا فتحات التى تأخذ أحياناً شكلاً مائلاً إذ كان الرهبان يستغلونها لا للإضائة والتهوية فقط ولكن ليسكبوا الماء على جدران البرج إذا ما أرسل الغزاة أسهم مشبعة بمادة حارقة فيسكب من هذه الفتحات الماء لإطفاء النيران . وفى مقدمة البرج حر منحوت عليه أربعة صلبان تحيط بالنقرة أو حفرة التى كانت تستخدم لتثبيت وإحكام المعبر الخشبى فى الفراغ المعد له على النحو التالى : وفى الجدار القبلى من الحصن أو البرج وبالقرب من الثلث السفلى ، وفى متناول رؤية العين يجد الناظر من الخارج مزولة شمسية ثبت فى وسطها مسمار فى وضع خاص وتبعاً لظلة على الدائرة المرسومة يمكن للناظر معرفة الوقت وبديهى أن هذه الساعة تستخدم لمعرفة ساعات النهار وأجزائها عندما تكون الشمس ساطعة . *********************************** المـــــــــــــراجع (1) كتاب تاريخ كنائس مصر وأديرتها ص 100 - وراجع أيضاً دليل المتحف القبطى ج 2 ص 124 (2) كتاب وادى النطرون - الأمير عمر طوسون - القاهرة 1935م ص 75 (3) هذا البئر يقف عنده من الخارج الكنة والرهبان فى المحطة الحادية عشرة من محطات دورة عيد الصليب والشعانين حسب ترتيب الدير المحرق ، والمنصوص عليه فى المخطوط 513/ 19 طقس بالدير المحرق ورقة 51 (4) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م (5) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001
|
This site was last updated 05/02/18