مذبح كنيسة السيدة العذراء الأثرية بدير المحرق | Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس الكنائس الموجودة فى دير المحرق كنيسة العذراء الأثرية ومذبحها الأثرى |
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعاتأنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
كنيسة السيدة العذراء الأثرية هى أول كنيسة بنيت على وجه الأرض وأول بيعة كرسها السيد المسيح
تعتبر كنيسة السيدة العذراء الأثرية فى دير المحرق أقدم جداً من الدير ، ومن المعروف أن دير المحرق بناة الأنبا باخوميوس أبو الشركة فى القرن الرابع الميلادى ( عاش الأنبا باخوميوس ما بين 294 -405م) أما كنيسة السيدة العذراء فترجع إلى القرن الأول الميلادى ، ولما رأى الأنبا باخوميوس قداسة هذا المكان فإختار هذه البقعة لتكون ديراً يحيط بالكنيسة الأثرية ، فيتقدس بها من لاذ بها من النساك والعباد والزهاد . 1 - كنيسة السيدة العذراء الأثرية كنيسة السيدة العذراء تقع فى الجهة الغربية من الدير ، وهيكل الكنيسة موجود فى المغارة التى تشبه غرفة طبيعية منحوتة فى الصخر وكانت قد سكنتها العائلة المقدسة ويذكر المتنيح الأنبا غريغوريوس (1) أن العائلة المقدسة مكثت فيها أى سكنتها ستة أشهر وعشرة ايام حسب ما يروى التقليد القبطى وكتب الكنيسة وميامر الاباء خاصة ميمر البابا ثيئوفيلوس الـ 23 من باباوات الإسكندرية (384 - 412 م) وقد روى فيه ذات الرؤيا التى رآها فى ليلة 6 من هاتور وكان قد صلى صلاة طويلة للرب مستعيناً بشفاعة أم النور مريم ، فظهرت له القديسة العذراء إستجابة لصلواته وذكرت له انباء الرحلة المباركة التى قامت بها العائلة المقدسة من بلاد فلسطين ، وطلبت إليه أن يسجل ما رأى وما قالت فإمتثل لطلبها ، وكتب الرؤيا ، فأصبح كتاب البابا ثيئوفيلوس الـ 23 أهم وثيقة يعتمد عليها فى اخبار رحلة العائلة المقدسة وتجوالها فى أرض مصر ، هذا إلى جانب مصادر كنسية اخرى الصورة الجانبية : الحجر الذى جلس عليه الرب يسوع وهو طفل عندما مكث فترة من الوقت والذى أصبح فيما بعد مذبح كنيسة العذراء الأثرية بالدير المحرق ويلاحظ أن عليه كتابة باللغة القبطية محفورة عليه الرب يسوع يدشن كنيسة العذراء بنفسه كنيسة السيدة العذراء الأثرية هى الكنيسة الوحيدة فى مصر بل فى العالم كله التى قيل إن المخلص دشنها بنفسه ، ورش فى أركانها الماء المبارك بيديه الطاهرتين ، وكان رئيساً للملائكة ميخائيل وغبريال يحنلان الوعاء الذى يحتوى الماء الذى قدسه الرب بذاته ، وكلما سكب الماء كان الرب يسوع له المجد يقول : " اليدان اللتان خلقتا آدم ونسله وسمرتا على خشبة الصليب ، تقدسان وتباركان هذا البيت العظيم " وكما تقول سيدتنا العذراء مريم فى حديثها إلى البابا ثيئوفيلوس : إن هذا التدشين تم بعد قيامة الرب من بين الأموات ، وأنه ظهر لأمه العذراء أو بعض رسله الأطهار ومعهم مريم المجدلية وسالومى حيث كانوا مجتمعين فى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس الرسول وأحد الإنجيلين الأربعة ، وكانوا يتذاكرون معاً أحداث الصلب والقيامة وإضطهاد اليهود القائم وقتئذ للعذراء مريم وللرسل الأطهار ، فظهر لهم رب المجد بنور عظيم وعلى يمينه الملاك ميخائيل وعلى يساره الملاك غبريال (أو جبرائيل) وقال : السلام لكم ، فسجدوا له ، ووجه الحديث إلى مريم أمه ، وأراد أن يعيزيها عما اصابها من متاعب تحملتها من أجله ، فأنبأها أنه إكراماً لها سيمضى بنفسه ليدشن بيديه البرية الخربة ، برية قسقام التى عاشت فيها فترة من الزمن ، ويقدس البيعة التى تحمل إسمها كل الأيام ، ثم حملتهم جميعاً سحابة نورانية أوصلتهم إلى جبل قسقام حيث الغرفة الطاهرة التى اقامت فيها العائلة المقدسة ، فدشنها فى الساعة الثالثة من نهار اليوم الموافق 6 هاتور ، وأقام مذبحها وكل آنيته وأمر الرسل أن يرفعوا ذبيحة القداس ، وكان هو أول قداس يقام فى هذه الكنيسة ، ويمضى ميمر البابا ثيئوفيلوس الـ 23 فيروى على لسان العذراء أن بعض الرسل الذين كانوا رقدوا وبعض القديسين حضروا بأمر الرب وبسلطان لاهوته ، فباركه السيد بماء التدشين وناولهم أيضاً بيديه من الأسرار المقدسة (2) وجاء فى السنكسار تحت يوم (6 هـاتور) تذكار تكريس كنيسة العذراء الاثرية بدير المحرق العامر بجبل قسقام : في مثل هذا اليوم تكريس كنيسة السيدة العذراء بدير المحرق بجبل قسقام. وقد بارك ربنا ومخلصنا يسوع المسيح هذه الكنيسة بحلوله فيها مع تلاميذه وقت تكريسها، كما شهد بذلك القديسان فيلوثاؤس وكيرلس بطريركا الإسكندرية صلاتهما تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين. (3) . وكما جرى تكريس كنيسة العذراء الأثرية بالدير المحرق أصبح هذا طقساً لتكريس وتدشين جميع المذابح فى الكنائس الأخرى فى مصر والعالم حيث تجرى القراءات والصلوات وتبريك الماء الذى يرش فى أركان الكنيسة وحوائطها وبذلك يكون تدشين كنيسة العذراء بالمحرق هو أول تدشين لكنيسة فى العهد الجديد بعد قيامة السيد المسيح وصار بعد ذلك نموذجاً يحتذى به (5) وتقليداً وضع المسيح اساسه . المسيح يريدها صغيرة كما هى وكما كانت ذهب البابا ثيئوفيلوس إلى جبل قسقام قادماً من أسوان ومعه 10 اساقفة ، وكان ذلك حوالى سنة 380 م رأى أن الكنيسة صغيرة ، وتعجب من بساطتها على الرغم من شهرتها ، فرغب أن يبنى كنيسة كبيرة تليق بجلال الرب وشهرة المكان وقداسته ، وأعلن هذه الرغبة فى صلاته التى رفعها فى المقصورة العليا التى ظهرت فيها والدة الإله ، ولقد عرفته القديسة مريم أن إرادة إبنها الوحيد أن تبقى الكنيسة كما هى فى صغرها وضآلتها ، شهادة لكل الأجيال والدهور التالية على إتضاع الرب وقبوله وهو ملك الملوك أن يكون مثل هذا المكان الحقير والصغير ملجأ ومسكناً ومقر إقامة (6) وفعلاً صار ، فقد رضخ البابا ثيئوفيلوس للأمر ، ولم يحدث تغييراً أو تعديلاً فى حجم الكنيسة ، وهكذا بقيت الكنيسة إلى اليوم فى حجمها الأول . راهب شلت يده ومما يذكره بعض شيوخ الدير المحرق الذين لا يزالون أحياء أن احد رؤساء الدير فى القرن العشرين رأى أن مذبح الكنيسة صغير جداً عن أن يتسع للذبيحة المقدسة وأوانيها ، فرغب فى إزالة المذبح ليقيم مذبحاً آخر أكبر حجماً ، فأمر أحد رهبان الدير بغزالة المذبح وتناول الراهب الفأس إطاعة لرئيسه وعندما هم بضرب المذبح شلت يده فصرخ ولم يقدر على مواصلة هدم المذبح ، ولم تتحرك يده إلى بعد إسترحام وصلوات ودهنها بالزيت المقدس ، فكانت هذه المعجزة عبرة وعظة ، فلم يقدم أحد بعد ذلك على إحداث تغييرات فى هذا المكان ، وإكتفى أحد رؤساء الدير فى تال بتثبيت لوحة رخامية أكبر من المذبح من فوق ، فصار سطحة كافياً للذبيحة وكل آنيتها ومتعلقاتها .. هذا ولا يزال أثر الفأس واضحاً فى جانب المذبح الأيسر ومذبح الكنيسة هو بعينه حجر المغارة التى سكنتها العائلة المقدسة ، وان الرب يسوع جلس عليه ، فصار مقدساً . أول كنيسة فى العالم ويذكر أبو المكارم : إن هذه الكنيسة أول بيعة أنشئت بالوجه القبلى (7) ولكن تقليدنا القبطى يروى انها أول كنيسة فى مصر كلها (8) ولكن فى الحقيقة أن هذه الكنيسة تعتبر أول كنيسة فى العالم كما جاء فى رؤيا السيدة العذراء التى رآها الأنبا ثيئوفيلوس يثبت أن هذه الكنيسة هى اول كنيسة بنيت على وجه الأرض وأول بيعة كرسها السيد المسيح إذ يقول : " فها أنا أمضى لتكريزها بيدى أى كنيسة بإسمى على الأرض " وهو المذبح الذى يقع فى وسط أرض مصر هل حقاً مذبح كنيسة السيدة العذراء الأثرية يقع فى وسط أرض مصر طبقاً لنبوة أشعياء النبى القائلة " وفى ذلك اليوم يكون مذبح الرب في وسط ارض مصر وعمود الرب عند تخمها20 فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في ارض مصر. لانهم يصرخون الى الرب بسبب المضايقين فيرسل لهم مخلصا ومحاميا وينقذهم21 فيعرف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذرا ويوفون به. " (أش 19: 19- 2) كنيسة السيدة العذراء الأثرية بالدير المحرق هو فى منتصف المسافة من شمال مصر وجنوبها . تقع مصر بين خطي العرض 22 و 31.5 شمال خط الاستواء وبين خطي الطول 25 و 37 شرقي غرينتش الذبيحة لا تنقطع من على مذبحى يقول النبا غريغوريوس : " يروى بعض شيوخ الرهبان الذين لا يزالون أحياء أنه فى سنة 1928م فى أواخر حياة المتنيح الأنبا باخوميوس أسقف دير المحرق قد قام ولى عهد أسبانيا بزيارة للدير وكان بصحبة المرحوم مرقس سميكة باشا وجدوا نقشاً أثرياً على سطح المذبح الحجرى ترجمته " لا تنقطع الذبيحة من فوق مذبحى " مما سبق نستنتج أن اللوحة الرخامية التى وضعت فوق المذبح الأثرى لتجعلة أكثر إتساعاً وضعت بعد سنة 1928 م .
*********************** المراجع (1) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م ص 103 و 104 (2) ميمر البابا ثيئوفيلوس الـ 23 من باباوات الإسكندرية مخطوط رقم 9/ 14 بمكتبة مخطوطات دير المحرق وكتاب ميامر وعجائب العذراء ص 100 - 102 ويقول إميلينو Amelineau أن ميمر البابا ثيئوفيلس يوجد منه ثلاث مخطوطات فقط فى العالم باللغة العربية أحدهما محفوظ فى مكتبة الفاتيكان ، والثانى محفوظ بالمكتبة الأهلية بباريس Bibliotheque National والثالث بمكتبة الدير المحرق وقد جائت هذه الرواية أيضاً فى السنكسار المخطوط بدير المحرق رقم 1/ 9 تاريخ وميامر بمكتبة مخطوطات الدير المحرق تحت اليوم السادس من هاتور . (3) السنكسار وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب والأنبا يوحنا أسقف البرلس - طبعة القمص عبد المسيح ميخائيل والقمص ارمانيوس حبشى - القاهرة 1935 الجزء الأول ص 124 ويضيف السنكسار العربى الذى نشره وترجمه وعلق عليه رينيه Rene Basset فى مجموعة Patrologia Orrientalis المجلد 3 فى باريس 1909 ص 179 العبارة التالية : " وأقام أول قداس فيها (أى فى كنيسة قسقام بدير المحرق) أنظر أيضاً كتاب تحفة السائلين فى ذكر أديرة رهبان المصريين للقمص عبد المسيح صليب المسعودى البرموسى - القاهرة 1932 ص 103 راجع ايضاً السنكسار المخطوط 2/ 9 رقم 3/ 9 بمكتبة مخطوطات الدير المحرق تحت اليوم السادس من هاتور قوله : " وفيه أيضاً إجتمع المخلص مع تلاميذه فى قسفام وأول قداس فيها حسب ما يشهد القديس ثاوفيلس والقديس كيرلس ، وكان نهار عظيم بإجتماع سيدنا مع والدته العذرى وتلاميذه وكرز هذا الموضع بيمينه العالية (4) Etaf;wout Qen Paiehoou ete cou E N A;wr pe nem tefmau mpar;enoc ne m neqapoc toloc e;u (5) الكتاب المذكور ص 99 ( Fol. 68 b) (6) ميمر البابا ثيئوفيلوس الـ 23 من باباوات الإسكندرية مخطوط رقم 9/ 14 بمكتبة مخطوطات دير المحرق وكتاب ميامر وعجائب العذراء ص 99 - 100 (7) أبو المكارم كتب فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 99 (8) أبو المكارم كتب فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 99 O. MEINARDUS, In the Steps, p. 36 The Itinerary etc p. 36 (9) ميمر البابا ثيئوفيلوس الـ 23 من باباوات الإسكندرية مخطوط رقم 9/ 14 بمكتبة مخطوطات دير المحرق وكتاب ميامر وعجائب العذراء ص (10) نفس المرجع السابق وراجع ايضاً ميامر وعجائب العذراء ص 102 Jullien, L' Egypte.. p. 242 O. MEINARDUS, Nonks and Monasteries (11) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م (12) دير السيدة العذراء " المحرق " إعداد الراهب القمص دانيال المحرقى - دار الطباعة القومية بالفجالة 2001 |
This site was last updated 11/26/14