Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ /عزت اندراوس

الفريق الأول محمد عبدالغني الجمسي

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سعد الدين الشاذلي
المشير أحمد إسماعيل
الفريق الجمسى
الفريق سعد الشاذلى

 

المصرى اليوم   تاريخ العدد الاثنين ٦ اكتوبر ٢٠٠٨ عدد ١٥٧٦  عن خبر بعنوان [ بروفايل.. الجمسي صاحب «كشكول» النصر..لقبته جولدا مائير بـ«الجنرال النحيف المخيف».. وأحب هو تسمية المصريين «مهندس حرب أكتوبر» ] كتب نشوى الحوفى ٦/ ١٠/ ٢٠٠٨
هو الفارس بلا ضجيج، ومخطط معركة أكتوبر بلا زهو، ودامع العينين يوم فك الاشتباك، و«النحيف المخيف» الذي أدخل الرعب في نفوس قادة إسرائيل، وهو الذي صُنف ضمن أفضل ٥٠ قائداً عسكرياً علي مستوي العالم.. رفض ممارسة السياسة أثناء توليه مهام منصبه، وبعد أن تركه، مؤكداً أنها لا تصلح للعسكريين.. هو المشير الجمسي الذي كان لابد من تذكره في يوم السادس من أكتوبر.
أتذكر لقائي الوحيد به، الذي أهداني فيه مذكراته، في العام الأخير من حياته، كان يظن أنه لم يعد في مصر من يهتم بحديث يدلي به، أو ذكريات يتحدث فيها عن تفاصيل حرب أكتوبر.
محمد عبدالغني الجمسي ابن قرية بتانون بمحافظة المنوفية، التي ولد بها لأسرة فقيرة في عام ١٩٢١، ليكون الوحيد من أبنائها الذي ينجح في إكمال تعليمه النظامي، ويكون من بين الدفعة التي قررت حكومة النحاس باشا إلحاقها بالكليات العسكرية، فيتخرج في سلاح المدرعات بالكلية الحربية في عام ١٩٣٩، وتأتيه الخبرة الميدانية الأولي، عبر مشاركته في القوة المصرية التي أرسلتها قوات الحلفاء إلي صحراء مصر الغربية، لمواجهة تقدم قوات المحور بقيادة روميل، فيعود من تلك الحرب مختزناً، رغم حداثة سنه، الكثير من الخبرات التي ترجمها فيما بعد في «كشكوله الأكتوبري الشهير».
يدعم الجمسي مهاراته بدورات عسكرية متعددة، يتبعها بالعمل بالمخابرات الحربية، ويتخصص في تدريس التاريخ العسكري الإسرائيلي.. سألته في حديثي معه: كيف جاءت هزيمة الخامس من يونيو عام ١٩٦٧؟ فأجابني يومها بثقة العالم: «الأسباب كثيرة، أهمها عدم الاستعداد لكلمة الحرب، والانشغال بمؤامرات سياسية انتهت إلي ما آل إليه حالنا، والأهم كان حالة التعالي والصلة المفقودة بين الجندي وقادته في الجيش في تلك الفترة».
أُختير الجمسي بعد النكسة ضمن عدد من القادة، لإعادة تدريب الجيش المصري، كما تولي هيئة التدريب بالجيش، ثم رئاسة هيئة العمليات، ورئاسة المخابرات الحربية في عام ١٩٧٢، ومنذ اليوم الأول كان الاستعداد لساعة الحسم مع العدو الصهيوني، ليتم تكليفه من قبل الرئيس السادات مع عدد من قادة الجيش لوضع خطة المعركة، فيستعيد كل ما مر به من خبرات، ويتابع تحركات الجيش الإسرائيلي، ويدرس أنسب التوقيتات المقترحة للحرب، وأفضل خطط الهجوم، ليضع الخطة النهائية ويسطرها في كشكول ابنته الدراسي، حتي لا يلفت الانتباه لها.
ويحدد الجمسي توقيت الحرب بعناية بالغة، محققاً من خلاله عنصر المباغتة للجيش الإسرائيلي، كان الموعد: الثانية ظهر يوم السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ ميلادية، الموافق العاشر من رمضان عام ١٣٩٣ هجرية، يوم كيبور اليهودي.
وأثناء الحرب تولي رئاسة أركان الجيش خلفاً للفريق سعد الشاذلي عقب أزمة الثغرة في الدفرسوار، التي كاد يصفها بخطة «شامل»، لولا موافقة الرئيس السادات علي فض الاشتباك الأول، عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر للقاهرة.
وليقع عليه الاختيار ليتولي مسؤولية التفاوض مع الإسرائيليين، في مفاوضات الكيلو ١٠١ التي دمعت عيناه فيها حينما علم بموافقة السادات علي سحب أكثر من ١٠٠٠ دبابة و٧٠ ألف جندي مصري من الضفة الشرقية لقناة السويس. خبأ دموعه ونفذ أوامر الساسة التي لم يقتنع بها، رغم قناعته بقدرة العسكرية المصرية علي تحقيق المزيد من الانتصارات. رتبة الفريق الأول، ومنصب وزير الحربية وقائد عام للجبهات العربية الثلاث.. كانت مكافأة الجمسي علي أدائه في حرب أكتوبر.

الصورة المقابلة : الجمسي مع وايزمان.
وكما يقول المثل، فإن دوام الحال من المحال، خاصة مع رجل كالجمسي، الذي رفض أن تقوده السياسة لطريق لا يريد السير فيه، فهو من رفض نزول الجيش لكبح جماح مظاهرات يناير عام ١٩٧٧، مخالفا وجهة نظر السادات الذي تبني دعوة السلام مع إسرائيل.

This site was last updated 10/06/11