رجل مسيحى يفشى أسرار الجيش الإنجليزى 

طلب الانجليز بسجن شيخ الصحفيين الشيخ علي يوسف واتهامه بجنحة مباشرة أمام محكمة عابدين‏!‏
وكانت التهمة أنه نشرت نص برقية أرسلها اللورد كتشنر من دنقلة في السودان عندما كان يقود الحملة المصرية هناك في شهر يوليو‏..1896‏
والبرقية تقول‏:‏ إن الكوليرا قد تفشت بين رجال الجيش المصري وأنها قد وصلت شمالا حتي جنوب مصر‏..‏
وقد أثارت البرقية التي نشرها المؤيد ذعرا كبيرا بين عائلات الجنود المصريين في مصر‏..‏ وجن جنون اللورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر لأن البرقية أفشت أسرار الجيش فضلا عما سببته من ذعر عند أهالي الجنود فأمر باجراء تحقيق لمعرفة من الذي سرب البرقية إلي جريدة المؤيد‏..‏
وقد إعترف الشيخ علي يوسف‏ فى التحقيقات أن توفيق أفندي كيرولس الموظف بمكتب تلغراف الأزبكية هو الذى أفشى أسرار الجيش الإنجليزى ‏..‏ فأتهم كيرولس بالتسريب وأتهم  الشيخ علي يوسف بالنشر‏!‏

وقد حكمت المحكمة بحبس توفيق كيرولس ثلاثة أشهر وبراءة  الشيخ علي يوسف ‏..‏ ثم استأنفت النيابة الحكم فقضت ببراءتنا معا‏..

قضية زواج

***** فى سنة 1904‏ م قضية زواج شيخ الصحفيين الشيخ علي يوسف مع صفية السادات الانسة صفية ابنة الشيخ عبدالخالق السادات شيخ الطرق الساداتية ‏,‏ وكان من رجال الدين المعتزين بنسبهم إلي الحسين  - وكان الشيخ علي يوسف يعمل فى جريدة المؤيد ومقرها بشارع محمد عليوهو صاحب ورئيس تحرير أقوي جريدة يومية كبري وهي جريدة المؤيد‏,‏ وهو في الوقت نفسه رئيس حزب الاصلاح علي المباديء الدستورية‏,‏ أحد أول ثلاثة أحزاب مصرية في تاريخ مصر السياسي‏,‏ ومعه الزعيم مصطفي كامل رئيس الحزب الوطني

جورنالجي مهنته لم يكن وقتها من المهن الهامة "لايساوى تعريفة"  ـ حسب تعبيرهم قبل قرن من الزمان ـ علي الزواج ممن خرجت من بيت حسب وشرف ونسب؟ 

إنها أشهر قضية زواج في تاريخ مصر كلها‏..‏ وقد هزت هذه القضية المجتمع المصري هزا عنيفا‏..‏ وأثارت الرأي العام طويلا‏,‏ وكانت حديث الناس‏,‏ والصحافة‏,‏ والمجالس‏,‏ والندوات‏,‏ والمنتديات العامة والخاصة‏,‏ والأزواج والزوجات‏,‏ والآباء والأمهات‏,‏ والكتاب والساسة والأدباء والشعراء وأهل الفكر والعلم والقانون‏.

كان عمره وقتها تسعة عشر عاما‏..‏  ولد يتيما بعد أن مات والده وهو طفل رضيع ذهبت بي أمي إلي بلدتها بني عدي في أسيوط حيث عاش طفولته وصباه‏..‏ ودخل الأزهر ولكنه كان يعنكف على القراءة والاطلاع والكتابة في الصحف والمجلات‏..‏ وأغرته صاحبة الجلالة بأن أدخل في بلاطها‏..‏ فعملت في مجلة القاهرة الحرة ثم أصدرت مجلة الآداب التي لاقت رواجا كبيرا‏..‏ ففكر في إصدار صحيفة يومية‏.‏
 كان مطلوبا منه مبلغ كبير جدا لم أكن أحتكم عليه‏..‏ مائة جنيه مصري‏!‏
ملحوظة‏:‏ مبلغ‏100‏ جنيه مصري بأسعار عام‏1889‏ وهو العام الذي صدرت فيه جريدة المؤيد يساوي الآن‏100‏ ألف جنيه بأسعار هذه الأيام إن لم يكن يزيد‏!‏
 أقرضه صديقي الشيخ أحمد ماضي نصف المبلغ‏..‏ وصدر العدد الأول الذي هز المجتمع المصري هزا‏..‏ ولكن ما لبثت الخمسين جنيها أن تسربت‏..‏ وأصبحمهددا باغلاق الجريدة رغم نجاحها المدوي‏...‏ حتي أرسل له الله  سعد زغلول الذى أقرضنه بقية المبلغ‏..‏ ووقف بجانبه يشد أزري‏.. و‏كان أيامها محاميا شهيرا قبل أن تعرفه الدنيا زعيما وطنيا عظيما‏.
وقد كتب فى جريدة المؤيد ‏:‏ سعد زغلول ومصطفي كامل الطالب في كلية الحقوق قبل أن يتخرج ويصدر جريدة اللواء‏,‏ وقاسم أمين ومصطفي لطفي المنفلوطي‏..
المصدر جريدة الأهرام 2/8/2008م السنة 132 العدد 44434 عن مقالة بعنوان [ في ذكراها الـ‏104‏ أعوام أشهر قضية زواج في تاريخ مصر‏!‏ ]تحقيق : عـزت السـعدني

*******************

صوره قديمه لمجنّد مصري فى قوة الهجانة (1913-1911)