Home Up آثار البطالمة بالفيوم المدينة غارقة هيراقليوم كانوب أم أبو قير تاريخ الآثار الغارقة متحف عالمى تحت الماء | | وطنى 20/7/2008نم عن خبر بعنوان [ وطني ترصد علي مدار خمسين عاما إنتشال الآثار الغارقة ] إعداد: ميرفت عياد - جورج إدوارد - ريهام حياتي تمتلئ شواطئ الإسكندرية وخاصة في منطقة خليج أبي قير ومنطقة الميناء الشرقية بكنوز من الآثار الغارقة التي جاءت نتيجة لتعرض الإسكندرية للعديد من الزلازل الشديدة التي ألقت بكثير من مباني وقصور وقلاع الإسكندرية في مياه البحر ومن أشهر هذه المباني التي أطاحت بها الزلازل منارة الإسكندرية القديمة إحدي عجائب الدنيا السبع, وترجع الأهمية الفائقة للآثار الغارقة إلي الميناء الهائل الغارق الموجود أسفل صخرة جزيرة فاروس والجنوب الغربي منها, وقد كانت بداية البحث عن الآثار الغارقة في مصر عام 1933م وبدأت عمليات التعرف علي آثار الإسكندرية الغارقة بمنطقة الحي الملكي عندما اكتشف الأثري الراحل والغواص المعروف كامل أبوالسعادات كتلا أثرية غارقة في أعماق البحر بمنطقة الميناء الشرقي أمام كل من لسان السلسلة وقلعة قايتباي وعلي مدارس العديد من السنوات تم انتشال الكثير من التماثيل الضخمة, حتي تم عمل خريطة للآثار الغارقة بمنطقة الميناء الشرقي تحت الماء بالتعاون مع منظمة اليونسكو, وفي منتصف التسعينيات القرن الماضي بدأت بعثة المركز الفرنسي القومي للدراسات بالإسكندرية بأعمال المسح لأعماق البحر وكشفت عن وجود آلاف القطع الأثرية أسفل قلعة قايتباي من أعمدة وتيجان وقواعد وتماثيل وعناصر معمارية مصرية وإغريقية ورومانية. كما تم إنشاء إدارة للآثار الغارقة بالإسكندرية تابعة للمجلس الأعلي للآثار لأول مرة وتضم مجموعة من الأثريين المصريين برئاسة الأثري إبراهيم درويش رائد الغوص في أعماق البحار, هذا إلي جانب إنشاء أول متحف للآثار الغارقة في مدينة الإسكندرية بالتعاون بين كل من منظمة اليونسكو والمجلس الأعلي للآثار حيث يقوم هذا المتحف بعرض قيم تراثية وثقافية نادرة وصورة من صور بهاء الحضارة المصرية عبر العصور. وخلال تلك الرحلة الطويلة من البحث عن الآثار الغارقة قامت وطني بمتابعتها علي دارس خمسين عاما راصدة لأهم الأحداث والاكتشافات التي يتم العثور عليها تحت مياه البحر المتوسط وكانت بداية ذلك الرصد في عام 1961 حيث قام مراسلنا في الإسكندرية الأستاذ نجيب خليل بإلقاء الضوء علي أن الآثار التي دل علي وجودها تحت الماء في الميناء الشرقي المواطن كامل أبوالسعادات ليست جديدة علي البحث العلمي فقد سجل وجودها ووصف مكانها بعض الكتب التاريخية وأحدثها كتاب المسلات المصرية الذي وضعه الكابتن هنري جورنج والمطبوع في لندن عام 1885 بمناسبة نقل مسلتي بترا اللتين كانتا قائمتين في محطة الرمل بالإسكندرية وأرسلت واحدة إلي لندن والثانية إلي نيويورك.. وقد تحدث الكاتب عن هذه الآثار عند الكلام علي الصعوبات التي اعترضت إبحار السفينة المقلة للمسلة من الميناء الشرقي فقال إنه يوجد إلي يسار طابية قايتباي بقايا أحد الأبنية الضخمة التي كانت تجمل ساحل الإسكندرية القديمة والتي جعلتها المدينة الثانية في العالم بعد روما في العصر المسيحي وأن الشاطئ به قطع ضخمة من الجرانيت والرخام المنقوش عليه نقوشا هيروغليفية ويونانية ورومانية كما أن قاع البحر تغطيه بقايا هذه الأبنية بشكل يجعل من المتعذر علي أية سفينة الاقتراب من الشاطئ. ويتحدث بتلر في كتابة فتح العرب لمصر عن هذه القصور موضحا أن البروكيون يعد أضخم الأحياء ويقع علي شماله ميناء الإسكندرية وإلي جنوبه الشارع الأعظم الآتي من باب الشمس إلي الحدائق الوسطي بالمدينة وفي هذا الموضع كانت قصور البطالمة والمقبرة الكبري التي كانت فيها جثة الإسكندر في غطاء من ذهب إلي جانب المتحف المتصل به مكتبته العجيبة التي كانت مقر العلوم في العالم أجمع. خبير أمريكي لانتشال آثارنا الغارقة وفي عام 1962 أشارت وطني إلي أن موضوع انتشال الآثار اليونانية والرومانية الغارقة علي شواطئ الإسكندرية بدأ يأخذ طريقا إيجابيا نحو التنفيذ فقد تقرر استدعاء خبير أمريكي في انتشال الآثار للاستعانة به في تدريب مجموعة من الغواصين المصريين علي هذا العمل لأن إنقاذ الآثار لا يقتصر علي انتشالها من الماء بل يحتاج إلي المبادرة بمعالجتها من مضار الأحياء المائية والأعشاب التي تراكمت والتصقت عليها طوال مئات السنين التي مرت وهي تحت الماء, ومن المعروف أن الخبير الأمريكي قد طلب حينذاك 1400 دولار له و420 جنيها لمعاونيه وأن المهمة تحتاج إلي عمل يستغرق شهرين. وفي عام 1964 أعلن الدكتور هنري رياض مدير المتحف اليوناني الروماني عن الكشوف الأثرية المهمة التي تمت خلال العام الماضي قائلا إن أول اكتشاف هو حمام روماني عثر عليه في الأرض الصحراوية الواقعة بين سيدي بشر والعصافرة, وذلك أثناء إزالة الرمال, والحمام عبارة عن صالة مستديرة تطل علي حمام علي شكل كرسي له مسند يجلس عليه المستحم وعثر أيضا علي حوض للاستحمام علي شكل البانيو المعروف الآن وأرضية ذلك الحمام مصنوعة من الفسيفساء أو من قطع الزلط الأسود والأبيض. أما الكشف الثاني فهو مقبرة عثر عليها في منطقة رأس التين عبارة عن صالة مستطيلة طولها أكثر من20 مترا وعلي الجانبين فتحات من ثلاثة أدوار لوضع الموت وقد وجدت معظم الجثث محنطة وعلي بعض منها قناعات من الجبس الملون باللون الذهبي إلا أن الرطوبة تسببت في تلف الكثير منها لقربها من البحر. وفي أثناء إزالة أكوام الرمال في منطقة كوم الشقافة عثر علي حمامين رومانيين في حالة جيدة بهما أحواض الاستحمام ومبنيين من الطوب الأحمر. كما عثر علي مومياء في الجبانة الرومانية قرب سيوه وهي في حالة جيدة ومغطاة باللفائف الكتانية تعلوها طبقة من المصيص ملونة باللون الذهبي عليها رسوم آلهة العالم الآخر. مدن كاملة تغمرها مياه البحر. وفي تصريح خاص لـ وطني في عدد 1966/12/11 صرح اللواء حسن رجب رئيس مجلس إدارة شيراتون للسياحة والفنادق في الجمهورية العربية المتحدة قائلا إن سواحلنا تضم مجموعات من الآثار المهمة الغارقة تحت المياه بل إن هناك مدنا كاملة تغمرها مياه البحر في جهات مختلفة. وأضاف قائلا إنه غطس في بورسعيد فشاهد آثار معابد مدينة كاملة بمساكنها ومعابدها وقد استطاع أن يحمل معه خمسة قدور من تحت سطح الماء. وأشار اللواء حسن رجب إلي أنه يوجد في العالم خمسون جمعية علمية تهتم بالبحث عن الآثار الغارقة ولديها الوسائل والإمكانات التي تستطيع بها انتشال هذه الآثار وأن مجرد دعوة محافظة الإسكندرية لإحدي هذه الجمعيات ستكون موضع ترحيب وتسرع إلي انتشال الآثار الغارقة بميناء الإسكندرية. ومن جانبه قال الدكتور هنري رياض مدير المتحف اليوناني - الروماني: في الحقيقة توجد آثار غارقة كثيرة علي سواحل الإسكندرية وقد تمكنت البحرية من انتشال تمثال إيزيس الذي نقل أخيرا إلي منطقة كوم الشقافة وكان من بين الآثار الغارقة بالقرب من طابية قايتباي, كما أن تحت مياه خليج أبوقير آثارا من العصر اليوناني والروماني, كما يوجد فيه سفن أسطول نابليون التي أغرقها الأسطول الإنجليزي أثناء حملة نابليون علي مصر, هذا إلي جانب وجود أعمدة من الرخام يمكن رؤيتها بوضوح في أيام هدوء البحر بالقرب من شاطئ الشاطبي. ويؤكد الدكتور هنري علي أن وجود الآثار تحت الماء لا يعتبر ظاهرة غريبة لأنه من المرجح أن الإسكندرية قد تعرضت في عصر ما قد يكون القرن الثالث الميلادي لزلزال كبير خلخل القشرة الأرضية وهبط بجزء منها من مستوي اليابس إلي تحت مستوي الماء فغمرته المياه, ولاتزال بعض آثار هذه الزلازل ظاهرة بوضوح في المباني الأثرية التي يتم الكشف عنها الآن في منطقة كوم الدكة التي تعد من المناطق التي رفع الزلزال مستواها عن السواحل الي أغرقتها المياه ولذا نجت من الغرق, أما مقبرة كوم الشقافة الأثرية وهي من أجمل الآثار التي عثر عليها في الإسكندرية يغطي الماء الجزء الأسفل منها بصفة دائمة. اليونسكو تضع خريطة للآثار الغارقة وفي عام 1968 طلبت الحكومة المصرية من منظمة اليونسكو معاونتها في عمل خريطة للآثار الغارقة بمنطقة الميناء الشرقي تحت الماء فأرسلت غواصة عالمية تمكنت في عام 1975 من وضع خريطة للآثار الغارقة في حوض الميناء الشرقي حيث أصبحت مرجعا للعمل في تلك المنطقة. وأشارت وطني في عام 1992 إلي أن بعثة معهد بحوث أوربا للبحار برئاسة فرانك جوديو خبير الكشف عن الآثار الغارقة قد قامت بالعمل في منطقتي أبي قير والميناء الشرقي وتمكن بفضل خبرته وتقدم أجهزته من رصد وتحليل البيانات التي حصل عليها من الكشف عن الكثير من الأسرار الغامضة لآثار الإسكندرية الغارقة. وفي أكتوبر عام 1995 بدأت بعثة المركز الفرنسي القومي للدراسات بالإسكندرية بأعمال المسح لأعماق البحر وهذه البعثة تتكون من ثلاثين غواصا مصريا وفرنسيا متخصصين في المسح الطبوغرافي والتصوير تحت الماء والرفع المعماري والترميم وذلك في المنطقة الواقعة أمام قلعة قايتباي وقد كشف ذلك عن وجود آلاف القطع الأثرية أسفل قلعة قايتباي من أعمدة وتيجان وقواعد وتماثيل وعناصر معمارية مصرية وإغريقية من أعمدة وتيجان وقواعد وتماثيل وعناصر معمارية مصرية وإغريقية ورومانية. وفي عام 1996 رصدت وطني إنشاء إدارة للآثار الغارقة بالإسكندرية تابعة للمجلس الأعلي للآثار لأول مرة وتضم مجموعة من الأثريين المصريين برئاسة الأثري إبراهيم درويش رائد الغوص في أعماق البحار. قصر كليوباترا يخرج من تحت الماء وعام 1997 قامت الزميلة سلوي رفعت بعمل تحقيق بعنوان قصر كليوباترا بالإسكندرية القديمة يخرج من تحت الماء ملقية الضوء في هذا التحقيق علي الخريطة الجديدة للحي الملكي القديم في الإسكندرية. وهي منطقة السلسلة المعروفة بمنطقة القصور الملكية حيث الحي الملكي في عصر البطالمة لكن لم يكن هناك دليل أو خريطة تثبت ذلك لمدة 2000 سنة لأن هذه المنطقة غمرها البحر, حيث أكد الدكتور فوزي الفخراني أستاذ وعميد مؤرخي الآثار اليونانية والرومانية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية أن هذا الخريطة هي أول خريطة حقيقية تشكل الساحل داخل الميناء الشرقي حيث كان الحي الملكي موجودا منذ ألفي عام علي اليابسة ثم غرق بسبب الزلازل وعمليات المد والجزر. وأشار د. فوزي الفخراني إلي أن الغواص الفرنسي فرانك جوديو مدير المعهد الأوربي للآثار البحرية قد استطاع بدقة كبيرة تحديد خط الساحل القديم والصخور الغارقة وجزيرة التيرودس والألسنة البحرية التي يبرز منها الساحل القديم إلي البحر وأيضا الجسور الصناعية التي بناها البطالمة ومارك أنطونيو وحدد موقع وأطلال القصور التي عاشت فيها كليوباترا وأيضا أطلال قصر التيمونيوم الذي لجأ إليه مارك أنطونيو بعد هزيمته في معركة أكتيوم عام 31 ق.م فقد حدد واكتشف جوديو أكثر من 3000 قطعة أثرية مختلفة. وأكد لـ وطني إبراهيم درويش مدير الآثار الغارقة بالإسكندرية علي أن القصر الذي عاشت فيه الملكة كليوباترا والمكتشف تحت الماء كان يقوم علي جزيرة أنتيرودس حيث إن الأرضيات التي تم العثور عليها ترجع كلها إلي العصر البطلمي. وأضاف أنه تم انتشال 36 قطعة من الآثار الغارقة ويجري الآن ترميم للقطع المنتشلة يقوم بها فريق من المرممين علي رأسهم هناء توفيق مسئولة الترميم للآثار الغارقة بالإسكندرية حيث تقوم بإزالة الأملاح والأصداف والرواسب البحرية المتكونة علي القطع الأثرية. منطقة الآثار الغارقة ملوثة ويؤكد الدكتور شوقي نخلة رئيس الإدارة أن المنطقة الموجودة فيها الآثار الغارقة ملوثة لأن عمليات الصرف الصحي تقوم بتلويث هذه المنطقة وهي تعد من أهم مشكلاتها وإن كان من المتوقع أن يتوقف الصرف الصحي عن هذه المنطقة نهائيا بنهاية عام 1997. متحف تحت الماء وقد اتفق فاروق حسني وزير الثقافة مع مايكل هيلتي رئيس مؤسسة هليتي العالمية علي إنشاء متحف تحت الماء لعرض الآثار الغارقة التي عثرت عليها البعثة الفرنسية برئاسة العالم البحري جوديو. وقد أشار الدكتور علي حسن الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار إلي أنه يتم التفكير حاليا في عمل غواصات خاصة لهذه المنطقة بحيث يري الزوار منها الآثار الغارقة علي شكل متحف مفتوح تحت الماء أو عمل سد خرساني فولاذي حول هذه الآثار ثم شفط المياه فيستطيع الزائرون أن يسيروا علي أقدامهم لرؤية قصر كليوباترا, ومن بين الاعتراضات ما قدمه خبير فرنسي حيث اقترح تجفيف ميناء شرق الإسكندرية بشفط 12 مليون متر مكعب من مياه البحر لإنقاذ الآثار الغارقة بالمنطقة ووصف هذا الميناء بأنه يشبه خزينة كبري مكدسة بالآثار علي مساحة 200 هكتار وأكد صعوبة إنقاذ هذه الآثار دون شفط مياه البحر في حوض عرضه 4 كيلو مترات, مشيرا إلي أن فرنسا قد قامت من قبل بإجراء عملية تجفيف مماثلة عند إنشاء محطة نووية, كما أكد إمكانية إنجاز أعمال حقيقية في مجال التنقيب عن الآثار في حالة تجفيف الميناء. تحديد موقع مدينة هيراكليون القديمة في عام 2002 أشارت وطني إلي أن العلماء استطاعوا تحديد موضع مدينة هيراكليون القديمة واكتشاف عدد من القطع الأثرية القديمة بخليج أبوقير وأزالوا الترسبات من علي الكتل الصخرية الرأسية لقرون في قاع البحر, كما أنهم حاولوا قراءة الكلمات الهيروغيلية المنقوشة علي النقش التذكاري لمدينة هيراكليون الذي احتفظ بقيمته الفنية لأكثر من ألفي عام وبتحليل الصور التي التقطها العلماء اكتشفوا أنهم عثروا علي موقع مدينة هيراكليون التي كانت المدخل القديم لمصر وهوت إلي أعماق البحر منذ 1300 عام نتيجة الزالزال والتصدع الشديد ونجح العلماء في استخراج آلاف القطع الأثرية والتماثيل والمجوهرات والعملات القديمة التي تعتبر أحد المفاتيح المهمة لدراسة العالم القديم حيث استخرجوا جزءا من الجرانيت لهيكل إغريقي أو روماني يعتقد أنه ينسب إلي معبد زمون في مدينة هيراكليون والذي زاره هيروديت في القرن الخامس قبل الميلاد ويضم المعبد ثلاثة تماثيل ضخمة وتشير النقوش إلي أنه كان يستخدم في معظم فترة حكم البطالمة. أول معرض للآثار الغارقة في أوربا ولم يفت وطني أن تلقي الضوء في عام 2006 علي إقامة أول معرض للآثار الغارقة في أوربا حيث يبدأ جولته بدءا من مدينة برلين الألمانية وينتقل إلي فرنسا وذلك بعد الانتهاء من ترميم 340 قطعة أثرية في أضخم عملية ترميم للآثار الغارقة بمخازن وحديقة المتحف البحري في الإسكندرية تمهيدا لعرضها في أوربا ضمن 490 قطعة تم انتشالها من تحت الماء علي مدار 15 عاما من مدينتي هيراكليون ومينوس الغارقتين في أبي قير. وأوضح جوديو رئيس البعثة الفرنسية أن نقل التماثيل بالمعارض الخارجية سيتم عبر صناديق خشبية تأخذ نفس شكل التمثال بالضبط حتي لا تتعرض للاهتزاز أثناء النقل. إحياء فنار الإسكندرية وأجرت وطني في عام 2007 تحقيقا بعنوان إحياء فنار الإسكندرية إحدي عجائب الدنيا السبع القديمة, ذلك الفنار الذي يعود إلي العصر البطلمي والذي تعرض للانهيار في القرن الرابع عشر الميلادي بسبب زلزال قوي ضرب جزيرة فاروس وقبعت أحجاره تحت مياه البحر انتظارا لانتشالها من الغرق حتي قامت بعثة فرنسية عام 1995 بالغوص في المنطقة وتوثيق القطع الأثرية الغارقة وانتشال بعضها ووضعها في أماكن متفرقة من مدينة الإسكندرية, أما الآن فتخضع أحجار فنار الإسكندرية لمشروع مصري - أوربي لدراستها وتحليلها لإعداد موسوعة تاريخية علمية من خلال أطلس سوف يتم إصداره بعد الانتهاء من المشروع وعن هذا تحدث د. أحمد شعيب أستاذ الترميم بكلية الآثار جامعة القاهرة ورئيس الفريق المصري لمشروع الاتحاد الأوربي المعروف باسم Medistone لدراسة وترميم فنار الإسكندرية معربا عن أن مدينة الإسكندرية تشهد ثورة أثرية وتاريخية تحركها دول الاتحاد الأوربي المتمثلة في فرنسا وإيطاليا وألمانيا واليونان بالاشتراك مع هيئة الآثار المصرية ضمن مشروع أطلقوا عليه Medistone وهذا المشروع يهدف إلي الحفاظ علي ثلاثة مواقع أثرية تنتمي إلي العصر البطلمي واليوناني والروماني في كل من مصر والجزائر والمغرب وذلك لأهمية هذا العصر لذلك تم اختيار فنار الإسكندرية لأنه إحدي العلامات المميزة لعصر البطالمة ولأنه أحد عجائب الدنيا السبع القديمة, وقد قام الاتحاد الأوربي بإعداد موسوعة تاريخية وعلمية تتناول موقعه وتاريخه وكيفية نشأته والكوارث الطبيعية التي أدت إلي انهياره وذلك عن طريق جمع كل ما قيل عنه من قبل الرحالة ودراسة وتحليل طبيعة الأحجار التي تم بناء الفنار بها ونوعيتها وأماكن وجودها والمحاجر التي أخذت منها. وأضاف د. شعيب أن البعثة الفرنسية التابعة لمركز الدراسات السكندرية قامت بتوثيق القطع الأثرية الغارقة وانتشال بعض القطع التي تمثل أجزاء من فنار الإسكندرية الغارق مثل تمثال بطليموس الثاني الذي شيد هذا الفنار وقد تم وضعه أمام مكتبة الإسكندرية الجديدة, وتم استخراج بعض مكونات الفنار ووضعها في أماكن متفرقة بالإسكندرية. وقد أشار د. خالد غريب المدرس في كلية الآثار جامعة القاهرة إلي أن فنار الإسكندرية تم بناؤه عام 280ق.م وينسب إلي الملك بطليموس الثاني. وأضاف أن الرحالة الأجانب والعرب قاموا بوضع وصف تفصيلي لهذا الفنار الذي يبلغ ارتفاعه 120 مترا وكان يتكون من ثلاثة طوابق الأول قاعدة واسعة مربعة الشكل والثاني قاعدة ثمانية الأضلاع والثالث برج دائري. وقد أشار ابن بطوطة أثناء رحلته إلي المغرب إلي أنه رأي الفنار الذي لا يزيد ارتفاعه عن 10 أمتار وعند عودته بعد 13 عاما وجد الفنار محطما تماما ********************************************* المــــــــراجع |