Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 أسر مسيحية بمصر تتحدث باللغة القبطية داخل البيوت

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
ندوة التراث القبطي
أسر مسيحية تتكلم القبطية
اللغة القبطية بالجامعات العالمية

Hit Counter

جريدة الدستور (الأمة مصدر السلطات) الأثنين 7/7/2008 العدد 401 عن خبر بعنوان [ أسر مسيحية في مصر تتحدث باللغة القبطية داخل البيوت.. وانتشار الإقبال علي تعلمها في الكنائس ومطالبات بتعميم تعليمها ] كتب - هانى سمير
ظاهرة غريبة ونادرة بدأت تنتشر في المجتمع المصري، خاصة بين الأقباط وهي ظاهرة التعامل فيما بينهم باللغة القبطية وهي اللغة المصرية القديمة، مضافاً إليها مقاطعة من اللغة اليونانية، والقبطية هي لغة الصلاة والتعبد داخل الكنائس، لكن الجديد ومنذ سنوات أن الكثير من العائلات المسيحية وخاصة الأقباط الأرثوذكس يتحدثون فيما بينهم باللغة القبطية في حين يتعاملون خارج المنزل بالعامية المصرية، ويرجع كثير من الباحثين ظهور هذه الظاهرة إلي اهتمام أقباط مصر بالهوية المصرية في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلي حرص الكنيسة ودورها في الحفاظ علي اللغة القبطية، حيث إنها لغة الصلاة داخل الكنائس والأديرة، ولا ننسي ما قاله الدكتور ساويرس جوردون أستاذ التاريخ المصري بجامعة براندايس بولاية ماساتشو ستس الأمريكية المستشرق الأمريكي عن موقف الكنيسة المصرية في مجمع خلقيدونية أو بالتركية قاضي كوي أي قرية القاضي وتقع علي الحدود الشمالية لتركيا وفيها انعقد المجمع المعروف باسمها بناء علي دعوة مرفيانوس إمبراطور القسطنطينية قال د. جوردون: حيث ذهب الرهبان والقساوسة المصريون إلي خلقيدونية، كانوا معتزين بمجد أجدادهم الفراعنة ـ وهم علي حق ـ وكانوا معتزين بآباء الكنيسة المصرية وهم علي حق وأعلنوا عقيدتهم صراحة أمام الملأ، فلما رفض المجتمعون الإصغاء إليهم خرجوا في إباء وشمم وهم علي حق.
وحول وجود عائلات تتحدث بالقبطية حتي الآن، يوضح د. رسمي عبدالملك، عميد معهد الدراسات القبطية، أن هذه ليست ظاهرة جديدة؛ لأنها موجودة منذ وجود المصريين وعادت إلي وضعها الطبيعي، لأن المصريين وإن كانت صلتهم بالرابطة القديمة باللغة المصرية الأم قد تم قطعها بفعل المستعمر اليوناني أو الغزو الثقافي اليوناني إلا أنهم تغلبوا علي ذلك بدمج اللغتين الديموطيقية وهي فرع من المصرية القديمة مع اليونانية فنتجت اللغة القبطية، ،وهي المرحلة الأخيرة من مراحل تطور اللغة المصرية القديمة وهي اللغة التي عرفها المصريون القدماء منذ أكثر من خمسة آلاف سنة.
وعن أسباب الحفاظ علي اللغة القبطية قال: لأنها قريبة من اللغة اليونانية التي كتب بها سفر المزامير والبشائر الأربع أي أناجيل متي ومرقس ولوقا ويوحنا، كما أن الصلوات والقداسات معظم فقراتها باللغة القبطية، وقال رسمي عبدالملك إنه يجب محو أمية الشعب المصري باللغة القبطية، وأنه في المراحل القادمة سنفتح المجال لرسائل الماجستير والدكتوراه في المعهد لدراسة وعمل إحصائيات حول المتحدثين باللغة القبطية في تعاملهم اليومي داخل المنزل، وقد بدأت الكنائس الاهتمام بتعليم هذه اللغة، حيث يوجد في كل كنيسة فصل لتعليم اللغة القبطية، بينما يؤكد د. فخري صادق ـ أستاذ اللغة القبطية ـ معلقاً علي العائلة التي تتحدث فيما بينها باللغة القبطية، والتي توجد في الإسكندرية هي عائلة بسنتي وهو غير الأنبا بسنتي أسقف حلوان، لكنه مواطن من عامة الشعب المصري ومنذ 70 أو 80 عاماً وهذه الأسرة تعلم أولادها وأحفادها اللغة القبطية وكيفية التعامل بها داخل المنزل وهذا لا يختلف عن التعامل بالعامية المصرية التي يتعامل بها جميع المصريين، فمفردات اللغة القبطية لاتزال تعيش بيننا مثل «هات الكوباية» و«الطشت» و«الماجور» و«الشبشب» و«بخ» و«أخ» وغيرها من مفردات التعامل اليومي.
وهذا يعد امتدادًا للقومية المصرية وليست ظاهرة ويجب أن نهتم بها، وهذا ليس رأي الأقباط وحدهم فقط بل إن بعض المسلمين يقولون نفس الكلام، وحزب مصر الأم ـ والذي لم يوافق علي تأسيسه ـ كان من أحد مبادئه كما يقول محسن لطفي السيد مؤسس الحزب: إننا مصريون ولغتنا لابد أن تكون المصرية القديمة واللغة القبطية صورة من صورها.
ومن بين العائلات التي تتحدث القبطية عائلة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي وأنصنا والأشمونيين، الذي قال لـ«الدستور»: إن والده من سلالة كهنوتية، حيث كان قمصاً في الصعيد تعلم اللغة القبطية وكان شغوفاً بتعليمها لأولاده «الأنبا ديمتريوس وإخوته».
وقال إنه كان يتعامل داخل المنزل باللغة القبطية وفي الشارع نتعامل بشكل طبيعي بالعامية المصرية.
وعن أهمية تعلم اللغة القبطية، قال: إنها لغة الصلوات الكنسية ونريد أن يفهم الناس ما يسمعونه في الصلوات أو أن يفهموا ما يصلونه، وليس صحيحاً أن الاهتمام باللغة القبطية هو السبب في فصل الكنيسة الأرثوذكسية عن باقي كنائس العام في مجمع خلقيدونية، فالمجامع كانت تناقش مشكلات في الإيمان وهموم إيمانية وليست في اللغة القبطية، وقال لا يوجد الكثير من العائلات التي تتحدث باللغة القبطية فيما بينها، وأكد وجود أعداد كبيرة تقبل علي تعلم اللغة القبطية.
رغم أن كمال زاخر ـ منسق عام جبهة العلمانيين الأقباط ـ يؤكد عكس ذلك ويقول: إن ظهور عائلات تتحدث باللغة القبطية لم يظهر بين يوم وليلة، وإنما ذلك كان عبر الأجيال، واللغة القبطية لها خصوصية عند الأقباط، فهي ليست مجرد لغة كنيسة للصلوات وليست في مواجهة اللغة العربية والسبب الأساسي في انفصال الكنيسة عن كنائس العالم بعد مجمع خلقيدونية عام 451م كان العنصر الأساسي في هذا الانفصال هو دفاع الكنيسة عن هويتها القومية، وكان عنصرها الأبرز هو اللغة القبطية، وبعد هذا التاريخ أخذت الكنيسة في نقل لاهوتها وطقوسها وصلواتها إلي اللغة القبطية، وبالتالي الحفاظ علي اللغة القبطية لدي الأقباط له مرجعية قومية مصرية، فقد كانت لغة مصر أي لغة الشعب المصري؛ لأن اللغة اليونانية كانت هي اللغة الرسمية، وبذلك حافظت الكنيسة علي الهوية المصرية، وبالتالي إعادة إحياء اللغة القبطية ليس موجهاً بالضرورة لمقاومة اللغة العربية، فهو ليس موقفًا دينيًا ولكنه موقف مصري قومي وربما يتشابه هذا الموقف مع تمسك الشعب الإيراني باللغة الفارسية رغم أنه شعب مسلم، بل إنها تعد من أكبر القوي الإسلامية والمدافعة عن الإسلام في العالم، ومن المعروف أن اللغة العربية لم تصبح لغة سائدة في مصر، إلا بعد القرن الثاني عشر، بالإضافة إلي أن وجود اللغة القبطية وإعادة إحيائها مرة أخري يدعم التنوع الثقافي في مصر، ومن هنا تكون مقاومة اللغة القبطية مرجعيته طائفية لشعور المقاومين أن اللغة العربية هي لغة الإسلام، وهذا غير صحيح، فكل من إندونيسيا وباكستان وإيران وغيرها تتحدث لغات غير العربية إلا أنها من أشد الدول تمسكاً بالإسلام ودفاعاً عنه، ويجب علينا في مصر عدم الربط بين اللغة العربية والهوية الإسلامية، فالإسلام انتشر بكل لغات العالم.
ويرجع نبيل عبدالفتاح ـ الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ«الأهرام» والباحث المتخصص في الشأن القبطي ـ هذه الظاهرة لعقود مضت، ويؤكد أنها تزامنت مع ظهور حركة المد الإسلامي السياسي الراديكالي والاستخدام السياسي للدين الإسلامي والمسيحي في مواجهة الحركة اليسارية والناصرية من قبل الرئيس أنور السادات، وذلك لإعادة صياغة الخريطة السياسية في البلاد ولبناء شرعية سياسية تعتمد علي المزاوجة بين المصدر الديني والانتماء للضباط الأحرار، ثم سياسة الانفتاح والتعددية السياسية المقيدة، وكان من أبرز نتائج هذا هو إدخال نص المادة الثانية من الدستور المصري بصياغته الأولي والثانية، الأمر الذي أدي إلي بروز قدر من تراجع دور الأقباط في الحياة السياسية المصرية، وفي المجال العام عموماً، واندماج الأقباط بمختلف مكوناتهم وشرائحهم الاجتماعية داخل المؤسسة الدينية الأرثوذكسية التي كان لديها مشروع يقوده البابا شنودة الثالث، ويعتمد علي تهميش العلمانيين الأقباط وخاصة القيادات المدنية والسياسية القبطية وإعلاء سطوة وهيمنة رجال الدين «الأساقفة والقمامصة والقساوسة والرهبان» علي جميع الأمور العامة للأقباط.
ويضيف عبدالفتاح: لا شك أن العودة إلي اللغة القبطية في إقامة القداديس كجزء من التقليد التاريخي للمؤسسة الأرثوذكسية المصرية. ومن ناحية أخري، كان تدريس اللغة القبطية ولايزال في الكلية الإكليريكية وفصول تعليم اللغة القبطية لمن يرغب من الأقباط هي جزء من محاولة التأكيد علي الهوية القبطية بوصفها متمايزة وتقوم علي أساس ديني، وهو أمر يعكس تصوراً أحادياً وبسيطاً لمفهوم الهوية، ويشكل حالة من حالات بناء الانقسامات في الوعي المجتمعي والشخصي للمواطن المصري القبطي.
علي الجانب الآخر، حاول الإسلاميون السياسيون والسلفيون بناء هوية أخري بناء علي الرابطة الدينية الإسلامية، وسمعنا من بعضهم من قال «طظ في مصر وطظ في المصريين» إلي آخر الألفاظ التي تشكل خروجاً علي اللياقة السياسية وتصوراً للهوية يتناقض مع الهوية والقومية المصرية.
وأضاف عبدالفتاح: أن كلاً من الاتجاهين القبطي والإخواني ومن لف لفهما محاولاً اختصار التنوع والتعقيب والغني في التركيبة المصرية الحديثة والارتداد إلي العلاقات والروابط الأولية التقليدية علي أنقاض الدولة الحديثة في مصر وعلي أنقاض فكرة الذمة، وكلا الاتجاهين لابد من مواجهته سياسياً وثقافياً وتعليمياً وتربوياً لأنهما يحاولان اختصار مصر واختزالها في تصورات ضيقة في ظل رؤي فقيرة ولا تاريخية حول الهوية المصرية التي تجري في دمائها وشرايينها روافد ومكونات متعددة ومتغيرة وليست هوية مغلقة تعتمد فقط علي اللغة القبطية أو الرابطة الدينية كما يحاول البعض أن يؤسس لمشروع لا تاريخي في عالم لم يعد بهذه البساطة التي يتصورها بعض رجال الدين الذين يلعبون في السياسة وعليها وبها في إطار مجتمع يعاني أزمة تطور ديمقراطي وخلطه بين الدين والسياسة، والأخطر محاولة أن يسيطر المتلاعبون بالأديان علي روح مصر وتاريخها الذي يمتد لسبعة آلاف سنة بكل مكوناته، لابد أن يواجه هذا المشروع المغلق بالأدوات السياسية والديمقراطية، فالديمقراطية هي الحل.
وقال د. كمال فريد ـ أستاذ اللغة القبطية ـ إن اللغة القبطية هي اللغة التي تحدث بها الشعب المصري لآلاف السنين منذ وجد وحتي الفتح العربي في مصر ثم بدأت اللغة العربية تحل محلها بالتدريج.
والعرب بعد فتح مصر جاء أحد الولاة وهو عبدالله بن عبدالملك عام 705 ميلادية، في عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك، وقرر فصل أي موظف لا يتحدث اللغة العربية، وجعل اللغة العربية هي لغة الدواوين، وبسبب المسئولية الاجتماعية للموظفين في رعاية أسرهم فلم يستطع كثيرون منهم الاستغناء عن الوظيفة مما دفعهم لتعلم اللغة العربية، ثم بدأت تنتشر اللغة العربية بسبب «الارتباع» ـ من الربيع ـ حيث كان الجنود العرب ينزلون قري الريف في فصل الربيع وكل جندي يختار بيتاً وعائلة ليسكن معها، ولذلك اضطرت الأسر المصرية من سكان تلك القري لتعلم اللغة العربية حتي تستطيع التعامل مع ضيوفها من الجنود العرب.
وبعد دخول الجنود الأتراك بعد الفتح العربي بـ 200 عام نزل العرب القري وبدأ الاختلاط بالأعمال المصرية مما زاد من انتشار اللغة العربية.
وعن أسباب انتهاء استخدام اللغة القبطية، قال د. كمال فريد إن الحاكم بأمر الله الفاطمي منع استخدام اللغة القبطية، وبناء عليه انتهي من استخدامها في القاهرة والمناطق القريبة منها، لكنها استمرت في المناطق البعيدة عن القاهرة إلي حد ما، حتي جاءت المجاعات التي قتلت كل القري المتحدثة باللغة القبطية، فمع هلاك هذه القري انتهي استخدام اللغة القبطية في العصر العثماني من تاريخ مصر.
ويقول أستاذ اللغة القبطية إنه بالرغم من أن اللغة القومية هي اللغة المصرية ـ يقصد القبطية ـ وليست العربية لأننا نعيش في مصر وطبيعي أن تكون اللغة المصرية هي لغة الشعب المصري، فكون المصريين مسلمين ليس سبباً لإهمال اللغة القبطية، التي هي آخر مرحلة من مراحل اللغة المصرية القديمة، فهناك شعوب أخري مسلمة تعتز بلغتها، مثل تركيا وإيران وباكستان وشعوب أخري، لأن هذه الشعوب تعتبر لغتها القومية هي لغة البلاد الأصلية.
ويستكمل حديثه، قائلاً: إن السبب في وجود بعض العائلات التي تتحدث اللغة القبطية أن هذه العائلات لديها وضوح رؤية ووعي قومي مصري، ووضوح الرؤية جعلها تتبين أن اللغة القومية يجب أن تكون اللغة المصرية، كما أن هذه العائلات لديها وعي بالتاريخ وتعتز بمصريتها.
واللغة القبطية لا يمكن أن تكون في مواجهة اللغة العربية، الواقع أنه توجد بعض الألفاظ القبطية في اللغة العامية، فبعض الناس يقولون «ميرسي» أو «بون جوور» في التعامل اليومي وهي مفردات فرنسية، فما المانع من استخدام اللغة العربية مطعمة ببعض الألفاظ والتعبيرات من اللغة القبطية مثل آها بمعني نعم أو إممون بمعني لا، لكي نشعر بهويتنا المصرية.
واللغة العربية العامية هي لغتنا الأم حالياً وليست اللغة العربية الفصحي لأن اللغة الأم هي التي يتحدث بها الأشخاص كلغة أولي بعد ولادتهم، وكل ما أطلبه أن نقتطع جزءاً يسيراً مما نعرفه عن تعليم اللغة العربية لنصرفه علي تعليم اللغة القبطية المصرية في المدارس، اعتزازاً منا بهويتنا المصرية، ومن المخجل أننا نجد أجانب سواح وعلماء يعرفون اللغة المصرية، بينما المصريون لا يعرفون منها شيئاً، كما أن أغلب جامعات العالم تهتم باللغة القبطية بينما جامعاتنا تهملها.
وعن العائلات المتحدثة بالقبطية هي عائلة الأب بيجول باسيلي الذي يعيش في ألمانيا وهو شقيق الأنبا ديمتريوس، وهذه الأسرة تعلم أولادها القبطية منذ طفولتهم، كما أن هناك عائلة بسنتي في الإسكندرية.
ويضيف فريد: أن وجدو عائلة أو أكثر ليس كافياً لاستمرار إحياء اللغة، لأن ذلك يحتاج إلي إمكانيات أكبر من إمكانياتهم، وهذا الوضع مختلف من اللغة العبرية في إسرائيل، لأن إسرائيل قررت أن تحيي اللغة العبرية، لأن إمكانيات الدولة كلها تم تجنيدها لهذا الهدف، ولكننا لدينا الكثيرون يعتبرون أن اللغة القبطية شيء غير مرغوب فيه لربطها بالكنيسة، رغم أنها مظلومة من هذه الناحية، لأنها لغة قومية وليست دينية.
وينهي د. كمال فريد ـ أستاذ اللغة القبطية ـ كلامه قائلاً: إن الشعب المصري لابد أن يهتم باللغة القبطية لأننا مصريون وهي اسمها اللغة المصرية، ليس لإحلالها بدلاً من اللغة العربية وإنما لاستخدام بعض العبارات والتعبيرات القبطية التي تؤكد هويتنا المصرية.
أما المثقف والناشط القبطي إسحاق حنا، فيقول إن ظهور بعض العائلات التي تتحدث اللغة القبطية في معاملاتها داخل المنزل ليست ظاهرة عامة لقلة عددهم ولكنها ظاهرة نادرة، وهذا شيء غير مزعج أو معيب أن يتحدث المصريون لغتهم الأم، بل يجب علي كل مصري أن يكون متحدثاً لغته الأم، ويجب علي الحكومة المصرية متمثلة في وزارة التربية والتعليم أن تعرِّف المصريين لغة وطنهم باعتبار أن اللغة القبطية هي اللغة المصرية القديمة فهي المرحلة المتطورة من اللغة المصرية القديمة، ابتداء من الكتابة بالحروف الهيروغليفية إلي الكتابة بالهيراطيقية، ومنها إلي الديموطيقية ثم إلي الشكل الأخير وهي القبطية لأن كل ذلك لغة واحدة مصرية مكتوبة بأشكال متعددة من الحروف الهجائية، إذن وجود أشخاص أو عائلات تتحدث اللغة المصرية في مصر شيء جيد، وكان يجب علي الشعب المصري أن يسترجع الوعي بلغته الأم التي لم يتركها حتي الآن، فنحن نتكلم المصرية (يقصد القبطية) في لغتنا الشعبية، وهناك كثير من الألفاظ والكلمات في اللغة العامية منها ما يتعلق بالأكل والشراب وغير ذلك يرجع في الأصل إلي اللغة القبطية، مثل بتاو وهي كلمة مصرية معناها خبز، وحلوم ياجبنة كلمة مصرية قديمة معناها جبنة، وأيضاً ورور ياجرجير ورور كلمة قبطية معناها أخضر وطري، إلي غير ذلك من الكلمات والألفاظ التي ترجع في الأصل إلي اللغة المصرية القديمة وهي اللغة القبطية، وفي مجال الغناء تجد كلمة «ياليلي ياعيني» وهي في اللغة العامية ليس لها معني فما الرابط بين الليل والعين أما في اللغة القبطية فكلمة ليل تعني افرحي أو ابتهجي وكلمة عين بمعني نفسي، إذن كلمة ياليل ياعيني تعني افرحي يانفسي، بالإضافة إلي كلمة إمبو التي تقال للأطفال فهي تعني «ماء» باللغة القبطية.
وليس عيباً أن يتحدث المصريون لغتهم الأم، بل العيب أن ينفوا لغتهم، واللغة القبطية ليست لغة مقدسة بمعني أنه ليس لها ارتباط بالكنيسة، فمن يتحدث اللغة القبطية ليس معني ذلك أنه متحيز للمسيحية، فليس ثمة علاقة بين المسيحية كدين واللغة القبطية.
ويمكن للمصريين أن يحتفظوا بانتمائهم لوطنهم إذا ما وعوا تاريخهم ولغتهم واستطاعوا أن يقرأوا تاريخهم وآدابهم وإبداعاتهم التي أبدعوها حين كانوا يتحدثون اللغة المصرية.

This site was last updated 09/07/09