Home Up ممنوع ترشيح وإنتخاب الأقباط الحزب الوطنى و ترشيح الأقباط دعوى تعويض ضد الوطنى | | جريدة وطنى بتاريخ 4/5/2008م السنة 50 العدد 2419 عن مقالة بعنوان [ قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها - (198) - مسرح اللامعقول في انتخابات المحليات!! - (3) ] بقلم: يوسف سيدهم لاتزال ترد لي شكاوي الأقباط حول إخفاقهم في نيل شرف الترشيح علي قوائم الحزب الوطني في انتخابات المحليات التي جرت في مطلع الشهر الماضي, وأحرص علي مواصلة نشرها للتأكيد علي أننا لسنا أمام حالات فردية محدودة بل هي حالات متعددة ومنتشرة جغرافيا عبر محافظات مصر, أيضا لإثبات أن الأقباط تحركوا وبادروا بالمشاركة في العمل العام والسياسي ولم يجدوا التشجيع الذي يستحقونه كمواطنين مصريين, وأخيرا لأن تراكم تلك الحالات يترك علامات استفهام مهمة تنتظر إجابات حول جدوي انتماء الأقباط إلي الحزب الوطني إذا كان أقصي ما يمكن أن يحصلوا عليه داخل هذا الحزب هو دور الكومبارس غير المؤثر وغير المسموح له بالتقدم للصفوف الأولي, وهل يكون رد الفعل الطبيعي لذلك اتجاههم إلي باقي الأحزاب الموجودة علي الخريطة السياسية؟ إن الواقع يشهد بأن الأغلبية الساحقة والهيمنة الكاسحة التي يتمتع بها الحزب الوطني في الحلبة السياسية والتي تنعكس علي جميع مؤسسات الدولة, جعلت الانضمام له هو الطريق الفسيح الرحب لدخول الحلبة خاصة من جانب القادمين الجدد الذين لم يكتسبوا الخبرة السياسية بعد, وكذلك من جانب الساعين إلي النفوذ والسطوة والحصانة, لكن إذا كان هناك من مضت علي دخوله الحلبة سنوات وسنوات, واكتسب الخبرة والثقة بالنفس اللتين تؤهلانه إلي الطموح نحو درجة أعلي من المشاركة بالترشيح للمجالس المنتخبة, ووجد أن هذا السبيل غير متاح من خلال الحزب الوطني وأن الباب موصود في وجهه, فعليه أن يتجه إلي حزب آخر حيث يمكن أن يحصل علي التشجيع والتدعيم وتكون له فرصة أفضل في المنافسة والمشاركة... لأن ما يؤلمني حقا هو عجز الأقباط عن تغيير واقعهم واستسلامهم لمهانة سلوكيات المنح والمنع التي يتعرضون لها داخل الحزب الوطني واكتفاؤهم بالشكوي والصراخ احتجاجا علي ذلك دون التفكير الجاد في كيفية الخروج من الدائرة التي يأسرون أنفسهم داخلها... وإليكم أمثلة من هؤلاء: ** الأستاذ منصور محروس عزيز إسحق من قرية النواورة - مركز البداري - محافظة أسيوط يقول: أنتمي إلي الحزب الوطني منذ عشر سنوات وعضو الوحدة الحزبية عن النواورة قبلي ولي دوري الفعال داخل الحزب وسبق لي الإسهام في الحملات الانتخابية لمرشحي الحزب في انتخابات مجلسي الشعب والشوري, كما أتمتع بشعبية طيبة داخل الحزب والقرية. عندما تم فتح باب الترشيح للمجالس الشعبية المحلية تقدمت بترشيح نفسي لعضوية المجلس المحلي للقرية وكنت المرشح القبطي الوحيد وحصلت علي تأييد الإخوة المسلمين قبل الأقباط, لكن للأسف لم يتضمن كشف المرشحين النهائي اسمي بين الأربعة والعشرين مرشحا المطلوبين, فأين تمثيل الأقباط الذي يتحدثون عنه؟ وأين كفالة حقوق المواطنة التي قيل لنا إنها تضمن المساواة أكثر من أية نسبة مخصصة لهم؟. ** تحت عنوان أقباط قنا ومطرقة الوطني يقول أمير الصراف: ظهر التناقض واضحا بين سياسات الحزب الوطني المعلنة وممارساته الفعلية في التمثيل القبطي في المجالس الشعبية المحلية علي اختلاف مستوياتها في محافظة قنا.. جاء التمثيل القبطي ضعيفا للغاية, بل إن هناك قوائم متعددة لمراكز في المحافظة خلت تماما من الأقباط رغم الحديث الدارج عن المواطنة ودور الأقباط في الحياة السياسية.. وأجريت الانتخابات في الثامن من أبريل وسط حالة من السخط من جراء ذلك أفرزت عزوف كثير من الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم مما انعكس علي المقار الانتخابية وعلي نسبة المشاركة... إن كثيرا من أقباط قنا الذين لهم باع طويل في العمل التطوعي والجماهيري سقطوا ضحية مطرقة الحزب الوطني. ** الأستاذ شفيق نسيم سلامة والأستاذ كمال عزيز صالح من مركز ومدينة دراو بمحافظة أسوان يقولان: بعد أن كان الأقباط ممثلين في المجالس الشعبية المحلية لمركز دراو حتي عام 2002, شهدت انتخابات عام 2002 استبعادا تاما لهم بفضل رئيس المجلس الشعبي المحلي لمحافظة أسوان آنذاك والذي كان يشغل أيضا منصب الأمين المساعد وأمين التنظيم للحزب الوطني الديموقراطي بأسوان... وبعد التغييرات التي حدثت وسط قيادات الحزب الوطني في المحافظة والوعود الكثيرة التي تلقيناها من المسئولين بأمانة الحزب بتغيير هذا الواقع, استبشرنا خيرا في انتخابات المجالس الشعبية المحلية لهذا العام وسعينا جاهدين نحو تشجيع الأقباط علي المشاركة وبادرنا نحن الاثنين إلي ترشيح نفسينا: أحدنا مرشح لمجلس محلي المدينة والآخر مرشح لمجلس محلي المركز, وكنا القبطيين الوحيدين ضمن قائمة تضم ستة وأربعين مرشحا عن الحزب الوطني... أتعرفون ماذا حدث؟ لقد جاءت الترشيحات النهائية بالتزام الحزب بأسماء 44 مرشحا من القائمة واستبعادنا نحن الاثنين الأقباط... تظلمنا من ذلك التصرف غير المسئول لكن دون جدوي, وقد قاطع أغلب الناخبين الأقباط المشاركة في الإدلاء بأصواتهم نتيجة إحساسهم بأنهم مهمشون وغير مرغوب فيهم... لقد تخلصنا من حساسية الكلام عن حق التمثيل بالنسبة للمرأة, لكن لاتزال هناك حساسية ضد الحديث عن حق التمثيل بالنسبة للأقباط!!. *** أرجوكم لا تيأسوا من المشاركة ولا تعودوا للتقوقع والانعزال, بل بادروا بالمشاركة في الأحزاب الأخري حيث تجدوا صدورا متسعة لكم... لا بأس من الانفصال عن الحزب الوطني, لكن إياكم والانفصال عن الشارع المصري. |