جريدة وطنى 13 أبريل 2008 السنة 50 العدد 2416 عن مقالة بعنوان [ قراءة في ملفالأمور المسكوت عنها-(195) ] بقلم-يوسف سيدهم
عندما تعرضت للسلوكيات الغريبة التي يتبعها الحزب الوطني والأجهزة الأمنية لإقصاء من لا يرغبون فيه من المرشحين لانتخابات المجالس المحلية,كتبت إن مأساة ما حدث تتجسد أمامي في الشكاوي المريرة التي وصلتني من شخصيات فاعلة تم استبعادها من كشوف المرشحين لكنني أرجئ الخوض في تفاصيل تجربة كل منها لحين انتهاء الانتخابات.
الآن انتهت تجربة انتخابات المحليات وبدأت تظهر التقارير التي توثق مسارها,علاوة علي تراكم شهادات المشاركين فيها ومن بادروا بترشيح أنفسهم,وجاء الوقت لكي تفتح الملفات لكشف الأمور المسكوت عنها,لأن التفاصيل التي سمعتها ممن خاضوا التجربة وحاولوا المشاركة تثبت أن هناك درجة متزايدة من الوعي العام لدي الفئات المهمشة-المرأة والأقباط والشباب-لكسر طوق الانعزال والتقدم للمشاركة,لكن الكثيرين خرجوا بمرارة يتساءلون:ما المطلوب منا, ولماذا تم إقصاؤنا؟....وإليكم باكورة هذه الشهادات:
**السيدة أماني جمال حبيب جرجس-الزقازيق-الشرقية:أعمل صحفية بمكتب الإعلام بمحافظة.الشرقية وعضوة هيئة مكتب أمانة المرأة ومكتب أمانة الإعلام بالمحافظة ارتقيت سلم المناصب الحزبية في الحزب الوطني منذ18عاما بدءا من العضوية العاملة ثم أمينة المرأة بالوحدة الحزبية ثم الأمينة المساعدة بالمحافظة وأتمتع بسمعة طيبة معترف بها داخل أمانة الحزب بالشرقية وخاصة لدي الأمين العام الدكتور عزت إسماعيل...تقدمت لترشيح نفسي ضمن مرشحي الحزب الوطني في دائرة حي ثان بالشرقية,فأنا مواطنة مصرية أعتز بوطنيتي وأحرص علي المشاركة في الحياة السياسية,وكان داقعي أيضا إطمئناني إلي التصريحات الصادرة عن السيد رئيس الجمهورية بضرورة إتاحة الفرصة لجميع فئات الشعب في التمثيل النيابي علاوة علي تصريحات السيدة سوزان مبارك بضرورة مشاركة المرأة في دوائر صنع القرار..فوجئت باستبعادي من قوائم مرشحي الحزب بلا مبرر واضح وبالرغم من الترحيب والتشجيع والوعود التي قوبلت بها رغبتي للترشيح,كما فوجئت بخلو القوائم من الزميل المسيحي الوحيد الأستاذ فاروق نيقولا وبذلك خلت قوائم مرشحي الحزب عن حي ثان بالشرقية والذي يمثل تسع وحدات حزبية من أي مسيحي وذلك بالرغم من سابق إعلان القائمين علي عملية الترشيح أنالعنصر مسيحي(!!)تمثيله ضعيفا.
أمام هذا التهميش المتعمد للمرأة وللمسيحيين أتساءل:هل كل ما نسمع عنه من شعارات المواطنة وتمكين المرأة والتمثيل المتوازن لايعدو كونه شعارات رنانة ومسكنات؟!!
**الأستاذ نسيم صادق قلادة-كفر الشيخ:تقدمت للترشيح في انتخابات المجالس المحلية عن بندر الرياض-كفر الشيخ حيث قدمت أوراقي لخوض الانتخابات الداخلية في الحزب الوطني وحصلت علي أعلي الأصوات من الأعضاء المسلمين قبل المسيحيين.ولكوني المسيحي الوحيد وحاصلا علي أعلي الأصوات أبلغني المسئولون عن إعداد القوائم الحزبية بأنني ضمن مرشحي الحزب عن وحدتنا الحزبية,فقط يجب الانتظار حتي تأتي القوائم النهائية من القاهرة.فوجئت عند ورود تلك القوائم بخلوها من اسمي ومن أي مسيحي آخر,فأين حقي في الترشيح وقد حصلت علي أعلي الأصوات؟وأين حقوق المواطنة التي يتحدثون عنها في أمانة الحزب وفي لجنة السياسات؟وأين توجيهات رئيس الجمهورية بأن كل المواطنين سواء؟يبدو أن الحزب الوطني يرحب بالأعضاء المسيحيين داخل كوادر الحزب,أما أن يتطلعوا إلي أكثر من ذلك مثل تمثيل الحزب داخل المجالس المحلية فهو ما لا يسمح به...كيف نشعر أننا مواطنون من الدرجة الأولي إذا كان عند كل اختبار لذلك يتم إبلاغنا أننا مواطنون من الدرجة الثانية؟!!
**رسالة موقعة من42مواطنا من أقباط قرية التمساحية-مركز القوصية-أسيوط:الأقباط في قرية التمساحية يمثلون ثلث عدد سكان القرية وتربطنا بإخوتنا المسلمين علاقات طيبة ولا نقبل أية محاولة للتفريق بيننا...بالرغم من ذلك تم استبعاد جميع الأقباط من التمثيل في انتخابات المجالس الشعبية المحلية من جانب الحزب الوطني الديموقراطي.الاختيارات جاءت تلبية للأهواء الشخصية وتنكرت للمبادئ المعلنة للحزب ولمعايير المواطنة.المهندس حنا شحاتة مسعود جاء ترتيبه الأول من حيث عدد الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات التمهيدية علي مستوي الوحدة المحلية لاختيار المرشحين عن الحزب,وبديهي أن ذلك لم يحدث إلا بفضل أصوات الإخوة المسلمين قبل المسيحيين..لماذا إذن تم استبعاده من قوائم المرشحين؟المؤسف أن جميع أقباط القرية أعضاء في الحزب الوطني,فلا يوجد أحد ينتمي إلي حزب آخر(!!)لكن يبدو أن أقباط التمساحية أصبحوا جماعة محظورةهم أيضا!!
***هذه باكورة شهادات انتخابات المحليات التي أرادها الحزب الوطني أن تكون شهادة علي نجاحه بنسبة مائة في المائة...لكن هل نحن مقبلون علي مشهد من مسرحية الممثل الواحد كما نشاهد في مسرح اللامعقول؟!!ليس أدل علي ذلك سوي ما أعلن عنه من قصر الانتخابات علي30% من المقاعد بعد حسم70% منها بالتزكية!!!