Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

قبيلة الدنكا تعود لجنوب السودان بعد مذابح المسلمين

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
مشكلة الجنوب
قبيلة الدنكا تعود
المسيحيين فى الجنوب
مجلس الأمن وأيبى
إعتداء جيش الشمال الإسلامى
قبائل جنوب السودان :  قبيلة ننجلا
إتفاق الجنوب اليوم
إستقلال الجنوب
المسيحية فى الجنوب

Hit Counter

 

الوكالة العالمية للأخبار بى بى سى الأحد 02 يوليو 2006 عن خبر بعنوان [ استعادة الماضي في جنوب السودان ]  بقلم جين ستانلي - بي بي سي نيوز، السودان 

قبل خمسة عشر عاما في بور بجنوب السودان، نفذت ميليشيات متحالفة مع حكومة الخرطوم التي تبعد كثيرا عن الجنوب هنا، مجزرة راح ضحيتها من يقدر عددهم بألفي شخص أغلبهم من عرق الدنكا. والآن بدأ الفارون من تلك المجزرة في العودة حيث يأملون في استعادة أرض الأسلاف.
طفلة جنوبية تجلس أمام تجمع للمياه بجنوب السودان (صورة أرشيفية)
الكثيرون من جنوب السودان انتظروا طويلا للعودة
وبور منطقة أتى عليها الحزن بالكامل، كما أنها نائية ومنقطعة عن العالم الخارجي تماما في موسم المطر.
وخلال هطول الأمطار تتحول أوحال التربة الحمراء التي هي أقرب ما يوجد شبها بالطرق، إلى مزيج من الطين والألغام الأرضية، ويصبح المطار المتواضع المغطى بالحفر غير صالح للاستخدام.
وفي مطلع التسعينات، وبعد المجزرة، سيطرت قوات الحكومة الإسلامية السودانية على البلدة وأدارتها كموقع حامية لقواتها العربية.
وكانت تلك القوات تخوض حربا أهلية طويلة الأمد ضد الحركات المتمردة الجنوبية من المسيحيين وأصحاب العبادات التقليدية الأفريقية.
ولكن الآن حل السلام أخيرا، وبات المتمردون يسيطرون على الجنوب وباتت البلدة مفتوحة للزوار.
وكان أول ما شاهدته وشاهده العائدون إلى بور بعد 15 عاما أو أكثر هو الميناء النهري.
ولا يوجد أحواض للسفن هنا، ولا أي نوع من المرفأ، بل مجرد ضفاف النيل، وعلى جانبها قمامة وصرف صحي، وتنتشر أعداد من التماسيح الضخمة وبؤر لاستشراء الكوليرا.
العودة
لقد رجع جيمس أنيانج إلى البلدة العام الماضي.
وكان جيمس قد سمع أثناء وجوده في مخيم للاجئين في أوغندا المجاورة، أن أمه قتلت في المجزرة.
ثم وجد بعد ذلك أن شقيقه الأكبر قد مات أيضا. أما أبوه، الذي كان في عنفوانه حينما رحل جيمس عن المكان، فقد بات عجوزا الآن وقد أوهنه الصراع من أجل البقاء بينما كانت بور تحت ما وصفه بأنه كان "احتلالا وحشيا".
أراني جيمس المنطقة الخضراء بمحاذاة ضفاف النهر حيث يقول إن الناس في الحامية اعتادوا التخلص من جثث من قتلوهم، ويضيف أن الجميع في بور يعرفون ما يوجد تحت حشائش الماء هذه.
يصلون فى كنيسة تدخل إليها اشعة الشمس من خلال ثقوب أحدثها رصاص المسلمين
وجيمس أحد شيوخ الكنيسة الأسقفية المتداعية المبنى، والتي هي في الواقع كاتدرائية بور، ولها أسقف خاص بها، وقد أعيد افتتاح الكاتدرائية في الأشهر القليلة الماضية.
واليوم تتسلل أشعة الشمس من الثغرات التي أحدثها الرصاص في السقف، وتتراقص تلك الأشعة مضيئة أوجه المتعبدين داخل الكنيسة.
وهؤلاء المصلون مثل جيمس هم من أبناء الدنكا - أكبر جماعة عرقية في جنوب السودان - والذين أسسوا وشكلوا عصب حركة التمرد التي صارت تحكم المنطقة الآن.
رصاص رسشاشات المسلمين تحصد الأرواح "من كوخ إلى كوخ"
وبور في قلب أراضي الدنكا - وهم شعب من الأصول الزنجية يمتازون بطول القامة والنحافة ولون الأبانوس الداكن، وتتمركز حياتهم تقليديا على تربية المواشي وهي الحرفة التي احترفوها منذ آلاف السنين.
وفي عام 1991 تمكنت حكومة الخرطوم من خلع الزعماء المستاءين من قبيلة النوير الأصغر، من صفوف الحركة المتمردة، حيث يقول أهالي الجنوب إنهم أرسلوهم ليقوموا بمجازر في بور.
ويقول العائدون إن رجالا مسلحين بالحراب والسيوف، فضلا عن السلاح المفضل في الحروب الأفريقية، رشاش الكلاشنيكوف، دخلوا آنئذ من كوخ إلى كوخ حيث أعملوا القتل في كافة من حاولوا الهرب.
والذين لم يتمكنوا من الركض بالسرعة الكافية - من كبار السن، أو المعاقين والمرضى، فقد تم حشرهم في أكواخ وإضرام النار فيهم.
ويتابع المتحدثون القول إن ماشيتهم العزيزة لم تسلم أيضا، فإما سرقت أو أطلق عليها الرصاص وتركت جثثها للطيور الجارحة تنهشها بعد أن تشبع من لحم البشر.
دمرت الحرب الأهلية الكثير من بقاع جنوب السودان
وقد اكتظت الدروب الطينية الخارجة من بور بالدنكا الذين حاولوا الفرار، وحمل بعضهم ما أمكنه من المتاع القليل، بينما فر آخرون بخفي حنين، عريانين وجوعى.
وفي السنوات التي تلت ذلك، لقي عشرات الآلاف حتفهم في المجاعة، إذ لم يعد لديهم أبقار وشردهم القتال من الأرض التي كانوا يزرعونها.
غير أنه لا يوجد سجل لتلك المجزرة، بل حسب علمي مجرد شريط فيديو واحد بدت فيه الصورة مهتزة ومن الواضح أنه التقط على عجل.
وقد صور هذا الشريط قس أيرلندي تحول إلى عامل إغاثة قال إنه كان شاهدا لما بعد المجزرة مباشرة وأخذ شريطه بعد ذلك للصحفيين حيث ترجاهم أن يجذبوا الانتباه لعمليات القتل.
تذكرت هذا الشريط منذ الفترة القصيرة الأولى التي عملت فيها في أفريقيا، وأعدت مشاهدته من جديد.
"شعب ضائع"
لم يقل انزعاجي من مشاهدة الشريط من جديد عما كان في المرة الأولى.
ففي الشريط شاهدت لقطة لجسد ملتوي لرجل في منتصف العمر وهو ما ذكرني بامرأة التقيت بها لتوي في بور وتدعى ريبيكا أجوك.
لا يمكن أن نسمح للمذبحة أن تكون قيدا علينا إلى الأبد. نعم لم ولن ننسى، غير أننا سنصفح
جيمس أنيانج
وقالت لي ريبيكا إنها تمكنت من الفرار في ذروة عمليات القتل، غير أنها شاهدت ذبح حماها بسكين أمام عينيها.
كيف يمكن لأناس مثل ريبيكا أن يعيدوا بناء حياتهم هنا؟ فحرفيا لا يوجد شيء - لا مياه نقية، ولا غذاء سوى اليسير، ولا عمل، ومستشفى وحيد فقير للغاية.
لاشك أنه سيكون هناك صراع على تلك الموارد النادرة.
غير أن جيمس أنيانج يقول مؤكدا إنه لن يكون هناك صراع، ويضيف "لقد عاد الجيران لاستعادة ديارنا، وإكرام أرض أجدادنا والعيش فيها، أرض شعبنا الضائع".
ثم يشير إلى حشد آخر من المصلين ينتظرون ليدخلوا بدورهم إلى كاتدرائية بور، بعد انتهاء عظة الكنيسة الأسقفية.
ويقول جيمس مبتسما "هؤلاء من النوير، لقد اقتنصهم مبشرو الكنيسة المشيخية أولا!".
وقلت له "ولكنهم هم الذين ارتكبوا المذبحة!".
وأضاف جيمس "لقد كانت السياسة وليس البشر. تعلمين علينا أن نصفح، لا يمكن أن نسمح للمذبحة أن تكون قيدا علينا إلى الأبد. نعم لم ولن ننسى، غير أننا سنصفح".

This site was last updated 01/10/11