Home Up مشكلة الجنوب قبيلة الدنكا تعود المسيحيين فى الجنوب مجلس الأمن وأيبى إعتداء جيش الشمال الإسلامى قبائل جنوب السودان : قبيلة ننجلا إتفاق الجنوب اليوم إستقلال الجنوب المسيحية فى الجنوب 
| | جريدة وطنى 30/3/2008م السنة 50 العدد 2114 عن مقالة بعنوان [ منطقة أبيي... قصة قبيلتين ] تحقيق: سامح سامي - سالي عاطف
منطقة أبيي بالسودان مثل كثير من مناطق النفط في العالم...تشهد الكثير من النزاعات والصراعات بين شمال السودان وجنوبه...صراع بين قبيلتين المسيرية (شمال) والدينكا أنقوك (جنوب). ويبدو النزاع حول منطقة أبيي أكثر نواحي اتفاقية السلام الشامل المبرمة عام 2005 عرضة للانفجار وهو يهدد بنسف هذه الاتفاقية, حسب وصف تقرير المجموعة الدولية للأزمات التابعة لمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان. فبموجب اتفاقية السلام الشامل, تخضع الأرض المتنازع عليها والتي تحتوي علي نسبة كبيرة من احتياطي السودان النفطي لإدارة خاصة وستظل تحت سيطرة الرئاسة بانتظار نتيجة الاستفتاء المقرر إجراؤه في عام 2011 والذي سيحدد إذا كانت المنطقة ستلحق بما يفترض أن يكون قد أصبح جنوبا مستقلا أم لا. وتم الاتفاق علي تكوين لجنة قومية في الفترة الانتقالية(2005-2011) لتوزيع الموارد تتكون من ممثلين للحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب ووزراء المالية في كل الولايات, بجانب اختصاصيين تعينهم رئاسة الجمهورية وممثلين لوزارتي العدل والاستثمار, دون أن يتم تحديد الصلاحيات وطرق إدارة عمل اللجنة. وقد تم الاتفاق علي إنشاء مفوضية خاصة بالنفط يرأسها وزير الطاقة. قصة الصراع قبل الشروع في تناول قضية أبيي وعرض مختلف الآراء حولها, هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا الصراع علي هذه المنطقة ومتي بدأ هذا النزاع؟ تقع أبيي غرب منطقة كردفان السودانية, وتحدها شمالا المناطق التي تسكنها قبيلة المسيرية, وجنوبا بحر العرب(كيير بلغة الدينكا) القريب منها. ويعيش فيها مزيج من القبائل الأفريقية مثل'الدينكا' والعربية مثل المسيرية, ويدعي كل طرف سيادته التاريخية علي المنطقة ويصف الآخرين بالغرباء. وتعتبر منطقة تداخل بين قبيلة المسيرية الشمالية وقبيلة الدينكا الجنوبية التي ينتمي إليها زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق, وهو تداخل يعود تاريخه إلي منتصف القرن الثامن عشر. وعانت قبائل تلك المنطقة من آثار الحروب الأهلية في السودان, في الحرب الأولي التي امتدت بين سنوات 1956 و1972, والحرب الأهلية سنة .1983 تقول وجهة نظر الحكومة إن أبيي هي منطقة تمازج بين القبائل العربية والأفريقية, نافية كونها خالصة لطرف دون الثاني. أما الحركة الشعبية لتحرير السودان فتقول إن أبيي كانت تابعة للجنوب قبل سنة 1905, ولكنها ضمت من قبل الحاكم العام البريطاني لشمال مديرية كردفان بقرار إداري, وتطالب بإعادتها إلي الجنوب. تضيف الحركة لوجهة نظرها أن العلاقة بين مجموعة الدينكا والعرب عرفت تغييرا في فترة الرئيس السابق إبراهيم عبود في تلك المنطقة, حيث حاول عبود إنهاء مشكلة الجنوب عبر العمل العسكري, إضافة إلي جهود الأسلمة والتعريب هناك, وحينها بدأ عدد من أبناء دينكا أبيي في الالتحاق بالحركات المسلحة الجنوبية. وفي عام 1905 ضمت المنطقة التي يسكنها دينكا أنقوك ومنطقة قوقريال (دينكا تويج وروينق) إلي كردفان وظل ذلك هو الحال حتي عام 1931 حين أجري تعديل إداري أبقي أبيي (دينكا أنقوك) في كردفان, وأعاد قوقريال (دينكا تويج) إلي بحر الغزال, كما ضم دينكا روينق إلي أعالي النيل. لذلك تطالب الحركة بإعادة أبيي إلي الجنوب بقرار إداري مماثل يصدر من رئيس الجمهورية, ولكن الحكومة تري أن منطقة أبيي منطقة تمازج بين المسيرية والدينكا أنقوك. لكن الحكومة السودانية تستند إلي مذكرات وتقارير أعدتها الإدارة الاستعمارية البريطانية بأن قبيلة الدينكا أنقوك المقيمة هنالك ظلت علي حرصها ومثابرتها بأن تكون إلي جانب المسيرية في شمال السودان, وأن ناظر الدينكا كوال أروب عندما خيرته الإدارة البريطانية بين البقاء في الشمال أو الالتحاق بالجنوب في 1934 فضل الشمال علي الجنوب. وعندما مات الناظر كوال وخلفه ابنه دينق مجوك الذي طرح عليه مرة أخري أمر العودة إلي الجنوب عام 1951 اختار بدوره البقاء في الشمال. ولكن اختيار دينكا أنقوك لمرتين البقاء في الشمال يجد بعض التفسيرات من قبل قيادة الحركة الشعبية, التي تري أن القرار كان فوقيا صادرا من ناظر الدينكا لاعتبارات اقتصادية واجتماعية خاصة به, ومتعلقة بوضعه كزعيم في الشمال يحظي بامتيازات أكبر من نظرائه في الجنوب. وضع خاص في اتفاقية السلام في عام 2005 بناء علي البروتوكول الموقع في نايفاشا بكينيا في السادس والعشرين من مايو 2004 بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان حول تسوية نزاع أبيي أنشئت 'مفوضية ترسيم حدود أبيي' لتعيين وتحديد و ترسيم منطقة عموديات الدينكا التسع التي تم ضمها إلي كردفان في 1905م. ينص البروتوكول علي أن 'تشمل المفوضية, بين أشياء أخري, خبراء وممثلين للجماعات المحلية والإدارة المحلية', ولكن هذا التقرير أثار جدلا واسعا في شمال السودان الذي رفض وأعترض علي خلاصة التقرير. حيث رفض حزب المؤتمر الوطني الحاكم الحكم 'النهائي والملزم' الوارد في تقرير لجنة حدود أبيي. أربعة سيناريوهات للحل حول النزاع في أبيي والصراع علي النفط أكد فرمينا منار مكويت مندوب مكتب اتصال حكومة جنوب السودان في الشرق الأوسط والجامعة العربية أن أبيي منطقة جنوبية تتكون من عشر قبائل, تسع منها قبائل جنوب السودان وواحدة عرب رحل. وهذه المنطقة تشهد نزاعا بين الجنوب والشمال بسبب أن المنطقة مليئة بالبترول. وعند توقيع اتفاقية السلام, منحت أبيي وضعا إداريا خاصا, وهو أن يكون سكان أبيي مواطنين لكل من غرب كردفان وبحر الغزال مع تمثيلهم في الأجهزة التشريعية لكلا الولايتين. وأن تدار أبيي بوساطة مجلس تنفيذي محلي ينتخبه سكان أبيي. وقسمت الاتفاقية صافي عائدات البترول من أبيي إلي ستة أقسام خلال الفترة الانتقالية: الحكومة القومية (50%) حكومة جنوب السودان (42%), بحر الغزال (2%), غرب كـردفان (2%), محليا مع دينكا أنقوك (2%) ومحليا مع المسيرية (2%). كما نصت علي نشر مراقبين دوليين في أبيي لضمان التنفيذ الكامل لهذه الاتفاقات. ورغم هذا التقسيم يذهب كل صافي البترول إلي الشمال. وبعد أن أتفقنا علي إنشاء لجنة من الخبراء لترسيم الحدود رفض الشمال تقرير اللجنة رغم أن تقريرها نهائي وملزم. وعن رؤيته لحل هذا النزاع قال إنه يوجد أربع سيناريوهات, الأول العودة للتحكيم الدولي, الثاني الاعتراف بتقرير مفوضية ترسيم الحدود الصادر في 2005, الثالث أن يحدد أهالي منطقة أبيي حدودهم ونبني علي رأيهم قرارا سياسيا, الرابع هو تقسيم صافي البترول كما جاء في اتفاقية السلام. أما د. إبراهيم دقش المتحدث السابق باسم منظمة الوحدة الأفريقية فقال إن أبيي منطقة التماس بين جنوب السودان وكردفان في غرب السودان, ظلت إداريا تتبع الأخيرة وتتعايش فيها قبائل الرحل والبدو من المسيرية ودينكا أنقوك, وظلت الأعراف والتقاليد هي التي تحكم العلاقة بين الاثنين وتلعب الإدارة الأهلية وزعامات القبائل الدور التوفيقي بين الجانبين. وفي تقريره حول السودان قال الأمين العام للأمم المتحدة ما زال التوصل إلي حل بشأن مسألة أبيي بعيد المنال. آراء أهالي أبيي للاقتراب من قصة المنطقة كان لزاما أن نجري حوارا مع أهالي أبيي, أولهم كان سلطان جون مات مادوت رئيس مجلس سلاطين أبيي الذي أكد أن صراع أبيي قديم منذ اكتشاف البترول في هذه المنطقة. والدينكا في صراع لأن العرب المسيرية يأتون في فترة الصيف لرعي الأبقار والمياه وذلك دون مقابل, وفي نهاية الصيف يرجعون إلي مناطقهم وكثير منهم يحاول سرقة أبقار قبيلة الدينكا أنقوك. وهذه المشكلة تتكرر كل عام وهي مشكلة دائمة, خاصة وأن المنطقة مليئة بالثروات الحيوانية. وهناك مطامع كثيرة في أبيي التي يسكنها تسع قبائل تتبع الدينكا وهي أرض الجنوب وأهله أهل الجنوب, أهل أبيي أفارقة لا عرب. وكان بأبيي نهر كبير يدعي كيير ولكن الرئيس السابق جعفر النميري بدل اسمه إلي بحر العرب. وأضاف ملوال داو سلطان قبيلة جنوبي مصر ونائب رئيس مجلس سلاطين أبيي أن قبيلة المسيرية كانت تأتي إلي الدينكا لمدة 3 شهور, وهذه القبيلة تختلف في عاداتها وتقاليدها عن الدينكا أنقوك, كما يقول أهل المسيرية إنهم عرب, فهم لا يسكنون أبيي بشكل دائم, وإنما الحكومة تقول إن المسيرية تسيطر علي أبيي وذلك بعد اكتشاف البترول. ومن وقتها لا يتمتع أهل أبيي بالبترول, بل يعتمدون علي الزراعة والثروة الحيوانية. ومن ينظر إلي أبيي يجدها تنتمي للجنوب, فهي تقع شمال بحر الغزال وجنوب كردفان ولها حدود مع جبال النوبة وأعالي النيل. شول ميور شول سكرتير عام رابطة أبناء أبيي وسلطان عشيرة ماينوار قال إن المسيرية اسم علي مسمي فهم المتجولون بحثا عن المياه والحشائش. كما أن للدينكا عادات وتقاليد تختلف عن عادات المسيرية مثل تلك العادة التي تميز بها افرادها عن باقي القبائل الاخري والتي تتم بوشم الجبهة عن طريق احداث خمسة جروح فيها (الشلوخ) كذلك عندما يكسر أحدهم اثنتين من أسنان فكه السفلي حتي أن الواحد منهم ليعير الآخر بأنه لم يكسر أسنانه. في حين أكد مشوك داو رئيس رابطة أبناء أبيي في مصر أن مشكلة أبيي الحقيقية بدأت حين قتلت قبيلة المسيرية أفرادا من قبيلة الدينكا عام 1977 عند عودتهم من الخرطوم لأبيي. أما مريم أجيوم شول تونج ربة منزل من بنات أبيي ومقيمة في أستراليا فقالت إنها نزلت لأبيي في يناير الماضي وشاهدت الحادث الأخير الذي راح ضحيته كثيرون من أبيي ممن تصادف سيرهم في وجود أشخاص من المسيرية وعربات الجيش. وأضافت أن المسيرية أستولوا علي الطريق وأغلقوه, والوضع متأزم لأن أهالي أبيي يريدون شراء حاجاتهم ولكن الطريق مغلق وليس هناك أمان. وأكدت مريم أجيوم أن الحل يكمن في أيدي الحكومة السودانية والمؤتمر الوطني, لأن الحكومة تدعم المسيرية الذين يحملون السلاح لمحاربة أهالي الدينكا أنقوك الذين لا يحملون أي أسلحة بل هم منزوعو السلاح. واتفق مع الرأي السابق ألور كوال نائب رئيس رابطة أبناء أبيي في مصر, حيث أكد أن المسيرية تحمل السلاح; لأنها عالمة أن أبيي ليست أرضها. أما بونا ملوال وزير الإعلام في منتصف سبعينيات القرن الماضي - من قبيلة الدينكا - فله رؤية مغايرة, حيث قال إن المنطقة لم يسبق لها أن انتزعت من الجنوب عن طريق الحرب, ولهذا علي الجنوب أن يجد طريقة سلمية لتنفيذ البروتوكول. وأضاف بما أن منطقة أبيي أصبحت جزءا من جنوب كردفان بشمال السودان منذ عام 1905م فإن موضوعها لن يحل سلميا بسهولة كجزء من حدود جنوب السودان وفقا لمواصفات اتفاقية السلام الشامل لحدود الجنوب, كما أنها لم تعد منطقة خالصة لدينكا أنقوك فهناك مصالح لقبائل أخري ولسوء الحظ لم يتناولها بروتوكول أبيي, ويجب مراعاة هذه المصالح القبلية عند تطبيق البروتوكول.
------------------------------------
خلاصة تقرير مفوضية ترسيم حدود أبيي في 2005
بعد دراسة دقيقة لكل اقتراح قدمه المسيرية ودينكا أنقوك وحكومة السودان والحركة الشعبية/الجيش الشعبي وفحص وتدقيق كاملين للبينة المتاحة, قام الخبراء في مفوضية ترسيم حدود أبيي باتخاذ القرارات التالية : * في عام 1905 لم تكن هناك حدود واضحة للمنطقة التي تم ضمها من بحر الغزال إلي كردفان. * إن اعتقاد حكومة السودان بأن منطقة عموديات دينكا أنقوك التي تم وضعها تحت إدارة كردفان في 1905 تقع بكاملها جنوب بحر العرب اعتقادا خاطئا حيث أسست الحكومة اعتقادها هذا إلي حد كبير علي تقرير من موظف بريطاني خلص بطريقة غير صحيحة إلي أنه وصل إلي بحر العرب بينما في واقع الأمر فإنه وصل إلي الرقبة الزرقاء/نجول. ولعدد من السنوات ظلت الخرائط الصادرة بعد ذلك والتي استشهدت حكومة السودان ببعضها في طرحها للخبراء, تظهر هذا الخطأ. * إن مطالبة دينكا أنقوك بأن حدهم مع المسيرية ينبغي أن يمر من بحيرة كيلك إلي المجلد لا أساس له من الصحة. * تدحض السجلات التاريخية والعوامل البيئية ادعاء المسيرية بأن منطقتهم امتدت بكثير إلي جنوب بحر العرب وهي منطقة لم يقدموا بصددها مطالبة رسمية خلال فترة الحكم الثنائي. * علي الرغم من أن للمسيرية حقوق رعي (ثانوية) (موسمية) في مناطق بعينها شمال وجنوب مدينة أبيي فإن زعمهم بأن لهم حقوق 'سيطرة' (دائمة) علي تلك المناطق لا يدعمه سند وثائقي أو بينة جوهرية. * توجد بينة كافية لدعم مطالب دينكا أنقوك في حقوق سيطرة علي مناطق علي طول بحر العرب والرقبة الزرقاء وأن هذه المطالبات ظلت قائمة لمدة طويلة وسبقت في تاريخها عام .1905 * لا يوجد أساس لمطالبة المسيرية بأنه بسبب تضمين منطقة أبيي في منطقة 'دار المسيرية' فإنها تعود إلي مواطني المسيرية. تم وضع دينكا أنقوك والحمر تحت السلطة الإدارية لنفس الحاكم فقط لأسباب الملاءمة الإدارية في .1905 بعد ذلك الإجراء, احتفظ دينكا أنقوك بذاتيتهم وسيطرتهم علي شئونهم المحلية وحافظوا علي نظام محاكم منفصل. * توثق السجلات الإدارية لفترة الحكم الثنائي وشهادة أشخاص ملمين بالمنطقة لاستمرارية مستوطنات دينكا أنقوك في أماكن شمال بحر العرب واستعمالهم لها في الفترة ما بين 1905 و1965 وفقا لما طالب به دينكا أنقوك والحركة الشعبية/الجيش الشعبي. * قام الخبراء بدراسة الطرح المقدم من الحركة الشعبية/الجيش الشعبي بأن مطالبتهم بالسيطرة تقع في خط عرض 10 درجات و35 دقيقة شمالا إلا أنهم وجدوا أن الأدلة التي تدعم هذا غير كافية. * إن الحد بين دينكا أنقوك والمسيرية يقع في منتصف القوز بين خطي عرض 10 درجات و10 دقائق شمالا و10 درجات و35 دقيقة شمالا. |